PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : طائفية المحور الثلاثي !



الغزآلي
12-07-2013, 04:00 PM
http://store2.up-00.com/Apr13/pRY33177.jpg

طائفية المحور الثلاثي (الايراني –السوري- الحزب اللاتي) : والجناية على طوائفهم ..!
(الطائفية الأسدية الحاقدة بين نزار قباني وسعد الله ونوس)


عبدالرزاق عيد .

طبعا لن نتحدث عن المآلات المصيرية لهذا المحور الذي جعل من نفسه وريثا (كاريكاتوريا) للمحور الشرقي العالمي، بفروعه العالمية الثلاث أيام الحرب الباردة فيما سمي بـ :المنظومة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفييتي (المتعادل نوويا مع المعسكر الغربي والولايات المتحدة)، ومن ثم اليسار الأوربي والحركات العمالية ثانيا، وثالثا :

حركات التحرر الوطني العالمية، الذي من المفترض أن المحور الثلاثي (الشيعي ) بقيادة إيران كان جزءا من فرع منظومة حركات التحرر الوطني الذي كان يشمل عشرات الدول في العالم: أي أن دولتين من هذا المحور (ايران وسوريا ) وأداتهما حزب الله، حلت محل الفرع الثالث (التحرري ) كله، إن لم نقل محل المحور الشرقي ذاته، إذ احتلت موقع رأس الحربة في معسكر مواجهة قوى الغرب الرأسمالي، هذا إن صح الحديث عن بقاء مثل هذا المعسكر بعد سقوط الإتحاد السوفييتي وبعد أن عولم الغرب الرأسمالي العالم بمجموعة حول مركز تفوقه الحاسم اقتصاديا وعسكريا وتقنيا وسياسيا وثقافيا بعد الانهيار الكبير وانتهاء الحرب الباردة .

بل إن العماء الطائفي المؤسس على وعي سحري (ميثي) والمستند الى تأييد ودعم قوة (آل البيت: أي البيت الهاشمي في مواجهة البيت الأموي ) بلغ به حد أن يخندق ما نسبته 15%، هم نسبة الشيعة في العالم الاسلامي، ضد باقي العالم الاسلامي ذي الأغلبية السنية الذي لم ينجح ملالي طهران إلا باستفزاز (سنويّة ) السنة عبر إثارة إحن الماضي واشكالاته وملابساته والتباساته التي راحت توقظ فتاوي بن تيمية حول أولوية الخطر على الأمة:
هل هو (عدو الداخل الاسلامي (الشيعي) أم العدو الخارجي)، أيهما يهدد كيان الأمة أكثر:(إيران أم من إسرائيل ؟)،

وذلك بفضل جهود ملالي إيران الذين راحوا (يقومنون المذهب)، ليجعلوا من إيران خطرا ينافس خطر الإسرائيليين الممتد لأكثر من ستين سنة بعد أن فرضوا وجودهم على العرب كأمر واقع، ليس بسبب تفوقهم في ميزانهم العسكري فحسب، بل والتقني والاقتصادي والسياسي، هذا التفوق الذي وصفناه يوما بأنه من النوع الذي يطرح التحدي في صيغة (التحدي المهماز) الذي يفرض على الآخر تحديا حضاريا يحفز على التقدم وتجاوز الذات لذاتها المتأخرة، في حين أن ايران لا تتمتع بأي من مميزات التحدي الإسرائيلي، إذ هي لا تملك سوى تمايزها المذهبي عن العرب الذين غالبيتهم يحسبون على مذهب السنة، وقد أضحى عليهم أن يؤمنوا بأن ايران ستنتصر على اسرائيل بفضل (مدد أهل البيت) لها،

وكأن على السنة أن يفهموا أنهم إنما انهزموا وينهزمون أمام إسرائيل بسبب مذهبهم السني بوصفهم ، ولا يفوضون أمرهم وتكاليفهم إلى ولي الفقيه ممثل الإمام الغائب، وأن مشكلة السنة تكمن في عدم اعترافهم بفضله الذي يتفوق على فضائل النبوة، وأن عودة الإمام الغائب غدت قريبة، إذ ليس علينا سوى التعجيل بعودته الشريفة عن طريق إشعال الحروب، لنوفر الزمن على إمام الزمان وفق تهوسات (الحجتية) الذين ينتمي لهم أحمدي نجاد !؟

وعلى هذا التأسيس المذهبي السحري فإن ايران ببنيتها الاقتصادية – السياسية المتخلفة كتخلف محيطها العربي، لا يمكن أن تقنع أحدا بأنها قادرة على الانتصار في الحيزات التي سبق أن انهزم فيها العرب (السنة)، إذ يكفي العرب والسنة لا لتذكر الفتح الاسلامي لفارس ولا لهزيمة الامبراطورية الفارسية بذي قار أو القادسية منذ القدم، بل يكفي أن ينظر العرب إلى ما قبل عشرين سنة ليروا هزيمة الملالي (الالهية ) في قادسية صدام ببساطة ..

أما شراء تكنولوجيا السلاح النووي فلن نقول إن مصر قادرة عليه فنيا وبشريا بشكل متقدم على ايران، وأن بلدا كالسعودية قادر ماليا على شراء أضعافه في ظروف مواتية، بل إن دولا خليجية أصغر تملك امكانيات مالية، بل ومناخ دولي أكثر تقبلا لامتلاك الخليج السلاح النووي، سيما إذا ظلت ايران مصممة على أهدافها (التطاووسية ).

إن ملالي ايران ونجادهم وولي فقيهم لا يملكون ما يتنافسون به مع العرب والسنة
سوى في (محاصيل الثروة اللغوية)، التي استهلكها العرب كسادة لها خلال نصف قرن، فأتى الايرانيون ليرثوا هذه البضاعة (اللغوية البائرة ) عن العرب، بل إن العنف اللفظي الشعاري التهييجي الذي ورثه حزب الله عن اليسار العربي الطفولي في الستينات

كان اليسار قد غادره بعد أن تعقلن ودخل سن النضج، ولذا لم يجد حزب الله الإيراني ربيبا لهم سوى حليفهم الطائفي في سوريا الوريث الشرعي لهزيمة العقل العربي الرغبوي الرغائي والهذائي، وذلك باعتبار أن الحلفاء الطائفيين المستولين على سوريا يستشعرون نحو حزب الله بالضعف المعنوي بسبب ما يمثله الحزب الإيراني من تفوق المشروعية المذهبية التي وهبها لهم الإمام الصدر الذي يدينون له بالفضل (عندما اعتبر أن العلويين فرع من البيت الشيعي)، وعلى هذا فإن طائفية التشيع الإيراني لم يجلب لطائفته سوى استعداء ليس العالم فقط، بل والعالم الإسلامي ذاته تحت وهم قيادته باسم ولي الفقيه ...

