PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : سنابل



حسـن احمد
01-11-2013, 06:22 AM
عندي امل فيك ...




مساء السكر يمتص الشاي الأحمر
مساء المغرب يأذِّن فجأة!
مساء العتمة تكره السواد
مساء الملل والأمل
مساء الكسل الشلل
مساء البرْد في اللّمة
مساء الوحدة، أمٌ عاقر
مساء صفصف
مساء النوم، الولِع بأجنحته
مساء الفجر الشتوي


وانت وحدك في الظلام .. انت نفسك في السنا ،،، فيك مسجون الكلام .. فيك متحرر أنا


صباح الهيل والزنجبيل
صباح الودي والمهراس
صباح الندى يشم السوسنة
صباح القطعان والرعيان
صباح الشعب يأكل العشب
صباح الغريب، يفكر في أهله
صباح الغريب، يفكر في بنت الجيران قبل أهله
صباح الشمس تأتي بدون بطاقة دعوة
صباح الندى يجفل
صباح الشعب، يسف سماد العشب
صباح فيروز تغني بملل
صباح العصافير تنشِّز
صباح الشعير .. قهوة كهلة وفطور فرير
صباح الجمع أشتات
صباح الثرى .. أنغام، تعزفها طفولة قدم
صباح السنابل عارية قبل البلوغ
صباح السنابل حصاد بعد البلوغ
صباح لبنان يتمطط .. بلا شيعة ولا سنة ولا أرمن ولا نصارى ولا دروز
صباح فخري بفجري
صباح طفل قديم على مرجيحة عوزاء
صباح موظف يصلي الفجر في العمل
صباح نزوة شمام وحبحبة
صباح نملة نكدية
صباح الموت بيت
صباح نملة نكدية منفية تنتحر كسلاً


يا صباحات المنام .. يا مسا مُر الجنى ،،، جيت عابر بعد عام .. بس ما كنّي انا



31-10-2013

حسـن احمد
11-11-2013, 11:00 PM
أوبة غريب

في غمرة موجة جرفتُ نفسي بفعل الحِدّة إلى الساحل، ومذ تيك الإرتعاشة وأنا أُدعى بـ "السواحلي". لم يكن وطني، ولكني كبرتُ فيه حد إدِّعاء البلوغ. تعلمتُ أن اللغة ليست 28 حرفاً، وأن الحبر أطياف. لم أشعر هناك بلمحة ارتياب او همسة استغراب، الأجواء عائلية رائعة، وكأننا تناسلنا في ذات الواحة او كلنا أغراب! أشبه بروحٍ هطلت أرواحاً كثيرة لها ذات الوسم، وإن تباين الرسم. هناك اللّمة دفء، والإبتسامة صدق، والكلام أنغام. كواكب متوائمة بلا شمس ولا قمر، أشبه بالحلم وأقرب للخيال! لا أدري هل كنتُ أدرك انها زوبعة في فنجان ام لا! شعرتُ بالبرد على صدر الشاطئ الجليدي، وأخذتُ أبحثُ عن جزيرة، واحة، غرق، يقطينة ..، لم أهتدي لشيء، ولم تكن لدي الرغبة في الأوبة، وكأن نشوة القلب بحلاوة الأيام حُسِدت! مررتُ ببعض النزُل والحدائق والملاجئ أحياناً، وكلما قرّرت أن أمكث حيث انتهيت، تفاجئني نفسي بنوبة الرحيل المباغت! وهكذا أنزفُ العمر وشماً على طرقات الهجرة. ندمي على من اقتفى الأثر فضولاً او هروباً، إنها طريقٌ وهمية الملامح، مؤصدة النهايات. وكهلتُ وأنا أطرق الأبواب بهدايا الأعياد ومعاطف الأشتية وحزم الحطب، وتلك الطرقات والأزقة خالية من الأطفال والأوباش والخراف. لا أحد يفتح الباب او النافذة لعجوزٍ أحدب! السماء تمطر ثلجاً، يستوطن الجذوع والأوراق والقرميد ووجه الأرض، والرياح .. لا شيء سواها يدفعني إلى الأمام. هذا العالم متحصِّن طوال الموسم! يختبئ من الهجير والزمهرير، ومن المطر وأوراق الشجر! خلف الجدران، الأطفال يكبرون ويتزوجون ويرتكبون الخطيئة، خلف الجدران! مللتُ المشي، وقررت أن أترك ورائي هدية في كل قريةٍ مهجورة مررت بها، رُبّ يدٍ تلوِّث قداسة الباب ذات كبيرة، فتحظى بثوابي. لا أجهل الطريق إلى هناك، ولكن رغبتي في الإياب فاترة، وفضولي معدوم. ذات سحَر مشيت وأنا شبه نائم، فوجدتني هنا! لم أطرق الباب ولم استأذن، وهذا ما بقي من رائحة المكان الآسرة .. إنعدام الأسوار، رغم المغريات في العمق المشِع في قلب الظلام. لم أقرر السير في العتمة ولم تسؤني. لا ينضب الحنين لذكرياتٍ ولِدت، ولإرواحٍ أستسقيناها، ولقحطٍ توارى في انتصاب السنابل واكتمال الربيع. كتبنا وكبَتنا، وشعرنا بالفرح وشرعنا في الترح، وضحكنا وبكينا، وتقاربنا زمناً ونكرْنا بعضنا. أعلم ان الفصول انقضت كلها، وأن السنابل طاف عليها طائف، فأصبحت كالصريم، وأعلم أن ذاكرتي لم تزل تطوف بهم كل ليلة. منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر على قيد الأمل في قيد الألم، ومنهم من نسي; ولم يكن منسيّا. ربما أضع تذكاراً وأمضي، فعدوى الخرس البارد تجتاح الوادي بسهوله وجباله! وأنا قطرةٌ هربت من البلل فغرقت في جفاف الساحل ..،



