PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : صفات خوارج العصر من فتاوى علماء العصر



عامر العمر
06-08-2013, 01:59 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) رواه البخاري ومسلم.

الخوارج لا يعرفهم كثير من الناس لأن أهل البدع بصفة عامة لا يستطيع تمييزهم عامة الناس إلا إذا كانوا أهل منعة وشوكة أو أن يكونوا منعزلين عن المخالفين لهم، قال شيخ الإسلام في كتاب النبوات (1/139) : " وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس".

وللخوارج لهم صفات يعرفون بها ، لكن ينبغي أن يعلم أن بعض هذه الصفات عرفت عنهم بالتتبع والاستقراء وكلام العلماء ، ولا يشترط في كل صفة تذكر عنهم أن يقروا بها ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (13/49) : " وأقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم لم نقف لهم على كتاب مصنف "

بل إن الباحث يجد أن الخوارج الأولين المتفق على ضلالهم قد استشكل أمرهم على أهل عصرهم فكيف بمن يظهرون الانتساب إلى السنة في هذا العصر وهم خوارج شعروا أم لم يشعروا .

وإليك أخي الكريم بعضاً من صفاتهم مستقاة من فتاوى علماء العصر:

1- التدين بالخروج على ولاة الأمر وعدم السمع والطاعة لهم بالمعروف:

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

س: بعض الأخوة – هداهم الله – لا يرون وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد، فما هي نصيحتكم سماحة الوالد؟

فأجاب رحمه الله :

ننصح الجميع بالهدوء والسمع والطاعة – كما تقدم – والحذر من شق العصى والخروج على ولاة الأمور لأن هذا من المنكرات العظيمة، هذا دين الخوارج ، هذا دين الخوارج دين المعتزلة، الخروج على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة لهم في غير معصية، وهذا غلط خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسمع ولطاعة بالمعروف وقال: (( من رأى من أميرة شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة )) وقال: (( من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه )) فلا يجوز لأحد أن يشق العصا أويخرج على ولاة الأمور أو يدعوا إلى ذلك فهذا من أعظم المنكرات وأعظم أسباب الفتنة والشحناء والذي يدعوا إلى ذلك هذا دين الخوراج والشاق يقتل لأنه يفرق الجماعة ويشق العصا ، فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوا من يدعوا إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة. [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]

وقال – رحمه الله - :

(( وهذه الدولة بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، وإنما الذي يستبيحون الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج ، الذين يكفرون المسلمين بالذنوب، ويقاتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان، وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم إنهم: (( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) وقال: (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) متفق عليه. والأحاديث في شأنهم كثيرة معلومة )) [مجموع فتاوى سماحته (4/91)]



قال محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله تعالى:

عند حديث ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ..) بعد أن رد على الخوارج قال: والمقصود أنهم سنّوا في الإسلام سنةً سيئة ،وجعلوا الخروج على حكام المسلمين ديناً على مر الزمان والأيام ، رغم تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منهم في أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم ((الخوارج كلاب النار)).

ورغم أنهم لم يروا كفراً بَواحاً منهم ، وإنما ما دون ذلك من ظلم وفجور وفسق .

واليوم – والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون- ؛ فقد نبتت نابتة من الشباب المسلم لم يتفقهوا في الدين إلا قليلا ورأوا أن الحكام لا يحكمون بما أنزل الله إلا قليلا فرأوا الخروج عليهم دون أن يستشيروا أهل العلم والفقه والحكمة منهم بل ركبوا رؤوسهم أثاروا فتناً عمياء وسفكوا الدماء في مصر وسوريا , والجزائر وقبل ذلك فتنة الحرم المكي فخالفوا بذلك هذا الحديث الصحيح الذي جرى عليه عمل المسلمين سلفا وخلفا إلا الخوارج) . [أنظر السلسلة الصحيحة المجلد السابع / القسم الثاني صـ1240-1243]



2- تكفير مرتكب الكبيرة:

وسئل الإمام إبن باز رحمه الله :

سماحة الوالد : نعلم . أن هذا الكلام أصل من أصول أهل السنة والجماعة ، ولكن هناك- للأسف- من أبناء أهل السنة والجماعة من يرى هذا فكرا انهزاميا ، وفيه شيء من التخاذل ، وقد قيل هذا الكلام؛ لذلك يدعون الشباب إلى تبني العنف في التغيير

فأجاب : هذا غلط من قائله ، وقلة فهم ؛ لأنهم ما فهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي ، وإنما تحملهم الحماسه والغيرة لإزالة المنكر على أن يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزلة ، حملهم حب نصر الحق أو الغيرة للحق ، حملهم ذلك على أن وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي كما فعلت الخوارج ، أو خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المعتزلة .

فالخوارج كفروا بالمعاصي ، وخلدوا العصاة في النار ، والمعتزلة وافقوهم في العاقبة ، وأنهم في النار مخللدون فيها . ولكن قالوا : إنهم في الدنيا بمنزلة بين المنزلتين ، وكله ضلال .

والذي عليه أهل السنة- وهو الحق- أن العاصي لا يكفر بمعصيته ما لم يستحلها فإذا زنا لا يكفر ، وإذا سرق لا يكفر ، وإذ شرب الخمر لا يكفر ، ولكن يكون عاصيا ضعيف الإيمان فاسقا تقام عليه الحدود ، ولا يكفر بذلك إلا إذا استحل المعصية وقال : إنها حلال ، وما قاله الخوارج في هذا باطل ، وتكفيرهم للناس باطل ؛ ولهذا قال فيهم النبي : ( إنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميه ثم لا يعودون إليه يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )

هذه حال الخوارج بسبب غلوهم وجهلهم وضلالهم ، فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب أن يقلدوا الخوارج والمعتزلة ، بل يجب أن يسيروا على مذهب أهل السنة والجماعة على مقتضى الأدلة الشرعية ، فيقفوا مع النصوص كما جاءت ، وليس لهم الخروج على السلطان من أجل معصية أو معاص وقعت منه ، بل عليهم المناصحة بالمكاتبه والمشافهة ، بالطرق الطيبة الحكيمة ، وبالجدال بالتي هي أحسن ، حتى ينجحوا ، وحتى يقل الشر أو يزول ويكثر الخير .

هكذا جاءت النصوص عن رسول . الله صلى الله عليه وسلم ، والله عز وجل يقول : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

فالواجب على الغيورين لله وعلى دعاة الهدى أن يلتزموا حدود الشرع ، وأن يناصحوا من ولاهم الله الأمور ، بالكلام الطيب ، والحكمة ، والأسلوب الحسن ، حتى يكثر الخير ويقل الشر ، وحتى يكثر الدعاة إلى الله ، وحتى ينشطوا لي دعوتهم بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، ويناصحوا من ولاهم الله الأمر بشتى الطرق الطيبة السليمة ، مع الدعاء لهم بظهر الغيب : أن الله يهديهم ، ويوفقهم ، ويعينهم على الخير ، وأن الله يعينهم على ترك المعاصي التي يفعلونها وعلى إقامة الحق .

هكذا يدعو المؤمن الله ويضرع إليه : أن يهدي الله ولاة الأمور ، وأن يعينهم على ترك الباطل ، وعلى إقامة الحق بالأسلوب الحسن ويذكرهم حتى ينشطوا في الدعوة بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، وبهذا يكثر الخير ، ويقل الشر ، ويهدي الله ولاة الأمور للخير والاستقامة عليه ، وتكون العاقبة حميدة للجميع .

[ من كتاب: "المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم" ]

http://www.binbaz.org.sa



3- تهييج الناس وإيغار صدروهم على الحكام بذكر معايبهم والطعن فيهم والتظاهر ضدهم:

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله – :

عن المنشورات الوافدة من لندن، ومضمون كلام السائلين أنهم سمعوا كلاماً لبعض العلماء لكن يريدون الفتيا التي تصدرونها أنتم حتى نكون على بينة من أمرنا.

فأجاب – رحمه الله - :

أما المنشورات التي تصدر من المسعري ومن معه في لندن للتشويش على هذه الدولة وهذه البلاد، قد صدر منا غير مرة الوصية بعدم نشرها، أو بإتلاف ما يوجد منها، وأنها تجر إلى الفتن والفرقة والاختلاف، فالواجب إتلاف ما يصدر وعدم تداوله بين المسلمين، والدعاء لولاة الأمور بالتوفيق والهداية والصلاح وأن الله يعينهم على كل خير وأن الله يسدد خطاهم، ويمنحهم البطانة الصالحة، في الصلاة وغيرها؛ يدعوا الإنسان ربه في سجوده، وفي آخر صلاته، وفي آخر الليل، للمسلمين ولولاة الأمر بالتوفيق والهداية وصلاح الأمر والبطانة، أما نشر العيوب فهذا من أسباب الفتن، ولما نشرت الخوارج العيوب في عهد عثمان قام الظلمه والجهلة على عثمان فقتل حتى قتل علي بسبب هذه المنشورات الخبيثة، ما بين كذب وبين صدق لا يوجب الخروج على ولاة الأمور، بل يوجب الدعاء لهم بالهداية والتوفيق، هذه الأشياء التي سلكها المسعري وأشباهه هي من جنس ما سلكه عبد الله بن سبأ وأشباهه في عهد عثمان وعلي حتى فرقت الأمة، وحتى وقعت الفتنة وقتل عثمان ظلماً، وقتل علي ظلما وقتل جمع كثير من الصحابة ظلماً. [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]



وسئل رحمه الله :

يرى البعض : أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام ، وإبراز معايبهم؛ لينفروا عنهم ، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه ، ماذا يقول سماحتكم؟

فأجاب : هذا مذهب لا تقره الشريعة؛ لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف ، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن .

والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي ، وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف ، ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك؛ حرصا على استتباب الأمن وعدم الفوضى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم : { من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة } وقوله صلى الله عليه وسلم : { على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله }

وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، والعسر واليسر ، وعلى ألا ينزعوا يدا من طاعة ، إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

والمشروع في مثل هذه الحال : مناصحة ولاة الأمور ، والتعاون معهم على البر والتقوى ، والدعاء لهم بالتوفيق والإعانة على الخير ، حتى يقل الشر ويكثر الخير .

نسأل الله أن يصلح جميع ولاة أمر المسلمين ، وأن يمنحهم البطانة الصالحة ، وأن يكثر أعوانهم في الخير ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده ، إنه جواد كريم.

وقال الإمام إبن عثيمين – رحمه الله - :

(( بل العجب أنه وجه الطعن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، قيل له : (إعدل) وقيل له : (هذه قسمة ما أريد بها وجه الله)، قيل للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال الرسول: إنه ( يخرج من ضئضئ هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم)، (ضئضئ أي: نفسه)، وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، لأن هذا ما أخذ السيف على الرسول، لكنه أنكر عليه وما يوجد في بعض كتب أهل السنة من أن الخروج على الإمام هو الخروج بالسيف، فمرادهم من ذلك الخروج النهائي الأكبر، كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام : الزنى يكون بالعين، يكون بالأذن، يكون باليد، يكون بالرجل، لكن الزنا الأعظم الذي هو الزنا في الحقيقة هو: زنى الفرج ولهذا قال: والفرج يكذبه، فهذه العبارة من بعض العلماء هذا مرادهم، ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال، أنه لا يمكن أن يكون خروجاً بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول، الناس لا يمكن أن يحملوا السيف على الإمام بدون شيء يثيرهم، فلا بد من أنه هناك شيء يثيرهم وهو الكلام، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقةً دلت عليه السنة ودل عليه الواقع، أما السنة فعرفناها، وأما الواقع فإننا نعلم عليم اليقين: أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول، لأن الناس لن يخرجوا على الإمام بمجرد (يالله أمش) خذ السيف لا بد أن يكون هناك شوكة وتمهيد وقدح للإمة وسلب لمحاسنهم، ثم تتمليء القلوب غيضاً وحقداً وحينئذ يحصل البلاء )). [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]

وسئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هل الخروج على الأئمة يكون بالسيف فقط أم يدخل في ذلك الطعن فيهم وتحريض الناس على منابذتهم والتظاهر ضدهم؟

ج: ذكرنا هذا لكم، قلنا الخروج على الأئمة يكون بالسيف وهذا أشد الخروج ويكون بالكلام، بسبهم وشتمهم والكلام فيهم في المجالس وعلى المنابر، هذا يهيج الناس ويحثهم على الخروج على ولي الأمر وينقص قدر الولاة عندهم، فالكلام خروج.



وقال العلاّمة الفوزان عن الخوارج:

وفي عصرنا ربما سمّوا من يرى السمعَ والطاعةَ لأولياء الأمور في غير ما معصية عميلاً، أو مداهنًا، أو مغفلاً‏.‏ فتراهم يقدحون في وَليَّ أمرهم، ويشِّهرون بعيوبه من فوق المنابر، وفي تجمعاتهم، والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ‏:‏ ‏(‏من أرادَ أن ينصحَ لسلطان بأمر؛ فلا يبدِ له علانيةً ولكن ليأخذْ بيدِه، فيخلوا به، فإن قَبِلَ منه فذَّاكَ، وإلا كان قد أدَّى الذي عليه‏)‏ رواه أحمد‏:‏ ‏(‏3/404‏)‏ من حديث عياض بن غنم - رضي الله عنه -، ورواه - أيضًا - ابن أبي عاصم في ‏"‏السنة‏"‏‏:‏ ‏(‏2/522‏)‏‏.‏

أو إذا رأى وليُّ الأمرِ إيقافَ أحدِهم عن الكلام في المجامع العامة؛ تجمعوا وساروا في مظاهرات، يظنونَ - جهلاً منهم - أنَّ إيقافَ أحدِهم أو سجنَهُ يسوغُ الخروج، أوَلَمْ يسمعوا قولَ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه -، عند مسلم ‏(‏1855‏)‏‏:‏ ‏(‏لا‏.‏ ما أقاموا فيكم الصلاة‏)‏‏.‏

وفي حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في ‏"‏الصحيحين‏"‏‏:‏ ‏(‏إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم فيه من الله برهان‏)‏ وذلك عند سؤال الصحابة واستئذانهم له بقتال الأئمة الظالمين‏.‏

ألا يعلمُ هؤلاء كم لبثَ الإمامُ أحمدُ في السجنِ، وأينَ ماتَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية‏؟‏‏!‏‏.‏

ألم يسجن الإمام أحمد بضع سنين، ويجلد على القول بخلق القرآن، فلِمَ لَمْ يأمر الناس بالخروج على الخليفة‏؟‏‏!‏‏.‏

وألم يعلموا أن شيخ الإسلام مكث في السجن ما يربو على سنتين، ومات فيه، لِمَ لَمْ يأمرِ الناسَ بالخروجِ على الوالي - مع أنَّهم في الفضلِ والعلمِ غايةٌُ، فيكف بمن دونهم -‏؟‏‏؟‏‏!‏‏.‏

إنَّ هذه الأفكارَ والأعمالَ لم تأتِ إلينا إلا بعدما أصبحَ الشبابُ يأخذون علمَهم من المفكِّرِ المعاصرِ فلان، ومن الأديب الشاعرِ فلان، ومن الكاتبِ الإسلامي فلان، ويتركونَ أهل العلمِ، وكتبَ أسلافِهم خلفَهم ظهريًا؛ فلا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله‏.‏

"‏من محاضرة ألقاها الشيخ بمدينة الطائف يوم الاثنين الموافق 3/3/1415هـ في مسجد الملك فهد بالطائف‏. "‏

http://www.alfuzan.net/islamLib/viewchp.asp?BID=347&CID=1#s19

عامر العمر
06-08-2013, 02:00 AM
فائدة:

وقال عبد الله بن محمد الضعيف – أحد أئمة السلف - : " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج " [رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح]

قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج: " والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك " [((هدي الساري)) ص (483) وانظر (( الإصابة )) عند ترجمة عمران بن حطّان]



3- تكفير من لم يحكم بغير ما أنزل الله مطلقاً :

سئل الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – متى يكفر الحاكم بغير ما أنزل الله؟

فقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ : إذا كان مستحلا له أو يرى أنه ماهو مناسب أو يرى الحكم بغيره أولى ، المقصود أنه محمول على المستحل أو الذي يرى بعد ذا أنه فوق الاستحلال يراه أحسن من حكم الله ، أما إذا كان حكم بغير ما أنزل الله لهواه يكون عاصيا مثل من زنا لهواه لا لاستحلال ، عق والديه للهوى ، قتل للهوى يكون عاصيا ، أما إذا قتل مستحلا ، عصى والديه مستحلا لعقوقهما ، زنا مستحلا : كفر ، وبهذا نخرج عن الخوارج ، نباين الخوارج يكون بيننا وبين الخوارج حينئذ متسع ولا ـ بتشديد اللام بمعنى أو ـ وقعنا فيما وقعت فيه الخوارج ، وهو الذي شبه على الخوارج هذا ، الاطلاقات هذه .

وسئل في نفس الشريط هل ترون أن هذه المسألة اجتهادية ؟

فقال الشيخ ابن باز : والله أنا هذا الذي اعتقده من النصوص يعني من كلام أهل العلم فيما يتعلق في الفرق بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة ، خصوصا الخوارج ، أن فعل المعصية ليس بكفر إلا إذا استحله أو دافع عن دونها بالقتال . [ شريط مناقشة التكفير ]



سئل الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:

عمن يكفر حكام المسلمين فقال: ( هؤلاء الذين يكفّرون؛ هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، والكافر من كفّره الله ورسوله، وللتكفير شروط؛ منها: العلم، ومنها: الإرادة؛ أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه، وأراد المخالفة، ولم يكن متأولاً ...). [ من شريط كشف اللثام عن أحمد سلام – دار بن رجب ]

فائدة:

قال الإمام الشاطبي في الاعتصام (2/736):

استشهاد الخوارج على كفر الحاكم بقوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة:44] وهذا الاستشهاد ليس وليد عصرنا، بل خوارج عصرنا رووه بالإسناد المتصل إلى شيوخهم الخوارج الأوّلين، الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه { تشابهت قلوبهم ...}

أخرج ابن وهب عن بُكير أنه سأل نافعاً: كيف راي ابن عمر في الحرورية (أي: الخوارج) ؟

قال: ( يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات أُنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين)

فسُّر سعيد بن جبير من ذلك، فقال: ( مما يتّبع الحرورية من المتشابه قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ ويقرنون معها: ﴿ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ فإذا رأو الإمام يحكم بغير الحق قالوا: قد كفر، ومن كفر عدل بربه؛ ومن عدل بربه فقد أشرك، فهذه الأمة مشركون. فيخرجون – أي:الحرورية – فيقتلون ما رأيت، لأنهم يتأولون هذه الآية ).



4- تكفير الحاكم بحجة أنه عطّل الجهاد :

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هناك من يقول: إن ولاة الأمر والعلماء في هذه البلاد قد عطلوا الجهاد وهذا الأمر كفر بالله، فما هو رأيكم في كلامه؟

ج: هذا كلام جاهل، يدل على أنه ما عنده بصيرة ولا علم وأنه يكفر الناس، وهذا رأي الخوارج والمعتزلة، نسأل الله العافية، لكن مانسيء الظن بهم نقول هؤلاء جهال يجب عليهم أن يتعلموا قبل أن يتكلموا أما إن كان عندهم علم ويقولون بهذا القول، فهذا رأي الخوارج وأهل الضلال.

[الجهاد وضوابطه الشرعية للعلامة الفوازان ص 49]

5- التفجير:

قال الإمام ابن عثيمين في حادث تفجير الخبر:

(( لا شك أن هذا العمل لا يرضاه أحد، كل عاقل، فضلا عن المؤمن، لأنه خلاف الكتاب والسنة، ولأن فيه إساءة للإسلام في الداخل والخارج.. ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم، ولكن بحول الله إنه لا يفلح الظالمون، سوف يعثر عليهم إن شاء الله، ويأخذون جزاءهم، ولكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث، منهج الخوارج الذي استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين )) ·

[الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية للشيخ فهد الحصين]



6- تجويز قتل رجال الأمن:

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

انتشر بين الكثير من الشباب منشورات تفيد جواز قتل رجال الأمن وخاصة "المباحث" وهي عبارة عن فتوى منسوبة لأحد طلاب العلم وأنهم في حكم المرتدين، فنرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في ذلك والأثر المترتب على هذا الفعل الخطير؟

ج: هذا مذهب الخوارج، فالخوارج قتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر وعثمان، فالذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا يقتل رجال الأمن؟؟ هذا هو مذهب الخوارج، والذي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم نسأل الله العافية.

[الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية للشيخ فهد الحصين]



7- من أقوالهم: أن الإمام من يجتمع عليه جميع المسلمين في أنحاء المعمورة من الشرق إلى الغرب :

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هل هذا القول صحيح ان الإمام من يجتمع عليه جميع المسلمين في أنحاء المعمورة من الشرق إلى الغرب؟

ج: هذا كلام الخوارج، الإمام من بايعه أهل الحل والعقد من المسلمين، ويلزم الباقين طاعته. وليس بلازم أنه يبايعه كلهم من المشرق والمغرب، رجالاً ونساء، هذا ليس منهج الإسلام في عقد الإمامة.

وبـعـد:

هل يوجد خوارج في هذا الزمان ؟!!

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله -: هل يوجد في هذا الزمان من يحمل فكر الخوارج؟

فقال الشيخ:

يا سبحان الله، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج، وهو تكفير المسلمين، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم، هذا مذهب الخوارج.

وهو يتكون من ثلاثة أشياء:

أولاً: تكفير المسلمين.

ثانياً: الخروج عن طاعة ولي الأمر.

ثالثاً: استباحة دماء المسلمين.

هذه من مذهب الخوارج، حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً، صار خارجياً، في عقيدته ورأيه الذي ما أفصح عنه.

[ كتاب : "الفتاوى الشرعية في القضايا العصري" لفهد الحصين ]







ذكر بعض الأحاديث الصحيحة الوارد في الخوارج



$ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: (( ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل )).

فقال عمرt: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟

فقال: (( دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه - وهو قدحه - فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس )).

قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته. قال: فأنزلت فيه: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}



أخرجه البخاري في كتاب: استتابة المرتدين / باب: من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه رقم: 3414

أخرجه مسلم في الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، رقم: 1064.



معاني الكلمات:

(لا يجاوز تراقيهم) لا يتعداها، والتراقي جمع ترقوة وهي عظم يصل ما بين ثغرة النحر والعاتق، والمراد: لا يفقهون معناه، ولا تخشع له قلوبهم، ولا يؤثر في نفوسهم، فلا يعملون بمقتضاه.

(يمرقون) يخرجون منه سريعا دون أن يستفيدوا منه.

(الرمية) هو الصيد المرمي، شبه مروقهم من الدين بمروق السهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه ويخرج منه دون أن يعلق به شيء منه، لشدة سرعة خروجه.

