PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : تحصين الشباب من الوقوع في الإرهاب بالتربية الموسيقية



أبيات الغرام
25-08-2013, 09:25 PM
محمد السنان

تعـتبر الموسـيقى من أهم العـلوم التي ارتبطت بحياة الإنسان في كل نواحي الحياة، لـدرجة أنها أصبحت جـزءا من تكوينـه وأصبحت عنصـرا هاما في مناهج التربيـة بالنسـبة للشـعـوب المتحضـرة.
ولفلاسـفـة اليـونـان الفضـل الأول فـي إثبـات أن الموسـيقى وسـيلـة فعـالـة فـي تربيـة النفس وتهـذيب الطبــاع.. وقد اتخذ اليونان من الموسيقى مادة أساسية في منهج التعليم، وكانت وسائل التربية لديهم لا تتعدى الموسيقى والرياضة البدنية حتى عصر الاسكندر. كما انهم اعتبروها أداة من أدوات التربية قبل أن تكون فنا جميلا يبتغى لذاته، فقد جعل أفلاطون للدولة حق الإشراف على الموسيقى لما لها من تأثير في تكوين الشخصية المتزنة المتناسقة، وكذا في تنمية ملكة الخلق والابتكار، ولقد تأثرت الحضارة الأوروبية بالتربية اليونانية في العصور الوسطى تأثرا انعـكس على كل فنـونها وثقافاتها.

وفي عصر النهضة، كانت الموسيقى قد حظيت باهتمام بالغ بسبب اهتمام أوروبا في ذلك الوقت بإحياء المثل اليونانية القديمة، وفي القرن الثامن عشر والتاسع عشر، عمل كثير من المفكرين والمربين على دفع الحياة الإنسانية إلى آفاق أسمى وأفضل، وكان جان جاك روسو من أوائل المربين الذين اهتموا بالبحث في أنواع الموسيقى المناسبة للتربية في المراحل المختلفة وإتاحة الفرصة لكل طفل أن يمارس التعبير الذاتي بالأصوات الموسيقية وباستخدام أنواع معينة من الغناء الشعبي لما فيه من أصالة كما أشار إلى تبسيط طرق التعليم حتى يستفيد النشء ويتقنه وتنمو ملكاته الفنية، وهكذا نرى أن الموسيقى على مر العصور القديمة والوسطى والحديثة، كانت لها مكانتها كأداة ووسيلة من وسائل التربية،

يقـول الإمام أبو حامـد الغـزالي في كتاب إحياء علـوم الدين، لله تعالى سـر في مناسـبة النغمـات الموزونـة للأرواح حـتى إنها لتؤثر فيها تأثيرا عجيبـا، من الأصـوات ما يفـرح، ومنها ما يحـزن، ومنها ما ينـوم، ومنها ما يضحـك ويطـرب ومنها ما يسـتخـرج من الأعضـاء حـركات عـلى وزنها باليـد والرجـل والرأس، ولا ينبغـي أن يظن أن ذلك لفهم معـاني الشـعـر، بل هـذا جـار في الأوتـار حتى قيل من لم يحـركـه الربيـع وأزهاره والعـود وأوتاره فهـو فاسـد المزاج ليس لـه عـلاج، وكيف يكـون ذلك لفهم المعـنى وتأثيره مشـاهـد الصـبي في مهـده فإنـه يسـكته الصـوت الطيب عـن بكائه، وتنصـرف نفسـه عما يبكيه إلى الإصـغـاء إليـه، والجمـل مع بلادة طبعـه يتأثر بالحـداء تأثرا يسـتخف معـه الأحمـال الثقيلـة، ويسـتقصر لقـوة نشاطـه في سـماعـه المسـافات الطويلـة، وينبعث فيـه من النشاط ما يسـكره ويولهه. فـتراها إذا طالت عليها البوادي، واعـتراها الإعيـاء والكلال، تحـت المحامل والأحمـال، إذا سـمعت منادي الحـداء تمـد أعـناقها وتصـغي إلى الحـادي ناصـبة آذانها، وتسـرع في سـيرها حـتى تتزعـزع عـليها أحمالها ومحاملها، وربما تتلف أنفسها من شـدة السـير، وثقـل الحمـل، وهـي لا تشـعـر به لنشاطها.