أما مظاهر طائفية النظام السوري وجنايته على طائفته فهي تتهيكل في سعيه خلال أربعين سنة إلى إحداث تطابق وهمي بين مصلحة الطائفة ومصلحته العائلية (الأسدية ) ... حيث ستتبدى كارثية جنايته على طائفته من خلال هذا السعي لإحداث هذا التطابق، فإنه سيتمثل لاحقا من خلال واقع أن العائلة الحاكمة لم تقدم للطائفة سوى (العسكرة والمخابرات وزعرنة التشبيح والفساد) على حساب الدور الطليعي الذي لعبته نخبتها المثقفة في التاريخ الوطني السوري عبر المشاركة الفعالة والطليعية في صياغة بلورة الوعي القومي بمستواه العربي، وبمستواه السوري، وقد تجلى ذلك في درجة الحضور الكثيف والناشط للعلويين في حزب البعث والحزب القومي السوري، حيث طموح النخبة للاندماج الوطني والقومي ارتقى بها فوق فئويتها (الأقلوية )، فكان البعث طريقها للانخراط في فضاء قومي وعلماني حديث يفتح أحضانه للجميع، إن كان على المستوى السوري لبلاد الشام، أو على المستوى القومي العربي...إذ قدمت الطائفة لمجتمعها الوطني السوري سلسلة ثقافية (أدبية) وسمت الثقافة الأدبية في سوريا بنكهه تجديدية تحديثية طليعية أهلتهم لاحتلال موقعهم المميز على المستوى الثقافي القومي السوري والعربي : بدءا من الكبير بدوي الجبل مرورا بأدونيس وصولا إلى الجيل الثالث، ممدوح عدوان ممثل جيل (التمزق الدرامي) للمثقف الوطني والقومي اليساري الذي أصبح عليه أن ينصاع لشروط الطائفية (الأسدية) التي ترغمهم على تحمل آثام جرائم العائلة باسم وحدة المصير الطائفي الذي اشتغلت(الأسدية) عليه باستماتة، سيما بعد الفتنة الكبرى في بداية الثمانينيات مع الإسلاميين الذي تمكنت (الأسدية)

من تحويل المعركة معهم من معركة مع مجموعة عشرات من المقاتلين، لتكون معركة ضد المجتمع السوري ككل، عبر صياغة وبلورة قاعدة خاصة لطغمة العائلة، تقوم على الروابط الأهلية الوشائجية : روابط القرابة والدم، العشائرية، تتويجا للطائفية الكريهة التي سمموا من خلالها الاجتماع السوري الوطني والمدني والدستوري، في ظل تسلطية العائلة ذات ميراث صنعه الأشقياء وممارسة البلطجة و(التوحش ...حيث الاسم الأصلي للعائلة)، والتغرب عن الجسم الوطني لسوريا إذ معروف توقيعهم على عريضة استرحام فرنسا للبقاء كمستعمرة لسوريا...الخ وذلك وفق الدراسات التي تناولت تاريخ العائلة الأسدية .

ولعل أعمق الدلالات التي تتشخص فيها (دراما التمزق للمثقف الوطني) المتحدر من وسط علوي، تتمثل بأن ثلاثة من أبرز رموز الثقافة الوطنية السورية المعاصرة من جيل ممدوح عدوان، قضوا جميعا بالسرطان وهم دون الستين : (هاني الراهب – بوعلي ياسين – ممدوح عدوان )، وفي فترة متقاربة، مما يدعو للتساؤل الجدي عن دلالة أثر هذا التمزق الوجداني بين الانتماء لوطن أم لطائفة على المصائر الحياتية للكتاب الثلاث، وما كان لهذا التمزق من أثر على تحولات سرطنة الداخل الثقافي والوجداني على سرطان الجسد .

طبعا نحن ركزنا على دلالة السلسلة المشار اليها بهدف بلورة دلالة الصورة، إذ لا يقتصر هذا الدور النوعي على هذه السلسلة، بل إن نخبة أبناء الطائفة انخرطوا في الحياة الثقافية الوطنية بدون قبليات وموروثات تشدهم الى الماضي، فغدوا لفترة وكأنهم يقودون الروح الثقافية الشابة المجددة الوثابة لسوريا الحديثة، عندما مثلوا صورتها اليسارية والعلمانية ...

ولعل الحضور المميز لسعدالله ونوس -وهو يشارك الثلاثة السابقين المصير السرطاني في عمر مبكر لم يتجاوز الخمسينات- جعله خارج سلسلة دراما التمزق بين الذات الابداعية وضرورات التماهي مع شروط الطائفية (الأسدية )التي عاشتها نخبة الطائفة ..إذ أن الراحل سعد الله كان نسيج وحده في الثقافة السورية من حيث قدرته على تحقيق الانزياح عن المألوف والسائد، ليس على المستوى الجمالي والفني المسرحي فحسب، بل وعلى المستوى المعرفي والثقافي، حيث الرجل المنحاز يساريا للحزب الشيوعي، كان يغرد خارج السرب اليساري لزمنه، وذلك عندما كان يطمح لإدراج الديموقراطية كعنصر حاسم في بنية مصفوفة وعيه اليساري، وكان سابقا لنا جميعا على هذا المستوى(المصالحة بين اليسار والديموقرطية) إلى الحد الذي كان ينظر له في الأوساط اليسارية الشيوعية التقليدية، كهرطوق ليبرالي أفسدته تجربته الثقافية في فرنسا الرأسمالية ...

فالرجل المنشق على الشمولية اليسارية الشيوعية، كان من باب أولى أعمق انشقاقا عن اليسار القومي (البعثي )، وأكثر انشقاقا بل وانسلاخا ورفضا لـ(الأسدية)، بما كانت تعني له من (عسكرة) الحياة السياسية، ولهذا كان الأسد غاضبا اثر اللقاء الذي خصه به مؤنبا له: باعتباره-والمثقفين السوريين- لا يرون إلا النصف الفارغ من الكأس والوجه الأسود للحياة السياسية في سوريا على عكس المثقفين اللبنانيين على حد تعبيره، الذين راح يستعيض بهم عن المثقفين السوريين الجاحدين ... سيما بعد أن بدأ حزب الله ينظف الحياة السياسية اللبنانية لصالح ما سماه حسن نصر الله (سوريا الأسد) ...!

