PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : عبدالعزيز قاسم يتخبط في صحيفة الوطن: الطريق إلى ردع الملاحدة



الشميسـي
12-01-2015, 02:12 PM
"أعلم أن عليه ملاحظات في رؤيته حول الدين الإسلامي، وبعض الأفكار المخالفة، ولكن دعيه يستمع إلى أشرطة عدنان إبراهيم، فالرجل متقدم في هذا المجال على كثير من دعاتنا".
كانت الجملة الآنفة إجابة مني لإحدى الأمهات الوالهات على ابنها المبتعث، وقد باح لها ببعض الأفكار التي جعلته في حيرة من أمره، لأن أستاذهم الجامعي الملحد فاجأهم بأسئلة صادمة حول الكثير من تفاصيل الحياة.
وبسبب أن الابن لم يكن مسلحا بتلك الإجابات الإيمانية التي تعزز اليقين لديه، فقد دخل تيها فكريا ونفسيا حادا، والحمد لله أنه بعد استماعه لأشرطة عدنان إبراهيم وغيره، وقد أرسلته إلى طالب علم سعودي لديه محاورات مع الملاحدة في الغرب، زال ما بنفسه والحمد لله.
الدكتور زغلول النجار، يؤكد على أن قوى عالمية تبذل الجهود الخارقة وتنفق الأموال الطائلة لتستهدف شبابنا في الخليج، كي تخرجهم من ربقة الدين إلى وحل الإلحاد، ومن يشك في أن القوم أفلحوا في هز يقين بعض الشباب السعوديين ـ الفتيات بالخصوص ـ فهو كمن يدفن رأسه في الرمال، والدعاة اليوم باتوا يتلقون أسئلة حيرى، الذين دخلوا في قراءات كتب الفلسفة دون أية خلفية عقدية صلبة، فتاهوا في أسئلة كبرى، وربما سيذهل الوالدان أن ابنهما الذي ينطوي على نفسه، ويغلق حجرته ويمضي في قراءات عميقة أو يبحر في الإنترنت لساعات طوال، إنما هو يعيش حالة صدمة وتيها فكريا، بعدما روعته أسئلة الملحدين أولئك، فيكتم في نفسه، ولا يعلم به والداه أو قرابته، لأن البوح في التنشئة العائلية وحتى المجتمعية بأسئلة من مثل هذه تعد من الخطايا الكبرى التي لا تغتفر، ومع الأيام يستوطن الإلحاد قلبه، ويفقد إيمانه الفطري الذي ترعرع عليه.
دعوت في مقالات عدة فارطة، معاليَ وزير الشؤون الإسلامية السابق صالح آل الشيخ، أن تهتم الوزارة بهذا الملف، وتنشئ موقعا كبيرا تنفق عليه الملايين، ليكون قبلة كل الشباب العربي والإسلامي من الذين دخلوا هذا التيه العقدي، وتوظف فيه خبراء اجتماع وعلم نفس وتربية، إضافة إلى دعاة متخصصين كي يجيبوا عن أسئلة كل شاب أو فتاة توحلوا بشبهات الملاحدة، وهم الذين لا يكلون في بث شبهاتهم ليل نهار، بيد أن معاليه رحل ولم نشهد ما حلمنا به، ولعل الريادة تكون لمعالي الشيخ سليمان أبا الخيل، بأن يتبنى هذه الفكرة في عهد وزارته، وتكون له بصمة في حفظ عقيدة أبناء هذا الوطن، وهو خليق بهذا العمل المبارك.
ليس أسهل ولا أبسط من تفكيك شبهات الملاحدة هؤلاء، فالإجابات موجودة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويدعمهما المنطق والعلم الحديث والعقل، ولكن المسألة في رأيي تحتاج إلى تخصص، فليس كل داعية أو طالب علم يستطيع الإقناع والخوض في هذا المعترك. وبمثل تخصصات الأطباء، فإن مثل هذه القضية تحتاج إلى طالب علم درس وعاش مع أسئلة الملحدين دهورا، وخبر جزئيات الأسئلة وتفرعاتها، كي يستطيع المحاججة والتدليل والإقناع، والرد على رؤوس وأبالسة الإلحاد عبر التأريخ.
أؤمن أشد الإيمان بأن الوقاية أيضا من أفضل الحلول، ونحن في عصر الإعلام الجديد والميديا التي اخترقت كل الحواجز، ولا نملك منع هذه الشبهات أن تطرح مهما حاولنا، ولا حلّ إلا باستخدام ذات التنقية، ومن هنا دعوتي لأباطرة الإعلام الإسلامي أن يبلوروا لنا حلقات إيمانية مشوقة تناقش مسائل الإلحاد بدقة وضبط شرعي.
جيلنا يتذكر مصطفى محمود وبرنامجه الشهير "العلم والإيمان"، فلماذا لا يتم التبرع من الصدقات والزكاة، لتدشين حلقات على مستوى عال من الحرفية المهنية، ويستضاف كل الدعاة ـ دون تحديد أو إقصاء ـ الذين برعوا في مناقشة الملحدين، بل وأكثر من ذلك، يستضاف علماء الغرب المؤمنين الذين لهم باع في مناقشة ملاحدتهم، بل إن الحلقات التي أقترح، تذهب لتفكيك مقولات الملاحدة المضحكة في نشأة الخلق، وقضية التطور والصدفة وكل تلك الأضحوكات التي فسروا بها رؤيتهم للحياة والخلق، مؤكدا ـ مرة أخرى ـ على الاستعانة بكل ما من شأنه خدمة هذا الهدف، وعدم الانحصار في شريحة فكرية محددة، أو تيار معين فقط، لأن الهدف خدمة الإسلام ككل.
لعلي أتوجه هنا إلى "ميردوخ الإعلام الإسلامي" الشيخ الصديق حمد الغماس، أن يتبنى ـ عبر وقفه الشهير أو إقناع بعض من رجال الأعمال المحبين للخير كالشيخ الراجحي ـ إنتاج هذه الحلقات التي أصرّ على معاييرها الهوليودية العالية، كي تبقى لكل الأجيال المقبلة وثيقة إيمانية، وصدقة جارية من العلم الذي ينتفع به.
ومن هذه الحلقات ـ التي أقترح أن تكون ثلاثين حلقة ـ يصاغ فيلم عال التشويق والحبكة والدراما، نستطيع عرضه في دور السينما العالمية، يجلب له كبار ممثلي هوليود ومنتجوهم ومخرجوهم وكتاب النصوص، فمثل هذه الأعمال هي أكثر إقناعا ورسوخا في قلوب المشاهدين، والقضية والله تستأهل رصد ميزانيات بمئات الملايين، لأنها تحفظ الإيمان، وتبدد الشبهات، وتعزز اليقين، ويتعدى دورها المسلمين إلى أهل الكتاب كذلك، وتبقى إن شاء الله لأزمنة بعيدة في المستقبل، ولعل الشيخ حمد الغماس يجعل من مثل هذا الفيلم المقترح والحلقات الإيمانية تاج أعماله وإسهاماته في الإعلام الإسلامي.
الإعلام أسقط دولا ورؤساء ونصب مكانهم آخرين، وهو يحاول هزّ الأديان اليوم، وباستطاعتنا أن نرد بذات السلاح.
عبدالعزيز قاسم 2015-01-12 12:10 AM