لذا، فإذا ما اراد أي مجتمع ان ينتج جيلا خاليا من العقـد الاجتماعية والأمراض النفسية التي قد تدفع به ليكون فريسة سهلة للحركات والمنظمات الارهابية، فيجب تحصين ذلك الجيل بالتربية والثقافة الموسيقية، وأنا هنا لا اقصد موسيقى البارات والملاهي، بل اعني الموسيقى الرزينة والراقية.


جريدة عكاظ
21/8/2013م

طلالي الامارات
25-08-2013, 10:06 PM
حد من العرب ودك فيل يبرك عليه من الغثاء الي يجيبه
اسمعوا السماجة


وأنا هنا لا اقصد موسيقى البارات والملاهي، بل اعني الموسيقى الرزينة والراقية.

أم كلثوم أغانيها عمدة اغاني البارات والمراقص ولا تحلى سهرة المساطيل الا باغانيها
الان هي اغانيها رزينة وراقية ولا اغاني حانات ومراقص

بتحطوا نفسكوا في مواقف بايخاااااااااااااااااااااااااا اااااااا



ياغثاء من هو غثاه

فتى الاحزان
25-08-2013, 10:18 PM
استغفرالله
يعني نربيهم على شي حرام مثل الاغاني
لاحول ولاقوة الا بالله

AhmedTheKing
26-08-2013, 12:20 AM
سبحان مغيّر الأحوال .. ومقلّب القلوب !!

ثائر بين أضلعي
26-08-2013, 03:40 AM
الاغاني والموسيقى تهيج المشاعر والهوى والغرام

بس ياليت تخف علينا المره الجايه

اجل تمنع الوقوع بالارهاب

احس مصطلح ارهاب صار مطاط

malh
26-08-2013, 04:05 AM
عشان تشيل الارهاب من عالمنا لازم تجتث كل هذه المنظومة الدولية برمتها، وتأتي ببديل سياسي جديد يحقق للشعوب الامن والعدل والسلام، يحترم انسانيتهم وكرامتهم، وهذا ما لا يتوفر الآن للاسف، وسيتنامى أكثر ما يصطلح على تسميته بالإرهاب بدأ من القوى العظمى المهيمنة، الى اصغر دولة في العالم، اذا استمرهذا الوضع القائم على ما هو عليه.
وما جاء في هذا التقرير قد يناسب المجتمعات المنفتحة التي لا تحكمها شريعة ودين، اما ان نطبقه هنا لا أعتقد يقول بهذا الكلام عاقل
يجب ان تكون تربية ابنائنا تربية اسلامية منضبطة، نعلمهم القرآن وشيء ينفعهم في دنياهم وآخرتهم وهذا برأيي أكثر تحصينا لهم من الإرهاب.

أبيات الغرام
26-08-2013, 09:00 PM
«الموسيقى تهذب الخلق فإذا ما تعين ذلك اتضح لنا وجوب تعليم النشء إياها إجباريا»