11-11-2013

حسـن احمد
27-04-2014, 02:40 AM
من حياة الحنين إلى قيامة الأسف البرزخية، اهرب الف خطوة في وحل الأمام الغبش، فتهب نسمة تحملني إلى الوراء النور في طرفة جفن منزوع الصبر مغلول المصير. تربكني هشاشة الآن وسموق جثومه، وعمق الـ كان وقشعريرة أفوله. ولولا مادية بقيت لاتهمت الذاكرة بالخيانة والذكريات بالنتوء.
ليس هناك حاضر. ماضٍ نذهب اليه وآتٍ نتوجسه، وهذه اللحظة حالة سفر إلى احدى الفزَعين. وهم اللحظة فخ غائر أتى على المسترسلين في حيرة سبر الآن. فينتقلون للمسقبل تاركين خلفهم فراغ الماضي المهزوز بضبابية اليقين بحقيقة اللحظة. وهكذا يتصل الآتي بفوهة العبث المنصرم.
أنى لنا بما يربطنا بجميل الماضي ونمخر معه يباب الطريق وجدلية الوقت إلى رحيق اليقين وسلامة الروح وسبات الذاكرة.

راجع راجع
27-04-2014, 05:03 PM
أوبة غريب

مرة حلوة

شكرا

عبادي فنان العالم
28-04-2014, 05:14 AM
في أي مجال

السهل الممتنع .. ينجح دائما

حسـن احمد
12-09-2014, 08:24 AM
هذا المكان اشبه بالخد الثالث! آتيه بملحٍ يابس، من مطلع النور إلى مهبط العمى. آتيه بوحشة روحي وضلال نفسي وتصدعات قلبي. لم اعد ابحث عن الشعلة بقدر شغفي الحاد بفتيلٍ محترق! هكذا تحدودب الرغبة اذا طال العهد، وينحسر منسوب الأماني. ويبقى الوقت جادة ترسم ظل الوفاء كما تفعل بظلال الخديعة، سواءً بسواء. ان التآمر على الزمن حيلة يسخر منها الزمن نفسه ويتواطأ كي يطيل امدها. وحده الحنين خالد الوفاء. إن العجز أن يكبر الجميع وتظل مختبئاً في نعيم الطفولة حد النسيان! تحتفظ بالتفاصيل الصغيرة منذ سنين وتباغتك طرية وكأنها ابنة الأمس، وتُصفع بالنسيان المطلق او بفضاضة البالغين مُفخَّمي الحناجر، وكأن شيئاً لم يكن! لا ملوم، فالسيطرة على الأيام نسبية جداً. ومن وجد الباب مغلقاً وشعر بذلك في قلبه، فيعزيه طيف ابتسامة وذاكرة حية لا تصفع الباب دونه. تفاجئني رغبة ملحة احياناً للحديث مع احدهم بعد مرور سنوات من الصمت العفوي، وتصاحب تلك النزوة رغبة جامحة في الكلام بدون مقدمات او عبارات معلبة، فقط نزعة للكلام من القلب، بعقله وطفولته وربما فجوره. إن الأسف يكون على قدر البهجة، فلا تخشوا الثقلاء، بل المنسلين إلى الأعماق بغتة، فهم فرحة الآن وندم الغد.