ولعل إيثار الأسد لونوس بهذا اللقاء لا يخلو من دلالة طائفية الأول، إذ كان مبعثه استغرابه الطائفي-على الأغلب- من جنوح سعد الله خارج شروط الطائفة، أي خارج الحيازة الأسدية للطائفة ....!

تماما كما سيفعل الابن(الوريث القاصر) لاحقا مع مثقف نبيل كالصديق عارف دليلة، فعندما اكتشف جحوده الطائفي بعدم الانصياع للزعامة العائلية للطائفة، خصّه دون معتقلي ربيع دمشق بضعف عقوبة السجن (12 سنة) ....!

أصدرنا بعد أيام من حرب الخليج الأولى بيان 52 مثقفا، الذي يعلن إدانته لقوات التحالف في الحرب على العراق، بما فيها تعريضنا الساخر من مشاركة الجيش السوري (الأسدي)، من خلال تعبيرنا الساخر عنها بصيغة (الحلفاء الصغار )، التي أثارت الزبانية أيما إثارة عندما فاجأهم أكثر من خمسين مثقفا يرفضون الانصياع للقطيعية الأسدية ....لكن مع ذلك كان لسعدالله تحفظاته على صيغة البيان ...

وعندما قدمت من حلب لألتقيه في دمشق إبان التحضير للبيان، استفسرت منه عن سبب تحفظه، فقال : ملاحظتي هي رفض صيغة تحية الجيش العراقي، والاكتفاء بتحية الشعب العراقي ...لأنه لم يبق جيش عربي وظيفته الدفاع عن الأوطان، بل الدفاع عن السجان ...الجيوش العربية أصبحت بمجموعها جيوش حراسة أنظمة ..اتفقت معه بالرأي وخالفته – حينها – بأن الوقت لم يحن لإعلان مثل هذا الرأي الشجاع ...سيما بالنسبة لنا نحن السوريين المهجوسين بمجاورة اسرائيل التي تفرض علينا الصمت حول واقع تآكل البعد الوطني لدور الجيش الذي أوقف آخر طلقة له على اسرائيل منذ حرب 1973، لتتحول من وقتها كل طلقاته نحو صدور الشعب السوري واللبناني والفلسطيني ... بيد أن سعد الله كان سباقا في الإعلان عن احتقاره للعسكر، سيما وهو يعرفهم عن قرب بعد أن انحصر وجود قادة الجيش في أبناء الطائفة !

ما أريده من هذا الاستطراد مع الصديق الراحل ونوس، هو القول بأن الرجل عاش منشقا وتوفي منشقا على سلطة العسكر وايديولوجياها الشعبوية وروابطها الوشائجية الطائفية البائدة... وقد توفي الرجل وكانت آخر صيحاته في مسرحيته (يوم من زماننا )، وعلى لسان بطل مسرحيته المصدوم والمصطدم بحالة الانحطاط والفساد وسقوط القيم في الزمن الأسدي، إذ سيطلق صرخته: "الموت ولا التعريص مع دولة هذه الأيام..."، حيث سياق النص كله بشير الى رمزية دولة هذه الأيام (الأسدية) ممثلة بصورة (الجنرال في المراحيض ) وصورة المستقبل من خلال الشباب الذين يحملون كتاب عبد لرحمن الكواكبي (طبائع الاستبداد ) .

كل هذا الهجاء المرير الذي قذفه سعد الله من داخله البركاني، والذي لم يجد له معادلا إلا براكين الكواكبي ضد الاستبداد، نقول : إن هذا الهجاء الموجع للجنرال تمت عملية امتصاص طائفي له، بهدف الغدر بالراحل لتقزيمه وطنيا من خلال اظهار رضاهم وتقديرهم الزائف له، أي عبر تطويع روح ونوس بعد مماته من خلال اهتمام واحتفاء إعلامي استثنائي لتكريمه بعد موته، من خلال اختزاله إلى مجرد ابن ضال يعود إلى بيت أهله (القبر في قريته)، حيث تتسامح معه عائلته بالعودة لاحتضانه وتجاوز نزقه وهفواته ...

لقد أردنا من جهتنا كمثقفين ديموقراطيين وكأصدقاء للراحل أن نتحدى الأجهزة الأسدية من خلال حفاوتنا البالغة بأحد أنبل أصدقائنا الخارجين على القانون الأسدي ... وعندما ذهبنا الى قريته (حصان البحر )، احتفالا بذكراه السنوية الأولى، وجدنا المخابرات قد سبقونا للاحتفاء به ادعاء بملكية ميراثه الرمزي وامتصاصا لاحتقاره لهم، فقد تحولت القرية الى فضاء مهرجاني مؤثرمما أشجانا وعزانا قبل مفاجأتنا بالرعاية الأمنية...فقد كانت المفاجأة خارج ما هو متوقع عادة بهكذا ظروف من إعاقات وعرقلات أمنية .. لنفاجأ بأن الاحتفال يتم تحت رعاية أمنية، إذ سمعنا مقدم الحفل يشكر أحد الأسماء الكبرى في عالم الأمن الذي ساعد على قيام هذا المهرجان ...

لم تكن مفاجأتنا العظمى هنا، لأنا تأولنا- للوهلة الأولى- هذا الموقف الأمني بوصفه-ربما- موقفا جديدا منفتحا على الآخر المختلف خارج إطار قطعانه المؤيدة، وتلمسنا فيه-ربما- مناورة ذكية مرحب فيها مادامت تصب في إطار احترام أحد رموزنا الثقافية الديموقراطية...!!

لكن المفاجأة العظمى التي بددت أوهام قراءتنا وتفسيرنا ذي النوايا الطيبة للاحتفاء بسعد الله، أنه وبعد سنة، فقد توفي نزار قباني الأديب والشاعر الأشهر ليس سوريا بل وعربيا على مدى القرن العشرين، حيث الإحصاءات تشير -حتى اليوم- إلى أنه الشاعر العربي الثاني بعد المتنبي في نسبة المقروئية ..

