PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : لن يعود !



عبادي فنان العالم
08-06-2014, 06:53 PM
قصة قصيرة .. لـ أسطى زينهم الحلاق

-----------------------------------------------------------------


قال لزوجته : ناوليني القلم أريد أن أكتب , سوف يذهب المرض حين يرى القلم بين يدي
ابتسمت ومنحته القلم والورق وجزء من روحها وشغفها الطفولي به
تثاقل على نفسه ونهض من فراشه تاركا خلفه الدواء والغطاء والمرض
جلس على مكتبه وبدأ يكتب : ( ما زلت حيا , وما زال بالقلم حبرا , وما زلت انتظر رسالتك الأخيرة ....)

أراد أن يستشهد ببيت شعر لـ أمل دنقل , نظر للمكتبة وقام إليها باحثا عن الأعمال الكاملة لـ دنقل , كان متأكد انه لن يجدها فهو يعرف مكانها جيدا ويعرف أنها طلبت منه إستعارتها ومن ثم إحتفظت بها لكنه رغم ذلك قام ليبحث عنها بين الكتب .. كان المرض شديدا مد يده صافحت للمرة الأولى يد سي السيد في الثلاثية .. كم تمنى أن تكون زوجته مثل أمينة ؟.. لكنه فى الوقت نفسه لم يك يبغ أن يكون سي السيد ! .. كان يريد أمينة المطيعة السلسلة العذبة الجميلة التي لا تعرف فى الدنيا إلا زوجها ومقام الحسين .. لكنه لا يريد أن يكون سي السيد يريد غنائم الحرب بلا حرب, لا يريد أن يظهر بمظهر الرجل الغربي بمكاسب شرقية

ترك الثلاثية ومضى يبحث عن دنقل , عاتبه سيد قطب كثيرا لكنه لم يبالي , همهم لنفسه قائلا : أنت محق فيما قلت لكن الواقع مؤلم , كرباج الطاغية يملك الحقيقة كلها , ثم صرخ أين أنت يا دنقل , كانت زوجته تنظر له من بعيد وبرزت الحيرة على وجهها وهمت أن تسأله لكنها تراجعت , تحب أمينة جدا وكما ودت أن يكون سي السيد , يقولون أن المرأة تحب الرجل الخشن صاحب السطوة حتى لو أظهرت عكس ذلك

مل البحث جلس على الأرض لجوار المكتبة , مد يده ليجذب القلم والورقة
وعاود الكتابة من جديد ( متى ستأتي رسالتك , ...) تذكر بيت لـ دنقل فكتبه
( شيء في قلبي يحترق إذ يمضي الوقت فنفترق ونمد الأيدي يجمعنا حب وتفرقها طرق )
دمعت عيناه كم تمنى ألا تفرقهما الطرق , كم تمنى أن يجمعهما الحب دوما , تناول القرص من زوجته وكوب الماء وشكر لها جميل صنيعها معه .. كان الألم يتصاعد من أسفل لأعلى نظر لها وقال : يبدو أن القلم وهن مني والمرض استفحل .. تذكر فجأة أن أمل دنقل ليس بالمنزل وأن الأخرى تحتفظ به وأن أمينة تعرف كل هذا وتصمت .. تناول معطفه وطلب منها أن تلبسه الجوارب والحذاء كما تعّود
سألته متعجبه : أنت مريض إلى أين تذهب ؟!
نظر إليها بطفولة وقال : سوف أذهب لـ أمل دنقل وربما أعود ..!


السؤال : هل سيعود ؟!!

جرح السحاب
13-06-2014, 03:25 PM
جميلة جداً

الف شكر يافنان,,

عبادي فنان العالم
14-06-2014, 10:22 PM
الشكر لك حبيب قلبي