(نصله) حديدة السهم.

(رصافه) هو العصب الذي يلوى فوق مدخل النصل.

(قدحه) هو عود السهم قبل أن يوضع له الريش.

(قذذه) جمع قذة وهي واحدة الريش الذي يعلق على السهم.

(قد سبق الفرث والدم) أي لم يتعلق به شيء منهما لشدة سرعته، والفرث ما يجتمع في الكرش مما تأكله ذوات الكروش.

(آيتهم) علامتهم.

(البضعة) قطعة اللحم.

(تدردر) تضطرب وتذهب وتجيء.

(حين فرقة) أي زمن افتراق بينهم، وفي رواية (على خير فرقة) أي أفضل طائفة.



$ وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا، قال: (( إنما أتألفهم )). فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، كث اللحية محلوق، فقال: اتق الله يا محمد، فقال: (( من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني )).

فسأل رجل قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه، فلما ولى قال: (( إن من ضئضئ هذا، أو: في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الومية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )).



أخرجه البخاري في باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم رقم: 3166

أخرجه مسلم في الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، رقم: 1064.



معاني الكلمات:

(بذهبية) قطعة من ذهب.

(صناديد) رؤساء، جمع صنديد.

(غائر العنين) عيناه داخلتان في رأسه لاصقتان بقعر الحدقة، ضد الجاحظ.

(مشرف الوجنتين) عاليهما، والوجنتان العظمان المشرفان على الخدين، وقيل لحم جلد الخدين.

(كث اللحية) كثير شعرها.

(ضئضئ) هو الأصل والعقب، وقيل: هو كثرة النسل.

(لا يجاوز حناجرهم) لا يفقهون معناه ولا ينتفعون بتلاوته.

(يمرقون) يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ من الصيد من جهة أخرى، ولم يتعلق بالسهم من دمه شيء.

(الرمية) الصيد المرمي.

(قتل عاد) أي أستأصلهم بالكلية بأي وجه، ولا أبقي أحدا منهم]





$ وعن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحروريَّة: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أدري ما الحروريَّة؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، أو حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميَّة، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء )).



أخرجه البخاري في باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم رقم: 6532



قال البخاري في "صحيحه" : ( وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين ) فتح الباريخ (12/282)



$ وعن سعيد بن جُمْهان قال: أتيتُ عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر، فسلّمت عليه، قال لي: مَن أنت؟ فقلت: أنا سعيد ابن جمهان، قال: فما فعل والدك؟ قلت: قتلَتْه الأزارقة، قال: " لعن الله الأزارقة! لعن الله الأزارقة! حدَّثنا رسول الله e أنهم: (( كلاب النار ))، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بلى الخوارج كلها، قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناسَ ويفعل بهم، قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: " ويحك يا ابن جمهان! عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فأْتِهِ في بيته فأخبره بما تعلم، فإن قَبِل منك وإلا فدَعْهُ؛ فإنك لست بأعلم منه ".



رواه أحمد (4/382ـ 383) والطبراني ورجال أحمد ثقات روى ابن ماجة منه طرفاً، وحسنه الألباني



(الأزارقة) هم أتباع نافع بن الأزرق الخارجي





$ وعن أبي غالب قال: كنت بدمشق زمن عبد الملك فأتي برؤوس الخوارج فنصبت على أعواد فجئت لأنظر هل فيها أحد أعرفه؟ فإذا أبو أمامة عندها فدنوت منه فنظرت إلى الأعواد فقال: (( كلاب النار)) ثلاث مرات (( شر قتلى تحت أديم السماء ومن قتلوه خير قتلى تحت أديم السماء )) قالها ثلاث مرات ثم استبكى قلت: يا أبا أمامة ما يبكيك؟

قال: كانوا على ديننا ثم ذكر ما هم صائرون إليه غداً.

قلت أشيئاً تقوله برأيك أم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال: إني لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً إلى السبع ما حدثتكموه أما تقرأ هذه الآية في آل عمران: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} إلى آخر الآية {وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}

ثم قال: (( اختلف اليهود على إحدى وسبعين فرقة سبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، واختلف النصارى على اثنتين وسبعين فرقة في النار وواحدة في الجنة،وتختلف هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة)). فقلنا: انعتهم لنا، قال: (( السواد الأعظم )) .

رواه ابن ماجة والترمذي باختصار. رواه الطبراني ورجاله ثقات.



$ عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (( سيكون في أمتي اختلافٌ وفرقةٌ، قومٌ يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدِّين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتدَّ على فوقه، هم شرُّ الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب اللّه وليسوا منه في شىء، من قاتلهم كان أولى باللّه تعالى منهم ))

قالوا: يارسول اللّه، ما سيماهم؟ قال: (( التحليق )).

وفي رواية عن أنيس قال: (( سيماهم التحليق والتسبيد فإذا لقيتموهم فأنيموهم )).

قال أبو داود: التسبيد: استئصال الشعر

أخرجه أحمد في المسند (3/197) وأبو داود في باب في قتال الخوارج. رقم : 4765



$ عن عقبة بن وساج قال كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو فقلت له أنت من بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعل الله عندك علماً وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة فقال لي: أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقليد من ذهب وفضة فجعل يقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل فقال: (( ويحك من يعدل عليه بعدي )) فلما ولى قال: (( ردوه رويدا )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن في أمتي أخا لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرجوا فاقتلوهم ثلاثا )).

(أخرجه إبن أبي عاصم في "السنة" (933) وقال الألباني : صحيح على شرط البخاري.)





$ عن أبي برزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم، هديهم هكذا يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره سيماهم التحليق، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم! هم شر الخلق والخليقة )).

(أخرجه الحاكم في المستدرك (2/147) وقال: صحيح وسكت عنه الذهبي.)



$ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله e قال: (( ينشأُ نَشْءٌ يقرؤون القرآن لا يُجاوِز تراقيهم، كلما خرج قرنٌ قُطِع )) قال ابن عمر: سمعتُ رسول الله e يقول: (( كلما خرج قرنٌ قُطع )) أكثر من عشرين مرة: (( حتى يَخرج في عِراضهم الدَّجَّال )).

((صحيح ابن ماجه)) للألباني رقم (144) وقال: " حسن ".

http://subulsalam.com/site/erhab/Irhabion/khwarjalasar.html]

بيد الظمأ
06-08-2013, 12:42 PM
لا تتعب نفسك الشعب عما قريب بيصير الشعب أغلبه خوارج إذا أستمر ظلم الفئة الحاكمة الظالمة ..

[رساوي]
06-08-2013, 02:45 PM
ولا تنسى

من يشارك في هاشتاق #الراتب_مايكفي_الحاجه مثير للفتنة كما ذكر معالي أمين عام مجلس الوزراء وبالتالي هو خارجي

عامر العمر
06-08-2013, 04:57 PM
لا تتعب نفسك الشعب عما قريب بيصير الشعب أغلبه خوارج إذا أستمر ظلم الفئة الحاكمة الظالمة ..

وماهو الظلم الذي تراه من الحكام مالايراه الآخرون او بمعنى ادق ماالظلم الذي وقع عليك ؟

عامر العمر
06-08-2013, 05:02 PM
;2336670']ولا تنسى

من يشارك في هاشتاق #الراتب_مايكفي_الحاجه مثير للفتنة كما ذكر معالي أمين عام مجلس الوزراء وبالتالي هو خارجي

كلام الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم
والسلف الصالح و فضيلة العلماء في هذا العصر واضح تمام الوضوح .

[رساوي]
06-08-2013, 05:09 PM
كلام الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم
والسلف الصالح و فضيلة العلماء في هذا العصر واضح تمام الوضوح .

أحسنت

كلام الرسول والصحابة والسلف واضح جدا

مهما حاول البعض تأويله أو تشويهه أو الأخذ ببعض الأدلة وترك البعض الآخر

[رساوي]
06-08-2013, 05:19 PM
إلا يا ليت يا أخ عامر بما إنك ما شاء الله فاهم وشغّال قص ولصق تعطيني نبذه عن سبب [طرد] محدث العصر الألباني -رحمه الله- من السعودية بما انك استشهدت فيه

عامر العمر
06-08-2013, 05:23 PM
;2336674']أحسنت

كلام الرسول والصحابة والسلف واضح جدا

مهما حاول البعض تأويله أو تشويهه أو الأخذ ببعض الأدلة وترك البعض الآخر

صدقت فالخوارج واهل البدع والضلال قد شوهوا الأدلة واخذوا ببعضها وتركوا بعضها مما يتوافق
مع اغراضهم واهوائهم ظناً منهم انهم على حق وقد اغواهم الشيطان .

عامر العمر
06-08-2013, 05:26 PM
;2336675']إلا يا ليت يا أخ عامر بما إنك ما شاء الله فاهم وشغّال قص ولصق تعطيني نبذه عن سبب [طرد] محدث العصر الألباني -رحمه الله- من السعودية بما انك استشهدت فيه

يكفينا ماانت عليه ايها العالم الرباني
وبماانك تعلم مالايعلمه الآخرون تفضل انت واذكر السبب لنا لنتنور جميعاً .

الغزآلي
07-08-2013, 02:20 AM
;2336675']إلا يا ليت يا أخ عامر بما إنك ما شاء الله فاهم وشغّال قص ولصق تعطيني نبذه عن سبب [طرد] محدث العصر الألباني -رحمه الله- من السعودية بما انك استشهدت فيه

تفضل ..بالنيابة عن اخونا الجامي عامر العمر

https://www.youtube.com/watch?v=9UcY4myZnH4

[رساوي]
07-08-2013, 02:58 AM
تفضل ..بالنيابة عن اخونا الجامي عامر العمر

https://www.youtube.com/watch?v=9UcY4myZnH4

شكراً أخي الغزالي

وأشكر الأخ عامر أنه لم يخيب ظني بأنه لن يأتي بالجواب :)

عامر العمر
07-08-2013, 03:05 AM
تفضل ..بالنيابة عن اخونا الجامي عامر العمر

https://www.youtube.com/watch?v=9UcY4myZnH4


مداخلتك هنا تدل على انك مؤيد لفعل وفكر الخوارج
مبارك عليك قل ماشئت فلا تثريب عليك

عامر العمر
07-08-2013, 03:09 AM
;2336693']شكراً أخي الغزالي

وأشكر الأخ عامر أنه لم يخيب ظني بأنه لن يأتي بالجواب :)


حتى انت ياعزيزي مداخلاتك لاتدل الا على انك مؤيد وفرح بفكر الخوارج متأثراً ببعض الجهال والمغرر بهم
مبارك عليك وهنيئا لك

[رساوي]
07-08-2013, 03:20 AM
حتى انت ياعزيزي مداخلاتك لاتدل الا على انك مؤيد وفرح بفكر الخوارج متأثراً ببعض الجهال والمغرر بهم
مبارك عليك وهنيئا لك

ههههههههههههههههههههه

فعلاً جامي نمره واستمارة :)

لأنك مقلد أعمى ولا تمتلك أي فكر حر ومستقل فلن تستطيع ولن تجرأ على التعليق على الفيديو اللي وضعه أخونا الغزالي :)

لكن قالوها ......... الصراخ عل قدر الألم :)

عامر العمر
07-08-2013, 03:36 AM
;2336697']ههههههههههههههههههههه

فعلاً جامي نمره واستمارة :)

لأنك مقلد أعمى ولا تمتلك أي فكر حر ومستقل فلن تستطيع ولن تجرأ على التعليق على الفيديو اللي وضعه أخونا الغزالي :)

لكن قالوها ......... الصراخ عل قدر الألم :)

للمعلومية اضغط انت على رابط الشاذ والمفارق لجماعة المسلمين اخوك الغزالي وستعلم لماذا لم اعلق
رساوي لن ادخل معك في مهاترات الجهال
انت تنعق بماينعق به الآخرون ولاتعلم ماتقول
ماهو الجامي من وجهة نظرك ؟وماهو فكرك ورأيك المستقل ؟
الفكر اذا لم يضبط بضوابط شرعية من الكتاب والسنة
يؤدي بصاحبه الى البدع والضلال والى الإلحاد والكفر بالله .

نادية
07-08-2013, 06:57 AM
الوصف ينطبق على كثير ممن حولي
ايش رأيك نبلغ عنهم
ويفكونا منهم ومن السنتهم

وياخدولهم كم سنة تأديبية

عامر العمر
07-08-2013, 07:21 AM
الوصف ينطبق على كثير ممن حولي
ايش رأيك نبلغ عنهم
ويفكونا منهم ومن السنتهم

وياخدولهم كم سنة تأديبية
انا قصدت من طرح الموضوع هو اثراء الساحة بمعلومات قد تخفى على كثير من الناس
ولكن من انطبقت عليهم الصفات جاءوا محاولين للت والعجن
وادخال مواضيع شتى ليس لها علاقة بموضوعنا
من اجل اقناع انفسهم والآخرين بأنهم على طريقة سليمة ومخالفة لماذكر .

فـلاش
09-08-2013, 01:06 PM
أنا ضد استغلال أحاديث " الخوارج " وإنزالها على المخالفين في هذا العصر وتسميتهم بها
الخوارج هم من خرجوا بالسلاح
لكن البعض قد يفهم أن من تسمونهم خوارج هم خوارج فعلاً وكفار... وبالتالي يكفر مسلمين
بل قد يستحل دمهم فقط لأنهم خرجوا في مظاهرة أو ما أشبه ذلك..
حين يخيل إليه أن هؤلاء هم الذين أمر الرسول بقتلهم!!

من تسمونهم خوارج يا أخي العزيز لديهم آيات وأحاديث وفتاوى أيضاً
فلماذا لا يكونون مجتهدين مثل مخالفيهم؟ ولماذا لا نرى مناظرة محترمة بين أعلام الفريقين
وأنا قد سمعت الشيخ المسعري يطالب بمناظرة هيئة كبار العلماء في السعودية
فليت مثل هذه المناظرة تتم أمام الملأ ويتم تحكيم كتاب الله..

ومن الأحاديث التي يستدل بها من تسمونهم خوارج
" سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله "
قال الحاكم :صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه " . وصححه السيوطي والألباني.

يقولون
ما المانع من قيام جماعة بدلاً من رجل واحد " يقصدون مظاهرة " ؟

ويستدلون بأحاديث أخرى صحيحة أشد من هذا...

عامر العمر
09-08-2013, 03:15 PM
أنا ضد استغلال أحاديث " الخوارج " وإنزالها على المخالفين في هذا العصر وتسميتهم بها
الخوارج هم من خرجوا بالسلاح
لكن البعض قد يفهم أن من تسمونهم خوارج هم خوارج فعلاً وكفار... وبالتالي يكفر مسلمين
بل قد يستحل دمهم فقط لأنهم خرجوا في مظاهرة أو ما أشبه ذلك..
حين يخيل إليه أن هؤلاء هم الذين أمر الرسول بقتلهم!!

من تسمونهم خوارج يا أخي العزيز لديهم آيات وأحاديث وفتاوى أيضاً
فلماذا لا يكونون مجتهدين مثل مخالفيهم؟ ولماذا لا نرى مناظرة محترمة بين أعلام الفريقين
وأنا قد سمعت الشيخ المسعري يطالب بمناظرة هيئة كبار العلماء في السعودية
فليت مثل هذه المناظرة تتم أمام الملأ ويتم تحكيم كتاب الله..

ومن الأحاديث التي يستدل بها من تسمونهم خوارج
" سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله "
قال الحاكم :صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه " . وصححه السيوطي والألباني.

يقولون
ما المانع من قيام جماعة بدلاً من رجل واحد " يقصدون مظاهرة " ؟

ويستدلون بأحاديث أخرى صحيحة أشد من هذا...



لم تستغل الأحاديث وانما هي جاءت صريحة وواضحة فالمسعري والفقيه وغيرهم قد نزعوا يدهم من طاعة ولي الأمر
و النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسمع والطاعة بالمعروف وقال ( من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة ) وقال ( من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه )
فهؤلاء امروا وحرضوا على نزع اليد من طاعة ولي الأمر ودعواهم في ذلك انهم رأوا منكرات او فساد

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله – :


يرى البعض : أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام ، وإبراز معايبهم؛ لينفروا عنهم ، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه ، ماذا يقول سماحتكم؟

فأجاب : هذا مذهب لا تقره الشريعة؛ لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف ، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن .

والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي ، وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف ، ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك؛ حرصا على استتباب الأمن وعدم الفوضى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم : { من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة } وقوله صلى الله عليه وسلم : { على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله }

وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، والعسر واليسر ، وعلى ألا ينزعوا يدا من طاعة ، إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

والمشروع في مثل هذه الحال : مناصحة ولاة الأمور ، والتعاون معهم على البر والتقوى ، والدعاء لهم بالتوفيق والإعانة على الخير ، حتى يقل الشر ويكثر الخير .

نسأل الله أن يصلح جميع ولاة أمر المسلمين ، وأن يمنحهم البطانة الصالحة ، وأن يكثر أعوانهم في الخير ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده ، إنه جواد كريم.



وقال الإمام إبن عثيمين – رحمه الله - :

(( بل العجب أنه وجه الطعن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، قيل له : (إعدل) وقيل له : (هذه قسمة ما أريد بها وجه الله)، قيل للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال الرسول: إنه ( يخرج من ضئضئ هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم)، (ضئضئ أي: نفسه)، وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، لأن هذا ما أخذ السيف على الرسول، لكنه أنكر عليه وما يوجد في بعض كتب أهل السنة من أن الخروج على الإمام هو الخروج بالسيف، فمرادهم من ذلك الخروج النهائي الأكبر، كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام : الزنى يكون بالعين، يكون بالأذن، يكون باليد، يكون بالرجل، لكن الزنا الأعظم الذي هو الزنا في الحقيقة هو: زنى الفرج ولهذا قال: والفرج يكذبه، فهذه العبارة من بعض العلماء هذا مرادهم، ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال، أنه لا يمكن أن يكون خروجاً بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول، الناس لا يمكن أن يحملوا السيف على الإمام بدون شيء يثيرهم، فلا بد من أنه هناك شيء يثيرهم وهو الكلام، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقةً دلت عليه السنة ودل عليه الواقع، أما السنة فعرفناها، وأما الواقع فإننا نعلم عليم اليقين: أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول، لأن الناس لن يخرجوا على الإمام بمجرد (يالله أمش) خذ السيف لا بد أن يكون هناك شوكة وتمهيد وقدح للإمة وسلب لمحاسنهم، ثم تتمليء القلوب غيضاً وحقداً وحينئذ يحصل البلاء )). [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]

الغزآلي
09-08-2013, 04:27 PM
;2336697']ههههههههههههههههههههه

فعلاً جامي نمره واستمارة :)

لأنك مقلد أعمى ولا تمتلك أي فكر حر ومستقل فلن تستطيع ولن تجرأ على التعليق على الفيديو اللي وضعه أخونا الغزالي :)

لكن قالوها ......... الصراخ عل قدر الألم :)


اخي رساوي
العقل الجامي يقوم قام على منهج ينفي الآخر ليثبت نفسه !! فكل ما لا يمكن ان يكون جاميا
داخل مفهوم العبودية للحاكم بالرؤية الجامية، يعتبرونه مبتدعا شاذا ومخالفة للجماعة
على انهم حين يتحدثون عن مفارقة الجماعة لايقصدون بها جماعة الامة ،لانهم على خلاف معها ، ولكن يقصدون جماعة الجامية
من اصحاب المخصصات والهبات
والذين وضفوا احاديث الطاعة في خدمة الحكام المستبدين ممن لاتنطبق عليهم شروط الولاية الشرعية
وبالتالي لانستغرب حين طردوا المحدث الامام الالباني فهو ايضا كان خارجا وشاذ عن جماعتهم ومخصصاتهم..
وله الفخر رحمه الله ...

عامر العمر
09-08-2013, 06:03 PM
اخي رساوي
العقل الجامي يقوم قام على منهج ينفي الآخر ليثبت نفسه !! فكل ما لا يمكن ان يكون جاميا
داخل مفهوم العبودية للحاكم بالرؤية الجامية، يعتبرونه مبتدعا شاذا ومخالفة للجماعة
على انهم حين يتحدثون عن مفارقة الجماعة لايقصدون بها جماعة الامة ،لانهم على خلاف معها ، ولكن يقصدون جماعة الجامية
من اصحاب المخصصات والهبات
والذين وضفوا احاديث الطاعة في خدمة الحكام المستبدين ممن لاتنطبق عليهم شروط الولاية الشرعية
وبالتالي لانستغرب حين طردوا المحدث الامام الالباني فهو ايضا كان خارجا وشاذ عن جماعتهم ومخصصاتهم..
وله الفخر رحمه الله ...



كل صاحب ضلالة يحاول ان يشوه صورة المسلم الآخذ بالنصوص الشرعية من القرآن والسنة الصحيحة
فلذلك اطلق عباد القبور على اهل السنة والجماعة في المملكة العربية السعودية مسمى ******نسبة الى دعوة الشيخ
محمد بن عبدالوهاب حيث ان الشيخ اخذ بالنصوص الشرعية الصحيحة المحرمة لعبادة القبور قاصدين بإطلاقهم ذلك المسمى التنفير
من منهجه المستقى من الكتاب والسنة لكي لايثق احد به وبمنهجه وبأدلته ليتسنى لهم بعد ذلك نشر بدعهم وضلالاتهم بيسر وسهوله
لأن الناس لن يستمعوا الى احد غيرهم ولن يأخذوا بأدلة غير ادلتهم
وهاهو الزمن يعيد نفسه كمايقولون
فعندما جاء الشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله وبين للناس وجوب طاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه مستنداً الى القرآن والسنة الصحيحة
جاء اصحاب الأهواء واطلقوا على من يتبع منهجه الذي هو منهج القرآن والسنة بمسمى جاميه لينفروا الناس من منهجه الصحيح
ويقللوا من قدره ويشككوا فيه وفي ادلته وفيما يدعوا اليه
وقبلهما الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حيث اتهمهم اصحاب الأهواء من اقوامهم بأنهم سحره وكذابين واتهم بذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
وقيل عنه انه مجنون وكاهن وشاعر كل ذلك من اجل التقليل من شأنهم ومايدعون اليه لينصرف الناس عنهم

فطاعة ولي الأمر واجبه كما قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي )

وردك يالغزالي دليل على انك مؤيد لفكر الخوارج وفرح به ومتشبث به وداعيا له
حيث انك وصفت ولاة امرنا بأنهم مستبدين و لاتنطبق عليهم شروط الولاية الشرعية
وحاولت ان تخونهم بذكر طرد الشيخ الألباني وكأن طرده يحلل الخروج عليهم فأنت تحاول بشتى الطرق والوسائل التقليل
من شأن ولاة امرنا وتخوينهم
لأنك لاتثق بأحد في الدنيا كما قلت في احد ردودك على احد المواضيع عندما سألت من تثق به من ولاة الأمر في الدنيا
فكان ردك





أنا ثقتي في الله سبحانه وتعالى ولااهبها لاحد من خلقه
وعندما سألتك من ولي امرك في الدنيا اجبتني




أما مسالة ولاة الامر ،، فلايوجد شئ أسمه( ولاة امر )
يوجد ( ولي أمر )
وطاعته تكون ( بالمعروف ) ولاطاعة لمخلوق في معصية الخاق ..

