PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : إلى أي حد يشوه المنتصر تاريخ الثائر المهزوم " ثورة بوحمارة مثالاً "



الشيخ الرئيس
03-06-2014, 11:02 AM
" التاريخ يكتبه المنتصرون " .. لم أكن أجهل تلك الجملة التي وردت في أول توثيق "تاريخي" على لسان رئيس الوزراء البريطاني وينستن تشرشل والتي ذكرها في إحدى خطبه الرنانة التي كان يستخدمها لشحذ همم مواطنيه ولإقناع الولايات المتحدة لخوض الحرب العالمية الثانية بينما كانت أميركا تحاول الابتعاد عن الحرب بكل وسعها.. ولكني بكل صدق لم أكن لأعرف معناها بعمق لولا قراءتي مقالةً كتبت عن احدى الثورات التي قامت ضد أحد السلاطين العلويين المغاربة - أجداد ملك المغرب الحالي - خلال القرن التاسع عشر الميلادي ضمن بحث و قراءة عن هذه السلسلة..

قبل أن اشرع في الحديث عن الثورة المغاربية دعوني أعود لتشرشل ولمقولته لتساءل: عندما انتصر تشرشل مع الحلفاء كان هتلر أعتى و أشرس و ابشع ديكتاتور عرفه "التاريخ"، هل كان هتلر سيُكتب في التاريخ "ملاك الرحمة" لو كان انتصر ؟!


"ثورة بوحمارة"

لا أخفيكم أن اسم هذه الثورة العجيب جعلني أضحك حتى دمعت عيناي و تخيلت المواقف و الأحداث و عرفت سبب التسمية والجهة التي اسمته حتى قبل أن ابدأ بالقراءة وكان كل شيء كما توقعت بل و أشنع مما تصورت ..

أترككم مع مقطع بسيط منها ثم أحيلكم إلى مصدر المقالة على موقع ويكيبيديا، ولكم أن تتصوروا إلى أي مدى قد تشوه صور الثائرين المنهزمين و الذين لو انتصروا لكانوا في عيني التاريخ أبطالا!



ثورة بوحمارة - النص

السنوات الأولى لثورة بوحمارة كانت التطلع إلى الحصول على حشد كبير من الأنصار والتبع. ومنذ بداية ثورة بوحمارة، فإن كثيرا من المؤرخين وصفوه بأنه رجل طليق اللسان مرن الكلام، وأنه استغل معرفته بالعلوم الشرعية وبالفقه في استمالة سكان القرى والقبائل التي كان يمر منها. بل إنه كان خبيرا أيضا في السحر والتنجيم، وبرع في مجال الخدع السحرية وقراءة حركات النجوم ومواقع الأفلاك، وهذا امتياز كبير لم يكن يحظى به الكثيرون في ذلك الوقت، وهو ما جعل الجيلالي الزرهوني يستغل مواهبه إلى أقصى حد، فصارت دعوته تلقى القبول في أطراف كبيرة من شمال المغرب، في وقت كانت السلطة المركزية غارقة في بحر من المشاكل الداخلية والخارجية التي ستودي بالمغرب لاحقا إلى أتون الحماية الأجنبية.

ركب الجيلالي الزرهوني حمارته وصار يجوب القرى والقبائل انطلاقا من ضواحي فاس ومرورا بتازة ووجدة وانتهاء بقبائل الريف واجبالة.

اختار الزرهوني منطقة شمال المغرب لأنها كانت في منزلة بين المنزلتين، فلا هي تابعة بالكامل لحكم السلطان في فاس أو مراكش، ولا هي مستقلة بالكامل عن الحكم المركزي، لكنها في كل الأحوال ظلت في منأى عن قبضة المخزن، وسكانها ميالون إلى الثورات والتمرد، وهو ما جعل بوحمارة يعتقد أن هذه المنطقة هي التربة الخصبة لنمو دعوته إلى الثورة والتمرد على السلطان.

غزى بوحمارة أكثر القبائل من شرق المغرب ولما عاين قادة وشيوخ القبائل وشجعانها ما يفعله بوحمارة من القتل والتنكيل بمعارضيه أصبح منهم الناصر المنتصر له، وكان منهم من قام في وجهه وقاتل حتى قتل أو حرق دون ماله وعرضه وحريمه ومنهم ما سلك سبيل المصالحة والمسالمة. فانقسمت قبائل شرق المغرب بين "روكيين" و"محمديين". ومن أبرز ما حدث بين تلك القبائل الصراع الذي نشب بين قبيلة لمهاية بقيادة الحاج السهلي وبني زناسن التي تزعمها محمد الصغير ولد البشير، بعد أن دخل عرب لمهاية، المساندين لبوحمارة، لمدينة وجدة وطردوا عاملها عبد المالك السعدي سنة 1886م، بعد أن تغلبت على قبائل أولاد علي بن طلحة وأجبرت عامل وجدة على الفرار قاصدا الأراضي الجزائرية. فنشب صراع بين المهاية والقبائل المساندة للسلطان ومنهم بني يزناسن. وعلى إثرها قام السلطان الحسن الأول بإرسال شريف وزان مولاي عبد السلام رئيس زاوية مولاي الطيب لفك النزاع بين المهاية و أهل أنكاد.

http://ar.m.wikipedia.org/wiki/بوحمارة