حسـن احمد
12-06-2015, 08:46 PM
أفتقد لكل الذين أحببتهم ولم يبق منهم سوى ذكريات تنكأ تشاغلي ووجعي المقيم. ذكرياتٌ تعصف بغتة من مواطن شتى في ذاكرتي المتصدعة مرات ومرات، كوخز الشوكة مشدودة العود. أتعذب بعمق، .. يجرفني سيل ذكرياتهم وتفاصيلهم من منحدرٍ إلى قاع وادٍ إلى وحلٍ صخري .. إلى عراءٍ عطِش ..، في غمرة العذاب الكلي أبتسم لرؤية حبة رمل ذهبية، أغيب عني فيها، قبل أن يعود الوخز قاسياً ومفاجئاً، فأدرك فداحة اللحظة الأولى من كل علاقة، وأندم عليها ويهولني ما أرثه من صدى نورٍ آفِل. ليس بوسعي التراجع ولا الرجوع. ها أنا أجفل مشدوهاً، بين ذكرياتٍ حية لأرواحٍ غائبة إلى أجل مجهول وربما معدوم!

HASAN
20-06-2015, 06:59 AM
حسن . . . بماذا تحدثك نفسكــ الأمّاره بالشوق ؟!

جرح السحاب
24-06-2015, 12:09 AM
انت وحدك في الظلام .. انت نفسك في السنا ،،، فيك مسجون الكلام .. فيك متحرر أنا

حلوة...

والثانيه أحلى

دمت بخير ياحسن

حسـن احمد
23-08-2015, 05:37 AM
حسن . . . بماذا تحدثك نفسكــ الأمّاره بالشوق ؟!

بالشنق

حسـن احمد
23-08-2015, 06:12 AM
... كالصفعة المباغتة على خدٍ متوجّس في ظلامٍ ساكن! هكذا يكون حضور ذكرى من أقصى حلوك الذاكرة، فجأة. لا نعرف نقطة النهاية، حيث لم يكن هناك نهاية! فقط غياب اعتيادي لا يتبعه حضور ولا أثر لسؤالٍ أو افتقاد!! كيف تمر كل تلك السنين دون ندم أو توجّس أو اصطناع دهشة!؟ كيف لم نعلّق على آخر رسالة! من تجاهل الآخر وتركه في مهب الوقت! تأخذنا الصدفة إلى آخر محطة لقاء، فنجد الحروف كما الذكريات، طازجة وفوّاحة! نندم على وقاحة الغياب ونحاول اصلاح ما أفسده الانشغال، ولكننا نرتطم بفارق التوقيت وقفر الدروب وضياع الأثر! نغرق في الندم كالمجانين، ونجلد ذاتنا على ماضٍ لم نستشرف مستقبله، في دهاليز الذاكرة المراوغة. هل نحنّ لهم حقاً ولم نحترمهم كما يجب! أم أنها فطرة الحنين للمستحيل المقيم! هل لو عادوا سنقاتل من أجل الحفاظ عليهم للأبد؟ أم سنعتاد حضورهم كما فعلنا في الزمان الأول! ربما يكون الحنين حاجة أصيلة في التركيبة البشرية، كالخوف والحب! مهما يكن .. لن نتعافى من ذكرى خلّدت الراحلين في قفرنا الشاسع، بحجم المسافة والفقد ..،

* أتعس الفقد .. من لا ندري أهو من الراقدين تحت التراب أم من الهائمين على وجهه!

حسـن احمد
25-10-2015, 03:18 AM
أشنق نفسي عشرات المرات وأتعذب، ولكني لا أموت! هكذا أيقنت أن البقاء للأشقى! كل خيالٍ أتخيله يفضي بي إلى أمنية مستحيلة! وكل بكاء يفقدني آخر ضمادات الوجع المحتمل القادم. الحصون تتناقص والدروع تتشظّى، والمباغتة هي هي بذات الوجع المكرور. فقط كنت أتوسل عدم حلول فقد الفجعة مجدداً! ليس كل الأشياء قابلة للاعتياد! في كل مرة نخبرهم أن هذا الطريق وعر على كلينا، يجمحون منه، جحوداً لكل الطرقات المعبّدة والقربات المبذولة! ماذا يريدون بعد كل هذا البر وذلك الفجور في الخصام! التوقيت .. مدار جل الأشياء. التوقيت أكبر أسباب الندم. الله .. كم من الأمور اصبحت مختلفة بسبب التوقيت وحده!
عقلي لم يعد جميلاً، يخالطه التشويش لأجلٍ مجهول. لدي الرغبة في الكتابة لنفسي الحاضرة ونفسي الغائبة، ومع ذلك أجد صعوبة في مسك الخيوط والقفز بخفة دون أن أخدش كاحلي أو معصمي! أصبحت مدعاة لسخرية الطرقات الممهدة قبل الوعرة. ورغم أسوار اللامبالاة، الاّ أني أشعر بالندم القادم والحزن القادم والصمت الثقيل على ما كان بإدراك وبغير إدراك. لا استطيع أن أتبرأ من ذاتي ولا استطيع أن أكونها، وهنا يكمن نوع من العذاب الرفيع. الآن بدأ بعضي يزيح بعضي ويكمل ما كنت أكتب! بعضٌ أكثر اندفاعاً ونزقاً وربما طيشاً! يصفعني متى يريد، كما يريد! رأسي يصارع الدوامة وجسدي يقاوم الخدر، وجفني يدافع النوم! كل الذين نهرب إليهم يهربون منا! أنا أكتب وجعي، حتى أُشهد بعضي على بعضي بعد حين، عندما أعود لذاتي أو أنفصل عنها بالكلية.