أرسطو

أبيات الغرام
26-08-2013, 09:06 PM
نقلاً عن المفكر المغربي ابراهيم بورشاش

تحتل الموسيقى الترتيب الخامس في سلم العلوم الرياضية، فلها أهمية قصوى في التربية عند ابن رشد إذ هي "عشق للحسن بالذات" ولذلك "لا يضاهي عشقـهـا عند أهلها لذة من اللذات". وابن رشد يجاري أفلاطون في الحديث عن الموسيقى وأهميتها رغم أنه من الفلاسفة القلائل الذين لم يتركوا شيئا في التأليف الموسيقى. في حين نجد الكندي يترك مؤلفات موسيقية منها "رسالة الكندي في خبر صناعة التأليف"، ويذكر الكندي في هذا الكتاب أنه ألف كتابين في الموسيقى كتابه هذا، وكتاب آخر سماه "كتابنا الأعظم في التأليف" الذي ألفه كما يقول "بالقول المرسل الذي يجب أن يقال فيه بتقصي البرهان". ونجد الفارابي يكتب "الموسيقى الكبير" شهادة على تضلعه الموسيقي علما ومزاولة، "فكان ذلك أمكن له في تعريف المبادئ والأصول ودقائق الصناعة" كما يقول محقق الكتاب. وهو الكتاب الذي تتلمذ عليه ابن باجة الذي صرح أنه زاول صناعة الموسيقى حتى بلغ فيها مبلغا رضيه لنفسه وكان يفخر بأنه يضرب على العود رغم أنه على ما يبدو لم يخلف أثرا موسيقيا. كما نجد ابن سينا الذي خبر الموسيقى يؤلف فيها رسالة يعالج فيها "الكليات دون الجزئيات، معطيا أبعاد الوتر وتنوع النغمات في السلم الموسيقى بأبحاث رياضية بحتة".

يمكن القول إن ابن رشد في حديثه عن الموسيقى تحاشى الجدل الدائر في المجتمع الإسلامي حول الموسيقى والسماع تحليلا أو تحريما وثمن رأسا أهمية الموسيقى والألحان والغناء في تربية النشء وتربية الفيلسوف، ولعل مرد هذا الموقف الرشدي أن يكون امتلأ بمواقف الغزالي الذي دافع في الإحياء عن السماع، وموقف أبي بكر بن العربي الذي دافع عن الموسيقى دفاعا حارا، وموقف ابن حزم كذلك. لعله لم يلتفت إلى المواقف المضادة للموسيقى لأنه يجد لها العذر، كما وجده لها الفارابي من قبله في كتابه في الموسيقى عندما أرجع المواقف السلبية من الموسيقى إلى الابتذال الذي وقعت فيه، وكاد أن يعذر الشرائع في تحريمها، وأنشأ كتابه من أجل تصحيح النظر إلى الموسيقى. وكذلك صاحب كتاب ""كمال أدب الغناء" الحسن بن أحمد علي الكاتبالذي رد الانصراف عن الموسيقى إلى إفراطها في الهزل. ولعل لهذا السبب نفسه كان ابن رشد يدعو إلى رفع مستوى الموسيقى نغما وإيقاعا وقولا ولذا نهى عن اعتماد كثير من أشعار العرب.

فكيف تفعل الموسيقى فعلها في تربية النشء عند ابن رشد؟

الارتباط بين صناعة الموسيقى والصناعة المدنية أو العلم المدني درس من الدروس يقدمه ابن رشد متابعا في ذلك أفلاطون، وهو الدرس الذي عرج عليه الفارابي في كتابه "الموسيقي الكبير"؛ فبعد أن ذكر هذا الأخير أهمية الأقاويل الشعرية وأثرها الإيجابي في الحياة المدنية وأفصح عما يمكن أن تفعله الموسيقى في الإنسان متى تلبست بالأقاويل الشعرية، أحال إلى المعرفة المنطقية فهم أصناف الأقاويل الشعرية والأشياء التي تلتئم منها ومن أين تصنع، كما أحال إلى الصناعة المدنية معرفة منفعة كل صنف من أصناف الأقاويل الشعرية في الأمور الإنسانية. مما يؤكد الارتباط العميق بين الشعر والموسيقى من جهة وبين العلم السياسي من جهة أخرى في حس الفارابي متابعا في ذلك أفلاطون.

