PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الفروقات بين التعليم و الثقافة و التحضر



عبادي فنان العالم
25-04-2014, 05:17 AM
الفروقات بين التعليم والثقافة والتحضر

--------------------------------------------------------------

الكثير من الناس لا يفرقون بين التعليم ، والثقافة ، والتحضر ، ويخلطون الأوراق بين هذا وذاك ، ويعتقدون أن الفرد الذي تعلم وحصل على شهادة جامعية أو ماجستير أو حتى دكتوراه في إي مجال من مجالات ( العلوم الأدبية ، أو العلمية أو الإنسانية ) بأنه هو الإنسان الذي يعلم ويعرف ، وانه على قدر كبير من مكارم الأخلاق ، وهو المتثقف والمتحضر .. والحقيقة هي غير ذلك ، لان التعليم والثقافة والتحضر كل يختلف عن الأخر بمزايا مختلفة ، والسبب هو أن التعليم تعلم مهنة والثقافة هي اتساع دائرة المعلومات والمعرفة ، إما التحضر هو الجمع بين التعليم والثقافة ومكارم الأخلاق والتخلص من الصفات الحيوانية في الجسد والصفات الموروثة السيئة .


من اجل شرح وتوضيح هذه الفروقات سوف أقوم ببيان كل على حدة لتوعية وتثقيف القارئ :


أولاً : التعليم ، وهو صفة تطلق على من درس أو تعلم مهنة ما فقط ليس إلا ، ولكن بعض الناس يعتقد أن المتعلم هو الذي حصل على شهادة جامعية أو تعليم عال في إي مجال من العلوم ، لذا يعتقد البعض بأنه الفاهم بكل شيء ويفهم كل شاردة وواردة ، وهذا هو الفهم الخاطئ بعينة ، من اجل ذلك يجب تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة ، ويجب أن يعرف الناس أن المتعلم هو إنسان درس وتعلم مهنة ما ، فمثلاً الطبيب درس وتعلم مهنة الطب ، وكذلك المهندس تعلم مهنة الهندسة إي كان نوعها ، وكذلك المحامي تعلم مهنة المحاماة ، والاقتصادي والمدرس ، ونفس الشيء بالنسبة لكابتين الطائرة والباخرة وسائقي القطارات وسائقي سيارات الأجرة لأنهم تعلموا القيادة ، كذلك الميكانيكي والكهربائي والسباك والمزارع والصانع وما إلى ذلك وغيرها من المهن المتعددة التي يتعلمها الإنسان في حياته ، وحيث إن تلك المهن وغيرها كانت بدائية في السابق بدون دراسة أو تعليم ، فأصبحت في الوقت الحاضر تدرس في المعاهد المختلفة والمتخصصة والكليات والجامعات وتعمل من اجلها الدراسات والبحوث لتطويرها لمواكبه العصر الحديث ، مما أدى إلى كثرة الاختراعات والإبداعات في العديد من هذه المجالات ، لهذا فإذن كل دارس يطلق علية صفة متعلم ، لان التعليم صفة يوصف بها كل من درس وامتهن مهنة ما ليس الا ، وحتى من درس في مدارس محو الأمية لأنه تعلم القراءة والكتابة فهو متعلم .. إذا فليس كل متعلم مثقف .



ثانياً : الثقافة ، وهي اتساع دائرة معارف الفرد العقلية ، المعلوماتية والمعرفية العلمية والأدبية ، التخصصية والعامة ، بالاطلاع الواسع . إن الثقافة هي دراسة العلوم النافعة والمفيدة والتعلم والتعليم العالي ، وهي الاطلاع الواسع والخبرات والتجارب والاختلاط بالمثقفين وحضور المؤتمرات والندوات والدورات العلمية والأدبية والإنسانية ، وكذلك المنتديات والمهرجانات الثقافية ، وكذلك التعليم المستمر وعمل الدراسات والبحوث وغيرها من وسائل التحصيل العلمي والمعرفي والإنساني . هذه هي الثقافة التي بطبيعة الحال تختلف كثيراً عن التعليم .. إذا فليس كل مثقف متحضر .



ثالثاً : التحضر ، ويقصد به الجمع بين التعليم العالي والثقافة الواسعة والتحصيل العلمي والمعرفي والإنساني ومكارم الأخلاق وحسن السلوك . أن الإنسان المتحضر هو الذي يجمع بين التعليم المفيد والثقافة العالية وتتوافر فيه جميع الصفات الإنسانية البحتة من أخلاق وتهذيب وأدب وحسن معاملة وسلوك راق ، وهو الفرد الذي من سماته هدوء الطبع والحنكة والحكمة ، ويستعمل الأسلوب الحضاري في تخاطبه وتعامله مع الآخرين بالدبلوماسية الهادئة ، وصاحب المنطق والعقلانية والتواضع الذي يملك وسيلة الإقناع في حال اختلاف الرأي . ويؤمن بمبدأ الحوار ويحترم الرأي الأخر ، إنما غرضه نبذ العنف واحترام الذات ، وهو الإنسان الذي نجح في الخلص من الغرائز الحيوانية المشتركة مع الإنسان مثل الغدر ، الشراسة ، التربص ، العدوانية ، المراوغة ، الخيانة وغيرها ، وهو عكس الإنسان البدائي والجاهل المتخلف .. وليس كل متحضر معصوم .



هذه هي الفروقات بين المتعلم والمتحضر فيجب أن يتعلمها كل فرد ليتزود بها في حياته الخاصة والعامة، وليكون بمثابة إضافة إلى معارفه المعلوماتية والمعرفية ، من اجل إدخال هذه المعلومات على عقول بعض الناس وتوعيتهم وتنويرهم بها أن كانت تنقصهم ، حتى لا يخلطوا الأوراق بين التعليم والثقافة والتحضر وفروقاتها وتضيق الفائدة والمنفعة.

واختم بالحديث الشريف : حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله امرئ تعلم القران وعلمه ) .


- مجلة الأمل