إذ بينما الفضائيات العربية كلها تبث خبر وفاة نزار وتقدم مشاهد ومقاطع من أمسياته وتعقد الندوات حول حضوره الشعري في العالم العربي....اكتفى التلفزيون السوري بثواني سريعة وعابرة تصور مجموعة من الأشخاص حول المغني العراقي كاظم الساهر، تستقبل الجثمان في مطار دمشق ..ولم يعد لنزار أي ذكر في الإعلام السوري الذي كان غاضبا على موقف نزار النقدي فيما سماه بالسيّاف العربي (الأسدي) .

لكنه الموقف الذي لم يبلغ حد ترميز سعد الله للأسد بصورة الجنرال في المرحاض، ولا وصف نظامه بالقوادة (التعريص) ... كانت هذه اللحظة المقارنة لافتة في وقاحتها الطائفية المتحدية لمجتمعها، حيث كان الجميع يتناقلها باستغراب لشدة علنيتها ...

هذه الواقعة المفرطة ببجاحتها الطائفية المعلنة هي تتويج رمزي للانتصار الأسدي على مجتمعه، ورسالة مضمرة للجميع بأن النظام الأسدي الأمني الطائفي لا تحرجه الدلالة الطائفية التي تعلن للجميع أن سوريا –ببساطة- هي غنيمة حرب طائفية بعد انتصار العسكر والمخابرات على المجتمع باسم المعركة مع الأصولية من جهة، وباسم المواجهة مع إسرائيل من جهة أخرى بعد عقد اتفاق (تبادل البقاء) : بقاء إسرائيل في الجولان مقابل بقاء النظام في السلطة ...كل ذلك من خلال سيرورة عملية مستمرة قائمة على تعميم التلوث: بهدف تلويث المجتمع بدءا من تلويث البعث وصولا إلى صناعة قاعدة اجتماعية صلبة ومقاتلة من أجل حماية التلوث، فأراد النظام أن تكون طائفته هي هذه القاعدة ... وتلك هي الجناية الأعظم للأسدية على الطائفة، أي تلويث الطائفة لمصلحة المتلوث الأعظم وهو : عصابة الاستيلاء المافيوية الدموية (الأسدية)...

هذا هو الإرث الوحيد الذي خلفته الطائفية الأسدية لطائفتها .... أما كارثة حزب الله على طائفته الشيعية فهي أكبر الكوارث التي تخترق الكيان العضوي الوطني للطائفة ...وهو موضوع حديثنا القادم ...؟

الغزآلي
12-07-2013, 08:15 PM
http://store2.up-00.com/Apr13/vUl48199.jpg

حزب الله بين ولاية الفقيه الإيراني ووصاية الرفيق البعثي
القومي–الإلهي / الأمة– الطائفة

القضم التدريجي للبنان (الحريات السياسية والثقافية والاعلامية وتكريس لبنان البعد الواحد)

د. عبد الرزاق عيد

ما كان الرب الحامي للجولان، سوى رجالات رب (حزب الله) الذي غدا الورقة الوحيدة لتذكير اسرائيل بالجولان مقابل الخدمة الجليلة التي قدمتها المخابرات السورية (غازي كنعان) لتمكين حزب الله في الجنوب على حساب تهميش وازاحة كل القوى الوطنية المقاومة لصالحه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى لاحكام السيطرة على لبنان من خلال تأمين حزب الله قاعدة شعبية للنظام السوري داخل النسيج اللبناني عبر القضم التدريجي للبنان الحريات السياسية والثقافية والاعلامية الديموقراطية وتكريس لبنان البعد الواحد.

أي ابادة الدلالة الرمزية اللبنانية ممثلة بالثلاثي الصوفي الرباني الكوني والعالمي والانساني
(جبران خليل جبران – أمين الريحاني – ميخائيل نعيمة)، لصالح أرواح الله الثيوقراطية والأوتوقراطية من ملالي ايران، وقد كان تتويج ذلك بتلك الاهانة التي وجهها حزب الله وقائده السيد نصرالله للشعب السوري بأن قدم الحزب رمز انتصاره (بندقية المقاومة) هدية لرئيس المخابرات السورية، وتبرع رئيس حزب الله بسوريا هدية لحاكمها (سوريا الأسد)، ليعبر لنا (سيد المقاومة) عن فهمه لسيادة الأوطان وشكل علاقتها بحكامها بصورة:
(الأرض وما عليها ملك لسلطان الزمان، فالسلطان ظل الله على الارض، بل هو روح الله كولي لها وعليها،

وعلى هذا فالارض – في منظومة النيرفانا السحرية والثيولوجية- ليست سوى جغرافيا حجارة وتراب تذهب وتعود وتمنح وتهدى للرفيق الوصي أو الفقيه الولي، بينما لا يبقى سوى وجه الغمام (الإمام) الذي يلفع الرسالة بلهيبها المقدس، فلتذهب لبنان – كما يقول أحد رجالات حزب الله- ولتبقى رسالة روح الله مرشدها الأعظم

الذي لا يتردد – سيد المقاومة- عن تقبيل يده في كل زيارة له لطهران بعد أن رفعه مكانا عليا وغدا وكيلا مرضيا على لبنان الذي سيتحول إلى رمز لكربلاء سرمدي تمارس على أرضه شهوة العدم (شبق التاناتوس)، وذلك بأمر من ولي الفقيه، حيث تتجدد قرابين الدماء الطقسية من رحم تضحياته حتى عودة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وفق اللازمة الشيعيية غبّ كل ذكر للإمام، وذلك تمهيدا لإزالة اسرائيل من دربه على طريق نهاية العالم وقيامة قيامته على يد شيبوب ايران بعد انقلابه الثوري على عنترة العربي .

هذا الغلاف من الهيولا الطقسية كانت تتحقق تحت سمائه سرديات مبتذلة في دنيويتها الخبيثة. إذ سيقوم رجالات الله في لبنان بإنشاء حصان طروادة تحت اسم (مزارع شبعا) لأهداف جليلة في ذرائعيتها الخالية من النبل الوطني الذي لا تعترف به الشمولية الايديولوجية لحزب الله في كل الأحوال، يمكن تلخيصها بنقاط أربع :

أولا ـ يتيح للحليف الايراني الالهي استثمارا اقليميا هائلا في المنطقة عبر تمويل وتسليح الحزب باسم تحرير مزارع شبعا التي عارضت ايران انسحاب اسرائيل منها لوضعها -مؤقتا- تحت اشراف المم المتحدة، وذلك لصالح البرنامج النووي الذي لا يستهدف اسرائيل قطعيا، لأن ايران–ببساطة- بحاجة لأكثر من نصف قرن لتتكافأ نوويا مع اسرائيل، هذا إذا وقفت اسرائيل على قارعة طريق التاريخ في انتظار ملالي ايران وإمامهم الغائب عجل الله في عودته من غيبته... وعلى هذا فإن البرنامج النووي الايراني –والأمر كذلك- لن يهدد ويخضع أحداً سوانا نحن العرب، وكأنه لا يكفينا الاخضاع والإذلال الاسرائيلي الذي يطمّع حتى ايران بركوبنا ...