حسـن احمد
27-10-2015, 01:13 PM
منذ زمن لم أشعر بالرغبة والحاجة في التواجد هنا كما الآن! هل بُعث سحر المكان اللاّ مرئي!

برْرررد وْخوف
ورعشة بصدري والكفوف
واحلام ..
عيّت تحقق أو تنام!
والصوت فيني يرتجف
بين التصبّر والشغف
بين القناعة والملام

يا حلوتي
شيلي اللثام
الناس من حولي نيام
والنار توشِك تنطفي
والليل بعضه يختفي
وآنا تعبت مْن السكوت ..
ومن الكلام!

آنا دخيلك ترجعي
اتطمن إنك في مداي ..
ثم ودّعي

أعيتني الغربة
والشك والحيرة
كربة ورى كربة
يا آخر الخيرة!

آتي برغبة ولا أدري ماذا سأقول، فقط اترك ذاتي كطفلٍ في حديقة جميلة آمنة. لست بحاجة للتعديل والمراجعة والتفكير، فهذا الجزء من المكان يخصني وحدي مهما كبرت وغبت وتغيرت ..،

daalal
29-10-2015, 07:34 AM
كلمات عامره بالجمال

تحيه طيبه وتقدير

حسـن احمد
27-02-2016, 04:09 AM
ببساطة، لا أستطيع الكتابة في حالة فرح! أنه يقتل الرغبة داخلي وينفّر الإلهام. ربما يناسب السعادة الاستمتاع بها، ويلائم الحزن التعبير عنه. ليست دعوة للحزن، وكذلك ليست دعوة للفرح، ولكنها محاولة لفهم هذا وذاك؛ ولكلٍ، من البشر، طبيعته التي يوائمها احد القدرين.
معظلة الفرح أنه يطفئ الشاعر بداخلنا ويبقينا خارج ذواتنا أكثر مما نكون معنا في أعماقنا. يأخذك بعيداً بين المجانين والعقلاء والسفهاء والحكماء. يأخذك، الاّ إليك! الفرح لا يتيح لك فهم الشعور وادراك اللحظة وتقييم الأمر فيك قبل أن يخرج عنك. يبدأ الشرخ وتكبر الفجوة بينك وبينك في حال النزق، وتتوه منك وعنك، وليس سوى الحزن يضمك إليك وعليك. وكلما بقيت مسلّماً لوحدتك متصالحاً مع مرارتك كنت جبلاً لا رملاً وإنساناً لا ظلاً وروحاً لا شبحاً. عندما ابتسمت أمام المرآة أنكرتُ ذاتي في لمح البصر! لم أكن أنا الذي أعرف ولا أريد أن أكون أنا الذي يفترضون أن يكون. فتشوا فيكم عنكم، ستجدون السلام والسلامة، وما خرج أحدٌ من ذاته الاّ أنكر نفسه وأنكره الناس. كونوا تعساء، إذا كانت التعاسة أن تحيا في ملكوت الله مع مخلوقات الله، ما عدا مع الإنسان، ذلك الـ ...