على أنه ليس كل من انتحل صفة (ولي الامر)
يكون بالضرورة ولي شرعيا للامر ..أومستحقا لذالك ،،




فأنت بذلك مخالف لقول الله تعالى وقول الرسول عليه الصلاة والسلام
وشاذ ومفارق لجماعة المسلمين والشاذ لاحكم له ولايعتد بقوله ولابرأيه والمخالف لايلتفت له
فقد قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي )
وقال عليه الصلاة والسلام ( مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ )
يبدوا ان لديك اوهام وشكوك كثيرة تفضل
http://www.vb.6lal.com/showthread.php?108506-المدارج-في-كشف-شبهات-الخوارج-خطورة-الطعن-في-ولاة-الأمر

الغزآلي
10-08-2013, 09:12 AM
الحقائق الجلية في بيان خطر الفرقة الجامية ( أدعياء السلفية )

التعريف بهذه الفرقة:



1-
الجامية هي فرقة ضالّة تُنسب إلى الشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله _وهو منهم براء_؛
نشأت هذه الفرقة إبان حرب الخليج الثانية 1411هـ بسبب رفض الكثير من المشائخ دخول الأمريكان اليهود والنصارى أرض جزيرة العرب.

فأتباع هذه الفرقة لم يكتفوا بالقول بمشروعية دخولهم لأرض الجزيرة بل جرّموا وكفّروا كل من خالفهم
فأخرجوهم من الملّة وناصبوهم العداء استرضاءً لولاة الأمر وطلبًا لودهم!

والجدير بالذكر أن هيئة كبار العلماء الذين رأوا في دخول القوات الأجنبية لهذه الأرض الطاهرة مصلحةً للمسلمين
في حينها لم يجرّموا من حرّم دخولها ولم يكفرّوه أو يناصبوه العداء

بل أخذوا يناقشونهم ويوضحون لهم أدلتهم من الكتاب والسنّة
أما هؤلاء الجاميون فقد سنّوا على من خالفهم الرأي ألسنتهم و تربصّوا بهم في المجالس والمساجد؛فكانوا سلاحًا لوزارة الداخلية وأخذوا يرسلون لها التقارير بأسماء المشائخ الى الحكام .في تلك الفترة

فكانوا سببًا في دخول الكثير من المشائخ وطلبة العلم السجون, ومنهم/ الشيخ سفر الحوالي ,سلمان العودة, ناصر العمر, عائض القرني, محمد بن عبدالله الدويش .وغيرهم كثير من الدعاة وطلبة العلم.

- وقيل أنها نشأت قبل حرب الخليج الثانية؛ قبل بضع سنوات من نهاية الحرب الأفغانية السوفييتية؛
حيث كان يتم إرسالهم إلى أفغانستان لتثبيط همم الشباب المجاهد هناك وتخذيلهم عن الجهاد الأفغاني

كما كان لهم نشاط في السعودية فأخذوا يصرفون الناس عن التبرع للمجاهدين في أفغانستان بحجة أن الأفغان مشركون وأن كثير من قادة الجهاد الأفغاني من مختلي العقيدة واستمرّ ديدنُهم هذا إلى يومنا في النيل من الذين يقاتلون الأمريكان في أفغانستان والعراق بصفة خاصة ،

ربيع بن هادي المدخلي:

بدأ التنظير لهذه الفرقة على يد ربيع بن هادي المدخلي؛ تلميذ الشيخ محمد أمان الجامي,وهو مدرّس في الجامعة
في كلية الحديث؛ حيث يعتبر ربيع المدخلي منظرّهم وشيخ طريقتهم وصاحب البيعة والولاية فيهم, فخلعوا عليه لقب حامل لواء "الجرح والتعديل" في العصر الحديث!

و اشتهر عنه التجريح في أغلب علماء العصر بل جنح إلى تكفير كل من يخالفه؛فهذا سروري وذاك قطبي والآخر حزبي ... إلى آخره من الألقاب والمسميات!

والمضحك المبكي أن هذا الرجل رغم تخصصه في الحديث إلا أنه لم يكن يراعي في تجريح العلماء
والمشائخ أصول هذا العلم ولا آدابه؛ فكان لسانه _ومن لف لفه_ سليطًا بذيئًا ومنطقهم سقيمًا أعوجا!

عقيدتهم :

هم من سلم عبّاد الصليب وبني يهود من ألسنتهم التي وجهوا سهامها وأسنتها للمسلمين من بني جلدتهم ,
وأهل العلم والمكانة منهم خاصةً فقد جمعوا صفات أشد الفرق ضلالًا فكانوا شر من وطئ الحصى على الإطلاق!
وسمّاهم أهل العلم بـ "أدعياء السلفية", حيث أنهم يدّعون السير على نهج السلف الصالح بينما هم كما وصفهم الشيخ حسين محمود: "خوارج مع الدعاة والمجاهدين ، مرجئة ومتصوفة مع الحكام ، جبرية مع اليهود والنصارى والكفار، أشاعرة في نصوص الوحيين وكلام العلماء يؤولونها على أهوائهم
قاديانية في مسألة الجهاد ، وموقفهم من الأمريكان: هو موقف القاديانية مع البريطانيين .."



صفاتهم:
عُرف عنهم بغضهم الشديد لأهل الجهاد وتعطيلهم لأحكامه؛ والتجريح والطعن في أهل العلم وطلبته والخوض في أعراضهم؛ والإستماته في طلب ود ورضا ولاة الأمر والحكام الطواغيت _وجاميّو سوريا وليبيا ومصر واليمن الذين فُضِحوا في هذه الثورات خير مثالٍ على ذلك_؛

فهم مرجئة معهم "فقط"؛ حيث يرون أن أعمالهم ليس لها علاقة بأصل الإيمان فيضعون كل الأعمال على أنها شرط تمام ولا يوجب ترك شيء منها زوال أصل الإيمان!

وقد قال عنهم الشيخ ابن تيمية رحمه الله: ( المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقاً وإن لم يكونوا أبراراً ) [ مجموع الفتاوى : 28/508 ]

فهم لا يسوّغون لأتباعهم الكلام والنظر في الأمور السياسية والخوض في فقه الواقع ويعتبرون ذلك
خاصًا بولاة الأمر دون سواهم, فالجهاد في اعتقادهم من خصائص ولي الأمر فلا يجوز حتى مطالبته بإقامة هذه الفريضة!

وأيضًا عُرِف عنهم مراقبة المسلمين ونقل أقوالهم إلى السلطان ويرون ذلك من أوجب الواجبات
فهم كالجواسيس واذرع المخابرات بل شرهم أعظم وفتنتهم أكبر حيث يخالطون الدعاة وأهل العلم
فيؤمن لهم إدعائهم وتمسحهم بالدين!

وهذا فيمن يُبلغ السلطان الشرعي ما هو حق ، فكيف بالباطل ، وقد أفتى مفتيهم "النجمي" بوجوب إبلاغ الحكومات الكافرة في الدول الغربية عن أهل الجهاد, وقال بأن هذا من باب النهي عن المنكر !!
وعلاوة على كل ذلك فالجامية من أجهل الناس بمسائل الخلاف وأساليب الحوار العلمي ،
ويعتقدون بأن آرائهم لا تقبل الخلاف

مع أنهم مختلفون فيما بينهم !فهم يمشون على مبدأ بوش في حربه الصليبية : "إن لم تكن معنا فأنت ضدنا" ،
فمن لم يكن على رأيهم فهو عدو لهم !! ومن لم يوالي من يوالونه ، ويعادي من يعادونه ، ويعتقد بإمامة من يعتقدونه
فهو على غير منهج "السلف" الذي يعتقدونه !!

قال الشيخ ابن جبرين - رحمه الله- في الفرقة الجامية:

(الجامية قوم عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم, والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة
فيدخلوا عليهم ويصدق عليهم الحسد, فلأجل ذلك صاروا ينتقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم
ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم؛ ونسبتهم إلى أول من أظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي

وقال عنهم سماحة العلامة الشيخ سليمان العلون

(الجامية أدعياء السلفية وهم في باب الايمان جهمية و منهجهم مبتدع منحرف..يوالون أعداء الله
و يرقعون لهم باطلهم و شغلهم الشاغل الدفاع عن الحكام و الهجوم على العلماء و الدعاة..

أشهر رموزهم ومشائخهم:
هم منتشرون كالسرطان في كل الدول العربية و؛و الانظمة المستبده تمولهم لانهم يخدمون بقاءها ومن حكمة الله وفضله أن أغلبهم لهم فضائح من قبيل :الإختلاسات المالية ، والإختلاسات العلمية ، وبعضهم عنده انحرافات أخلاقية ، نسأل الله السلامة والعافية!

وهذه قائمة بأشهر رموزهم في البلاد العربية وأكثرهم في "السعودية" !!!
في السعودية/ ربيع بن هادي المدخلي (وهو كبيرهم)، محمد بن هادي المدخلي (والمداخلة أصلهم من اليمن) ،
فالح الحربي (فهو سابقًا من أتباع ِ جُهيمان، وسُجنَ فترة ً بسببِ علاقتهِ بتلكَ الأحداث ، وبعد خروجه من السجن ِ ، تحوّلَ وانتحلَ طريقة َ موارق الجاميّة ، وأصبحَ من أوقحهم وأجرئهم!) ،

فريد المالكي (انتكسَ فيما بعدُ ، وأصبحَ من أهل ِ الخرابِ) , سعود بن صالح السعدي المالكي ،
عبد العزيز بن ريّس الريّس ، تراحيب الدوسري (مؤلف كتابِ القطبيّة) ، عبد اللطيف باشميل (والدهُ شيخٌ معروف، ومؤرخٌ فاضل ، إلا أنَّ ولَدهُ مالَ عن الحق ، وأصبحَ جامياً ، بل من أخبثهم أيضاً،
ولهُ عملٌ رسميٌّ في المباحث، وباسمهِ كانتْ تسجلُ التسجيلاتُ في مدينةِ جدّة)، عبد العزيز العسكر
(فضحهُ اللهِ بفضيحةٍ شنيعة، فُصلَ على سببها من التدريس)، محمود الحداد المصري (الذي نبذه الجامية)،
محمد بن فهد الحصين ، مصصطفى بن إسماعيل السليماني ، محمد السحيمي (من غلاة ُ الجاميّة،وأكثرهم شراسة ً وتطرّفاً) , بندر بن نايف بن صنهات العتيبي، محمد بن عمر بن سالم بازمول ، أحمد بن يحيى النجمي الجازاني (الذي صرّح بأن الشيخ ابن جبرين رحمه الله: "كذّاب" !!)

وغيرهم ..في اليمن/ مقبل الوادعي ، وحسن بن قاسم الريمي ، ويحيى الحجوري ، وغيرهم ..
في الكويت/ عبد الله الفارسي ، فلاح اسماعيل مندكار ، محمد العنجري ، حمد العثمان ، سالم الطويل ،
عدنان عبد القادر ، ومحمد الحمود ..

في الإمارات/ عبد الله السبت (صاحب الإختلاسات المالية) ، علي بن يحيى الحدادي ، نادر بن سعيد آل مبارك ..
في الأردن/ علي الحلبي(صاحب السرقات العلمية) ، مشهور حسن آل سلمان(صاحب سرقات جهود طلبة العلم)،
سليم الهلالي، عمر بن عبد الحميد البطوش ..

في المغرب/ محمد المغراوي ..في الجزائر/ عبد المالك بن أحمد رمضاني ، أبو ابراهيم بن سلطان العدناني ..
وغيرهم كثير...

وعلى ذلك وجبَ أخذ الحيطة والحذر منهم وعدم التسليم بكلامهم بل تجنبهم هو الأولى كما أفتى بذلك أهل العلم.

عامر العمر
10-08-2013, 10:38 AM
الحقائق الجلية في بيان خطر الفرقة الجامية ( أدعياء السلفية )

التعريف بهذه الفرقة:



1-
الجامية هي فرقة ضالّة تُنسب إلى الشيخ محمد بن أمان الجامي رحمه الله _وهو منهم براء_؛
نشأت هذه الفرقة إبان حرب الخليج الثانية 1411هـ بسبب رفض الكثير من المشائخ دخول الأمريكان اليهود والنصارى أرض جزيرة العرب.

فأتباع هذه الفرقة لم يكتفوا بالقول بمشروعية دخولهم لأرض الجزيرة بل جرّموا وكفّروا كل من خالفهم
فأخرجوهم من الملّة وناصبوهم العداء استرضاءً لولاة الأمر وطلبًا لودهم!

والجدير بالذكر أن هيئة كبار العلماء الذين رأوا في دخول القوات الأجنبية لهذه الأرض الطاهرة مصلحةً للمسلمين
في حينها لم يجرّموا من حرّم دخولها ولم يكفرّوه أو يناصبوه العداء

بل أخذوا يناقشونهم ويوضحون لهم أدلتهم من الكتاب والسنّة
أما هؤلاء الجاميون فقد سنّوا على من خالفهم الرأي ألسنتهم و تربصّوا بهم في المجالس والمساجد؛فكانوا سلاحًا لوزارة الداخلية وأخذوا يرسلون لها التقارير بأسماء المشائخ الى الحكام .في تلك الفترة

فكانوا سببًا في دخول الكثير من المشائخ وطلبة العلم السجون, ومنهم/ الشيخ سفر الحوالي ,سلمان العودة, ناصر العمر, عائض القرني, محمد بن عبدالله الدويش .وغيرهم كثير من الدعاة وطلبة العلم.

- وقيل أنها نشأت قبل حرب الخليج الثانية؛ قبل بضع سنوات من نهاية الحرب الأفغانية السوفييتية؛
حيث كان يتم إرسالهم إلى أفغانستان لتثبيط همم الشباب المجاهد هناك وتخذيلهم عن الجهاد الأفغاني

كما كان لهم نشاط في السعودية فأخذوا يصرفون الناس عن التبرع للمجاهدين في أفغانستان بحجة أن الأفغان مشركون وأن كثير من قادة الجهاد الأفغاني من مختلي العقيدة واستمرّ ديدنُهم هذا إلى يومنا في النيل من الذين يقاتلون الأمريكان في أفغانستان والعراق بصفة خاصة ،

ربيع بن هادي المدخلي:

بدأ التنظير لهذه الفرقة على يد ربيع بن هادي المدخلي؛ تلميذ الشيخ محمد أمان الجامي,وهو مدرّس في الجامعة
في كلية الحديث؛ حيث يعتبر ربيع المدخلي منظرّهم وشيخ طريقتهم وصاحب البيعة والولاية فيهم, فخلعوا عليه لقب حامل لواء "الجرح والتعديل" في العصر الحديث!

و اشتهر عنه التجريح في أغلب علماء العصر بل جنح إلى تكفير كل من يخالفه؛فهذا سروري وذاك قطبي والآخر حزبي ... إلى آخره من الألقاب والمسميات!

والمضحك المبكي أن هذا الرجل رغم تخصصه في الحديث إلا أنه لم يكن يراعي في تجريح العلماء
والمشائخ أصول هذا العلم ولا آدابه؛ فكان لسانه _ومن لف لفه_ سليطًا بذيئًا ومنطقهم سقيمًا أعوجا!

عقيدتهم :

هم من سلم عبّاد الصليب وبني يهود من ألسنتهم التي وجهوا سهامها وأسنتها للمسلمين من بني جلدتهم ,
وأهل العلم والمكانة منهم خاصةً فقد جمعوا صفات أشد الفرق ضلالًا فكانوا شر من وطئ الحصى على الإطلاق!
وسمّاهم أهل العلم بـ "أدعياء السلفية", حيث أنهم يدّعون السير على نهج السلف الصالح بينما هم كما وصفهم الشيخ حسين محمود: "خوارج مع الدعاة والمجاهدين ، مرجئة ومتصوفة مع الحكام ، جبرية مع اليهود والنصارى والكفار، أشاعرة في نصوص الوحيين وكلام العلماء يؤولونها على أهوائهم
قاديانية في مسألة الجهاد ، وموقفهم من الأمريكان: هو موقف القاديانية مع البريطانيين .."



صفاتهم:
عُرف عنهم بغضهم الشديد لأهل الجهاد وتعطيلهم لأحكامه؛ والتجريح والطعن في أهل العلم وطلبته والخوض في أعراضهم؛ والإستماته في طلب ود ورضا ولاة الأمر والحكام الطواغيت _وجاميّو سوريا وليبيا ومصر واليمن الذين فُضِحوا في هذه الثورات خير مثالٍ على ذلك_؛

فهم مرجئة معهم "فقط"؛ حيث يرون أن أعمالهم ليس لها علاقة بأصل الإيمان فيضعون كل الأعمال على أنها شرط تمام ولا يوجب ترك شيء منها زوال أصل الإيمان!

وقد قال عنهم الشيخ ابن تيمية رحمه الله: ( المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقاً وإن لم يكونوا أبراراً ) [ مجموع الفتاوى : 28/508 ]

فهم لا يسوّغون لأتباعهم الكلام والنظر في الأمور السياسية والخوض في فقه الواقع ويعتبرون ذلك
خاصًا بولاة الأمر دون سواهم, فالجهاد في اعتقادهم من خصائص ولي الأمر فلا يجوز حتى مطالبته بإقامة هذه الفريضة!

وأيضًا عُرِف عنهم مراقبة المسلمين ونقل أقوالهم إلى السلطان ويرون ذلك من أوجب الواجبات
فهم كالجواسيس واذرع المخابرات بل شرهم أعظم وفتنتهم أكبر حيث يخالطون الدعاة وأهل العلم
فيؤمن لهم إدعائهم وتمسحهم بالدين!

وهذا فيمن يُبلغ السلطان الشرعي ما هو حق ، فكيف بالباطل ، وقد أفتى مفتيهم "النجمي" بوجوب إبلاغ الحكومات الكافرة في الدول الغربية عن أهل الجهاد, وقال بأن هذا من باب النهي عن المنكر !!
وعلاوة على كل ذلك فالجامية من أجهل الناس بمسائل الخلاف وأساليب الحوار العلمي ،
ويعتقدون بأن آرائهم لا تقبل الخلاف

مع أنهم مختلفون فيما بينهم !فهم يمشون على مبدأ بوش في حربه الصليبية : "إن لم تكن معنا فأنت ضدنا" ،
فمن لم يكن على رأيهم فهو عدو لهم !! ومن لم يوالي من يوالونه ، ويعادي من يعادونه ، ويعتقد بإمامة من يعتقدونه
فهو على غير منهج "السلف" الذي يعتقدونه !!

قال الشيخ ابن جبرين - رحمه الله- في الفرقة الجامية:

(الجامية قوم عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم, والذين يحسدون كل من ظهر وكان له شهرة
فيدخلوا عليهم ويصدق عليهم الحسد, فلأجل ذلك صاروا ينتقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم
ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعض فيما بينهم؛ ونسبتهم إلى أول من أظهر ذلك وهو محمد أمان الجامي

وقال عنهم سماحة العلامة الشيخ سليمان العلون

(الجامية أدعياء السلفية وهم في باب الايمان جهمية و منهجهم مبتدع منحرف..يوالون أعداء الله
و يرقعون لهم باطلهم و شغلهم الشاغل الدفاع عن الحكام و الهجوم على العلماء و الدعاة..

أشهر رموزهم ومشائخهم:
هم منتشرون كالسرطان في كل الدول العربية و؛و الانظمة المستبده تمولهم لانهم يخدمون بقاءها ومن حكمة الله وفضله أن أغلبهم لهم فضائح من قبيل :الإختلاسات المالية ، والإختلاسات العلمية ، وبعضهم عنده انحرافات أخلاقية ، نسأل الله السلامة والعافية!

وهذه قائمة بأشهر رموزهم في البلاد العربية وأكثرهم في "السعودية" !!!
في السعودية/ ربيع بن هادي المدخلي (وهو كبيرهم)، محمد بن هادي المدخلي (والمداخلة أصلهم من اليمن) ،
فالح الحربي (فهو سابقًا من أتباع ِ جُهيمان، وسُجنَ فترة ً بسببِ علاقتهِ بتلكَ الأحداث ، وبعد خروجه من السجن ِ ، تحوّلَ وانتحلَ طريقة َ موارق الجاميّة ، وأصبحَ من أوقحهم وأجرئهم!) ،

فريد المالكي (انتكسَ فيما بعدُ ، وأصبحَ من أهل ِ الخرابِ) , سعود بن صالح السعدي المالكي ،
عبد العزيز بن ريّس الريّس ، تراحيب الدوسري (مؤلف كتابِ القطبيّة) ، عبد اللطيف باشميل (والدهُ شيخٌ معروف، ومؤرخٌ فاضل ، إلا أنَّ ولَدهُ مالَ عن الحق ، وأصبحَ جامياً ، بل من أخبثهم أيضاً،
ولهُ عملٌ رسميٌّ في المباحث، وباسمهِ كانتْ تسجلُ التسجيلاتُ في مدينةِ جدّة)، عبد العزيز العسكر
(فضحهُ اللهِ بفضيحةٍ شنيعة، فُصلَ على سببها من التدريس)، محمود الحداد المصري (الذي نبذه الجامية)،
محمد بن فهد الحصين ، مصصطفى بن إسماعيل السليماني ، محمد السحيمي (من غلاة ُ الجاميّة،وأكثرهم شراسة ً وتطرّفاً) , بندر بن نايف بن صنهات العتيبي، محمد بن عمر بن سالم بازمول ، أحمد بن يحيى النجمي الجازاني (الذي صرّح بأن الشيخ ابن جبرين رحمه الله: "كذّاب" !!)

وغيرهم ..في اليمن/ مقبل الوادعي ، وحسن بن قاسم الريمي ، ويحيى الحجوري ، وغيرهم ..
في الكويت/ عبد الله الفارسي ، فلاح اسماعيل مندكار ، محمد العنجري ، حمد العثمان ، سالم الطويل ،
عدنان عبد القادر ، ومحمد الحمود ..

في الإمارات/ عبد الله السبت (صاحب الإختلاسات المالية) ، علي بن يحيى الحدادي ، نادر بن سعيد آل مبارك ..
في الأردن/ علي الحلبي(صاحب السرقات العلمية) ، مشهور حسن آل سلمان(صاحب سرقات جهود طلبة العلم)،
سليم الهلالي، عمر بن عبد الحميد البطوش ..