كما ويتيح –ثانيا- للشقيق السوري التدخل (القومي) عبرالانشغال بموضوع لبنانية أو سورية المزارع، كتعويض وطني وقومي عن الجولان الذي هو أكبر ليس من شبعا فحسب بل ومن لبنان نفسه!

وثالثا، فإن حصان (المقاومه وشبعا) يتيح لرجالات الله أن يحافظوا على سلاحهم المقدس باسم مقدس الأرض بالإصطلاح الوطني والقومي وليس اللاهوتي لأن المقدس الوحيد وفق الايولوجيا الشمولية الدينية هو قتل أعداء الله عموما، ومقدس آل البيت لدى الشيعة خصوصا

إن مقدس الأرض هو مقدس ظاهري لا قيمة له في عالم مثيولوجيات البرزخ اللاهوتي عن الضحية والقربان والفدية والافتداء، ذلك العالم الذي يرعاه آيات الله الايرانيون (قوميا-الهيا) تحت راية عالمية الولي الفقيه المرسل للناس كافة، وإن كان من المفضل أن يكون الناس كافة تحت راية (الأمة /الطائفة) التي أبدعها الملالي وفق فيض روح الله الخميني، فكانت هذه الأطروحة بمثابة اللغم المؤسس للفتنة التي أطلقتها ايران في العالم العربي والاسلامي التي نعيشها في العراق والتي ندعو الله وآل البيت وأوليائه الصالحين أن يحفظ لبنان وسوريا والعالم العربي من تداعياتها الفظيعة...

لقد أدخل الملالي المنطقة في متاهة فكرية وايديولوجية وسياسية تستجيب تماما للتنظيرات التي يؤصلها عتاة اليمين المحافظ والجديد في الغرب وأمريكا في الفكر السياسي العالمي عن صراع الثقافات والهويات والخصوصيات ماقبل القومية والوطنية تأسيسا لدولة العصبيات والانتماءات العضوية، أي دولة (الأمة /الطائفة)، كما تجسدها صورة ايران الدولة اليوم وهي تخوض معركة الأمة باسم الطائفة لتهدد كل الدول الوطنية حولها بما فيها العربية التي حققت ضربا من ضروب حداثة الدولة الوطنية التلقائية الغريزية ما قبل (المواطنية) التي لم ترتق بعد إلى دولة العقل وذلك لأنها لازالت مفخخة داخليا باحتمالات الانفجار إلى دول الطوائف. وهذا ما يفسر ردود فعلها الغريزية نحو ايران التي راحت تشعرها بالخطر على كياناتها أكثر من العدو التاريخي التقليدي اسرائيل

وذلك لأن لإيران أفخاخها الطائفية في الداخل، هذا من جهة، ونظرا لممكنات الاختراق الداخلي في الدائرة الاسلامية من جهة أخرى، أي ممكنات التحول المذهبي داخل الدائرة الاسلامية بين الملل والنحل بينما يستحيل ذلك على مستوى الصراع مع الآخر المسيحي واليهودي دون أن يستدعي ذلك حكم الردة شرعا ..

إن النزعة التبشيرية الشيعية الراديكالية التي يقودها ملالي ايران بصخب في محيطها العربي والاسلامي هي التي تكمن وراء الاستعداد للانتقال بسلاسة شديدة لهذه البلدان من موقع المؤيد المتحمس لحزب الله إلى الموقع العدائي الذي يستبدل عداوة اسرائيل بعداوة ايران، تحت ضغط المفاعيل ذاتها للحروب الصليبية في العصور الوسطى التي قادت إلى فتوى ابن تيمية عن الخطر الشيعي الأشد من خطر الأرمن المسيحيين، وذلك لأن الشيعة من أهل الدار فخطرهم أكبر، مما يسمح للعقل الغريزي الانفعالي السني الموازي والمناظر لغريزية عقل الملالي أن يخلص إلى أن الغرب الاستعماري خلال قرون لم يتمكن من الغاء الهوية الثقافية والدينية للشعوب المستعمَرة، ولا تمكنت اسرائيل من تهويد الفلسطينيين، بينما سدنة هياكل الوهم للعقل الفقهي الشيعي الإيراني جادون حقا باستهداف الهوية السنية تبشيرا وتمويلا لتشييعها طائفيا ومن ثم الحاقها قوميا بالأحلام الامبراطورية العتيقة والغثة لمجوعة من الملتاثين الايرانيين كرئيسهم المسحور. ويقدم لك محاوروك-عندما تتساءل عن جدية حقيقة التشيع في بلد كسوريا- عشرات الأمثلة عن أفراد وجماعات وقرى سورية تتشيع ...

نقول محاولة دفع التهمة من خلال لصقها بالآخر ما هي إلا أوالية بدائية تلقائية غريزية أيضا يمكن أن نتقراها في علم سلوك الطفل وطريقة استجاباته نحو المحيط حوله، وذلك لأن مذهبية وطائفية حزب الله لا تحتاج لأثبات بل هي تعبير عن بداهة وجوده ومعنى رسالته، وبنية تكوينه الاجتماعي السوسيولوجي والثقافي المذهبي، بل وقواعد السلوك والزي واللباس واللحية والفصاحة المشيخية والترخيم والتلفيظ والفخفخة البلاغية والترنم بالمديح والهجاء وهو ما يسمى عادة بحضارة الوجه، أي شكل الحضور والمظهر الذي يعيش حالة استلاب تجاه نموذج الزي الإيراني الذكوري والأنثوي الأصالوي المهجن بذوق بلدي، بالضد من نموذج الزي الفرنسي الذي من خلاله يظهر جماعة 14 آذار تفوقهم المديني الحداثي الرهيف على التقشف الريفي الغليظ والفظ للأصالوية الشعبوية الايرانية التي تستعير الزي الغربي وتعيد انتاجه أصالويا وقوميا فتشوه الأصل إذ تزيف النسخة وتزورها