حسـن احمد
01-03-2016, 03:36 AM
إن عدم الثبات على حالة مزاجية دائمة أو مستقرة نسبياً يجعل الحياة أكثر تعقيداً وصعوبة ويبلور التقلبات المزاجية إلى حالة مرضية. يقول الطبيعيون "كلنا كذلك"، يختصرون ألمك وعجزك وذهولك من تحولات عالمك الداخلي المضطرب بهذه الجملة المتوارثة، كما هي، دون سبرها. تبقى في عزلتك وتتكيف مع نقائضك تكون سيد المعطيات كلها، أكثر سلاماً من الانشطار بين عالمك الداخلي المتصارع وبين العالم الخارجي الغير صحي، في أفضل وصف له. ربما تعتاد هذه المرحلة المؤقتة، وتنساها وأنت في أقطابها، فتتصرف بقية حياتك على أنك لم تكن غير هذه الأنا! سيعتقد الجُل أنك قد أُصبت بالزهايمر، ولا أحد سيدرك أنك تحوّلت بفعل الاضطراب، سوى ذاتك الـ تصارع دهاليز الروح المعتمة، كي تعود مجدداً صاحبة الأنا العظمى في ذروة تواضعها.

حسـن احمد
16-03-2016, 03:36 AM
.

لا يزول الود رغم المُددِ .. يا كريم الصفح يا عذب الرحيق
في نعيم الوصل قد كنتُ صدي .. كيف والذكرى لقلبينا رفيق!

مُرّ هذا البيْن في الوجه مبين
وله في الروح غرس الخِنجرِ
ليس من واشٍ يؤز الحاسدين
وغراب الشؤم ليس القدرِ
لم نكن جذعاً، ولكنا غُصين
وانشطرنا وتفشّى الخطرِ

مُدّ لي يدّاً تناديك يدي .. واروِ بالإشراق أعتام الطريق
إن صمتي ليس يعني جلٓدي .. يستبين الأمر احساس الصديق

يا ليالي الصفو في المُندرٓسِ
هل يُجيل الحظ أطراف الزمان!
ويبثّ النفْس عذب النفٓسِ
ويطير الغيث في صدر الجِنان!
إن يطُل سُهدي بهذا الغلسِ
علّ في الإصباح للبشرى أوان

صوت صمت الوُرْق أدمى كبِدي .. وتشظّى في مدى القلبِ حريق
إن عفى الماضي، فما نفع غدِ .. قد "أفقنا، ليت أنّا لا نفيق"

.

حسـن احمد
30-03-2016, 07:42 AM
.

بين "دوّن يا قلم" و "احتفل بالجرح" آزال، تِباعاً، من التفاؤل والأمل والصمت الرهيب والشكوك والخوف واليأس والانكسار .. ثم الموت.


"هويتك يا حبيبي عن وفا .. عن صدق .. عن اخلاص
ونمّيت الهوى من صافي الاحساس والرقّة
ولا عمري نويت الصد والنكران والفرقة
تعال اقرب .. وغن واطرب ..
حذاري من كلام الناس"

بعض الذكريات، كرسائل البريد المختومة والمنسية على طرف المكتب، مخبوءة في الذاكرة، منذ حدوثها، لم تستيقظ ولو مرة لسنواتٍ طويلة، ولكنها عندما تتصدّر الوعي بغتة نندهش من حلاوتها ونضارتها وكأننا نعيشها للتو، وهو كذلك، فالتفاصيل التي تحدث في غمرة شعورٍ ما، لا تدركها الاّ بعد خروجك من ذلك التأثير، أياً كان نوعه. وعليه نكون بين اقصى طرفي الندم والنشوة، بحسب الذكرى وبحسب الذات وتكوينها.


"كنت انا ويّاك محسوبة خُطانا
وترخص الدنيا وانا اتوسّد ذراعك
ما درينا من بهالعالم شنانا
بعد وصلك طال هجرك وانقطاعك"

الوداع كالنقطة على السطر، تخبرك بنهاية الجملة. ولكن اللقاء السعيد، اللذي تعرف بعد طول انتظار أنه كان الانقطاع الخفي، ذاته يُمسي الموعد الحزين، كشابّة في زمن الحرب، يعود الشهداء والجرحى والأصحّاء "بدناً"، المختلّون "روحاً"، وتبقى تنتظر .. تسأل العابرين، ويضيع صوتها في معمعة النائحات والمتهلّلات، فلا هي ثكلى فتندُب ولا مُبشّٓرة فتسكن. هذا هو العذاب الحق، انتظار من لا يجيء ولا يذهب! على هذا الجحيم، لا تستطيع الاشتياق ولا السلوان!
الانتظار كالسد الصدئ، المغروس في قلب نهرٍ عذب، حتى لو فُك الحصار تبقى مرارته غصّة في عنق العبور، ويظل جثومه هاجساً عند كل شبهة ثغرة.


الله يسامح من ظلم .. ويصبّر المظلوم
ما كل من سالٓم سلِم .. بعض الشقى مقسوم!


تنهيدة .. "يا ضياع الحب .. وانته يا ضياعك"


30-3-2016

حسـن احمد
01-09-2016, 03:23 AM
.