في المغرب/ محمد المغراوي ..في الجزائر/ عبد المالك بن أحمد رمضاني ، أبو ابراهيم بن سلطان العدناني ..
وغيرهم كثير...

وعلى ذلك وجبَ أخذ الحيطة والحذر منهم وعدم التسليم بكلامهم بل تجنبهم هو الأولى كما أفتى بذلك أهل العلم.

كلامك هذا يبين منهجك ويرد عليك
والواقع والحقيقة ترد عليك لأن كل ماتزعمه يفتقر الى الأدلة الصريحة الصحيحة
خلاصة القول
هذا الموضوع يبين صفات خوارج هذا العصر وجئت انت هنا لتشطح بأفكارك واراءك وتضليلاتك
فلولم يلامس هذا الموضوع حقيقتك لما اتيت الى هنا
فكما يقولون الصراخ على قدر الألم

قلتها لك قل ماشئت فلا تثريب عليك فمنهجك ومسلكك واضح تمام الوضوح للجميع والحمد لله
http://www.vb.6lal.com/showthread.php?108506-المدارج-في-كشف-شبهات-الخوارج-خطورة-الطعن-في-ولاة-الأمر

الغزآلي
10-08-2013, 12:17 PM
الفترة الزمنية الثانية للجامية وبداية انحدارهم وتشتتهم الفكري


بعدَ سجن ِ المشايخ ِ المخلصين الناقدين ، وعدم ِ وجودِ من يُنازعُ الحكام الظالمين َ ، بدأ الجاميّونَ يلتفتونَ لأنفسهم ، وأخذوا يقرّرونَ قواعدهم ، ويأصلونَ لمذهبهم ، وينظّرونَ لهُ ، بدعم من السلاطين ، وكثرتْ تصانيفهم الخاصّة ُ بتقرير ِ قواعدِ مذهبهم ، أو الدفاع ِ عنهُ ، بعدَ أن كانوا مُهاجمينَ لغيرهم فيما مضى ، وهنا انشرخَ جدارهم الشرخَ الكبيرَ ، وبدأو ينقسمونَ انقساماتٍ كبيرة ً ، كلُّ طائفةٍ تبدّعُ الطائفة َ الأخرى ، ولا يزالونَ إلى هذا اليوم ِ في انقسام ٍ ، وتشرذم ٍ ، كما كانَ حالُ المعتزلةِ ، والذين تشرّذموا في فترةٍ وجيزةٍ ، وانقسموا إلى عشراتِ الفرق ِ ، كلُّ أمّةٍ منهم تلعنُ أختها ، وتصفُها بصفاتِ السوءِ ، وتُعلنُ عليها العِداءَ والحربَ ! .

والسببُ الذي دعا موارقَ الجاميّةِ ، إلى الكفِّ عن تبديع ِ الأئمةِ السابقينَ ، هو أنّهم كانوا أصحابَ هدفٍ محدّدٍ ، ولهم وظيفة ٌ واحدة ٌ ، وهي تنفيرُ النّاس ِ عن اتّباع ِ المشايخ ِ المُصلحينَ ، وإسقاطهم ، وما عدا ذلكَ فلا شأنَ لهم بهِ


تناقضات بعض شيوخ الجامية وبيان طوامهم

ولشيوخهم من التهافتِ والجهالاتِ الشيءُ الكثيرُ .
خذْ مثلاً ربيع المدخلي ، هذا الرّجلُ الذي يزعمُ الجاميّة ُ أنّهُ حاملُ لِواءِ الجرح ِ والتعديل ِ في هذا العصر ِ ، ومعَ ذلكَ فقد وجدَ الباحثونَ عليهِ ثغراتٍ كبيرة ً منهجيّة ً ، في علم ِ أصول ِ الحديثِ ، والذي هو تخصّصهُ ، بل وجدوا عندهُ من السقطاتِ والزلاّتِ ، ما يجعلُ أحدهم يستعجبُ كيفَ تفوتُ هذه على صِغار ِ الطلبةِ ، فضلاً عن رجل ٍ يوصفُ بأنّهُ حاملُ لواءِ الجرح ِ والتعديل ِ !! .


وربيعٌ هذا كتبَ مرّة ً مقالاً عن مؤسسةِ الحرمين ِ الخيريةِ ، ونشرها في منتدى سحابٍ ، ووجدتْ صدى ورواجاً وقبولاً عندَ طائفتهِ ، حتّى قامَ بعضُ كِبار ِ أهل ِ العلم ِ باستنكار ِ تلكَ المقالةِ ، وردّوا على ربيع ٍ ، وأنكروا عليهِ ، فما كانَ منهُ إلا أن تبرّأ من المقالةِ ، وأنّهُ لم يكتبها ، وقامَ بنحلها لشخص ٍ هناكَ اسمهُ أبو عبداللهِ المدني !! ، وأنَّ المدنيَّ المذكورَ هو من نشرَ المقالة َ وكتبها وليسَ ربيعاً !! ، في تبرير ٍ سامج ٍ مُضحكٍ ومخز ٍ !! .

وربيعٌ هذا هو من أسقطَ أبا الحسن ِ المصري المأربيِّ ، والطامّة ُ الكبرى أنَّ أبا الحسن ِ قد كانَ من كِبار ِ شيوخهم ، ولهُ علاقة ٌ قويّة ٌ بالأمن ِ السياسيِّ في بلادِ اليمن ِ ، وكانَ في تلكَ الأيّام ِ إماماً للجاميّةِ ، ومنظّراً لها ، وهو الذي تولّى نشرَ فتنةِ الإرجاءِ ، والتصنيفَ فيها ، وبعدما أسقطهُ المدخليُّ ، تنكّروا لها ، وهاجموهُ ، وجعلوهُ مبتدعاً جاهلاً زائغاً منحرفاً !! ، والأعجبُ من ذلكَ كلّهِ أنَّ أغلبَ سقطاتهِ وزلاّتهِ استخرجوها من أشرطةٍ قديمةٍ لهُ ، في الفترةِ التي كانوا فيها على صفاءٍ وودٍّ !! .

وهذا دليلٌ واضحٌ على اتباع ِ القوم ِ للهوى ، وغضّهم البصرَ عن أتباعهم ، حتى إذا غضبوا عليهِ ، قاموا وفجروا في الخصومةِ ، وأخذوا يجمعونَ عليهِ جميعَ مآخذهِ وزلاّتهِ ، ممّا كانوا يغضّونَ عنها بصرهم قديماً ، في فترةِ ولائهِ لهم ! .

وربيعٌ هذا رجلٌ غريبُ الأطوار ِ جدّاً ، كانَ في الأصل ِ من جماعةِ الإخوان ِ المُسلمينَ ، ويُقالُ أنَّ رجوعهُ كانَ على يدِ الشيخ ِ سفر ٍ – حفظهُ اللهُ - ، ومع ذلكَ فهو يتنكّرُ للشيخ ِ سفر ٍ أشدَّ التنكّر ِ ، ويبغضهُ أشدَّ البغض ِ ، ويحملُ عليهِ من الحقدِ الدفين ِ ، ما يجعلُ ربيعاً يموتُ في اليوم ِ ألفَ مرّةٍ ، إذا سمعَ خيراً ينالُ الشيخَ سفراً ، أو رفعة ً تُصيبهُ .

وعندما ردَّ الشيخُ العلاّمة ُ بكرُ بن ِ زيدٍ ، على ربيع ٍ في مسألةِ الشهيدِ السعيدِ : سيّد قطبٍ – رحمهُ اللهُ - ، وكانَ ردُّ أبي زيدٍ في أربعةِ وريقاتٍ ، قامَ ربيعٌ بعدها فسوّدَ صحائفَ مئاتِ الورق ِ ، وكتبَ ردّاً مليئاً بالسبابِ والشتام ِ والإقذاع ِ ، في حقِّ الشيخ ِ بكر ٍ !! ، وقلبَ الموارقُ فيما بعدُ ظهرَ المجنِّ للشيخ ِ أبي زيدٍ ، وصنّفوهُ حزبيّاً ، وأسقطوهُ ، وعدّوهُ من المبتدعةِ .

والأنكى من ذلك والأدهى ، أنَّ ربيعاً قصدَ إلى علي حسن عبدالحميدِ ، وسليماً الهلاليَّ ، وقالَ لهما : أسقطا المغراوي !! ، وإن لم تُسقطاهُ فسأسقطكم أنتم !! .

باللهِ عليكَ هل هذا كلامُ رجل ٍ عاقل ٍ !! .

وهل هذا تصرّفُ رجل ٍ يبحثُ عن الخير ِ والهدايةِ للمدعو وللنّاس ِ !! .

أم تصرّفُ رجل ٍ ملأ الحقدُ والضغينة ُ قلبهُ ، وأعمى بصرهُ ! .

ومن مشائخهم كذلكَ مقبلٌ الوادعيِّ ، وقد توفّي قبلَ سنةٍ في جدّة َ ، وهو سابقاً من أتباع ِ جُهيمانَ ، ولكنّهُ أبعدَ عن الدولةِ قبلَ خروج ِ جُهيمانَ ، أي في حدودِ سنةِ 1399 هـ ، حيثُ كانَ يدرسُ الحديثَ في الجامعةِ الإسلاميّةِ ، وهو شديدٌ الأخلاق ِ ، زعِرٌ ، يُطلقُ لسانهُ في مخالفيهِ بالشتم ِ والسبِّ ، بأرذل ِ العِباراتِ . فمن ذلكَ أنّهُ قالَ عن الدكتور ِ : عبدالكريم ِ زيدان ، العالمُ العراقيُّ الشهيرُ ، صاحبُ كتابِ أصول ِ الدعوةِ ، وكتابِ المُفصّل ِ في أحكام ِ المرأةِ المُسلمةِ ، قالَ عنهُ الوادعيُّ : إنَّ علمهُ زبالة ٌ ! ، وقد بلغتْ تلكَ العبارة ُ للدكتور ِ زيدان ٍ ، فجلسَ يبكي بكاءً مُرّاً .

ولستُ أدري واللهِ ، كيفَ يجرأونَ على نعتِ مُخالفيهم بهذه الأوصافِ القذرةِ ، لمجرّدِ أنّهُ خالفهم في مسألةٍ أو مسألتين ِ ، وينسفونَ جميعَ علمهم ، ويهدمونَ كلَّ آثارهِ ومعارفهِ ، لمجرّدٍ شبهةٍ عرضتْ ، أو حادثةٍ عنّتْ ؟! .

ولهم غيرُ ذلكَ من التناقضاتِ الواضحاتِ البيّناتِ ، وقد تتبّعَ ذلكَ جمعٌ كبيرٌ من الأفاضل ِ ، وجمعوا فيهِ أجزاءً عدّة ً ، ومن أرادَ الوقوفَ عليها فهي موجودة ٌ متيسّرة ٌ ، وللهِ الحمدُ والمنّة ُ .


قائمة المشائخ الذين أسقطتهم الجامية


وقائمتهم الأخيرة ُ – إضافة ً إلى من مرَّ ذكرهم سابقاً - ، التي جمعتْ المُسقـَطينَ والمُنتقدينَ ، جمعتْ أئمة َ الإسلام ِ في هذا العصر ِ ، وكِبارَ شيوخهِ ، ولم يسلمْ منهم أحدٌ ، وممن ضمّوهُ لقائمتهم :

الشيخُ بنُ باز ٍ ، وقد تكلّمَ فيهِ ربيعٌ وانتقصهُ ،
والشيخُ الألبانيُّ ، وقد تكلّمَ فيهِ ربيعٌ ، وقالَ عنهُ سلفيّتُنا خيرٌ من سلفيّةِ الألبانيِّ
والشيخُ بنُ جبرين
، والشيخُ بكرٌ أبو زيدٍ
والشيخُ عبداللهِ الغُنيمانُ
والشيخُ عبدالمحسن العبّادِ
والشيخَ عبدالرحمن البرّاكِ
والدكتورَ جعفر شيخ إدريسَ .

ومن الدعاةِ وبقيّة ِ المشايخ ِ : محمد المنجّد ،
و إبراهيم الدويّش ،
وعلي عبدالخالق القرنيَّ
وعبدالله السعد
وسعد الحميّد
وعبدالرحمن المحمود
ومحمّد العريفي
وبشر البشر
وسليمان العلوان
وغيرهم . ولو حلفتُ باللهِ على أنّهم أسقطوا كلِّ من خالفهم ، لما كنتُ حاثناً ، فجميعُ الدعاةِ والمشايخ ِ والعلماءِ ، ممّن لم يدِنْ بدعوتهم ، أو يسلكْ طريقهم ، فإنّهُ من المبتدعةِ ، ويجبُ هجرهُ وإسقاطهُ .


وإنّي أسأل هنا سؤالاً : هل يوجدُ على مرِّ تأريخ ِ الحركاتِ الإسلاميّةِ ، أو سنواتِ المدِّ الإسلاميِّ ، أن قامتْ مجموعة ٌ بتسفيهِ جميع ِ أهل ِ العلم ِ ، والتنفير ِ منهم ، وتحريم ِ الجلوس ِ إليهم ، مثلَ ما فعلَ هؤلاءِ الجهلة ُ ! ، وإذا كانَ جميعُ الدعاةِ والهُداةِ والمُصلحينَ مُبتدعة ٌ ، فمن يبقى إذاً يقودُ الأمّة َ ! .

و المقصودُ أيّها الكريمُ أنَّ نشأة َ هذه الطائفةِ ، بتلكَ الكيفيّةِ المذكورةِ ، وفي ذلكَ الظرفِ الدقيق ِ ، وتفرّقها وتشرذمها ، دليلٌ على أنّها فرقة ٌ منحرفة ٌ ، شاذّة ٌ ، همّها الأوّلُ والأخير الطعنُ في دعاةِ الإسلام ِ ، والتفريق ِ بينهم ، ونشر ِ الحقدِ والضغينةِ ، وإشاعةِ سوءِ الظنِّ ، وفي المقابل ِ يحمونَ جنابَ الحكام ، ويقفونَ في صفّهم ، ويدينونَ لهم بولاءٍ تام ٍ ، ويغضّونَ أبصارهم عن عيوبِ الولاةِ ومساوئهم ، ويجرّمونَ كلَّ من وقفَ ضدَّ ظلم الولاةِ ، أو نصحهم من الشعَوب ، أو حاولَ تغييرَ المجتمع ِ .

أصول مذهب الجامية وأبرز أفكارهم وتناقضاتهم وتمويل الحكومات لفكرهم


أمّا أصولهم التي بنوا عليها كلامهم ، فنحنُ في غنىً عن معرفتِها ، وذلكَ لأنَّ مقصدهم لم يكنْ مقصداً شرعيّاً ، بل كانوا حماة ً للسلطة ، ويقفونَ في وجهِ من تصدّى لها ، أو نقدها ، أو يطالب بالاصلاح والعدالة الاجتماعية ، ولأجل ِ هذا الأمر ِ فقد اضطربوا اضطراباً شديداً ، واختلقوا أصولاً جديدة ً ، ومذهباً لا يُعرفُ لهم فيهم سلفٌ البتّة ُ ، وإنّما ألجأهم إليهِ حاجة ُ الحكام الظالمين في تلكَ الفترةِ إلى وقفِ مدِّ الغضبِ المُتنامي ضدّهم ، عن طريق ِ اختراع فرقة الجامية وتمويلها وجعلها أداة سياسية تتستر بالدين تقوم بمهمة إسقاط الرموز الاصلاحية من العلماء ، بكلِّ الوسائل ِ والسّبل ِ ، المحرّمةِ والمشروعة

عامر العمر
11-08-2013, 08:44 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) رواه البخاري ومسلم.

الخوارج لا يعرفهم كثير من الناس لأن أهل البدع بصفة عامة لا يستطيع تمييزهم عامة الناس إلا إذا كانوا أهل منعة وشوكة أو أن يكونوا منعزلين عن المخالفين لهم، قال شيخ الإسلام في كتاب النبوات (1/139) : " وكذلك الخوارج لما كانوا أهل سيف وقتال ظهرت مخالفتهم للجماعة حين كانوا يقاتلون الناس وأما اليوم فلا يعرفهم أكثر الناس".

وللخوارج لهم صفات يعرفون بها ، لكن ينبغي أن يعلم أن بعض هذه الصفات عرفت عنهم بالتتبع والاستقراء وكلام العلماء ، ولا يشترط في كل صفة تذكر عنهم أن يقروا بها ، قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (13/49) : " وأقوال الخوارج إنما عرفناها من نقل الناس عنهم لم نقف لهم على كتاب مصنف "

بل إن الباحث يجد أن الخوارج الأولين المتفق على ضلالهم قد استشكل أمرهم على أهل عصرهم فكيف بمن يظهرون الانتساب إلى السنة في هذا العصر وهم خوارج شعروا أم لم يشعروا .

وإليك أخي الكريم بعضاً من صفاتهم مستقاة من فتاوى علماء العصر:

1- التدين بالخروج على ولاة الأمر وعدم السمع والطاعة لهم بالمعروف:

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

س: بعض الأخوة – هداهم الله – لا يرون وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد، فما هي نصيحتكم سماحة الوالد؟

فأجاب رحمه الله :

ننصح الجميع بالهدوء والسمع والطاعة – كما تقدم – والحذر من شق العصى والخروج على ولاة الأمور لأن هذا من المنكرات العظيمة، هذا دين الخوارج ، هذا دين الخوارج دين المعتزلة، الخروج على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة لهم في غير معصية، وهذا غلط خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالسمع ولطاعة بالمعروف وقال: (( من رأى من أميرة شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة )) وقال: (( من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه )) فلا يجوز لأحد أن يشق العصا أويخرج على ولاة الأمور أو يدعوا إلى ذلك فهذا من أعظم المنكرات وأعظم أسباب الفتنة والشحناء والذي يدعوا إلى ذلك هذا دين الخوراج والشاق يقتل لأنه يفرق الجماعة ويشق العصا ، فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوا من يدعوا إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنة. [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]

وقال – رحمه الله - :

(( وهذه الدولة بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، وإنما الذي يستبيحون الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج ، الذين يكفرون المسلمين بالذنوب، ويقاتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان، وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم إنهم: (( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) وقال: (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) متفق عليه. والأحاديث في شأنهم كثيرة معلومة )) [مجموع فتاوى سماحته (4/91)]



قال محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله تعالى:

عند حديث ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة ..) بعد أن رد على الخوارج قال: والمقصود أنهم سنّوا في الإسلام سنةً سيئة ،وجعلوا الخروج على حكام المسلمين ديناً على مر الزمان والأيام ، رغم تحذير النبي صلى الله عليه وسلم منهم في أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم ((الخوارج كلاب النار)).

ورغم أنهم لم يروا كفراً بَواحاً منهم ، وإنما ما دون ذلك من ظلم وفجور وفسق .

واليوم – والتاريخ يعيد نفسه كما يقولون- ؛ فقد نبتت نابتة من الشباب المسلم لم يتفقهوا في الدين إلا قليلا ورأوا أن الحكام لا يحكمون بما أنزل الله إلا قليلا فرأوا الخروج عليهم دون أن يستشيروا أهل العلم والفقه والحكمة منهم بل ركبوا رؤوسهم أثاروا فتناً عمياء وسفكوا الدماء في مصر وسوريا , والجزائر وقبل ذلك فتنة الحرم المكي فخالفوا بذلك هذا الحديث الصحيح الذي جرى عليه عمل المسلمين سلفا وخلفا إلا الخوارج) . [أنظر السلسلة الصحيحة المجلد السابع / القسم الثاني صـ1240-1243]



2- تكفير مرتكب الكبيرة:

وسئل الإمام إبن باز رحمه الله :

سماحة الوالد : نعلم . أن هذا الكلام أصل من أصول أهل السنة والجماعة ، ولكن هناك- للأسف- من أبناء أهل السنة والجماعة من يرى هذا فكرا انهزاميا ، وفيه شيء من التخاذل ، وقد قيل هذا الكلام؛ لذلك يدعون الشباب إلى تبني العنف في التغيير

فأجاب : هذا غلط من قائله ، وقلة فهم ؛ لأنهم ما فهموا السنة ولا عرفوها كما ينبغي ، وإنما تحملهم الحماسه والغيرة لإزالة المنكر على أن يقعوا فيما يخالف الشرع كما وقعت الخوارج والمعتزلة ، حملهم حب نصر الحق أو الغيرة للحق ، حملهم ذلك على أن وقعوا في الباطل حتى كفروا المسلمين بالمعاصي كما فعلت الخوارج ، أو خلدوهم في النار بالمعاصي كما تفعل المعتزلة .

فالخوارج كفروا بالمعاصي ، وخلدوا العصاة في النار ، والمعتزلة وافقوهم في العاقبة ، وأنهم في النار مخللدون فيها . ولكن قالوا : إنهم في الدنيا بمنزلة بين المنزلتين ، وكله ضلال .

والذي عليه أهل السنة- وهو الحق- أن العاصي لا يكفر بمعصيته ما لم يستحلها فإذا زنا لا يكفر ، وإذا سرق لا يكفر ، وإذ شرب الخمر لا يكفر ، ولكن يكون عاصيا ضعيف الإيمان فاسقا تقام عليه الحدود ، ولا يكفر بذلك إلا إذا استحل المعصية وقال : إنها حلال ، وما قاله الخوارج في هذا باطل ، وتكفيرهم للناس باطل ؛ ولهذا قال فيهم النبي : ( إنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميه ثم لا يعودون إليه يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان )

هذه حال الخوارج بسبب غلوهم وجهلهم وضلالهم ، فلا يليق بالشباب ولا غير الشباب أن يقلدوا الخوارج والمعتزلة ، بل يجب أن يسيروا على مذهب أهل السنة والجماعة على مقتضى الأدلة الشرعية ، فيقفوا مع النصوص كما جاءت ، وليس لهم الخروج على السلطان من أجل معصية أو معاص وقعت منه ، بل عليهم المناصحة بالمكاتبه والمشافهة ، بالطرق الطيبة الحكيمة ، وبالجدال بالتي هي أحسن ، حتى ينجحوا ، وحتى يقل الشر أو يزول ويكثر الخير .

هكذا جاءت النصوص عن رسول . الله صلى الله عليه وسلم ، والله عز وجل يقول : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

فالواجب على الغيورين لله وعلى دعاة الهدى أن يلتزموا حدود الشرع ، وأن يناصحوا من ولاهم الله الأمور ، بالكلام الطيب ، والحكمة ، والأسلوب الحسن ، حتى يكثر الخير ويقل الشر ، وحتى يكثر الدعاة إلى الله ، وحتى ينشطوا لي دعوتهم بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، ويناصحوا من ولاهم الله الأمر بشتى الطرق الطيبة السليمة ، مع الدعاء لهم بظهر الغيب : أن الله يهديهم ، ويوفقهم ، ويعينهم على الخير ، وأن الله يعينهم على ترك المعاصي التي يفعلونها وعلى إقامة الحق .