تدخل الموسيقى في التربية إذن باعتبارها أداة يتوسل بها إلى حمل النشء على العمل بالفضائل، بل إن الموسيقى تحسن أخلاق الرُضع في المهد، فكره الموسيقي هو بداية الانحراف في المدينة. وبقدر الابتعاد عن الموسيقى تفتقد الفضيلة. لذا يدعو ابن رشد إلى استعمال الألحان مع الأطفال وهم أبعد عن سن التمييز. إذ أن هناك طريقين للتربية؛ طريق الأقاويل الإقناعية والانفعالية، وطريق العقاب. والموسيقى ألصق بالطريق الأول الذي "يجري من بين طرق التعليم مجرى الطبع". والنساء، عند ابن رشد، أكثر حذقا من الرجال في فن الموسيقى العملية، إذ الألحان تبلغ كمالها إذا أنشأها الرجال وعملتها النساء.

أكد أفلاطون في الجمهورية كثيرا أهمية الموسيقى في غرس حب القانون في النفوس، وفي تيسيرها للعقل لإدراك الفضائل، وأكد على أنها تؤدي في النهاية إلى حب الجمال، ولذا سينهى عن الابتداع في الموسيقى لأن في ذلك إفسادا للمجتمع وهو ما سيتابعه فيه ابن رشد.

إن "الموسيقى [عند ابن رشد] هي هذه الأقاويل المحكية التي يرافقها اللحن والتي يحصل بها لأهل المدينة تهذيبهم، وهذه الأقاويل هي أقاويل شعرية يرافقها اللحن لتكون هذه الأقاويل أقوى أثرا وأكثر تحريكا للنفوس فتؤدي الموسيقى بذلك خدمة للشعر ينفذ من خلالها إلى النفوس ليفعل فيها فعله من التهذيب، وقديما جعل الفارابي الصناعة الشعرية رئيسة الهيئة الموسيقية وأن غاية هذه الهيئة إنما تطلب لغاية تلك الصناعة الشعرية، مما جعله يؤكد في مناسبات العلاقة الوثيقة التي تجمع صناعة الموسيقى بصناعة البلاغة وصناعة الشعر.

ومن هنا يجب تجنيب الموسيقى الإسفاف فَتُصرف عنها أشعار الغزل، بل كل الأقاويل المحركة إلى اللذات والتي تحث على الكسب وجمع المال. ولهذا السبب نجد ابن رشد يحذر من أشعار العرب لأنها مليئة بالسقط من الأقاويل التي لا تصلح لتربية الحفظة كما يحذر من الأنغام المائعة والمعبرة عن الحزن والخوف داعيا من حيث القول الشعري إلى اختيار الأقاويل المحفزة للصدق المحركة للشجاعة وصواب الرأي والتقوى منبها إلى ضرورة مراقبة الشعراء حتى يتجنبوا محاكاة ما هو خسيس من الأشياء. محذرا "من إحداث أي بدعة في الموسيقى" لأن بذلك ينتقل "الضرر بسهولة إلى المدينة كلها من غير أن يحس بذلك، ولا يبعد أن يتمكن من النفوس شيئا فشيئا إلى أن ينتهي إلى إفساد الشرائع والنواميس"، ففساد الموسيقى هو فساد للنفوس والشرائع إذن.

أما من حيث الإنشاد الموسيقى الذي يتركب من ثلاثة عناصر؛ إيقاع ولحن وقول جار مع اللحن، فإن ابن رشد من حيث الإيقاعات يدعو إلى البحث، في الأندلس، عن الإيقاعات التي تحض على رباطة الجأش أو تميل بالنفس إلى السكينة لأهميتها في التربية كما يحض على التحبيب في الألحان المحركة إلى الشجاعة والفضائل الهادئة، أما القول الجاري مع اللحن وهو القول الشعري فيريده، كما مر بنا، قولا بعيدا عن الإسفاف، لتتكامل عناصر الإنشاد الموسيقى لأن "الألحان الكاملة إنما توجد بالتصويت الإنساني"، وتصبح الموسيقى، كما يريدها ابن رشد، عشقا للحسن بالذات ومرقى من مراقي سلم الفضائل لأن فساد الموسيقى هو فساد للمدينة بأجمعها؛