وتركْتني في ذروة النشوة أترنم وأهمهم وأغيب في الغيم ...


أعجز عن الكتابة، كعجزي عن الصراخ وعن الكلام وعن التنفس! يزداد الظلام .. يتسع الزمان ويضيق العالم حد إحكام القبض على روحي. رغبة ملحة في الانبجاس، في الهرب، في النزق، ولكن الرغبة، عديمة القوة، وهن على وهن وحسرة على حسرة. العالم القديم لا يعود ولو عادت كل مكوناته! يبقى التوقيت ركيزة تقصم القلب المنفطر حسافة. وأشد من حسرة الغياب، حسرة حضور باهت بعد سنين عجاف! في الكتابة عزاء، وفي الذكريات عزاء، وحينما يعز العزاء فهذه آية اليأس الثقيل. أما حين نعجز عن كل شيء، سوى الصمت الذي يحجب ضوضاء الروح وعصف الذكريات بها، فهو الاحتضار والنزع الشديد لموتٍ يمشي الهوينا نحو روحٍ تطلب الموت ولا تناله. رغم هذا النفَس الذي يأبى أن يكون شهيقاً كما يأبى أن يكون زفيرا .. (هذا الوقت سوف يمضي)


https://m.soundcloud.com/haaaim/ya-man-hawah


أشجاني طلال وأعياني المقال .. فكان ما كان.


🌹

الذاكرة أرملة والذكريات أيتام .. ولمّا يهب الحنين يعرّي الحاجة

🌹

سمسم جمال
11-09-2016, 05:20 PM
يسلموووووووووووووووووووووووووو وووووا

حسـن احمد
12-02-2017, 02:22 PM
.

الحب .. يهذب المشاعر والسلوك ويرقق العاطفة ويرتقي باللغة.



قبل الحب، الحياة بدون ألوان محددة، لكنها ليست باهتة بالضرورة. من لم يختبر الألوان لن يستطيع الجزم بافتقاره لها.

بعد الحب، هناك ثلاث مساحات من الألوان، الزاهية والقاتمة، وهنالك الرمادي .. الباهت قطعاً.
يغمرنا الزهو والنشوة في البياض، وكذلك الشعور بالإنجاز والقيمة، حد السكون والرضا. نستمتع بكامل الوقت دون التفكير في أي شيء ذا مغزى أو عديم الجدوى، فنحن في غمرة سحر الحب ليس لدينا الوقت لشيء سوى البهجة من اقصى أعماقنا حتى أطراف جوارحنا.
وفي السواد يجتاحنا البؤس كموجٍ هادر في ليلٍ عاصف! تختلط الضربات الموجعة بحلوكة الوقت واهتزاز البوصلة فلا نعُد مدركين لماهيّتنا وسبيلنا، الموبوء بالعتمة والأشواك والشقوق الكبيرة. أما في حياة البرزخ، الرمادي الباهت، فنبلغ مرحلة تمني عدم معرفة الألوان! نلتفت للوراء فنرى الأبيض أطياف، نرى السهول أحضان، السحاب، النجوم والقمر .. عرس السماء المدهش، برغم سرمديته! نشخص ببلاهة في الآتي فنرى الظلام لونا والمجهول وجهة والحيرة عقيدة والوهن متوكئَا. في الرمادي تتزاحم نوبات البياض والسواد، البسمة والدمعة، الشك واليقين، الدعوات واللعنات، النزق والفتور! في الفترة الباهتة تقوم الذاكرة بدورٍ مزدوج، تبعث بعض الذكريات من مرقدها وتطمس أخرى، ثم تعيد الكرة معكوسة في نوباتٍ نفسية مختلفة! ولا ندري هل نوباتنا المزاجية هي من تعبث بأقدار الذكريات أم أن الذاكرة هي من تعصف بأمزجتنا من خلال ما تنتقيه من صور ومواقف مغروسة في بقاعها الشاسعة وأطرافها المترامية! الانتظار والندم هها الصبغة السائدة في هذا الوقت، ندمٌ على بداية لم تدم وذكريات لا تزول؛ وانتظارٌ لا يقر بعقمه ولا يأتي ببوارق أملٍ يدحر طغيان اليأس.



وما بين حبٍ عاصف يزخر بكل الفصول والطقوس، وبين حياةٍ هادئة وباردة .. تبقى خياراتنا قليلة، ومن ظن أنه سيد القرار وربّان الطريق فقد وهِم، وشابه من أمعن في الحديث عن الألوان دون أن يختبرها.



https://m.soundcloud.com/abdu_sound/2005-9k

.