بل إن حزب الله هوالحزب الوحيد في لبنان الذي يمتنع عليه تكوينيا أن ينضم إليه عضو غير شيعي في حين يمكن أن ينضم إليه أعضاء ليسوا لبنانيين (الإيرانيين) وحتى يمكن أن يبلغوا سدرة قيادته العليا، بل إن أيةعودة لقناة الكآبة والعزاء والرثاء والناحات والردح والادانات والتجريم والتخوين (المنار )، فإنه من الصعوبة بمكان أن تعرف أنها قناة لبنانية لأنها تبدأ أخبارها الأساسية بأخبار ايران وأنباء آيات الله وتصريحاتهم بل وأخبار الوفيات الايرانية، حيث في الفترة ذاتها التي استشهد فيها الشاب بيير الجميل، وبينما كان الاعلام اللبناني يهتم بأخبار اغتياله والدعوات إلى مراسيم ومواعيد العزاء كانت المنار منهمكة ببث خبروفاة أحد الملالي الايرانيين ومراسم التشييع والعزاء ... بل إن الغربة الطائفية عن لبنان الوطن تمارس كسلوك يومي طقسي، إذ أن وصية كل الشهداء لأهليهم وأبنائهم وهم يودعونهم عند الذهاب إلى القتال، تبثها قناة (المنار) تصويريا، حيث أن المقاتلين جميعا -كما أشرنا- يوصون وصية واحدة ومتكررة وهي (محبة آل البيت ) ولم نسمع توصية واحدة للأبناء يدعونهم فيها إلى (محبة لبنان ) الوطن، وذلك –فيما يبدو - لأن معاناة حزب الله كربلائية وليست معاناة لبنانية، حيث آلامه وقضاياه سماوية وليست أرضية أو وطنية (أرض وتراب وحجارة ) وليست حقوقية بشرية تعاقدية، بل إلهية لأن حزب الله وجد كما وجد محمد وعيسى والقرآن وليس كما يوجد البشر على حد تعبير أحد فصحائه المتقحمين الميامين !


ثمة غرائزية ظلامية ايرانية تريد أن تعمم ظلمتها على منطقة الشرق الأوسط باسم اسلام كهنوتي مذهبي يغلف تعصبا قوميا في خدمة مشروع : الأمة /الطائفة أو الطائفة /الأمة : الطامحة للهيمنة بارادة لاهوتية ترفض العقلانية والنسبية منهجا وممارسة، وتؤوب إلى نزعة رغائبية تحل (الهناك) المفارق الغيبي محل (الهنا) المحايث البشري والزمني والتاريخي، ونتمنى أن لاتقود ايران أحلام (منامات خامنئي) كما فعلت (منامات الخميني )، لأنها سيصدق عندها نبوءات نجاد في أننا على ابواب مجيءالساعة وعودة الإمام الغائب حيث القيامة الآن وللتو ...

الغزآلي
13-07-2013, 06:16 AM
http://store2.up-00.com/Apr13/OeY85319.jpg



*ما الذي ينتظره نجاد لإزالة إسرائيل؟

*سر العلاقة العضوية بين من يفترض نقيضين (الثيوقراطي الولايتي والعلماني البعثي !) دون الغوص إلى الأعماق للعثور على الصندوق الأسود للوحدة المذهبية

*أساس التحالف الايراني مع دمشق وهل يمكن أن يتعرض للانهيار؟

* التحالف لا يقوم على وحدة البنية الشمولية لكلا النظامين فحسب، بل على الوحدة الداخلية المستندة
إلى هذه الإلفة النفسية التي ينتجها نظام القرابة الطائفية المستريحة في مخادع الذاكرة المشحونة بالثأر !

https://www.youtube.com/watch?v=FTOkPlAuFX8

*التشييع قد بلغ مداه في زمن الاسد الصغير
وتحول التشيع والتشييع في مرحلته إلى ظاهرة اختراق للثقافة الوطنية السورية،
بعد أن بات يوحده مع ملالي ايران وحدة الكراهية للمحيط العربي الأكثري (السني )



د عبدالرزاق عيد

يقوم التحالف بين النظامين وفق الخطاب المعلن، كونهما متوحدين حول أولوية القضية الفلسطينية بوصفها قضية العرب (سوريا ) والمسلمين (ايران) ،وضد القوة العظمى الداعمة لها:(الامبريالية) وفق الخطاب البعثي عربيا و(الشيطان الأكبر) وفق خطاب ولي الفقيه الايراني .

هذا هو الخطاب (الظاهر ) الرسمي المعلن والمسوق إعلاميا وايديولوجيا للنظامين (البعثي السوري والثيوقراطي الايراني )، حيث نظام الخطاب لكلا النظامين متجاوران ويتقاطعان وظيفيا من حيث الأداء والهدف، وإن كانا يبدوان متغايرين فكريا ومعرفيا ،حيث الأول (الإيراني ديني ثيوقراطي )، والثاني ( السوري: يفترض أنه قومي علماني ) ..

إن آلية التقاطع الوظيفي بين الخطابين تتبدى في كون التناقض الوحيد المعترف به وطنيا واجتماعيا وقوميا هو مع الخارج، والخارج هنا هو الامبريالية والغرب الاستعماري (الاستكباري) ،حيث يتوافق النظامين شموليا على كبت وقمع أي تناقض معارض اجتماعي سياسي ثقافي داخلي بوصفه عمالة للأجنبي وخيانة وطنية وقومية ،باسم قيادة العروبة بعثيا ،ومعاداة الله ورسوله باسم قيادة الإسلام ايرانيا ..

إذن فإن المحصلة الموحدة لكلا الأطروحتين هو نشر ثقافة الكراهية للآخر الديموقراطي والليبرالي باسم معاداة الغرب الداعم لإسرائيل .

