PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : يا صديقي .. قيمة الأشياء في فقدانها



عبادي فنان العالم
02-01-2014, 08:36 PM
لنقرأ معاً هذا المقال الجميل مع رائعة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن " عاشق هالزمان " .!


--------------------------------------------------------------------------------


قيمة الأشياء في فقدانها

لا تستطيع - مهما حاولت - انتزاع الأشياء الثمينة من القدر .. الحبيب الأفلاطوني يبقى في يدك بقاء الماء فيها .. والخل الوفي يتبرم منك لو ضحيت بكل شيء .. والأماكن التي تعشقها تسكن فيك بدل أن تسكنها كما تحلم .. سنة أزلية من الحكمة الإتحاد معها في مواجهة الكون .. في التعاطي مع كل ذي قيمة من بشر وجماد ..

بقليل من السرحان في الماضي .. في العلاقات التي أقمناها مع الرجال والنساء .. في المقتنيات والمقدرات التي كانت بحوزتنا .. الأمر لايعدو هروباً وفرارً .. ركضاً ولهثاً بلا مدى .. بلا غاية تستحق كل العناء .. فمهما ومهما لن نحوز على ذوات القيم .. ولو تمّ ذلك فللحظات آيله للنضوب ..

ينحسر العمر والتجاعيد عن شريك لم يكن مثالياً يوماً من الأيام .. إنما تعايشت معه لأنه تعايش معك .. ولأنك لم تكن شريكه المثالي كذلك .. فآثر الرقود بسلام بجوارك .. زاهداً في الكثير من الأحلام ... متعاطياً للكثير من الأوهام الأفيونية .. التي تغيبه عن الواقع بقدر ماتغيبك في المقابل ..

الآباء والأمهات .. من نحب من الأقارب .. الفرص الذهبية .. الوظائف والشهادات ذات الوزن .. نفقدها تباعاً .. نراها تبتعد عنا بقدر مانقترب منها .. نرمقها بلحظ دامي وهي تغيب في الأفق .. بمشهد كئيب محزن ..

جرب أن تحبس أنفاسك .. أن تغمض عينيك وتنظر من حولك .. ماذا ترى !! ارجع البصر كرتين ينقلب إليك خائباً وهو حسير .. هذه الحقيقة المرّة التي نتجرعها ولانكاد نسيغها .. لاقيمة للأشياء التي بحوزتنا مهما شكلت لنا من أهمية .. لاقيمة لها كالتي لم نستطع السيطرة عليها .. كالتي نتطلع إليها ونتوق ..

حتى في المدن الفاضلة واليوتيبيات .. في الجنة - مثلاً - ذروة النعيم هي امتلاك الأحلام .. الخلود بجوار من نحب .. نهاية النهايات .. لافقد مجدداً .. وإلا ماكان للجنة تلك الجاذبية التي تدفع المؤمنين للتبتل والدعاء ..

تصادم هذه السنة الكونية مع جدلية حب الإنسان للتملك .. وانفطاره على شهوة اقتناء وحيازة كل فذّ يصعّب المهمة .. ويخلّد لحظات التصادم والفراق بأنها الأكثر فتكاً ومأساوية ..

الجانب الإيجابي من ادراك هذه السنة هو مشي الهوينا .. وعيش العمر لحظة بلحظة .. لاسيما مع من نحب .. حين يكون في طريقه .. ونحن في طريقه .. نتقابل لبرهة تطول بقدر ماتزف نهايتها .. ليواصل بعد ذلك في طريقه .. ونحن في ذات الطريق .. ولكنّ " الخطى متباعدة " ..



--------------------------------------------------------------------------------






http://www.youtube.com/watch?v=Z9mM3TCo4KE



شايلٍ هـــم الغــياب .. وشايلٍ هـــم اللـقـا

كافي ضيعت الشباب .. لا يضيع اللي بقى

كاسيت
03-01-2014, 02:20 AM
كل الشكر عبادي على هذا المقال
بالفعل احيان لا نقدر ولا نعرف قيمة الشيء الا بعد فقدانه
دمت بوافر الود.

عبادي فنان العالم
03-01-2014, 11:40 PM
العفو استاذي القدير كاسيت