حسـن احمد
04-09-2017, 07:51 AM
.

🌹

الحياة بلا قلق، رتيبة حد القلق!

اليوم المثالي يبدأ بالنوم المبكر في الليلة الماضية. حسناً، هذه العبارة حقيقية حد البداهة. تتمتع بصفاء ذهني وسلام نفسي وأنت تتحمم بالشمس وتخالط الناس وتنجز المهام وتلتزم بالمواعيد. مزاجك العالي المرسوم على قسماتك يجذب إليك الكثير من الناس واللطف. كل شيء مثالي على ما يبدو. تصبح شخص طبيعي جداً، بحسب تعريف السواد البشري لبياض الكلمة، وهذا النمط الجديد من الحياة الممزوج بحماس التغيير سرعان ما يستحيل إلى روتين يبذُر الفتور بينك وبين حقيقتك! هذه الحياة المُحاطة بالتفاؤل وبرامج تطوير الذات ومعاقرة النهار لا تسمح لك بسماع الأغنيات العاطفية المدرة للشجن، الشجن الذي تتغذى عليه روحك. حياة لا تُجيز لك أن تحزن، والحزن اختيار وليس قدر، كما السعادة تماماً، كلها تنبع من أفكارنا. نحن نقرر الفكرة، التي تنمو شعوراً روحياً، ثم تتبلور سلوكاً جسديا. الفرح والحزن كلمات مجردة، نحن نسبغ عليها المعنى الذي نريد، سواءً بوعينا أو لا وعينا، ففي حين يحزن أحدهم في قمة أفراحه بسبب فقد عزيز تمنى تقاسم اللحظة معه، يتلذذ معتزل بحزنه لما يجده من سلام وهدوء وربما دموع تغسله. إن الحياة اليافعة المندفعة نحو النهار والضجيج تضر بالوقار والطيش معاً، تُكيِّف روحك وربما مظهرك تدريجياً بحسب ما يتوافق مع من تخالطهم من غرباء وأقرباء، تصبح نسخة مكررة بلا قيمة ذاتية خاصة. تدفعك بعيداً عن ثوراتك ونزعاتك ومثاليتك العميقة في روحك، تحيل ضميرك من حي بالفطرة إلى حي بالعادة، فقط بالعادة!! وربما يموت ضميرك قبلك إن تجاوزت الحد في الطبيعية وبلغت الذروة! الروتين عدو الموهبة وعدو الإدراك والوعي والمحاسبة. العادة تنسف أفكارك وتغشي بصيرتك وتحنط روحك وتحجر على نزقك وجنونك وعبقريتك. الكتابة حالة، يصاحبها القلق والشك، وتحيط بها الوجوه والذكريات، وتتجلى من نور الإلهام وفيه.


الجمال قد تحويه وحشة، والسعادة قد يبعثها مأتم.

🌹

سارة000
05-09-2017, 05:21 PM
.

��

الحياة بلا قلق، رتيبة حد القلق!

اليوم المثالي يبدأ بالنوم المبكر في الليلة الماضية. حسناً، هذه العبارة حقيقية حد البداهة. تتمتع بصفاء ذهني وسلام نفسي وأنت تتحمم بالشمس وتخالط الناس وتنجز المهام وتلتزم بالمواعيد. مزاجك العالي المرسوم على قسماتك يجذب إليك الكثير من الناس واللطف. كل شيء مثالي على ما يبدو. تصبح شخص طبيعي جداً، بحسب تعريف السواد البشري لبياض الكلمة، وهذا النمط الجديد من الحياة الممزوج بحماس التغيير سرعان ما يستحيل إلى روتين يبذُر الفتور بينك وبين حقيقتك! هذه الحياة المُحاطة بالتفاؤل وبرامج تطوير الذات ومعاقرة النهار لا تسمح لك بسماع الأغنيات العاطفية المدرة للشجن، الشجن الذي تتغذى عليه روحك. حياة لا تُجيز لك أن تحزن، والحزن اختيار وليس قدر، كما السعادة تماماً، كلها تنبع من أفكارنا. نحن نقرر الفكرة، التي تنمو شعوراً روحياً، ثم تتبلور سلوكاً جسديا. الفرح والحزن كلمات مجردة، نحن نسبغ عليها المعنى الذي نريد، سواءً بوعينا أو لا وعينا، ففي حين يحزن أحدهم في قمة أفراحه بسبب فقد عزيز تمنى تقاسم اللحظة معه، يتلذذ معتزل بحزنه لما يجده من سلام وهدوء وربما دموع تغسله. إن الحياة اليافعة المندفعة نحو النهار والضجيج تضر بالوقار والطيش معاً، تُكيِّف روحك وربما مظهرك تدريجياً بحسب ما يتوافق مع من تخالطهم من غرباء وأقرباء، تصبح نسخة مكررة بلا قيمة ذاتية خاصة. تدفعك بعيداً عن ثوراتك ونزعاتك ومثاليتك العميقة في روحك، تحيل ضميرك من حي بالفطرة إلى حي بالعادة، فقط بالعادة!! وربما يموت ضميرك قبلك إن تجاوزت الحد في الطبيعية وبلغت الذروة! الروتين عدو الموهبة وعدو الإدراك والوعي والمحاسبة. العادة تنسف أفكارك وتغشي بصيرتك وتحنط روحك وتحجر على نزقك وجنونك وعبقريتك. الكتابة حالة، يصاحبها القلق والشك، وتحيط بها الوجوه والذكريات، وتتجلى من نور الإلهام وفيه.