لقد أضاء الفارابي بعضا من هذا المعنى عندما أكد أن كثيرا من الأخلاق تابعة للانفعالات النفسية وللخيالات الواقعة فيها، ومن هنا صارت الألحان الكاملة ذات نفع كبير في إفادة الأخلاق وفي حمل السامعين على التلبس بالأفعال المطلوبة منهم وعلى اقتناء سائر الخيرات الإنسانية مثل الحكمة والعلوم، وعلى تقبل القول الشعري الهادف ما دام اللحن شيئا آخر زائدا في معنى الشعر وبهائه. كل هذا ما دامت الموسيقى مرتبطة بالأخلاق أما إذا فسدت الموسيقى فإنها تكون سببا في نشأة الشرور كما أكد ابن رشد.

إن فساد الموسيقى عند ابن رشد سبب في تولد الشرور. وتفسد الموسيقى عندما تفقد بساطتها وتصبح موسيقى مركبة خالية من الأخلاق مما ينذر بظهور صناعة القضاء التي تخلو منها المدينة الفاضلة. إن صناعة القضاء تظهر عندما تفقد الموسيقى دورها في ترسيخ الفضائل وتهذيب النفوس، مما يشي بالأهمية التربوية للموسيقى في حس فقيهنا الفيلسوف ويبين خطرها الجمالي الكبير عندما تفسد أو يخلو منها كل منطق تربوي هادف.

لكن الموسيقى لن تؤدي دورها الكامل إلا إذا كانت مصحوبة بالرياضة، فالموسيقى بدون رياضة "تحمل النفس على اللين، وتصيرها ضعيفة وفي غاية الخمول والدعة"، فالتوافق في نفس الفرد لا يتأتى إلا بهما معها؛ الرياضة تقوي النفس الغضبية والموسيقى تهذبها وتخضعها للعقل. بل إن الشجاعة لا ترسخ في النفس إلا بالموسيقى والرياضة معها.

كان ابن رشد حريصا على أن يسمع الأطفال كل ما هو خير، وانتصر للموسيقى انتصارا كبيرا لتربية الذوق السمعي حتى يستمرئ الألحان والإيقاعات والأقاويل التي ترسخ الفضائل. وإن كانت الموسيقى لا تفيد في التهيؤ للممارسة الفلسفية، أو بعبارة ابن رشد غير قادرة عن أن تكسب النشء "القوة … التي بها يستطيع الأنسان أن يكتسب معقولات العلوم النظرية"، ومن هنا حدودها التي تقف عندها.

دفع حرص ابن رشد على صحة الأبدان والنفوس جميعا إلى الرفع من شأن الرياضة. كما دفعه حرصه على تربية الحاسة الجمالية عند الأطفال إلى أن يؤكد أنه على أطفال المدينة أن يروا كل ما هو جميل من أجل تربية عالية لحاسة البصر لأهميتها في ترسيخ الأفعال الجميلة من جميع الوجوه. من أجل ذلك ينتصر للتصوير ويحث المصورين، رسامين ونحاتين، على نحت الشخصيات الفاضلة وتجنب تصوير الشخصيات الواقعة في حمأة الرذائل للمساهمة في التربية الجمالية والأخلاقية لساكني المدينة وللأحداث منهم على الخصوص.