هكذا يدعو المؤمن الله ويضرع إليه : أن يهدي الله ولاة الأمور ، وأن يعينهم على ترك الباطل ، وعلى إقامة الحق بالأسلوب الحسن ويذكرهم حتى ينشطوا في الدعوة بالتي هي أحسن ، لا بالعنف والشدة ، وبهذا يكثر الخير ، ويقل الشر ، ويهدي الله ولاة الأمور للخير والاستقامة عليه ، وتكون العاقبة حميدة للجميع .

[ من كتاب: "المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم" ]

http://www.binbaz.org.sa



3- تهييج الناس وإيغار صدروهم على الحكام بذكر معايبهم والطعن فيهم والتظاهر ضدهم:

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله – :

عن المنشورات الوافدة من لندن، ومضمون كلام السائلين أنهم سمعوا كلاماً لبعض العلماء لكن يريدون الفتيا التي تصدرونها أنتم حتى نكون على بينة من أمرنا.

فأجاب – رحمه الله - :

أما المنشورات التي تصدر من المسعري ومن معه في لندن للتشويش على هذه الدولة وهذه البلاد، قد صدر منا غير مرة الوصية بعدم نشرها، أو بإتلاف ما يوجد منها، وأنها تجر إلى الفتن والفرقة والاختلاف، فالواجب إتلاف ما يصدر وعدم تداوله بين المسلمين، والدعاء لولاة الأمور بالتوفيق والهداية والصلاح وأن الله يعينهم على كل خير وأن الله يسدد خطاهم، ويمنحهم البطانة الصالحة، في الصلاة وغيرها؛ يدعوا الإنسان ربه في سجوده، وفي آخر صلاته، وفي آخر الليل، للمسلمين ولولاة الأمر بالتوفيق والهداية وصلاح الأمر والبطانة، أما نشر العيوب فهذا من أسباب الفتن، ولما نشرت الخوارج العيوب في عهد عثمان قام الظلمه والجهلة على عثمان فقتل حتى قتل علي بسبب هذه المنشورات الخبيثة، ما بين كذب وبين صدق لا يوجب الخروج على ولاة الأمور، بل يوجب الدعاء لهم بالهداية والتوفيق، هذه الأشياء التي سلكها المسعري وأشباهه هي من جنس ما سلكه عبد الله بن سبأ وأشباهه في عهد عثمان وعلي حتى فرقت الأمة، وحتى وقعت الفتنة وقتل عثمان ظلماً، وقتل علي ظلما وقتل جمع كثير من الصحابة ظلماً. [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]



وسئل رحمه الله :

يرى البعض : أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام ، وإبراز معايبهم؛ لينفروا عنهم ، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه ، ماذا يقول سماحتكم؟

فأجاب : هذا مذهب لا تقره الشريعة؛ لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف ، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن .

والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي ، وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف ، ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك؛ حرصا على استتباب الأمن وعدم الفوضى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم : { من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة } وقوله صلى الله عليه وسلم : { على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله }

وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، والعسر واليسر ، وعلى ألا ينزعوا يدا من طاعة ، إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

والمشروع في مثل هذه الحال : مناصحة ولاة الأمور ، والتعاون معهم على البر والتقوى ، والدعاء لهم بالتوفيق والإعانة على الخير ، حتى يقل الشر ويكثر الخير .

نسأل الله أن يصلح جميع ولاة أمر المسلمين ، وأن يمنحهم البطانة الصالحة ، وأن يكثر أعوانهم في الخير ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده ، إنه جواد كريم.

وقال الإمام إبن عثيمين – رحمه الله - :

(( بل العجب أنه وجه الطعن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، قيل له : (إعدل) وقيل له : (هذه قسمة ما أريد بها وجه الله)، قيل للرسول صلى الله عليه وسلم، وقال الرسول: إنه ( يخرج من ضئضئ هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم)، (ضئضئ أي: نفسه)، وهذا أكبر دليل على أن الخروج على الإمام يكون بالسيف ويكون بالقول والكلام، لأن هذا ما أخذ السيف على الرسول، لكنه أنكر عليه وما يوجد في بعض كتب أهل السنة من أن الخروج على الإمام هو الخروج بالسيف، فمرادهم من ذلك الخروج النهائي الأكبر، كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام : الزنى يكون بالعين، يكون بالأذن، يكون باليد، يكون بالرجل، لكن الزنا الأعظم الذي هو الزنا في الحقيقة هو: زنى الفرج ولهذا قال: والفرج يكذبه، فهذه العبارة من بعض العلماء هذا مرادهم، ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال، أنه لا يمكن أن يكون خروجاً بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول، الناس لا يمكن أن يحملوا السيف على الإمام بدون شيء يثيرهم، فلا بد من أنه هناك شيء يثيرهم وهو الكلام، فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً حقيقةً دلت عليه السنة ودل عليه الواقع، أما السنة فعرفناها، وأما الواقع فإننا نعلم عليم اليقين: أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول، لأن الناس لن يخرجوا على الإمام بمجرد (يالله أمش) خذ السيف لا بد أن يكون هناك شوكة وتمهيد وقدح للإمة وسلب لمحاسنهم، ثم تتمليء القلوب غيضاً وحقداً وحينئذ يحصل البلاء )). [ من شريط بعنوان : " حكم الحملات الإعلامية على بلاد الحرمين" ]

وسئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هل الخروج على الأئمة يكون بالسيف فقط أم يدخل في ذلك الطعن فيهم وتحريض الناس على منابذتهم والتظاهر ضدهم؟

ج: ذكرنا هذا لكم، قلنا الخروج على الأئمة يكون بالسيف وهذا أشد الخروج ويكون بالكلام، بسبهم وشتمهم والكلام فيهم في المجالس وعلى المنابر، هذا يهيج الناس ويحثهم على الخروج على ولي الأمر وينقص قدر الولاة عندهم، فالكلام خروج.



وقال العلاّمة الفوزان عن الخوارج:

وفي عصرنا ربما سمّوا من يرى السمعَ والطاعةَ لأولياء الأمور في غير ما معصية عميلاً، أو مداهنًا، أو مغفلاً‏.‏ فتراهم يقدحون في وَليَّ أمرهم، ويشِّهرون بعيوبه من فوق المنابر، وفي تجمعاتهم، والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقولُ‏:‏ ‏(‏من أرادَ أن ينصحَ لسلطان بأمر؛ فلا يبدِ له علانيةً ولكن ليأخذْ بيدِه، فيخلوا به، فإن قَبِلَ منه فذَّاكَ، وإلا كان قد أدَّى الذي عليه‏)‏ رواه أحمد‏:‏ ‏(‏3/404‏)‏ من حديث عياض بن غنم - رضي الله عنه -، ورواه - أيضًا - ابن أبي عاصم في ‏"‏السنة‏"‏‏:‏ ‏(‏2/522‏)‏‏.‏

أو إذا رأى وليُّ الأمرِ إيقافَ أحدِهم عن الكلام في المجامع العامة؛ تجمعوا وساروا في مظاهرات، يظنونَ - جهلاً منهم - أنَّ إيقافَ أحدِهم أو سجنَهُ يسوغُ الخروج، أوَلَمْ يسمعوا قولَ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه -، عند مسلم ‏(‏1855‏)‏‏:‏ ‏(‏لا‏.‏ ما أقاموا فيكم الصلاة‏)‏‏.‏

وفي حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - في ‏"‏الصحيحين‏"‏‏:‏ ‏(‏إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم فيه من الله برهان‏)‏ وذلك عند سؤال الصحابة واستئذانهم له بقتال الأئمة الظالمين‏.‏

ألا يعلمُ هؤلاء كم لبثَ الإمامُ أحمدُ في السجنِ، وأينَ ماتَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية‏؟‏‏!‏‏.‏

ألم يسجن الإمام أحمد بضع سنين، ويجلد على القول بخلق القرآن، فلِمَ لَمْ يأمر الناس بالخروج على الخليفة‏؟‏‏!‏‏.‏

وألم يعلموا أن شيخ الإسلام مكث في السجن ما يربو على سنتين، ومات فيه، لِمَ لَمْ يأمرِ الناسَ بالخروجِ على الوالي - مع أنَّهم في الفضلِ والعلمِ غايةٌُ، فيكف بمن دونهم -‏؟‏‏؟‏‏!‏‏.‏

إنَّ هذه الأفكارَ والأعمالَ لم تأتِ إلينا إلا بعدما أصبحَ الشبابُ يأخذون علمَهم من المفكِّرِ المعاصرِ فلان، ومن الأديب الشاعرِ فلان، ومن الكاتبِ الإسلامي فلان، ويتركونَ أهل العلمِ، وكتبَ أسلافِهم خلفَهم ظهريًا؛ فلا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله‏.‏

"‏من محاضرة ألقاها الشيخ بمدينة الطائف يوم الاثنين الموافق 3/3/1415هـ في مسجد الملك فهد بالطائف‏. "‏

http://www.alfuzan.net/islamLib/view...=347&CID=1#s19

عامر العمر
11-08-2013, 08:46 AM
فائدة:

وقال عبد الله بن محمد الضعيف – أحد أئمة السلف - : " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج " [رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح]

قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج: " والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك " [((هدي الساري)) ص (483) وانظر (( الإصابة )) عند ترجمة عمران بن حطّان]



3- تكفير من لم يحكم بغير ما أنزل الله مطلقاً :

سئل الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – متى يكفر الحاكم بغير ما أنزل الله؟

فقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ : إذا كان مستحلا له أو يرى أنه ماهو مناسب أو يرى الحكم بغيره أولى ، المقصود أنه محمول على المستحل أو الذي يرى بعد ذا أنه فوق الاستحلال يراه أحسن من حكم الله ، أما إذا كان حكم بغير ما أنزل الله لهواه يكون عاصيا مثل من زنا لهواه لا لاستحلال ، عق والديه للهوى ، قتل للهوى يكون عاصيا ، أما إذا قتل مستحلا ، عصى والديه مستحلا لعقوقهما ، زنا مستحلا : كفر ، وبهذا نخرج عن الخوارج ، نباين الخوارج يكون بيننا وبين الخوارج حينئذ متسع ولا ـ بتشديد اللام بمعنى أو ـ وقعنا فيما وقعت فيه الخوارج ، وهو الذي شبه على الخوارج هذا ، الاطلاقات هذه .

وسئل في نفس الشريط هل ترون أن هذه المسألة اجتهادية ؟

فقال الشيخ ابن باز : والله أنا هذا الذي اعتقده من النصوص يعني من كلام أهل العلم فيما يتعلق في الفرق بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة ، خصوصا الخوارج ، أن فعل المعصية ليس بكفر إلا إذا استحله أو دافع عن دونها بالقتال . [ شريط مناقشة التكفير ]



سئل الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:

عمن يكفر حكام المسلمين فقال: ( هؤلاء الذين يكفّرون؛ هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، والكافر من كفّره الله ورسوله، وللتكفير شروط؛ منها: العلم، ومنها: الإرادة؛ أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه، وأراد المخالفة، ولم يكن متأولاً ...). [ من شريط كشف اللثام عن أحمد سلام – دار بن رجب ]

فائدة:

قال الإمام الشاطبي في الاعتصام (2/736):

استشهاد الخوارج على كفر الحاكم بقوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة:44] وهذا الاستشهاد ليس وليد عصرنا، بل خوارج عصرنا رووه بالإسناد المتصل إلى شيوخهم الخوارج الأوّلين، الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه { تشابهت قلوبهم ...}

أخرج ابن وهب عن بُكير أنه سأل نافعاً: كيف راي ابن عمر في الحرورية (أي: الخوارج) ؟

قال: ( يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات أُنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين)

فسُّر سعيد بن جبير من ذلك، فقال: ( مما يتّبع الحرورية من المتشابه قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ ويقرنون معها: ﴿ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ فإذا رأو الإمام يحكم بغير الحق قالوا: قد كفر، ومن كفر عدل بربه؛ ومن عدل بربه فقد أشرك، فهذه الأمة مشركون. فيخرجون – أي:الحرورية – فيقتلون ما رأيت، لأنهم يتأولون هذه الآية ).



4- تكفير الحاكم بحجة أنه عطّل الجهاد :

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هناك من يقول: إن ولاة الأمر والعلماء في هذه البلاد قد عطلوا الجهاد وهذا الأمر كفر بالله، فما هو رأيكم في كلامه؟

ج: هذا كلام جاهل، يدل على أنه ما عنده بصيرة ولا علم وأنه يكفر الناس، وهذا رأي الخوارج والمعتزلة، نسأل الله العافية، لكن مانسيء الظن بهم نقول هؤلاء جهال يجب عليهم أن يتعلموا قبل أن يتكلموا أما إن كان عندهم علم ويقولون بهذا القول، فهذا رأي الخوارج وأهل الضلال.

[الجهاد وضوابطه الشرعية للعلامة الفوازان ص 49]

5- التفجير:

قال الإمام ابن عثيمين في حادث تفجير الخبر:

(( لا شك أن هذا العمل لا يرضاه أحد، كل عاقل، فضلا عن المؤمن، لأنه خلاف الكتاب والسنة، ولأن فيه إساءة للإسلام في الداخل والخارج.. ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم، ولكن بحول الله إنه لا يفلح الظالمون، سوف يعثر عليهم إن شاء الله، ويأخذون جزاءهم، ولكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث، منهج الخوارج الذي استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين )) ·

[الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية للشيخ فهد الحصين]



6- تجويز قتل رجال الأمن:

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

انتشر بين الكثير من الشباب منشورات تفيد جواز قتل رجال الأمن وخاصة "المباحث" وهي عبارة عن فتوى منسوبة لأحد طلاب العلم وأنهم في حكم المرتدين، فنرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في ذلك والأثر المترتب على هذا الفعل الخطير؟

ج: هذا مذهب الخوارج، فالخوارج قتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر وعثمان، فالذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا يقتل رجال الأمن؟؟ هذا هو مذهب الخوارج، والذي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم نسأل الله العافية.

[الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية للشيخ فهد الحصين]



7- من أقوالهم: أن الإمام من يجتمع عليه جميع المسلمين في أنحاء المعمورة من الشرق إلى الغرب :

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :

هل هذا القول صحيح ان الإمام من يجتمع عليه جميع المسلمين في أنحاء المعمورة من الشرق إلى الغرب؟

ج: هذا كلام الخوارج، الإمام من بايعه أهل الحل والعقد من المسلمين، ويلزم الباقين طاعته. وليس بلازم أنه يبايعه كلهم من المشرق والمغرب، رجالاً ونساء، هذا ليس منهج الإسلام في عقد الإمامة.

وبـعـد:

هل يوجد خوارج في هذا الزمان ؟!!

سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله -: هل يوجد في هذا الزمان من يحمل فكر الخوارج؟

فقال الشيخ:

يا سبحان الله، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج، وهو تكفير المسلمين، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم، هذا مذهب الخوارج.

وهو يتكون من ثلاثة أشياء:

أولاً: تكفير المسلمين.

ثانياً: الخروج عن طاعة ولي الأمر.

ثالثاً: استباحة دماء المسلمين.

هذه من مذهب الخوارج، حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً، صار خارجياً، في عقيدته ورأيه الذي ما أفصح عنه.

[ كتاب : "الفتاوى الشرعية في القضايا العصري" لفهد الحصين ]







ذكر بعض الأحاديث الصحيحة الوارد في الخوارج



$ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: (( ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل )).

فقال عمرt: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟

فقال: (( دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه - وهو قدحه - فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس )).

قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته. قال: فأنزلت فيه: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}



أخرجه البخاري في كتاب: استتابة المرتدين / باب: من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه رقم: 3414

أخرجه مسلم في الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، رقم: 1064.



معاني الكلمات:

(لا يجاوز تراقيهم) لا يتعداها، والتراقي جمع ترقوة وهي عظم يصل ما بين ثغرة النحر والعاتق، والمراد: لا يفقهون معناه، ولا تخشع له قلوبهم، ولا يؤثر في نفوسهم، فلا يعملون بمقتضاه.

(يمرقون) يخرجون منه سريعا دون أن يستفيدوا منه.

(الرمية) هو الصيد المرمي، شبه مروقهم من الدين بمروق السهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه ويخرج منه دون أن يعلق به شيء منه، لشدة سرعة خروجه.

(نصله) حديدة السهم.

(رصافه) هو العصب الذي يلوى فوق مدخل النصل.

(قدحه) هو عود السهم قبل أن يوضع له الريش.

(قذذه) جمع قذة وهي واحدة الريش الذي يعلق على السهم.

(قد سبق الفرث والدم) أي لم يتعلق به شيء منهما لشدة سرعته، والفرث ما يجتمع في الكرش مما تأكله ذوات الكروش.

(آيتهم) علامتهم.

(البضعة) قطعة اللحم.

(تدردر) تضطرب وتذهب وتجيء.

(حين فرقة) أي زمن افتراق بينهم، وفي رواية (على خير فرقة) أي أفضل طائفة.



$ وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبية، فقسمها بين الأربعة: الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي، وعيينة بن بدر الفزاري، وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان، وعلقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب، فغضبت قريش والأنصار، قالوا: يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا، قال: (( إنما أتألفهم )). فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، كث اللحية محلوق، فقال: اتق الله يا محمد، فقال: (( من يطع الله إذا عصيت؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني )).

فسأل رجل قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه، فلما ولى قال: (( إن من ضئضئ هذا، أو: في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الومية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )).



أخرجه البخاري في باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم رقم: 3166

أخرجه مسلم في الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، رقم: 1064.



معاني الكلمات:

(بذهبية) قطعة من ذهب.

(صناديد) رؤساء، جمع صنديد.

(غائر العنين) عيناه داخلتان في رأسه لاصقتان بقعر الحدقة، ضد الجاحظ.

(مشرف الوجنتين) عاليهما، والوجنتان العظمان المشرفان على الخدين، وقيل لحم جلد الخدين.

(كث اللحية) كثير شعرها.

(ضئضئ) هو الأصل والعقب، وقيل: هو كثرة النسل.

(لا يجاوز حناجرهم) لا يفقهون معناه ولا ينتفعون بتلاوته.

(يمرقون) يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ من الصيد من جهة أخرى، ولم يتعلق بالسهم من دمه شيء.

(الرمية) الصيد المرمي.

(قتل عاد) أي أستأصلهم بالكلية بأي وجه، ولا أبقي أحدا منهم]





$ وعن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحروريَّة: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا أدري ما الحروريَّة؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( يخرج في هذه الأمة - ولم يقل منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم، أو حناجرهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرميَّة، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء )).



أخرجه البخاري في باب: قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم رقم: 6532



قال البخاري في "صحيحه" : ( وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله، وقال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين ) فتح الباريخ (12/282)



$ وعن سعيد بن جُمْهان قال: أتيتُ عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر، فسلّمت عليه، قال لي: مَن أنت؟ فقلت: أنا سعيد ابن جمهان، قال: فما فعل والدك؟ قلت: قتلَتْه الأزارقة، قال: " لعن الله الأزارقة! لعن الله الأزارقة! حدَّثنا رسول الله e أنهم: (( كلاب النار ))، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بلى الخوارج كلها، قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناسَ ويفعل بهم، قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: " ويحك يا ابن جمهان! عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فأْتِهِ في بيته فأخبره بما تعلم، فإن قَبِل منك وإلا فدَعْهُ؛ فإنك لست بأعلم منه ".



رواه أحمد (4/382ـ 383) والطبراني ورجال أحمد ثقات روى ابن ماجة منه طرفاً، وحسنه الألباني



(الأزارقة) هم أتباع نافع بن الأزرق الخارجي





$ وعن أبي غالب قال: كنت بدمشق زمن عبد الملك فأتي برؤوس الخوارج فنصبت على أعواد فجئت لأنظر هل فيها أحد أعرفه؟ فإذا أبو أمامة عندها فدنوت منه فنظرت إلى الأعواد فقال: (( كلاب النار)) ثلاث مرات (( شر قتلى تحت أديم السماء ومن قتلوه خير قتلى تحت أديم السماء )) قالها ثلاث مرات ثم استبكى قلت: يا أبا أمامة ما يبكيك؟

قال: كانوا على ديننا ثم ذكر ما هم صائرون إليه غداً.

قلت أشيئاً تقوله برأيك أم شيئاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال: إني لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً إلى السبع ما حدثتكموه أما تقرأ هذه الآية في آل عمران: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} إلى آخر الآية {وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}

ثم قال: (( اختلف اليهود على إحدى وسبعين فرقة سبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، واختلف النصارى على اثنتين وسبعين فرقة في النار وواحدة في الجنة،وتختلف هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة)). فقلنا: انعتهم لنا، قال: (( السواد الأعظم )) .

رواه ابن ماجة والترمذي باختصار. رواه الطبراني ورجاله ثقات.



$ عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (( سيكون في أمتي اختلافٌ وفرقةٌ، قومٌ يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدِّين مروق السهم من الرمية، لا يرجعون حتى يرتدَّ على فوقه، هم شرُّ الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب اللّه وليسوا منه في شىء، من قاتلهم كان أولى باللّه تعالى منهم ))

قالوا: يارسول اللّه، ما سيماهم؟ قال: (( التحليق )).

وفي رواية عن أنيس قال: (( سيماهم التحليق والتسبيد فإذا لقيتموهم فأنيموهم )).

قال أبو داود: التسبيد: استئصال الشعر

أخرجه أحمد في المسند (3/197) وأبو داود في باب في قتال الخوارج. رقم : 4765



$ عن عقبة بن وساج قال كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو فقلت له أنت من بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعل الله عندك علماً وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة فقال لي: أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقليد من ذهب وفضة فجعل يقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل فقال: (( ويحك من يعدل عليه بعدي )) فلما ولى قال: (( ردوه رويدا )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن في أمتي أخا لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرجوا فاقتلوهم ثلاثا )).

(أخرجه إبن أبي عاصم في "السنة" (933) وقال الألباني : صحيح على شرط البخاري.)





$ عن أبي برزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم، هديهم هكذا يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره سيماهم التحليق، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم! هم شر الخلق والخليقة )).

(أخرجه الحاكم في المستدرك (2/147) وقال: صحيح وسكت عنه الذهبي.)



$ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله e قال: (( ينشأُ نَشْءٌ يقرؤون القرآن لا يُجاوِز تراقيهم، كلما خرج قرنٌ قُطِع )) قال ابن عمر: سمعتُ رسول الله e يقول: (( كلما خرج قرنٌ قُطع )) أكثر من عشرين مرة: (( حتى يَخرج في عِراضهم الدَّجَّال )).