الجمال قد تحويه وحشة، والسعادة قد يبعثها مأتم.

��


عجبنى هالموضوع جدا000

حسـن احمد
31-01-2018, 05:37 AM
.

الله لا يلقي بعياله في العراء بلا ماء.

عندما تشعر بالسواد يحتل عالمك ويجثم على أعماقك وتصل إلى قاع اليأس، تبدأ في البحث عن أي شيء تتهمه بما وصل إليه حالك. تكون قد استنفذت كل الناس والظروف والمبررات في دركات اليأس الطويل، وربما تعلقت، بمبدأ بذل السبب، بالأطباء والرقاة والعارفين والكتب ...، ولكن شيئاً لم يتغير. تقودك نفسك إلى مناطق جديدة ومحظورة في داخلك، أين الله من كل هذا!؟ لماذا يتخلى عني؟ هل الله قاسي لهذا الحد؟ تخشى الهمس بهذه التساؤلات، لكنها تضج في صدرك بقوة. ينتابك الارتباك في هذه الأثناء وأنت لا تستطيع أن تقرر إن كان ما يدور في صدرك جرماً يستوجب عقاب الله، أم نتيجة طبيعية لأحداث غير طبيعية حلت بك!؟ وهل أنت بكامل إرادتك تفكر بتلك الطريقة الجريئة أم لا؟ عندما يضيع الحد الفاصل بين ما نستطيع وما لا نستطيع تصبح الأمور أكثر تعقيداً تارة وأكثر سهولة تارة أخرى، وكل ذلك بحسب تعاطينا مع الأمور، من الناحية النفسية بالدرجة الأولى. في تلك الأثناء، الله يشهد الموقف، لا يتجاهلك ولا يمد يده إليك، لكنه لم ولن يفلت يدك بالكلية، ربما فقط يريدك أن تتحرر من قيود وهمية ورثتها أو أن تكتشف مفهوماً مختلفاً لمعاني مثل القضاء والقدر والمشيئة، أن تستوعب أنك كامل الأهلية للتصرف واتخاذ القرارات الصائبة، كما تراها أنت، وحدك أنت وليس سواك، أن تكون محور ذاتك ومنطلقك ومعادك، وأن تتعلم بعد كل هذا الا ترمي باللائمة على سواك. الله لن ينزل من السماء كي يأخذ بيدك وتنهض من فراشك، ولن يرسل ملاكاً ينجز أعمالك اليومية. إن التفكير في قسوة الله، ومحاولة التخلي عن الاتكال الكلي عليه هي البداية التي قد يكون الله أرادها لك كي تكتشف ما أودعه فيك من قوة عقلية ونفسية كفيلة بمساعدتك على تخطي كل العقبات التي تتخيلها في طريقك. عندما تكف عن مجرد الدعاء، ومجرد بذل الأسباب الخارجية، تفسح المجال لأعماقك لتقول كلمة، لتمشي خطوة، لتبذر فكرة. إن ما ينطلق من روحك يقودك إلى حيث تريد وكما أراد الله لك، حين وهبك حرية الاختيار، لا إلى حيث يسير الناس ويصل الناس بحكم العادة المتوارثة. عندها فقط تدرك أن ما كنت تعتقده الجانب المظلم من الله هو السبيل الذي من خلاله مُدت لك يده وأخذتك دون أن تشعر من غياهب الألم إلى قمم الأمل. إن ما نعتقده شر وقسوة هو خير الله الذي يعلن عن ذاته عندما يحين الوقت. الشر لا يأتي من الله، حتى لو رأيناه بأم أعيننا، والعبرة بمآل الأمور لا بالطريق الذي يأخذنا إليها.