وأخيرا، انتصر ابن رشد للجمال وانتصر لكل ما هو جميل في تربية الإنسان؛ فالجميل عنده هو الذي يختار من أجل نفسه ويتميز بأنه ممدوح وخير ولذيذ، ومن هنا كانت الموسيقى باعتبارها عشقا للحسن بالذات شيئا جميلا وكان التصوير باعتباره تجسيدا للفضيلة شيئا جميلا، وكانت الفلسفة عنده أمرا جميلا. ويمكن القول إن كل ما يفضي إلى الجمال، عند ابن رشد، فهو مطلوب في التربية الجمالية لناشئة المدن. إن ابن رشد يريد لساكنة المدينة من الناشئة "يحاصرهم" الجمال من كل جانب، فيسمعوا ما هو خير، ويروا ما هو جميل، ويمارسوا بالتفكير والرياضة الجمال نفسه، "حتى ترسخ فيهم الأفعال الجميلة من جميع الوجوه" وتبدو هذه المحاصرة عندما يشبه ابن رشد المدينة بالسكنى في مكان سليم يعود بالنفع على ساكنته بما يتولد فيه من أرائج وخمائل وغيرها

أبيات الغرام
26-08-2013, 09:21 PM
ابن رشد أحد رموز ما يسمى بالنهضة العلمية الإسلامية. اللحى المتمسلفة التي تفاخر بهذه النهضة الأمم الأخرى و "الديانات" الأخرى هم أنفسهم من أخرجوا ابن رشد من دائرة الإسلام و اتهموه بالكفر والزندقة و الخروج عن الملة هو وغيره من الرموز مثل أبو بكر الرازي و جابر ابن حيان و غيرهم كثير. فلماذا التفاخر بصنيعة غيرهم ممن يختلفون معهم ويكفرونهم ثم ينسبون صنيعتهم للدين!!

هذه النقطة سيتم الحديث عنها بإسهاب في موضوع تأثير الدين الإيجابي و السلبي فيما بعد. أما هنا فسنستمتع برأي "الراقي" ابن رشد و غيره من العظماء عن " غذاء الروح " الموسيقى.

أبيات الغرام
26-08-2013, 09:52 PM
من أعظم مفكري العصور الوسطى ، وله فضل كبير في تاريخ موسيقى شعوب الشرق الأدنى والأوسط خاصة وفي تاريخ الموسيقى العالمية بشكل عام . كما أن مساهمته في تطوير نظرية الموسيقى لا تقدر بثمن . كثير من بحوثه المتعلقة بالموسيقى مترجم الى اللغات الأوروبية .
كان ابن سينا ضليعا بفن الموسيقى في عصره ومستوعبا لخصائصه وسماته المميزة على نحو رائع ، إضافة الى إعادة صوغه للتراث الفني القديم في ميدان الموسيقا النظرية وعلم الجمال ، وتراث سلفه الفارابي في هذا المجال ، أتاح له إنشاء أعمال هامة في علم الموسيقا . ..
إن ما قدمه ابن سينا في الموسيقا وعلم الجمال لا يمكن فهمه أو استيعابه معزولا عن مواقفه الفلسفية . فهو يخضع الموسيقا لصالح التربية الأخلاقية ، ولتطوير العالم الروحي للأنسان .

وقد كان للتصورات القائمة على أسس أسطورية مكان واسع في شعر الشرق .. فمن المتعارف عن فيثاغورس أنه استخلص مبادىء الموسيقا من أصوات السماء . . والخرافة التي ترى (الزهرة ) نصيرة الموسيقى ، وكذلك خرافة طائر الكاكانوس تظهر مرارا في أشعار عمر الخيام والعطار وغيرهم .

وفي ظل هذا الأنتشار الواسع للتصورات الفلكية والكونية كان للنقد الذي وجه لها من قبل العلماء العظماء في القرون الوسطى : الفارابي وابن سينا والبيروني أهمية فائقة . وكان النضال ضد العلم المزيف ذا أهمية لدى الفارابي بحيث وضع مؤلفا خاصا بعنوان ( ملاحظات أبي نصر الفارابي بخصوص ما هو صحيح وما هو غير صحيح في مجال ( أحكام النجوم ) .إذ وجه نقده اللاذع الى مجمل أفكار الفلكيين ، مؤكدا أن الأوهام تولد في وعي الناس نتيجة وجود ظواهر غامضة تعجز عقولهم عن تفسيرها .

