PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ماذا نريد من هذه الحياة؟



الشميسـي
21-11-2013, 11:21 AM
ماذا نريد من هذه الحياة؟

إنه سؤالٌ جدير بالتفكر و الاهتمام و محاولة الإجابة مابين الحين و الآخر. حتى وإن وجدت الإجابات مختلفة من وقت لوقت فلابد من المحاولة حتى تجد القواسم المشتركة لكل الإجابات و عندها تستطيع أن تستنتج إجابات عامة تستطيع من خلالها معرفة ما هي حياتك أو ماذا تريد من حياتك؟


المتعة والسعادة

كنت أنا و أحد الأصدقاء نتحدث ليلة البارحة على شاطئ البحر في جو عليل و نسمات لطيفة تداعب أجسادنا الرقيقة التي أنهكها داخين "معسل التفاحتين" اللذيذ، قلت له أتعلم أن هاتين الساعتين هي أجمل مافي هذا اليوم؟ هنا المتعة المحدودة التي ستنقضي بعد ساعتين ولكنها تظل متعة، وهل هناك متعة غير محدودة؟ كلا فكل متعة محدودة نحن فقط نحاول أن نصل المتع ببعضها كي لا نفقد لذة الحياة فكلما انقضت متعة حاولنا البدء في متعةٍ جديدة و هكذا...
أنا أحيا لكي أستمتع لقد وجدنا لأغراض منها الاستمتاع و المتعة، متعة الأكل و متعة الشرب بكل أنواعه و ألذها الماء و الخمر، و النظر و النوم و القراءة و الكتابة والحديث واللعب والسفر و اللقاء والسمر، وأقدس المتع استمتاع الرجل بجسد المرأة وقلبها وهمسها و أنفاسها وبكل مافيها، واستمتاع المرأة بقلب الرجل وعقله وجسده و حنانه و همسه و دفئه و بكل مافيه.

السعادة هي الوجه الآخر للمتعة، فطالما أنت تستمتع إذاً أنت سعيد و هذه السعادة هي كوجهها الآخر محدودة أيضاً منقضية بانقضاء أسبابها. لا شك أن أول غاية قد تكون للإنسان هي السعادة فإذا كان سعيد فلا يهمه أي شيء آخر كالمال أو الرياسة و السلطة أو أو ... ولكن الحقيقة أن جميعها من أسباب السعادة وهي كلها من المتع.

العمل والإنجاز

يقول صدام حسين: إنّ الإنسان الذي لا يؤمن و لا يعمل يفقد فطرته وإنسانيته. لا تستغرب أن يكون هذا الكلام لأشهر معول هدم في الشرق الأوسط على مدى الثلاثين سنة الماضية. إنّ صدام هنا يتحدث عن العمل والعمل فقط ولم يلقي بالاً للإنجاز أو نتيجة العمل. هو فقط يعمل و هذا في حد ذاته يجعل وقته مزدحم ولايشعر بالفراغ و الملل كما أنه يشعر بأهميته في محيطه وقوة تأثيره.
وإذا ما اقترن العمل بالإنجاز فهذه هي الغاية؛ أن تعمل لمتعة العمل و ملئ الوقت و أن تنجز لترى أثر عملك في حياتك و ربما بقي تأثيره للتاريخ الذي هو غاية قصوى لكل طَموح؛ أن يسجل ويحفظ في ذاكرة التاريخ لتقرأه البشرية جيلاً بعد جيل.


الحقيقة والموت!

هل هناك حقيقة في ذاتها؟ أم أن الإنسان يرى الأشياء كما تحلو له؟ لاشك أن هناك حقائق مطلقة في ذواتها و تم التوصل إليها و لكن الكثير لم يصل إليه الإنسان والأكثر لن يصل إليه في هذه الحياة وهو الأسمى.
نحن نعيش بحثاً عن أسرار هذا الوجود لا يكل العقل المتسائل ولا يمل من هذا البحث الدائب ويجد فيه متعته وسعادته و عمله و إنجازه وكل ما ذكرنا من متع أعلاه مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالبحث عن أسرار الوجود و الغاية منه.
الحقيقة! تلك الأنثى الفاتنة التي تستعصي على كل رجل، تلك الفرس العنود التي أرهقت كل فارس.
ربما يكون هناك فارس واحد يستطيع أن يروض هذه الفرس، و ربما لا يستطيع ! الموت هو القاسم المشترك لكل حيّ لم يكن يوماً من الأيام، وهو حقيقة لا ريب فيها كما هي حقيقة العدم من هذه الحياة قبل الوجود، الموت سيكشف أسراراً كثيرة سيخبر بحقائق و قد يدلس في بعضها، قد نحيا حياةً أخرى نبحث فيها عن حقائق أخرى تنسينا تلك الحقائق التافهة التي أفنينا عمرنا في البحث عنها.
نحن نعيش لنبحث عن الحقيقة و نعيش لكي نموت أيضا!

abu sharaf
28-11-2013, 10:14 PM
السعادة - كل السعادة - مع الله .