((صحيح ابن ماجه)) للألباني رقم (144) وقال: " حسن ".

http://subulsalam.com/site/erhab/Irh...rjalasar.html]

عامر العمر
11-08-2013, 08:48 AM
المدارج في كشف شبهات الخوارج
خطورة الطعن في ولاة الأمر (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:

خطورة الطعن في ولاة الأمر
انتشر بين بعض الناس أمران خطيران ، مخالفان للقرآن والسنة ، دون نكير له أو هجران إلا ما رحم ربنا المنان ، وليتهما منتشران مع العلم بقبحهما ، بل يعتقد كثير من الناس أنهم على خير ، وصدق الله إذ يقول ] قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً[ ([1]).
وهذان الأمران هما : الطعن في العلماء والأمراء .
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - : معلوم أن قيادة الأمة تكون بصنفين من الناس لا ثالث لهما :الصنف الأول :العلماء .والصنف الثاني : الأمراء .
وهم المقصودون في قوله تعالى ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[ ([2]).
ومعلوم أن الأمة إذا لم يكن لها قيادة ،قيادة في دين الله تكون على أيدي العلماء ، وقيادة في الأمن ، أمن السبل ، أمن البلاد ،وتكون على يدي الأمراء ، إذا لم تكن هذه القيادة : أصبح الناس فوضى ، أصبح كلٌ يعبد الله بما شاء ، بالهوى بغير علم ؛ فيضل هو بنفسه ويضل غيره .
إذا لم يكن هناك حماية للأمن وللطرق وللبلاد عن طريق الأمراء أصبح الناس فوضى يقتل بعضهم بعضاً ,ويكسر بعضهم بعضاً ،ولا يبالون ؛لأنهم ليس لهم سلطان يحميهم كما أنَّ الأولين لا يبالون إذا خالفوا الشريعة ؛لأنهم ليس لهم علماء يقتدون بهم . ولهذا أقول : إن من الخطأ العظيم الفادح أن يقع الناس في أعراض العلماء أو يقع الناس في أعراض الأمراء([3]) .
نحن لا نبرأ العلماء من الخطأ ،ولا نبرأ الأمراء من الخطأ ،كلٌ يخطئ ويصيب لكن هل يجوز لنا أن نتتبع عورات العلماء وعورات الأمراء ، ثم يُتخذ من هذا وسيلة لسبهم والقدح فيهم ، وتهوين أمرهم على الناس ،وتهوين قوتهم بين الناس ؟ !
ما أعتقد أنَّ هذا جائز ! لا عقلاً ولا شرعاً ([4]) اهـ .
والوقيعة في أعراض العلماء والأمراء والاشتغال بسبهم وذكر معائبهم خطيئة كبيرة وجريمة شنيعة نهى عنها الشرع المطهر وذم فاعلها .
قال الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - : على الناس أن يغضوا عن مساويهم – أي الملوك والأمراء - ولا يشتغلوا بسبهم بل يسألون الله لهم التوفيق ؛ فإن سب الملوك والأمراء فيه شر كبير وضرر عام وخاص وربما تجد السَّاب لهم لم تحدثه نفسه بنصيحتهم يوماً من الأيام وهذا عنوان الغش للراعي والرعية اهـ([5]).
وقال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - : الله ، الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها فإذا حاول أحد يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر ضاع الشرع والأمن ؛ لأن الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم وإن تكلم الأمراء تمردوا على كلامهم وحصل الشر والفساد ([6]).
وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - : لقد ابتلي بعض الناس بغيبة صنفين من الأمة وهما ولاة الأمور فيها من العلماء والحكام ، حيث كانوا يسلطون ألسنتهم في المجالس على العلماء وعلى الدعاة وعلى الأمراء وعلى الحكام الذين فوق الأمراء ، وإن غيبة مثل هؤلاء أشد إثماً وأقبح عاقبة وأعظم أثراً لتفريق الأمة . إن غيبة ولاة الأمور من أمراء وعلماء ليست غيبة لهؤلاء بأشخاصهم ولكنها غيبة وتدمير لما يحملونه من المسئولية :
فإن الناس إذا اغتابوا العلماء قل قدر العلماء في أعين الناس وبالتالي يقل ميزان ما يقولونه من شريعة الله وحينئذ يقل العمل بالشريعة بناء على هذه الغيبة ؛ فيكون في ذلك إضعاف لدين الله تعالى في نفوس العامة .
وإن الذين يغتابون ولاة الأمور من الأمراء والحكام إنهم ليسيئون إلى المجتمع كله ، لا يسيئون إلى الحكام فحسب ولكنهم يسيئون إلى كل المجتمع ، إلى الإخلال بأمنه ، واتزانه وانتظامه ، ذلك لأن ولاة الأمور من الأمراء والحكام إذا انتهك الناس أعراضهم قل قدرهم في نفوس العامة وتمردوا عليهم فلم ينصاعوا لأوامرهم ولم ينتهوا عما نهوا عنه ، وحينئذٍ تحل الفوضى في المجتمع ويصير كل واحد من الناس أميراً على نفسه ، وحينئذٍ ، تفسد الأمور ويصبح الناس فوضى لا سراة لهم ، وإن الغيبة من كبائر الذنوب ليست بالأمر الهين([7]) .
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - :ما رأي فضيلتكم في بعض الشباب الذين يتكلمون في مجالسهم عن ولاة الأمور في هذه البلاد بالسب والطعن فيهم ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : هذا كلام معروف أنه باطل وهؤلاء إما أنهم يقصدون الشر وإما أنهم تأثروا بغيرهم من أصحاب الدعوات المضللة الذين يريدون سلب هذه النعمة التي نعيشها .
نحن - ولله الحمد - على ثقة من ولاة أمرنا وعلى ثقة من المنهج الذي نسير عليه وليس معنى هذا أننا قد كملنا وأن ليس عندنا نقص ولا تقصير بل عندنا نقص ولكن نحن في سبيل إصلاحه وعلاجه - إن شاء الله - بالطرق الشرعية .
أما أننا نتخذ من العثرات والزلات سبيلاً لتنقص ولاة الأمور أو الكلام فيهم أو تبغيضهم إلى الرعية فهذه ليست طريقة السلف أهل السنة والجماعة .
أهل السنة والجماعة يحرصون على طاعة ولاة أمور المسلمين وعلى تحبيبهم للناس وعلى جمع الكلمة هذا هو المطلوب . والكلام في ولاة الأمور من الغيبة والنميمة وهما من أشد المحرمات بعد الشرك لا سيما إذا كانت الغيبة للعلماء ولولاة الأمور فهي أشد لما يترتب عليها من المفاسد من تفريق الكلمة وسوء الظن بولاة الأمور وبعث اليأس في نفوس الناس والقنوط([8]) .
وقال أيضاً - حفظه الله تعالى - معلقاً على قول عوف بن مالك - راداً على من قال : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء - : كذبت ، ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه"([9]): فيه احترام أهل العلم وعدم السخرية منهم أو الاستهزاء بهم ؛ لأن هذا المنافق قال :" ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء"يريد بذلك العلماء ، والعلماء ورثة الأنبياء ، وهم قدوة الأمة ، فإذا طعنا في العلماء فإن هذا يحدث الخلخلة في المجتمع الإسلامي ، ويقلل من قيمة العلماء ، ويحدث التشكيك فيهم .
نسمع ونقرأ من بعض دعاة السوء من يقول : هؤلاء علماء حيض ، علماء نفاس ، هؤلاء عملاء للسلاطين ، هؤلاء علماء بغلة السلطان ، وما أشبه ذلك وهذا القول من هذا الباب والعياذ بالله وليس للعلماء ذنب عند هذا الفاسق إلا أنهم لا يوافقونه على منهجه المنحرف .
فالوقيعة بالمسلمين عموماً ولو كانوا من العوام لا تجوز ؛ لأن المسلم له حرمة ، فكيف بولاة أمور المسلمين وعلماء المسلمين . فالواجب الحذر من هذه الأمور ، وحفظ اللسان والسعي في الإصلاح ونصيحة من يفعل هذا الشيء([10]) .
وقال أيضاً - حفظه الله تعالى – فيمن يدعو إلى نزع يد الطاعة لولاة الأمر في هذه البلاد وخلع البيعة عنهم عن طريق القنوات الفضائية وبعض المنتديات في الإنترنت : هذه البلاد مقصودة ومغزوة ؛ لأنها هي البلاد الباقية ، التي تمثل منهج السلف الصالح ، وهي البلاد الآمنة من الفتن ومن الثورات ومن الانقلابات ، فهي بلاد – ولله الحمد – يرفرف عليها الأمن والأمان ومنهج السلف الصالح ، فهم يريدون أن ينتزعوا هذه الخصائص ويجعلوها بلاداً فوضى ويكون فيها قتل وتقتيل كما في البلاد الأخرى .
فعلينا أن نحذر من هؤلاء ، وأن نحذر منهم ، ولا نأتي بهذه القنوات لبيوتنا ولأولادنا يشاهدون هذه الفتن وهذه الشرور ، وينشأون عليها ، يجب أن تحمى البيوت من هذه القنوات الفضائية ، وأن يمنع الأولاد أنهم يذهبون للمقاهي التي فيها هذه القنوات أو هذا الإنترنت ، على الآباء أنهم يمنعون أولادهم من الذهاب إلى هذه المقاهي التي فيها هذه المفاسد ، هم المسؤولون عنهم([11]).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــ

([1]) (الكهف : 103-104) .

([2]) (النساء : 59) .

([3]) وليس بيان خطأ من أخطأ أو الرد على أهل البدع والمناهج الفاسدة من باب الطعن في العلماء فتنبه .

([4]) الوقيعة في العلماء والأمراء .

([5]) نور البصائر والألباب (66) .

([6]) المعاملة (32) .

([7]) وجوب طاعة السلطان (51-52) للعريني ، والفتاوى الشرعية (59-60) للحصين .

([8]) الأجوبة المفيدة (64) وانظر : محاضرات في العقيدة والدعوة (2/211) .

([9]) صحيح لغيره : أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (6/1829رقم10046) من حديث كعب بن مالك بسند حسن. قاله الشيخ مقبل الوادعي . وأخرجه ابن جرير في الجامع (6/409رقم16928) وابن أبي حاتم في التفسير (6/1829رقم10047) من حديث عبد الله بن عمر وسنده حسن . وانظر : الصحيح المسند من أسباب النزول (71) .

([10]) إعانة المستفيد (2/191) .

([11]) (أهداف الحملات الإعلامية) والفتاوى الشرعية (61-62) للحصين .

عامر العمر
11-08-2013, 08:50 AM
المدارج في كشف شبهات الخوارج
شبهات الطاعنين على العلماء وتفنيدها(2)


بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
شبهات الطاعنين على العلماء وتفنيدها
الطعن الأول:
أن العلماء كفار ؛ لأنهم يظاهرون المشركين ويوالونهم
ومعنى هذا الطعن :
أن العلماء الذين أصدروا فتاوى تبين حرمة وبطلان ما يفعله أهل البدع من التفجير والاعتداء على الأبرياء قد كفروا ؛ لأنهم يناصرون ويدافعون عن الكفار .

وهذا الطعن باطل من وجوه :
الوجه الأول : أن الفتاوى التي صدرت من العلماء مبنية على الدليل من الكتاب السنة وفهم سلف الأمة وليست على الهوى .

والوجه الثاني : أنهم في فتاواهم المبنية على الاجتهاد إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطؤا فلهم أجر واحد كما صح بذلك الخبر([1]) .

والوجه الثالث : أننا – بحمد الله تعالى - لم نقف لهم على فتوى فيها مظاهرة الكفار فضلاً عن موالاتهم . ومن ادعى أنهم فعلوا ذلك فليأتنا بفتوى واحدة فقط تصدق زعمه .

والوجه الرابع : أن هذا القول صادرٌ من أناس غير معروفين بالعلم ولا بسلامة المنهج والمعتقد ، فكيف يقبل جرحهم لمن جاوز القنطرة .

فقد سئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : كثر في هذه الفترة السب والطعن في العلماء الكبار والحكم عليهم بالفسق والكفر خاصة بعد صدور الفتاوى في التفجيرات وأن عند علمائنا ضعف في الولاء والبراء ! فأرجو أن توجهوا لنا نصيحة في الكلام في هذا الموضوع ؟ وما حكم الرد على القائل بهذا ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : الواجب على الجاهل أن لا يتكلم وأن يسكت ويخاف الله - عز وجل – ولا يتكلم بغير علم قال تعالى ]قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ[ ([2]) فلا يجوز للجاهل أن يتكلم في مسائل العلم ، ولا سيما المسائل الكبار مثل التكفير والجهاد والولاء والبراء .
وأما النميمة والغيبة والوقيعة في أعراض ولاة الأمر والوقيعة في أعراض العلماء فهذه أشد أنواع الغيبة ، وهذا أمر لا يجوز .
وأما مسألة الأحداث التي حدثت والتي تحدث وأمثالها فهي من شؤون أهل الحل والعقد هم الذين يتباحثون فيها ويتشاورون فيها ، ومن شأن العلماء أن يبينوا حكمها الشرعي ، وأما عامة الناس والعوام وأما الطلبة المبتدؤن ليس هذا من شؤونهم قال الله عز وجل ]وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً[ ([3]) فالواجب إمساك اللسان في القول في مثل هذه المسائل لا سيما في التكفير والولاء والبراء .والإنسان في الغالب جاهل بتطبيقه قد يطبقه خطأ ويحكم على الناس بالضلال والكفر ويرجع حكمه عليه ؛ لأن الإنسان إذا قال لأخيه : يا كافر ، يا فاسق ، وهو ليس كذلك رجع ذلك عليه – والعياذ بالله – الأمر خطير جداً وعلى الذي يخاف الله عز وجل أن يمسك لسانه إلا من كان ممن وكل إليه الأمر وهو من ولاة الأمر أو العلماء فهذا لا بد أن يبحث في هذا الأمر ويتحرى الحل ، أما إذا كان من عامة الناس ومن صغار طلبة العلم ؛ فليس له الحق أن يصدر الأحكام على الناس ، ويقع في أعراض الناس وهو جاهل ويغتاب ويتكلم في التكفير والتفسيق وغير ذلك هذا يضر المتكلم به .
على المسلم أن يمسك لسانه وأن لا يتكلف ما لا يعنيه وعليه بالدعاء للمسلمين بالنصر والدعاء على الكفار بالعقوبة هذا من حقك وواجب عليك أما أن تتناول الأحكام الشرعية وتخطئ وتتكلم في أعراض ولاة الأمر والعلماء وتحكم عليهم بالكفر أو الضلال فهذا خطر عظيم عليك أنت يا أيها المتكلم وأما هم لا يضرهم كلامك فيهم ، والله أعلم([4]) .

والوجه الخامس : أن تكفير العلماء إنما يصدر من الخوارج وأمثالهم من التكفيريين ، سئل الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : هناك من يقول : إن ولاة الأمر والعلماء في هذه البلاد قد عطلوا الجهاد وهذا الأمر كفر بالله !! فما هو رأيكم في كلامه ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : هذا كلام جاهل يدل على أنه ما عنده بصيرة ولا علم وأنه يكفر الناس ، وهذا رأي الخوارج ، هم يدورون على رأي الخوارج والمعتزلة - نسأل الله العافية – لكن ما نسئ الظن بهم نقول هؤلاء جهال ، يجب عليهم أن يتعلموا قبل أن يتكلموا ، أما إن كان عندهم علم ويقولون بهذا القول ، فهذا رأي الخوارج وأهل الضلال([5]) .

وقد سئل الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله تعالى - السؤال التالي : أجلس مع بعض الناس ويقولون : إن العلماء الكبار كفار ؛ لأنهم يظاهرون المشركين ويوالونهم ، ويعلمون هذا لصغار السن ويربونهم عليه ، لا سيما بعد صدور الفتاوى في تحريم التفجيرات في بلاد الكفار ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
أولاً : الواجب على كل مؤمن بالله - جل وعلا – ويرجو لقاءه ويخشى لقاءه : أن يحذر أتم الحذر أن يقول بلا علم ، وأن يجترئ على ما ليس له به حجة ، سيما في مسائل الاعتقاد ، ومسائل الإيمان والتكفير ، ومسائل الحلال والحرام ، وإذا كان في الحلال والحرام قال الله جل وعلا : ]وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ . مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[ ([6]) .
هذا فيما يقوله بعض من ليس له حجة بلفظ هذا حلال وهذا حرام وليس عنده بينة ، وجميع مسائل القول على الله بلا علم - في مسائل العمليات والفقهيات ، ومسائل العقيدة وهي أشد - : تدخل في هذا السبيل ، ولهذا حرَّم الله - جل وعلا- أن يقفو المرء ما ليس له به علم ، وأن يقول ما ليس له به علم كما قال جل وعلا : ]وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ[ ([7]). وقال : ]وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً[ ([8]) وفي الحديث :"من أفتى بفتيا من غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه"([9]).
ومن أعظم ما وقع في الأمة من الانحراف عن الحق وتكفير المسلم الذي ثبت إسلامه ، وعدم الاستبيان منه ، وهذا كان له بوادر في زمن الصحابة ، في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف تعالج هذه البوادر ، كيف ينظر في هذا الأمر .
فهذا عمر رضى الله عنه قال في شأن حاطب رضى الله عنه : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا عمر ، أرسله ثم ألتفت إلى حاطب وقال :"يا حاطب ما حملك على هذا ؟ فأجاب بجوابه المعروف([10]) .
وأسامة بن زيد – رضي الله عنهما – لما قتل رجلاً يقول : لا إله إلا الله ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أقتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله ؟ قال : يا رسول الله ، إنما قالها تعوذاً ، قال :"فما تفعل بلا إله إلا الله "([11]).
وهذا فيه النكير على عدم قبول أسامة رضى الله عنه إسلام الرجل بقول لا إله إلا الله .
واعترض معترض على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمته المال ، لما قسم المال بعد إحدى الغزوات فقال : يا رسول الله ، اعدل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ويحك من يعدل إذا لم أعدل ؟ فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مالاً كثيراً ، ثم قال :"يخرج من ضئضئ هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"([12])، وهم الخوارج .
وفي عهد عثمان رضى الله عنه ظهر هؤلاء الخوارج ، وكان أساس انحرافهم هو نظرهم في أن الوالي أو أمير المؤمنين رضى الله عنه لم يقم بما أوجب الله عليه ، فمنهم من كفره ، ومنهم من أوجب قتله ، حتى قتل بسبب تصرفاته كما يزعمون ! وكفروا طائفة أيضاً في ذلك الزمان حتى قام علي رضى الله عنه وحصل منه ما حصل بالنسبة لهم ثم كفروه ، وسار إليهم ابن عباس وكانوا نحواً من مائة وعشرين ألفاً ووعظهم وحاجهم ، وكان أساس كلامهم في مسألتين :
في مسألة : الحكم بما أنزل ، وتحكيم الرجال في كتاب الله جل وعلا .
في مسألة : تكفير من ارتكب المعصية .
ومنهم رجع بعد نقاش ابن عباس لهم ، ومنهم من لم يرجع ، واستمر ذلك في الأمة ، فعثمان رضى الله عنه كفر ، وعلي رضى الله عنه كفر ، وهكذا سادات الأمة كفرهم معارضوهم بسبب أو آخر .
والتكفير معناه : الحكم بالخروج من الدين ، الحكم بالردة .والحكم بالردة على مسلم ثبت إسلامه لا يجوز إلا بدليل شرعي يقيني بمثل اليقين الذي حصل بدخوله في الإيمان ، والأصل في ذلك قول الله جل وعلا في سورة براءة في ذكر المنافقين ]وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِم[([13]) وفي آية أخرى ]قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[([14])،وفي آية سورة آل عمران قال الله جل وعلا ]إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً[([15]) ، ونحو ذلك في أن المؤمن أو من أسلم أو آمن قد يخرج من الدين ، ولكن ضبطها أهل السنة والجماعة بضوابط كثيرة معلومة ، ثم إن أهل السنة يفرقون بين الكلام على الفعل والقول والعمل بأنه كفر ، وقيام هذا العمل بمكلف هل هو يخرج به من الدين أم لا ؟ لأن المكلف قد يكون جاهلاً ببعض المسائل ، وقد يكون متأولاً ، وقد يكون لم تبلغه الحجة التي يصير بها قد قامت عليه الحجة ، وقد يكون معذوراً وقد لا يكون ، وهذه تحتاج إلى إقامة شروط وانتفاء موانع .
فأهل السنة وسطٌ في هذا الباب بين :
الخوارج : الذين يكفرون بالذنب ، ويكفرون بمطلق الحكم بغير ما أنزل الله ، وبمطلق الموالاة للكفار ونحو ذلك وأشباهه .
وما بين : المرجئة : الذين لا يرون من ثبت إيمانه أنه يخرج من الإيمان بفعل أو بقول أو باعتقاد .
وأهل السنة : بين هذا وهذا ، ويقولون : إن من ثبت إيمانه بيقين لا يجوز أن يخرج من هذا الإيمان إلا بحجة وظهور الشروط وانتفاء الموانع .
فإذا كان كذلك فإن الذي يقيم الحجة وينظر في الشروط والموانع هو المؤهل لها شرعاً ، وهم القضاة الذين عندهم معرفة بما فيه التأويل وما ليس فيه التأويل ، وما يكون من أحوال الناس ، وبعض طلبة العلم قد لا يحسن منه الدخول في هذا ؛ لعدم معرفته بوسائل الإثبات والبينات ، وما يحصل به إثبات الشيء من عدمه شرعاً ، ومسائل القضاء هي التي تترتب عليها الأحكام ، وهذه تحتاج فيها إلى حكم قاضي يثبت فيه الكفر على المعين ؛ لأنه إذا ثبت الكفر على معين فإنها ستترتب آثار الردة عليه وهي كثيرة .
إذا تبين هذا ، فإن أعظم من يحذر من النيل من إيمانه والنيل من صحة إسلامه وصحة اعتقاده هم علماء أهل السنة والجماعة ، القائمون بأمر الله ، فالعلماء المسلمون عموماً هم القائمون بأمر الديانة وهم الذين يؤخذ عنهم الدين وهم الذين يبصرون الناس بالحق من غيره ، ومن توجه إليهم بالتكفير فأول ما يتجه له قول النبي صلى الله عليه وسلم :" من قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما"([16]). ولا بد إما أن يبوء بها القائل أو يبوء بها الآخر ، هذا خطر عظيم على قائل تلك الكلمة ، خطر عظيم جداً على دينه ؛ لأنه إما أن يكون الآخر كما قال ، وإما أن ترجع عليه بهذا الحكم ، وهذا يوجب الحذر الشديد من مثل هذه الكلمة .
والعلماء - لا شك – أن عندهم من البصر بالشريعة والبصر بالكتاب والسنة والدلائل الشرعية ما يجعلهم ينظرون في المسائل نظراً واسعاً ، المسائل الشرعية في فقهها مبنية على مقدمتين :
أما المقدمة الأولى فهي : ورود الدليل ، وهو محل الاستدلال ، وهو ورود الدليل من الكتاب أو من السنة على المسألة التي فيها التنازع ، ثم فهم هذا الدليل – يعني هذه في المقدمة الأولى – وفهم الدليل من قبلهم فهماً يجعل عندهم ظهور بأن معنى هذه الآية هو كذا ، معنى هذا الحديث هو كذا .
والمقدمة الثانية : أن يكون هناك تحقيق للمناط في تنزيل هذا الحكم على هذا الدليل ، أو في إلحاق هذه المسألة بالدليل ليؤخذ منه الحكم .
وتنقيح المناط صنعة اجتهادية كما قرره الشاطبي – رحمه الله – في كتابه الموافقات ، وأهل العلم يختلفون عن سائر القراء أو طلبة العلم أو من عنده قراءة في قيام هذه الفتوى عندهم على هاتين المقدمتين ، وكثير من طلبة العلم قد يعلم الأولى لكن لا يعلم الثانية ، وهي :
فقه تنزيل النازلة على وجه الدليل لينظر فيها بالحكم .
هذا يقتضي أن يقي طالب العلم نفسه في أنه ينظر إلى تبرئة ذمته بأن يجعل كلام أهل العلم الذين اجتمعوا على قول ما أن يجعله مانعاً له من أن يخوض في المسألة بغير علم ؛ لأن المرء ينظر إلى أنه إذا خالفه واحد ممن هو أعلم منه قد يشك في ما اتجه إليه فكيف إذا كان جمع كبير من علماء المسلمين أو من العلماء الربانيين ينظرون إلى هذا الأمر ويخالفونه أو يقولون فيه بقول .
لهذا فالقول – أي ما ذكره السائل بقوله : إن العلماء الكبار كفار ؛ لأنهم يظاهرون المشركين – هذا من الخطر العظيم من أن يقول قائل بمثل هذه الكلمة :
أولاً : لأن العلماء الكبار يبينون الحق ، كما كان الصحابة – رضوان الله عليهم - في زمن الخوارج يبينون الحق ، وإذا اتهمهم أحد أو رماهم بالكفر لأجل تبيينهم الحق فلا يعني أن رمي هذا الرامي أنه موافق للصواب ، بل جنايته على نفسه ، ويجب أن يؤخذ على يده ، وأن يعزر تعزيراً بليغاً من قبل القضاة بما يحجزه عن ذلك ، ولما فات التعزير الشرعي في مثل هذه المسائل كثر القول ، وكثر الخوض فيها وقد كان القضاة فيما مضى يعزرون في قول المسلم لأخيه : يا كلب ! أو يا كذا ! بما فيه انتقاص له! فكيف إذا كان فيه رمي بمثل هذا الرمي العظيم الذي لا يجوز لمسلم يخشى الله أن يتفوه به ، فضلاً على أنه يعتقده .
والواجب علينا جميعاً أن نحذر ونتنبه للحق وأن نتواصى به ، وأن نكون حافظين لألسنتنا من الوقوع في ورثة الأنبياء وهم العلماء ، ولقد أحسن ابن عساكر – رحمه الله – إذ قال في فاتحة كتابه "تبيين كذب المفتري" قال : (ولحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في منتقصهم معلومة) . وهذا ظاهر بين ، والتجربة تدل عليه ، ورؤية الواقع تدل عليه .
وقانا الله وإياكم من زلل الأقوال ، ومن زلل الأعمال ، وسوء المعتقدات ، وهدى ضال المسلمين ، وبصرنا وإياهم بالحق([17]) .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
([1]) وهو ما أخرجه البخاري في الصحيح (13/318رقم7352-فتح) ومسلم في الصحيح (12/20رقم1716-نووي) عن عمرو بن العاص رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" .
([2]) (الأعراف : 33) .
([3]) (النساء : 83) .
([4]) (أهداف الحملات الإعلامية) والفتاوى الشرعية للحصين (73-74) وانظر منه (69) .
([5]) (شرح العقيدة السفارنية) والفتاوى الشرعية للحصين (110) .
([6]) (النحل : 116- 117) .
([7]) (الأعراف : 33) .
([8]) (الإسراء : 36) .
([9]) حسن : أخرجه أبو داود في السنن (4/66رقم3657) وابن ماجه في السنن (1/40رقم53) من حديث أبي هريرة رضى الله عنه .ولفظ ابن ماجه :" من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه ". والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/410) .
([10]) أخرجه البخاري في الصحيح (6/143رقم3007-فتح) ومسلم في الصحيح (16/80رقم2494-نووي) من حديث علي بن أبي طالب t .
([11]) أخرجه البخاري في الصحيح (7/517رقم4269-فتح)ومسلم في الصحيح(2/131رقم96-نووي).
([12]) أخرجه البخاري في الصحيح (6/617رقم3610-فتح) ومسلم في الصحيح (7/226رقم1064-نووي) .
([13]) (التوبة : 74) .
([14]) (التوبة : 66) .
([15]) (آل عمران : 90) .
([16]) أخرجه البخاري في الصحيح(10/514رقم6104-فتح) ومسلم في الصحيح (2/65رقم60-نووي).
([17]) فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة (173-186) .