ويعتقد ابن سينا أن أحد شروط نشأة وتطور الموسيقى هو المحاكاة التي تنتج عن التغير الفني لنبرة الصوت البشري . .( لقد منحت الطبيعة حديث الناس التزامني نفحة طبيعية تظهر عند خفض الصوت عندما يتوددون أو يعبرون عن خضوعهم أو عندما يرتجون وعندما يعترفون بضعفهم وانهيار قواهم أو يستثيرون الشفقة .. وبفضل هذه النعمة يصبح التعبير أكمل وأوفى تأثيرا في النفس ، وتجلب المحاكاة للناس مسرة فائقة ...
لقد أثرت نظرية ابن سينا حول النشأة الطبيعية لموسيقا تأثيرا جوهريا على التطور اللاحق لأفكار علم الجمال الموسيقي في الشرق الأدنى والأوسط . فقد تابع تطويرها وتفسيرها فخر الدين الرازي في موسوعته ( جامع العلوم ) ومحمود الشيرازي في موسوعته ( درة التاج ) وغيرهم من العلماء والفلاسفة والموسيقيين

كان ابن سينا يعتبر الموسيقى وسيلة من وسائل العلاج التي تقوم بمهمة الترويح عن النفس ، ويوصي إضافة الى الوسائل الطبية الأخرى باستخدام ( الغناء الطيب ، خصوصا إذا نوم به ، والتشاغل بما يفرح مسكن قوي للوجع ) .
وقد كتب الفارابي صاحب النظرة الشاملة لمسألة تأثير الموسيقى يقول : ( هذا العلم الموسيقى نظريا وعمليا مفيد لصحة الجسم ، وذلك أنه متى مرض الجسد وهنت النفس ومتى تعرض الجسد لبعض العوائق تعرضت النفس للعوائق أيضا ولذلك كان شفاء الجسد يتحقق بشفاء النفس . وإن قوى النفس تلطف وتلتئم مع جوهرها بفضل الأصوات التي تحدث هذا التأثير ) . وكان ابن سينا أكثر منطقية ودقة عندما عمل على تطوير هذه الآراء منطلقا من فهمه العميق للعلاقة الشرطية المتبادلة بين العمليات النفسية والفيزيولوجية في العضوية الحية .. ويعتقد ابن سينا أن الكمال النفسي يتحقق بواسطة إتقان العلوم والفنون ومن بينها الموسيقا . ومازالت آراء هذا الفيلسوف الكبير وفهمه الخاص لدور الموسيقا في العلاج النفسي ، حية حتى يومنا هذا ، حيث زاد الأهتمام بشكل خاص بدور الموسيقى في تحسين سير العمل وفي الحياة اليومية وكذلك في الطب .

وقد ربط ابن سينا كمال اللحن ( الذي يمتع سامعه ) بكمال العناصر التي يتشكل منها . ( المقاطع ، المقامات ، الأيقاعات ) ومن أهم ماقدمه لعلم الجمال فهمه لخاصية الموسيقا بوصفها فنا زمنيا . وزمنية الموسيقا تكمن أساسا في استمراريتها وحركتها ، يقول : ( يتحقق اللحن بفضل الحركة ) ومثل هذه النظرة الى جوهر فن الموسيقا انتشرت لدى عدد كبير من الباحثين الذين خلفوا ابن سينا وتأثروا على الأغلب بآرائه.


إن تأكيد الفارابي وابن سينا على أهمية الموسيقى في الطب والأخلاق والسياسة تشير الى سعيهما الحثيث لوضع أكثر الوسائل نجوعا في خدمة الأنسان.

المرجع : مجلة التراث العربي ، تموز 1984 ، الكسندر جمايف ، ترجمة نايف أبو كرم

أبيات الغرام
26-08-2013, 09:56 PM
ثم يريدون أن يقنعوك بشرب البول و عدم الإستماع للموسيقى !!