هذا على مستوى ظاهر نص الخطاب، أما على مستوى باطن نص الخطاب وظيفيا، فهو توظيف المقدس: الديني (ايرانيا ) والقومي (بعثيا سوريا) في خدمة أغراض السلطة وشؤون مصالح المدنس الأرضي... حيث يصل الإستخدام الذرائعي إلى حد توظيف الدم الفلسطيني (غزة –حماس ) والدم اللبناني (الجنوب – حزب الله ) في خدمة مصلحة بقاء واستمرارية الطغم المتسلطة لدى النظامين الشموليين التي لا تتوانى عن القتل والحكم بالإعدام الذي ينفذ اليوم على نطاق واسع في ايران، والذي لا يزال هذا الحكم ساري المفعول قانون (49) ضد كل من ينتسب لجماعة الأخوان المسلمين ...رغم أن الأخوان المسلمين علقوا معارضتهم للنظام ...

نقول: لقد تم توظيف الدماء في خدمة مآرب النظامين باسم المقدس ،كما حدث بالنسبة للشعبين اللبناني –الفلسطيني خلال المواجهة الإسرائيلية ،حيث لم يتدخل أحد من طرف النظامين لجانب دعم الشعبين اللذين افتديا بدماء أبنائهم وأهلهم وتدمير بيوتهم ومنازلهم مصالح قادة الحرب (الكلامية) الذين اجتمعوا في دمشق ،ليهددوا اسرائيل بالزوال إن اعتدت على لبنان أو غزة...!!

إن النواة الأساسية لهذا التحالف إنما تكمن في صلابة وحدة المقدس اللاهوتي الديني الطائفي الملي الايراني، والمقدس البلاغي القومي البعثي الطائفي للرفاقية البعثية، هذه الرفاقية التي اختزلت إلى مجرد "قناع قومي للتمويه الطائفي" الذي تمارسه أقلوية متسلطة على سوريا، راحت تعتبر إيران موئلا مرجعيا روحيا وعقليا وثقافيا وطائفيا للأسد الصغير الوريث الذي تحول التشيع والتشييع في مرحلته إلى ظاهرة اختراق للثقافة الوطنية السورية، بعد أن بات يوحده مع ملالي ايران وحدة الكراهية للمحيط العربي الأكثري (السني )، وليس كما يتوهم بعض الباحثين الأوربيين والأمريكيين الذين يتحدثون عن (ايران الشيعية) و(سوريا السنية)، مفترضين وكأن الأكثرية السكانية السورية تمثل الهوية السياسية لسوريا، جاهلين أو متجاهلين أن موضوع التشييع قد بلغ مداه في زمن الابن الوريث، حتى لم يعد مدعاة للسرية إطلاق بيانات تتكهن بتشييع نصف سوريا حتى سنة 2050 ، سيما وأن الأسد الوريث أمين لرغبات أبيه في أبدية الاستيلاء والتغلب عل ىسوريا، ولذا فهو يصدر للسوريين صورة ابنه الطفل الحفيد (حافظ ) كخطيب مفوه لخطب الجمعة إذ تخرجه جوامع حلب (سيف الدولة الإثني عشري)، لكي يطمئن المواطن السوري على مستقبله الآمن في ظل السلالة الأسدية، مكرها طفولته البريئة على التكيف مع عُصاب أبيه المهووس بانبعاثات بطولات (الأكشن) الجهادية الثأرية (الحسينية : يا لثارات الحسين) المعززة ببركات آل البيت وإلهامات الولي الفقيه ووكيله الجهادي في لبنان بالتزامن والتناظر مع وكيل الولي الفقيه الثاني في العراق الموكل بصداقة الشيطان الأكبر هناك، ضد البعث الصدامي الكافر المختلف عن البعث الحليف الأسدي (المؤمن) ...

وهذا ما يفسر لنا تلك التمثيليات الدرامية الهابطة السيئة الإخراج والإنتاج والتأليف عن حكايات وسرديات تفوح منها رائحة أضرحة الماضي الوسيط ... هي وجه آخر للدلالة الرمزية الهابطة اعلاميا عن صلاة نجاد في جامع سني في دمشق، بهدف إحياء فولكلور عامي آبد، كان إشعاع الثقافة الوطنية المدنية السورية قد خلفها على مزابل نفايات التاريخ، هذه النفايات التي يريد آل (البيت الأسدي- النجادي) أن يعيدوا لها مجد الطوائف وبهاءها من خلال تحويلها إلى منابر لديوك مهجورة : بدءا من التكريس الرسولي لمارونية الجنرال عون في ضواحي حلب (مار مارون)، بتنصيبه مطرانا (قوميا –جهاديا )... ومن ثم التخصيب الجهادي الإلهي من خلال تكريس تحالف الهي لأل البيت الشيعي (نجاد -نصر الله) مع آل بيت البعث (العلمانو-طائفي).

وعلى هذا فإن التحالف بين النظامين (الإيراني –السوري) لا تتحكم فيه وحدة الاستراتيجيات الشمولية والشعبوية (النضالوية) القائمة على فبركة صناعة الهوية بدلالة التناقض مع الخارج (العروبي-الاسلامي) الذي يتآمر على الرسالة الإلهية في شوارع إيران، والرسالة القومية الخالدة في بهو الذاكرة التي تريد من هذا التحالف أن يستولد نموذجا مضادا لرمزية دمشق عاصمة الأمويين العرب إلى عاصمة ترمز لـ(الثأر الحسيني) الفارسي ...

نقول :إن هذا التحالف لا يقوم على وحدة البنية الشمولية لكلا النظامين فحسب، بل على الوحدة الداخلية المستندة إلى هذه الإلفة النفسية التي ينتجها نظام القرابة الطائفية المستريحة في مخادع الذاكرة المشحونة بالثأر، تجعل من التحالف حاجة نفسية متبادلة بين الإثنين يتبادلان فيها رفع المعنويات والعزائم والهمم الكفاحية بحضور ميليشياتهم الجهادية الذين يرفعون مسألة المظلومية الوطنية والقومية لتكون مأساة كونية

هذه المنحنيات الباطنية لا يستطيع العقل الوضعي المنطقي الأوربي والأمريكي أن يجتليها ليفسر سر هذه العلاقة العضوية بين من يفترض نقيضين (الثيوقراطي الولايتي والعلماني البعثي !) دون الغوص إلى الأعماق للعثور على الصندوق الأسود للوحدة المذهبية التي يهجس بها العقل الأقلوي للطرفين الطائفيين (ايرانيا وسوريا) تجاه المحيط الإسلامي والعربي الأكثري ...