الغزآلي
11-08-2013, 12:12 PM
• الجامية وعلاقتها بالمخابرات العربية والامريكيه ..

أهدافها
خوفها وانحسارها بعد الربيع العربي ..

الجامية فرقة سياسية تنظيمية سرية ، لها ارتباط بوزارات الداخلية في الحكومات العربية والأجنبية ، أوصت بدعمها المخابرات الأمريكية ، كما في وثيقة
( مركز مكافحة الإرهاب )

http://www.ctc.usma.edu/

تتمحور أهدافها حول " دعم الانظمة المستبدة العامله في خدمة الحكومات الغربية و محاربة الدعاة والجماعات الإسلامية العاملة في الدعوة إلى الله تعالى من أهل السنة " ، المناهضة للظلم والطغيان ، فلا شأن للجامية في أصول دعوتها بالعَلمانيين ولا الليبراليين ولا بالفرق المبتدعة مثل الشيعة والصوفية والبريلوية وغيرهم ، وإنما يركزون حربهم ضد المصلحين من أهل السنة .

تلبس الفرقة الجامية لبوس الدين والعقيدة والتوحيد والسنة والدفاع عن منهج السلف الصالح وولي الامر ، والاهتمام بالحديث وطلب العلم الشرعي .

وإنما يُطلق عليها " فرقة " لأن الفرقة في اصطلاح كتب العقيدة والملل والنحل هي " الجماعة المتعصبة لفكرة ما ،
ولوكانت حقا، مادامت توالي وتعادي فيها "

وهومنطبق تماما على " الفرقة الجامية "
وإن كان ( أتباعها ) ينكرون أنهم فرقة أوجماعة أوتنظيم ، ويرددون أنهم يحاربون الحزبية والبيعة والانتساب للجماعات ، ولكن في الواقع المشاهد، في تمويل مشاريعها وتسجيلاتها ومناشطها ومواقعها وتحركاتها وتقاريرها السرية ، وطباعة منتجاتها يُخلص إلى أنها " فرقة منظمة سرية هرمية " ، لها منظـّروها وشيوخها الروحيون ، يُدخلون ويُخرجون في ( السلفية ) من يرون ، ولها رجالاتها الممولين ، ولها تنظيم لنشر أفكارها ، وهذه حقيقة ( التنظيم ) في الواقع .

• أهم مبادئ الفرقة الجامية :


1ـ تبني ونشر فتوى بعض العلماء في تبديع الانتساب للمذاهب الأربعة الفقهية المعروفة بين المسلمين(المالكية الشافعية الحنفية الحنبلية )، ونشر فتوى عدم جواز تقليدها ، ونشر التفقه على مذهب الشوكاني وشروح كتب أحاديث الأحكام ، والجديد هنا هو اعتبار الفرقة الجامية عدم تقليد مذهب فقهي من أهم سمات المنهج السلفي ، حتى تُخلق فوضى فقهية غير منضبطة ، تقضي على جهود العلماء في الفقه الإسلامي ، وتهدم ماشيّدوه في الفقه الإسلامي
عبر العصور وتنسفه من أساسه .

2ـ محاولة إسقاط وإحراق الرموز الإسلامية خاصة من أهل السنة والجماعة ،الأحياء منهم والأموات مثل : ابن باديس ، سيد قطب ، حسن البنا ، ابن جبرين ، بكر أبو زيد ، ومن الأحياء : عبدالمحسن العباد ، الغنيمان ، البراك ، جعفر إدريس ، الحويني ، القرضاوي ، عدنان عرعور ، محمد حسان ، سلمان العودة ، سفر الحوالي ، ناصر العمر، محمد إسماعيل المقدم ،محمد حسين يعقوب ..الخ ، حتى تنقطع الصلة بين العامة والرموز، فيسهل التأثير عليهم والسيطرة عليهم ، ويعتبرون كلامهم في الدعاة والإسلاميين من علم " الجرح والتعديل " ،الذي أسسه المحدثون كميزان للتعامل مع السنة النبوية والحديث الشريف ، رواية ودراية فيسحبونه على المعاصرين من الدعاة ، لذا يطلقون على الشيخ ربيع بأنه "حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر" .

3ـ الركن السادس عند الجامية ،طاعة ولي الأمر في أي دولة وأي نظام قائم ، وحرمة وتبديع المظاهرات والإعتصامات والإضربات ،بل اعتبرها الشيخ صالح السحيمي مبادئ يهودية ماسونية ! والإنكار علي ولي الأمر
( الحكومات ) والنصحية العلنية للحكومة يعتبرها بعض شيوخهم ،كالشيخ ( الفوزان ) خروجا على ولي الأمر! .
ومن لوازم طاعة ولي الأمر ( الأنظمة الحاكمة ) تزكيتها تزكية مطلقة ،واعتبارها شرعيّة ، حتى أفتى الشيخ العبيكان بأن الحاكم الأمريكي ( بريمر) بعد صدام على العراق ، أفتى باعتباره حاكما شرعيا تجب طاعته ؛لأنه تغلب بالقوة !.
وأفتى الشيخ ربيع المدخلي بحرمة الخروج على القذافي ،ووجوب قتل المتظاهرين والثوار حفظا للنظام العام ، وأفتى الشيخ سالم الطويل بالكويت بتجريم وتخطئة الثورة على نظام بشار الأسد ويزكيه .

4ـ محاربة كل عمل إسلامي ، وخاصة الجماعات الإسلامية العاملة في الساحة ، بدعاوى كثيرة منها : أن العمل الجماعي والبيعة بين جماعات الدعوة ، بدعة لاتجوز، وأنها خروج على الحاكم ، أو أنها خلاف منهج السلف، أو خلف هذا النشاط يتستر الحزبيون ، أو لهم أهداف مشبوهة مبطنة ..الخ ، فيسقطون بذلك كل عمل لصالح الدعوة الإسلامية ، وكان آخر ما نادي به العبيكان في وسائل الإعلام : هو حل جهاز هيئة الأمر بالمعروف بالسعودية ،واستبدالها بوزارة الحسبة تراقب الأسواق والغش المالي ،فيضعف تخصصها في إنكار المنكر .

5ـ يتعبدون الله بالتجسس وبالكتابات السرية في الدعاة وجماعات الدعوة القائمة بالدعوة إلى الله ، ويعدونه أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر ، ويعتبرون التزلف للحكام والنفاق لهم دينا يتقربون به إلى الله تعالى بل هو من تعظيم ظل الله الحاكم الشرعي
6ـ يوالون ويعادون على مسائل اجتهادية يَحـْكـُمون بها على الناس ويصنفونهم ، ويعتبرونها مناطات للإنتساب والخرج من السلفية ومن منهج السلف ، ولايقبلون الخلاف فيها مثل : حكم الانتخابات والمظاهرات والأناشيد ..الخ .
7ـ الولع والفرح بالردود والمجادلات غيرالمفيدة ، مع التأويل الواسع في أقولهم ، والتضييق وعدم حمل أقوال مخالفيهم إلى على المحمل السيئ ، كل ذلك في قالب بذاءة اللسان ، والفحش مع المخالف ،والفجور في الخصومة ، ولو كان من العلماء ورموز العمل الإسلامي ، فمن أقولهم " سيد قطب أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى " ! وأن كتبه " من أخطر وأفتك أسلحة الغزو الفكر ي " وأن " سفر الحوالي زنديق " وقال موسى بن عبد الله آل عبد العزيز ، رئيس تحرير ومؤسس مجلة السلفية ( الليبراليين بالفطرة أقرب للسلفيين من القطبيين ( يقصد الإخوان المسلمين ) .
" إسكات الكلب العاوى يوسف القرضاوى " للشيخ مقبل الوادعي وقوله " أنصار السنة بالسودان أهل بدعة ومادة ".
وحتى بين بعضهم ، النجمي يطعن في مقبل ،وفالح في ربيع ، وربيع يرد على أبي الحسن المأربي، وعلى حسن يرد على عبيد الجابر ..الخ .

8ـ يتمسحون بأئمة أهل العلم مثل ابن باز والألباني والعثيمين ..الخ ، حتى يظهروا للعامة أصالة علمهم ، وقبول العلماء لفرقتهم ، وإذا خلو إلى بعضهم طعنوا وسبوا ، مثل قول الشيخ ربيع عن ابن باز " طعن ا لسلفية طعون شديدة " ، وهم أبعد الناس عن نصح من يتمسحون بهم .

9ـ اعتبار منهج السلف ( حسب ما يفهموه هم ) مصدرا من مصادر التشريع ، ودليلا من أدلة الأحكام الشرعية ، فيكفيهم دليلا لنسف أي مشروع أوفكرة أو قول أو عمل أنه ليس من منهج السلف ، وهذا لم يسبقهم إليه أحد في تاريخ أصول الفقه الإسلامي .

10ـ نشر ثقافة إعطاء ولي الأمر السياسة ( الأنظمة الحاكمة ) الصلاحيات المطلقة في الاختصاص ، في الداخل والخارج والعلاقات الدولية والتصرف في المال العام كما يشاء ، ويُـشرْعنون له تصرفاته ، ويعتبرون من يناقشه ويعترض من الخوارج وأهل الفتن .


تأثر الجامية بالربيع العربي

الفرقة الجامية في انحسار اليوم ، وخاصة بعد ثورات الربيع العربي ، و ليس لها أي خطر على الدين والشريعة ؛ لأنها مكشوفة عند العلماء وطلاب العلم والأخيار ، وأهل التقى والورع والدين ينفرون من سبهم وشتمهم وغيبتهم للفضلاء والأخيار والعاملين ، ومن أفعالهم ومداخلهم وعلاقاتهم مع الدوائر المشبوهة في الحكومات والأنظمة القائمة .

لكنْ خطـرُهم في التشويش على العامة وصغار طلاب العلم ، وعلى المسلمين الجدد في أوربا وأمريكا وبلاد العجم وغيرها ، ويمكن تقسيم المتأثر بهم غير المؤدلج المنضم للتنظيم السري ، يمكن تقسيهم إلى قسمين :

1ـ قسم سرعان ما ينكشف له جهل وتخبط منهجهم الهدّام لكل عمل إسلامي للدين ، فينفر منهم ويتركهم .

2ـ وقسم يتقبل فايروس الفرقة الجامية ويتشربه فيكبرمعهم ، حتى يصير مكفـّرا مبدّعا مفسّقا ، غليظا نمّاما سلبيا ، متكبرا جحودا ،

ذا نظرة سوداوية للعاملين للإسلام ، زاهدا في الأنشطة والعمل للدين ، ودعوة الناس للخير ، متفرغا للردود والشغب والجدال على دعاة أهل السنة ، ولا يلبث أن ينقلب عليهم ويختلف معهم ، ويرد عليهم ويؤسس تنظيم سري منشق عن الفرقة الأم ، وهذه أبرز ظاهرة بين الجاميين ، وهي الإختلاف والتشطر والتشرذم والانقسام ، ولو تتبعنا الجماعات المنفصلة عن الفرقة الجامية لبلغت عشرات الجماعات ، لأنها ليست لها ضوابط شرعية ،ولا رؤية واضحة ، ولارسالة يتفقون عليها ، وإنما يديرها أشخاص في السر، يصنفون الناس ويوجهون التيار الجامي حسب الاتفاقات السرية مع وزارات الداخلية والأمن في العالم .

عامر العمر
13-08-2013, 03:23 PM
المدارج في كشف شبهات الخوارج:الطعن الثاني :أنهم يحاربون الدعاة ويضيقون عليهم(10)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
الطعن الثاني
أنهم يحاربون الدعاة ويضيقون عليهم
ومعنى هذا الطعن :
أن الدولة تؤذي كل من يدعو إلى الله ،وتضيق عليه في دعوته للناس .
وهذا القول باطل مردود من وجوه :
الوجه الأول : أن الواقع المشاهد الملموس يكذب هذه الفرية المزعومة فالمملكة العربية السعودية تحث على العلم ونشره وتحارب الجهل .
والوجه الثاني : أن كل مسلم في هذه البلاد يعلم ما تقوم به وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد من إرسال الدعاة في داخل البلاد وإلى خارجها وإقامة الدروس والندوات والكلمات .
وكما يعلم كل مسلم دور رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد . وهاتان الجهتان على سبيل المثال .
والوجه الثالث : أن أهل العلم وإلى قولهم يسلم كل عاقل منصف بينوا أن هذه الدولة تحترم العلماء ولا تحاربهم .
فقد سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - : ما نصيحتكم لمن يقول إن هذه الدولة تحارب الدين وتضيق على الدعاة ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : الدولة السعودية منذ نشأت وهي تناصر الدين وأهله وما قامت إلا على هذا الأساس وما تبذله الآن من مناصرة المسلمين في كل مكان بالمساعدات المالية وبناء المراكز الإسلامية والمساجد وإرسال الدعاة وطبع الكتب وعلى رأسها القرآن الكريم وفتح المعاهد العلمية والكليات الشرعية وتحكيمها للشريعة الإسلامية وجعل جهة مستقلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل بلد كل ذلك دليل واضح على مناصرتها للإسلام وأهله وشجى في حلوق أهل النفاق وأهل الشر والشقاق والله ناصر دينه ولو كره المشركون والمغرضون .
ولا نقول:إن هذه الدولة كاملة من كل وجه وليس لها أخطاء فالأخطاء حاصلة من كل أحد ونسأل الله أن يعينها على إصلاح الأخطاء .
ولو نظر هذا القائل في نفسه لوجد عنده من الأخطاء ما يقصر لسانه عن الكلام في غيره ويخجله من النظر إلى الناس([1]).
وقال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله تعالى - في معرض كلامه عن محاسن الدولة السعودية : من ذلك - أيضاً - تكريمهم للعلماء فقد أوصاهم والدهم عبد العزيز - رحمه الله تعالى - بذلك فهم يجلون العلماء ويقدرونهم غاية التقدير ولكن هناك علماء سوء يتكلمون في الحكومة السعودية وربما يكفرونها .
فينبغي التمييز بين أهل العلم : من كان على عقيدتهم أي على عقيدة التوحيد فينبغي أن يكرم ، ومن كان على العقائد البدعية أو الحزبية هؤلاء الحزبيون شرٌ ، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى تمكنوا ؛ فينبغي أن لا يمكنوا من شيء وألا يساعدوا على باطلهم ، اللهم إلا إذا كان من باب التأليف إذا علم أنهم سيرجعون . إنَّ إكرامهم لأهل العلم يعتبر منقبة لهم وإحساناً إلى دولتهم وإلى والدهم تنفيذاً لوصيته - رحمه الله تعالى - فجزاهم الله خيراً - ([2]).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
([1]) الأجوبة المفيدة (117) .
قال الحارثي معلقاً على كلام الشيخ الفوزان السابق كما في حاشيته على الأجوبة المفيدة (117) :ومن نعم الله علينا: أنه لا يوجد ضريح يعبد ولا يقصد من دون الله كما هو الحال في غير هذه البلاد السعودية. كما أن هذه الدولة قامت بفتح مراكز للدعوة والإرشاد على طول البلاد وعرضها وفتح حلقات لتحفيظ القرآن الكريم في بيوت الله فلا ينبغي أن تغمر هذه الجهود ونلتمس العثرات .
وأما وصف هذه الدولة بأنها تضيق على الدعاة ؛ فنعم : هي تضيق على دعاة الضلالة والمخالفين لمنهج السلف الصالح فجزاها الله عنا وعن الإسلام كل خير . وإنه من واجب السلطان : أن لا يسمح لكل أحد أن "يهرف بما لا يعرف" وإلا لفسدت العقائد باختلاف المناهج والمشارب.فهؤلاء دعاة الصوفية وهؤلاء دعاة ال***** وهؤلاء دعاة التبليغ وهؤلاء دعاة الإخوان المسلمون وهؤلاء دعاة السياسة وهؤلاء دعاة التكفير وغيرهم وغيرهم.فلو سمح لهؤلاء وهؤلاء فماذا عسى أن تكون البلاد ؟ نسأل الله السلامة والعافية .
([2]) (براءة الذمة) كلمة كانت يوم الخميس 15/1/1422هـ . وهي مشاهداته في السعودية .