ضيقوو صدره
27-08-2013, 01:54 AM
الموسيقى حرام ولاغاني حرام

الله يهديك بس

بحررررررر
27-08-2013, 02:13 AM
الانسان الفطري يعشق النغم ... اما من يغير فطرته فيستطيع ان يعيش بدونها

فتى الاحزان
27-08-2013, 02:41 AM
الانسان الفطري يعشق النغم ... اما من يغير فطرته فيستطيع ان يعيش بدونها

يوم يسألك رب العالمين ليش تسمع اغاني بتقوله والله كنت انسان فطري
بالله عليك هذه اجابه.

لاحول ولاقوة الا بالله

أبيات الغرام
27-08-2013, 03:30 AM
الفارابي, الفيلسوف الموسيقي
http://www.youtube.com/watch?v=1StA5376bM8


كتاب الموسيقى الكبير للفارابي

https://sites.google.com/site/zahlivre/al-farabi

يحتوي الكتاب كما قسمه مؤلفه على جزءين: أولهما في المدخل إلى صناعة الموسيقى، وثانيهما في صناعة الموسيقى ذاتها. تعرض في الجزء الأول إلى تعريف معنى اللحن وأصل الموسيقى وأصناف الألحان ونشأة الآلات الموسيقية، كما عرض لمباديء المعرفة بصناعة الموسيقى. أما في الجزء الثاني فقسمه إلى ثلاثة فنون وهي: • أصول صناعة الموسيقى. • الآلات الموسيقية المشهورة عند العرب. • تأليف النغم وطرائق الألحان وصناعة الألحان الجزئية.

أبيات الغرام
27-08-2013, 03:34 AM
..

الكازمي
27-08-2013, 04:16 AM
موضوع جميل جدا


الغناء الاصيل له تأثير ايجابي في عدة نواحي


حتى في ظل هذه الاوضاع الثورية التي يعيشها عالمنا العربي تجد ان الغناء المحترم له تأثيره الكبير

شكرا لك

فـلاش
27-08-2013, 10:34 AM
الموسيقى تؤثر إيجاباً على البشر
على الحيوانات
وحتى على النبات!

فتدريسها أولى من كثير من المقررات.. وفائدتها مثبتة عند أهل العلم

أما التحصين من الإرهاب فإنما يكون في تعديل المناهج التكفيرية والمنغلقة أولاً..
ومن ثم تدريس الإسلام السمح الرباني المستمد من كتاب الله وما شابهه من سنة..

شكراً لك أيها الصديق " أبيات الغرام".. وجودك مثري لنا وللمنتدى

فتى مكة
27-08-2013, 01:38 PM
موضوع قيّم
وتأثير الموسيقى على الذوق والمزاج تجربة ذاتية ووجدانية تستغني عن البرهان الخارجي ..

وإن كنت أعتقد أن (الإرهاب) له أسباب ودوافع اجتماعية واقتصادية وسياسية أبعد من عدم السماع للموسيقى أو تحريم الأغاني ، وأبعد من مناهج التعليم التي قد تنتج ثقافة متشدّدة ومتطرفة ولكن لاتجنح للعنف والفعل الإرهابي الخارجي بالضرورة ، وقد تعايشنا مع تلك الثقافة والمناهج طويلا ولكن لماذا لم يتولّد عنها الإرهاب بصورة تلقائية ؟؟! ..

إذن فالتغيّرات الواقعية على الصعيد الخارجي هي السبب في بزوغ ظاهرة الإرهاب وليس الثقافة أو النصّ الديني بالدرجة الأولى ..

( هل نستثني بعض شرائح الجمهور الفني باعتباره بيئة حاضنة للتطرف وربما الإرهاب مستقبلا كما نرى في بعض الردود والمداخلات هنا ؟؟!!! )