بل إن العلاقة مع تركيا رغم أنها فرضت حضورها بالقوة العارية التهديدية للأسد الأب، ورغم أنها بدت انصياعا وتخاذلا أسديا متصاغرا : أمام الصلف العسكري التركي، لكنها تم توظيفها ايديولوجيا وسياسيا كمعادل للإيحاء بالتوازن الطائفي مع إيران، لإظهار عدم التبعية والإلحاقية الطائفية للمرجعية الشيعية الإيرانية، وهذا الأمر ليس تأويلا للاوعي الثقافي للتشيع السياسي الحركي الذي بعثته الخمينية لتجديد الرسالة الفارسية القومية المؤيدة: سوريا/بعثيا/أسديا...إلخ

بل إن ما يفسر ويبرهن على هذا الإستلحاق الطائفي، هو دعوة مؤسس السلالة الأسدية الأب للشيخ زايد بن سلطان كي يتنازل عن الجزر الإماراتية لإيران، كما ويفسر الحملات الإيديولوجية والسياسية التي تطلقها الأجهزة الأمنية الأسدية للدفاع عن الحق الإيراني في هذه الجز، بل الدفاع عن مشروعية التعصب والتصلب والإصرار الإيراني نحو مسألة التسمية الخلافية للخليج : الخليج الفارسي أو العربي.... حتى أن الخطاب الأمني يتحدث عن سطو عربي بدوي على تسمية الخليج...

بل إن الخطاب الأمني الطائفي يحاول أن يرهب الخطاب العروبي (البعثي) عن طريق تصوير العروبة بوصفها معادلا لـ(السنية)، والسنية بوصفها معادلا للبداوة، وأن العروبة- والأمر كذلك- ليست سوى المعادل للبداوة والمذهب السني.... هذا ما يتداوله ويسوّقه اليوم الخطاب الأمني الطائفي في سوريا. إذن ثمة تناسج لعوامل أكثر من عامل المصالح مع إيران إنه عامل التواشج العصبي والعصبوي، وإلا فإن مصلحة سوريا الطبيعية هي مع محيطها العربي، ومن ثم المحيط العربي الخليجي الذي هو أكثر مردودية ربحية ليس لسوريا الوطن فحسب ، بل ولطغم اللصوص المتسلطة والمقاولة بالعروبة والقومية والقضية الفلسطينية من قبل العصابات الحاكمة نفسها ذائعة الصيت بالرشوة والفساد كما هو معروف حتى لأهل الخليج شعوبا وحكاما ، ومع ذلك فهم يدفعون إتاوات (الخوّة والبلطجة) للخطاب القومي البعثي الصدامي والأسدي سابقا...

فسرُّ هذا الترابط إذن هو ترابط وشائجي عصبوي ثقافي طائفي كامن وراء التغاير والتنافر القومي (فارسي/عربي) والاختلاف الفكري والسياسي (دولة دينية/ دولة علمانية مفترضة)، حيث (الباطنية أسديا طائفيا/ والتقيّة الشيعية ايرانيا) تشكل العقدة في سلسلة الأمان النفسي لنظامين مذعورين من عزلتهما الأقلوية في محيطهما الإقليمي والعالمي... بل إن هذا الرابط الباطني (الحبل السري) يدفع بالحميمية الأهلية العصبوية لأن تسقط الأصول البروتوكولية والدبلوماسية للعلاقات التمثيلية للدول، إذ يحضر الشريك الطائفي اللبناني الزعيم الميليشاوي (حسن نصر الله) لقاء رسميا بين من يفترض أنهما رئيسا دولتين.، حيث الإثنان (نجاد –أسد) -والأمر كذلك- لا يعترفان بالكيان السيادي للبنان إلا ما يتراءى لهما فيه من ساحة المنواره مع العالم والمجتمع الدولي .

على ضوء وقائع المعطيات الوشائجية الثقافو- طائفية، يمكن فهم زيارة نجاد إلى سوريا ولقائه بأنصاره حماس وحزب الله وباقي الفصائل الفلسطينية... حيث يمكن فهم هذه الزيارة بمثابتها نوعا من اللوذان بأهل البيت الأقربين، لاستشعار الأمان من غدرات الزمان ....إنه نوع من البحث عن الأمان والإستقواء النفسي الإيراني بحلفاء كانت إيران قد استثمرت الكثير من الأموال لديهم لشراء عظمتها القومية... وإلا فإنه من الخرافات الفولكلورية والهراء التمجدي للذات، أن يقدم أطراف لقاء المحور الإيراني في دمشق أنفسهم بوصفهم أركان حرب ليس ضد العالم الغربي الامبريالي- مثلما كان عليه انقسام العالم أيام الحرب الباردة- بل ضد العالم قاطبة الذي لم يبق لهم من مراهنة على الخروج من عنق زجاجته سوى أرجحات الجذع الصيني...

فأركان الحرب الذين التقوا في دمشق، سبق لصدام حسين وجيشه أن هزمهم، وهو الجيش (العراقي) الذي لم يصمد أسبوعين أمام قوات التحالف الغربي...والمضحك المبكي في الأمر أن عنترة العربي (القومي واليساري والإسلامي) أقلع عن التهديد بإزالة إسرائيل من الوجود ورميها بالبحر منذ نصف قرن، بل إن أبطال الصمود والتصدي - منذ عقود –يتعرضون للطمات الجزمة الإسرائيلية على جباههم، ومع ذلك لا يفعلون سوى الإعلان بأنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي... حيث خلال هذه الفترة لم تستطع اسرائيل أن تجرهم لاستفزازاتها على حسب التعبير البعثي النموذجي...حتى ولو كان اللعب بطيرانهم فوق سطح (بشار الشجاع)، لأنهم هم من يحدد التوقيت...إذن هل قرر عنترة العربي (الناصري والبعثي والجهادي لاحقا) –وفق تعبيرالصياغات المجازية المتهكمة للراحل نزار قباني – أن يوكل مهمة تحديد الوقت لإزالة إسرائيل إلى معاونه( شيبوب) الإيراني نجاد ...!؟

فما دام (شيبوب) إيران قادرا على إزالتها، فماذا ينتظر؟ لماذا الوقوف متفرجين على آلام الفلسطينيين ومآسيهم ودمائهم التي كانت تجري في غزة، في حين أن الولي الفقيه (الخامنئي) يصرف الجموع الشعبية الطيبة المتحمسة لحرارة الخطاب للعودة إلى بيوتهم والدعاء لأهل غزة بالنصر...!

فتى الاحزان
01-08-2013, 01:51 PM
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
ومشكور يالغزالي على الموضوع الجميل