عامر العمر
13-08-2013, 03:24 PM
المدارج في كشف شبهات الخوارج:المقصد الثاني :أن ولاة الأمر لا يحكمون بشرع الله في حكمهم (9)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
المقصد الثاني :
شبهات الطعانين على الأمراء وتفنيدها
الطعن الأول
أن ولاة الأمر لا يحكمون بشرع الله في حكمهم
ومعنى هذا الطعن :
أن الدولة السعودية لا تحكم بالكتاب والسنة ، وإنما تحكم بالقوانين الوضعية!؟
وهذا الطعن باطل من وجوه :
الوجه الأول : أن ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية يصرحون ويعلنون في كل مناسبة أنهم يحكمون بشرع الله ، بالكتاب والسنة ولا يرضون بغيرهما بديلاً مهما كان الأمر .
والوجه الثاني : أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال ؛ فالواقع الملموس المشاهد يدل دلالة صريحة أن المملكة تحكم بشرع الله في كل مرافق الحياة .
ومجلس هيئة كبار العلماء قرر بالإجماع أن المملكة العربية السعودية – بحمد الله – تحكم شرع الله والمحاكم الشرعية منتشرة في جميع أرجائها ،ولا يمنع أحد من رفع ظلامته إلى الجهات المختصة في المحاكم أو ديوان المظالم .
والوجه الثالث : أن العلماء أثنوا على هذه الدولة المباركة([1]) ، وبينوا فضلها ومكانتها وخدمتها للإسلام والمسلمين وإقامتها للتوحيد والسنة ومحاربتها للشرك والبدع - جزاها الله عن الإسلام والمسلمين كل خير - .
قال الشيخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله تعالى - : العداء لهذه الدولة عداء للحق ، عداء للتوحيد ، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا : مصر ، الشام ، العراق ، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة ؟ غير هذه الدولة([2]) اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها ؛ لإزالة كل شر وكل نقص ، علينا أن ندعو الله لها بالتوحيد والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال([3]) .
وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - :
هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة لا بنشر الشر والكذب ولا بنقل ما يقال من الباطل بل يجب على من أراد الحق أن يبين الحق ويدعو إليه وأن يسعى إلى إزالة النقص بالطرق السليمة وبالطرق الطيبة وبالتناصح والتواصي بالحق هكذا كان طريق المؤمنين وهكذا حكم الإسلام وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الأمة .
أما ما يقوم به - الآن - محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم وهم دعاة شر عظيم وفساد كبير والواجب الحذر من نشراتهم والقضاء عليها وإتلافها وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن .
هذه النشرات التي تصدر من الفقيه أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق وتحذيرهم من هذا الباطل ويتركوه ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدعوا هذا الطريق الوخيم وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم([4]).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن - أعني : المملكة العربية السعودية - .
وهذا بلا شك من نعمة الله علينا فلنكن محافظين على ما نحن عليه اليوم بل ولنكن مستزيدين من شريعة الله عز وجل أكثر مما نحن عليه اليوم ؛ لأنني لا أدعي الكمال وأننا في القمة بالنسبة لتطبيق شريعة الله لا شك أَننا نخل بكثير منها ولكننا خير - والحمد لله - من ما نعلمه من البلاد الأخرى .
إننا في هذه البلاد نعيش نعمة بعد فقر وأَمناً بعد خوف وعلماً بعد جهل وعزاً بعد ذل بفضل التمسك بهذا الدين مما أوغر صدور الحاقدين وأقلق مضاجعهم يتمنون زوال ما نحن فيه ويجدون من بيننا وللأسف من يستعملونه لهدم الكيان الشامخ بنشر أباطيلهم وتحسين شرهم للناس] يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ[([5]).
ولقد عجبت لما ذُكر من أن أحد الجهلة هداه الله ورده إلى صوابه يصور النشرات التي ترد من خارج البلاد التي لا تخلو من الكيد والكذب ويطلب توزيعها من بعض الشباب ويشحذ هممهم بأن يحتسبوا الأجر على الله .
سبحان الله هل انقلبت المفاهيم ؟
هل يطلب رضى الله في معصيته ؟
هل التقرب إلى الله يحصل بنشر الفتن وزرع الفرقة بين المسلمين وولاة أمورهم ؟
معاذ الله أَن يكون كذلك([6]).
وقال الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله تعالى - :
المملكة العربية السعودية ، مملكة إسلامية - ولله الحمد – وبحق يحكمها نظام الإسلام ، وتحكم شريعة الإسلام ، وأصول عملها وأنظمتها مقيدة بأن لا تخالف الإسلام([7]) .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــ
([1]) وقد وفقني الله - عز وجل – لجمع كلمات للعلماء في الثناء على هذه الدولة السنية في رسالة بعنوان "الدرر السنية في ثناء العلماء على المملكة العربية السعودية" .
([2]) تأمل هذا القول جيداً ،وقارنه بمن يزعم -كذباً وزوراً- : أن المملكة العربية السعودية لا تحكم بشرع الله .
([3]) (فتاوى علماء الحرمين في الجماعات) .
([4]) مجموع الفتاوى والمقالات (9/97-100) .
([5]) (الحشر:2) .
([6]) وجوب طاعة السلطان للعريني (49) .
([7]) فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة (35) .

عامر العمر
13-08-2013, 03:25 PM
المدارج في كشف شبهات الخوارج:أن لعلماء عملاء للدولة وأنهم مباحث(6)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
الطعن الخامس
أن العلماء عملاء للدولة وأنهم مباحث
ومعنى هذا الطعن :
أن العلماء يعملون لصالح الدولة ،وأنهم ينقلون الأخبار لولاة الأمر .
وهذا الطعن باطل من وجوه :
الوجه الأول : إن كان المراد بأنهم يعملون للدولة أي أنهم يفتونهم بغير الحق مداهنة أو مضغوطاً عليهم ؛فعلماؤنا - بحمد الله - أهل دين وورع وتقوى ,وقد مرَّ الجواب على هذه الشبه الباطلة في الجواب عن الطعن الأول والثاني .
وإن كان المراد بأنهم يعملون في هذه الدولة فهل هذه الدولة كافرة !! ؟؟
ثم ما الفرق بينهم وبين كل من يعمل في هذه الدولة ، وهذه مغالطة تدل على خبث الطوية وسوء النية .نسأل الله العافية من الهوى والضلال .
قال الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - : محاولة التلبيس على الشباب ليعلنوا لهم أنهم هم العلماء وهم الدعاة وأن غيرهم مع السلطة .
افرض أننا ـ جميعاً ـ مع السلطة ، هل السلطة كافرة ؟
نحن مع السلطة والسلطة معنا . أنتم مع السلطة ، والسلطة معكم .
أين تعيشون أنتم ألستم تعيشون تحت هذه السلطة ،موظفون في هذه السلطة .
لماذا هذا الكذب ، من منكم بعيد عن السلطة ، تتعاملون معهم .
يا سبحان الله هل هي سلطة كافرة .
أما تحمد الله أنك تعيش تحت سلطة إسلامية يرجع حكامها وقضاتها عند إصدار الحكم إلى قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لا يجوز هذا التلبيس ! راقبوا الله ربَّ العالمين ماهذا ([1]) ؟ اهـ
وقال الشيخ أيضاً ـ رحمه الله تعالى ـ :ما يقوله بعض السفهاء في بعض طلاب العلم أن كل من يذكر الحكام بخير أو يدعو لهم أو يقول : إنها دولة إسلامية ؛ أنه من العملاء ومن كذا وكذا !
هذا كلام لا ينبغي أن يلتفت إليه . كلام ساقط لا يقوله إلا الساقطون .
نحن لا نخفي الولاء ، نعلن بالولاء ، فيجب أن نعلن ـ نحمد الله ـ أن كنا في ولاء حكام مسلمين لا نبالي من هذه الأقوال الرخيصة ولا نلتفت إليها وهكذا يجب على طلاب العلم وأهل الفضل أن لا يلتفتوا إلى مثل هذه الكلمات الساقطة وأن يكونوا صرحاء في الدعوة للحكام ومحاولة التقريب بين الراعي والرعية ليتحاببوا ويتعاونوا هذا الذي ندين الله به([2]) ا هـ .
والوجه الثاني : أن قولهم فلان مباحث ؛ هذا يدل على أن عندهم أمراً لا يريدون أن يطلع عليه أحد ،وإلا فالحق واضح ، والشرع والحكم بما أنزل الله قائم - بحمد الله تعالى - ، ومن عنده أمر مريب خاف من كل قريب .
والوجه الثالث : هل جهة المباحث جهة سيئة !!؟؟ هذه مغالطة ، فرجال هذه الجهة يراقبون الأوضاع الداخلية ، ويأخذون بيد كل مفسد يريد أن ينشر الفساد في الأرض ،كل من تسول له نفسه قتل الأبرياء أوالاعتداء على الضعفاء ، أما من كان بعيداً عن الفساد في الأرض فرجال هذه الجهة لا علاقة لهم به ،فمن ديدنه دائماً فلان مباحث ،هذا رجل عنده أمر سيئ ؛ فساد وريبة يخاف أن يطلع عليه أحد .
والوجه الرابع : أن الواجب على كل مسلم مستطيع ، اطلع على من تسول له نفسه الفساد في الأرض أن يبلغ ولاة الأمر ليكفوا شره ،ويأخذوا بيده ،وينتشر الأمن ويعم الأمان . ومن كتم وسكت عن أمثال هؤلاء أهل الفساد والشر فقد خان الأمانة ، ولم ينصح لولي الأمر .
قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى – معلقاً على قول عوف بن مالك - راداً على من قال : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء - : كذبت ، ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه"- : هذا من إنكار المنكر ، ومن النصيحة لولاة الأمور ، فالمسلم يبلغهم مقالات المفسدين والمنافقين من أجل أن يأخذوا على أيدي هؤلاء ؛ لئلا يخلوا بالأمن ويفرقوا الكلمة ، فتبليغ ولاة أمور المسلمين كلمات المنافقين ودعاة السوء ، الذين يريدون تفريق الكلمة ، والتحريش بين المسلمين ؛ هو من الإصلاح ومن النصيحة لا من النميمة([3]) ؛ [لأن عوف بن مالك رضى الله عنه فعل ذلك ولم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فدل على أن هذا من النصيحة وليس من النميمة المذمومة] ([4]) ، [فلا يجوز التستر على من يبيت شراً للمسلمين ، بل يجب على من علم بحاله أن يخبر عنه ، حتى يسلم المسلمون من شره ، فإذا كان هناك خلية فيها خطر على المسلمين ، وفيها شر على المسلمين فيجب إبلاغ ولاة الأمور عنهم ليأخذوا على أيديهم ويكفو شرهم عن المسلمين] ([5]).
وسئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى – عن فتوى تقول بجواز قتل رجال المباحث ؛ لأنهم مرتدون ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - : هذا مذهب الخوارج ، فالخوارج قتلوا علي بن أبي طالب رضى الله عنه ألا يقتل رجال الأمن ؟؟ هذا هو مذهب الخوارج ، والذي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم نسأل الله العافية([6]) .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــ
([1]) النصيحة .

([2]) (حقوق الإنسان 1/ب) .

([3]) إعانة المستفيد (2/189) .

([4]) إعانة المستفيد (2/191) .

([5]) (فتاوى العلماء في الأحداث الراهنة/تفجيرات الرياض) والفتاوى الشرعية للحصين (96-97) .

([6]) (فتاوى العلماء في الأحداث الراهنة/تفجيرات الرياض) والفتاوى الشرعية للحصين (97) .

عامر العمر
13-08-2013, 03:27 PM
المدارج في كشف شبهات الخوارج: أن العلماء لا ينكرون على الحكام علانية ولا يناصحونهم(5)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
الطعن الرابع
أن العلماء لا ينكرون على الحكام علانية ولا يناصحونهم
ومعنى هذا الطعن :
أن العلماء لا يبينون الأحكام لولاة الأمر ولا ينكرون عليهم علانية أمام الناس ، فهم مقصرون في ذلك ، وكاتمون للعلم خوفاً على مناصبهم ووظائفهم .
وهذا الطعن باطل من وجوه :
الوجه الأول : أن النصيحة لولي الأمر من أهم أمور الدين فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" ([1]).
قال أبونعيم الأصبهاني :" من نصح الولاة والأمراء اهتدى ومن غشهم غوى واعتدى " ([2]) . فكيف يقصر العلماء في النصيحة ولا يؤدونها على وجهها ؟!!
والوجه الثاني : أنَّ النصيحة لولي الأمر سراً أصل من أصول المنهج السلفي الذي خالفه أهل الأهواء والبدع كالخوارج : إذ الأصل في النصح لولي الأمر الإسرار بالنصيحة وعدم العلن بها ويدل عليه ما رواه عِيَاض قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ " ([3]).
وروى شَقِيق عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ :قِيلَ لَهُ أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ " ([4]).
قال الشيخ ابن باز –رحمه الله تعالى - معلقاً على أثر أسامة رضى الله عنه : لما فتحوا الشر في زمن عثمان رضى الله عنه وأنكروا على عثمان رضى الله عنه جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً حتى أبغض الناس ولي أمرهم وحتى قتلوه . نسأل الله العافية ([5]).
وعن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ أنه قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى فقُلْتُ له : إِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بِهِمْ قَالَ فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فَإِنْ قَبِلَ مِنْـكَ وَإِلَّا فَدَعْـهُ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ " ([6]).
فتأملوا كيف أن الصحابي الجليل ابن أبي أوفى رضى الله عنه منعه من الكلام في السلطان وأمره بنصيحته سراً دون العلانية .
وقال سعيد بن جبير : قلت لابن عباس : آمر السلطان بالمعروف ، وأنهاه عن المنكر ؟
فقال ابن عباس : إن خفت أن يقتلك فلا .
قال سعيد : ثم عدت فقال لي مثل ذلك . ثم عدت فقال لي مثل ذلك .
وقال ابن عباس : إن كنتَ لا بُدَّ فاعلاً ففيما بينك وبينه " ([7]).
فتدبروا موقف هذا الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المسألة العظيمة حيث أمره بالسرية في النصح .
وقيل لمالك بن أنس : إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون ؟
فقال : يرحمك الله فأين التكلم بالحق([8]) .
وقال الشوكاني :" ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله " ([9]).
وقال أئمة الدعوة :ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس([10]).
وسئل الشيخ صالح الفوزان : ما هو المنهج الصحيح في المناصحة وخاصة مناصحة الحكام أهو بالتشهير على المنابر بأفعالهم المنكرة ؟ أم مناصحتهم في السر ؟ أرجو توضيح المنهج الصحيح في هذه المسألة ؟
فأجاب حفظه الله :
العصمة ليست لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالحكام بشر يخطئون ولا شك أن عندهم أخطاء وليسوا معصومين ولكن لا نتخذ من أخطائهم مجالاً للتشهير بهم ونزع اليد من طاعتهم حتى وإن جاروا وإن ظلموا حتى وإن عصوا ما لم يرتكبوا كفراً بواحاً كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ([11])،وإن كان عندهم معاص وعندهم جور وظلم فإن الصبر على طاعتهم جمع للكلمة ووحدة للمسلمين وحماية لبلاد المسلمين وفي مخالفتهم ومنابذتهم مفاسد عظيمة أعظم من المنكر الذي هم عليه يحصل ما هو أشد من المنكر الذي يصدر منهم ما دام هذا المنكر دون الكفر ودون الشرك .
ولا نقول : إنه يسكت على ما يصدر من الحكام من أخطاء ، لا ، بل نعالج ولكن تعالج بالطريقة السليمة بالمناصحة لهم سراً والكتابة لهم سراً . وليست بالكتابة التي تكتب ويوقع عليها جمع كثير وتوزع على الناس هذا لا يجوز بل تكتب كتابة سرية فيها نصيحة ، تسلم لولي الأمر أو يكلم شفوياً أما الكتابة التي تكتب وتصور وتوزع على الناس فهذا عمل لا يجوز؛ لأنه تشهير وهو مثل الكلام على المنابر بل هو أشد بل الكلام يمكن أن ينسى ولكن الكتابة تبقى وتتداولها الأيدي فليس هذا من الحق .
وأولى من يقوم بالنصيحة لولاة الأمور هم العلماء وأصحاب الرأي والمشورة وأهل الحل والعقد قال تعالى ]وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ[([12]) فليس كل أحد من الناس يصلح لهذا الأمر وليس الترويج للأخطاء والتشهير بها من النصيحة في شيء بل هو من إشاعة المنكر والفاحشة في الذين آمنوا ولا هو من منهج السلف الصالح وإن كان قصد صاحبها حسناً طيباً وهو إنكار المنكر بزعمه لكن ما فعله أشد منكراً مما أنكره وقد يكون إنكار المنكر منكراً إذا كان على غير الطريقة التي شرعها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لم يتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم الشرعية التي رسمها حيث قال صلى الله عليه وسلم :"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ([13]).
فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الناس ثلاثة أقسام :
منهم : من يستطيع أن يزيل المنكر بيده وهو صاحب السلطة أي ولي الأمر أو من وكل إليه الأمر من الهيئات والأمراء والقادة .
والقسم الثاني : العالم الذي لا سلطة له فينكر بالبيان والنصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة وإبلاغ ذوي السلطة بالطريقة الحكيمة .
والقسم الثالث : من لا علم عنده ولا سلطة فإنه ينكر بقلبه فيبغضه ويبغض أهله ويعتزلهم([14]) اهـ
والوجه الثالث : أن النصيحة السلطان أمام الناس علانية بحضرته مع إمكان نصحه سراً : فضيحة وليست بنصيحة وهي محرمة لا تجوز للأمور التالية :
1- مخالفتها لحديث عياض بن غَنْم رضى الله عنه الذي فيه الأمر بالإسرار .
2- مخالفتها لآثار السلف كأسامة بن زيد وعبدالله بن أبي أوفى وغيرهما.
3- لقوله صلى الله عليه وسلم : " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " ([15]).
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى - :" إذا كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهراً والتشهير به من إهانته التي توعد الله فاعلها بإهانته ، فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرناه ـ يريد الإسرار بالنصيحة ـ لمن استطاع نصيحتهم من العلماء الذين يَغْشَوْنَهم " ([16]).
وقال الشيخ أحمد النجمي : الإنكار العلني على الولاة أمر محدث ولم يكن من أصول السنة فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله ، فليكره ما يأتي ولا ينزعن يداً من طاعة " ([17]). هكذا يقول نبي الله صلى الله عليه وسلم إذاً فلا يجوز الإنكار العلني على المنابر ؛ لأن الأضرار التي تترتب عليه أكثر من فائدته([18]) اهـ .
والوجه الرابع : أن العلماء لا يذكرون ما يفعلونه مع الولاة للناس خوفاً من المفسدة قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - : بيان ما نفعله مع الولاة فيه مفسدتان :
المفسدة الأولى : أن الإنسان يخشى على نفسه من الرياء فيبطل عمله .
المفسدة الثانية : أن الولاة لو لم يطيعوا صار حجة على الولاة عند العامة فثاروا وحصل مفسدة أكبر([19]) اهـ
والوجه الخامس : أنَّ ذكر أخطاء الولاة في المجالس والمواعظ والخطب محرم لا يجوز لما يلي :
(1) لأنها من باب إشاعة الفاحشة والله عز وجل يقول :]إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[([20]) .
(2)ولأنها غيبة وبهتان على ولي الأمر قال تعالى ]وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا[([21]) . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ؟ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ" ([22]) . فنهى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة ولا شك أن الكلام في ولي الأمر من الغيبة في غيبته إن كان حقاً فإن كان كذباً فهو من البهتان .
(3)ولأن هذه الصورة تدخل في القالة بين الناس مما يترتب عليها من الفتنة والبلبلة فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَالَ :" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ : الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ " ([23]) .
(4)ولأنها تؤدي إلى سفك الدماء وإلى القتل .قال عبدا لله بن عكيم الجهني : لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان !!
فقيل له : يا أًبا معبدٍ أًوَ أًعنت على دمِهِ ؟
فيقول : إِني أُعِدُّ ذِكْرَ مساويه عوناً على دمِهِ ! " ([24]).
والوجه السادس : أن نشر هذه الأمور لا ريب أنه مما يسبب الفتنة قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء ، وهذا شأن الفتن ، كما قال تعالى ]وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[([25]) وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله([26]) اهـ
وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى - : توزيع الأشرطة الخبيثة التي تدعو إلى الفرقة والاختلاف وسب ولاة الأمور والعلماء لا شك أنها من أعظم المنكرات.
والواجب الحذر منها سواء كانت جاءت من لندن من الحاقدين والجاهلين الذين باعوا دينهم وباعوا أمانتهم على الشيطان من جنس محمد المسعري ومن معه الذين أرسلوا الكثير من الأوراق الضارة المضلة والمفرقة للجماعة يجب الحذر منهم ويجب إتلاف ما يأتي من هذه الأوراق لأنها شر وتدعو إلى الشر وما هكذا النصيحة .
فالنصيحة تكون بالثناء على ما فعل من الخير والحث على إصلاح الأوضاع والتحذير مما وقع من الشر هذه طريقة أهل الخير الناصحين لله ولعباده([27]) اهـ .
وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى - : " بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضاً بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب ،ولا ريب أن سلوك هذا الطريق والوقوع في أعراض الولاة لا يزيد في الأمر إلا شدة فإنه لا يحل مشكلاً ولا يرفع مظلمة إنما يزيد البلاء بلاءاً ويوجب بغض الولاة وكراهيتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم فيها " ([28]).
والوجه السابع : أن إشاعة هذه الأمور هو من باب الخروج على ولي الأمر.
قال الشيخ أحمد النجمي : اعلم أن الخروج ينقسم إلى قسمين :
خروج بالقول وهو ذكر المثالب علناً في المجامع وعلى رؤوس المنابر ؛ لأن ذلك يعد عصياناً لهم وتمرداً عليهم وإغراءاً بالخروج عليهم وزرعاً لعدم الثقة فيهم وتهييجاً للناس عليهم وهو أساس للخروج الفعلي وسبب له ([29]) اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
([1]) أخرجه مسلم في الصحيح (2/48رقم55ـ نووي) .
([2]) فضيلة العادلين (140) .
([3]) صحيح :أخرجه أحمد في المسند (3/403) وابن أبي عاصم في السنة (507رقم1096) .
والحديث صححه الألباني في ظلال الجنة (507) .
([4]) أخرجه البخاري في الصحيح (6/331رقم3267ـ فتح) ومسلم في الصحيح(18/159رقم2989ـ نووي).
([5]) المعلوم23 والمعاملة 44 .
([6]) حسن :أخرجه أحمد في المسند (4/382) وابن أبي عاصم في السنة (424رقم2905) .
وحسنه الألباني في ظلال الجنة (424) .
([7]) صحيح :أخرجه ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعـروف (113رقم76) والبيهقي في الشعب (13/273رقم7185،7186) .
([8]) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح (1/30) .
([9]) السيل (4/556) .
([10]) نصيحة مهمة 30 .
([11]) أخرجه البخاري في الصحيح (13/5رقم7055ـ فتح) ومسلم في الصحيح (12/316رقم1709ـ نووي) من حديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه .
([12]) (النساء : 83) .
([13]) أخرجه مسلم في الصحيح (2/27رقم49ـ نووي) من حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه .
([14]) كتاب الأجوبة المفيدة (24) .
([15]) حسن :أخرجه أحمد في المسند (5/42) والترمذي في السنن (4/435رقم2224) من حديث أبي بكرة رضى الله عنه .
والحديث صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/485رقم2224) .
([16]) مقاصد الإسلام ص393 .
([17]) أخرجه مسلم في الصحيح (12/340رقم1855ـ نووي) .
([18]) الفتاوى الجلية (10) .
([19]) أسئلة حول لجنة الحقوق الشرعية ، ومدارك النظر (211).
([20]) (النور:19) .
([21]) (الحجرات : 12)
([22]) أخرجه مسلم في الصحيح (16/214رقم2589ـ نووي) .
([23]) أخرجه مسلم في الصحيح (16/240رقم2606ـ نووي) .
([24]) صحيح :أخرجه ابن سعد في الطبقات (6/115) .
([25]) (الأنفال : 25) .
([26]) منهاج السنة النبوية (4/343) .
([27]) مجموع الفتاوى والمقالات (8/410-411) .
([28]) وجوب طاعة السلطان للعريني ص23-24 .
([29]) المورد العذب الزلال (20) .