PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : العيد الأول خارج أسوار القرية!



أبيات الغرام
17-07-2015, 07:32 PM
في الماضي كان العيد عيد! كنا نستيقظ قبل صلاة الفجر نتأهب لصلاة الفجر ثم صلاة العيد في المصلى البسيط الجميل الذي تكتنفه مشاعر العائلة الواحدة رغم اختلاف البيوت وحتى القبائل. بعد خطبة الإمام تسارع لتطبع قبلتك المتوقدة بالحب والولاء والإحترام على جبين أبيك قبل كل الناس ثم تبحث عن إخوتك لتبادر بمعايدتهم وتستمر في معايدة بقية الجيران و أبناء العمومة ومشاعرك تفيض بالحب و المودة و الإنسجام. تعود إلى البيت لتؤكد معايدتك لأغلى الناس أمك التي قبلتها قبل ذهابك للصلاة وهي تستنشق عطرك وتهتم لتفاصيل لباسك وانت تتناول بعض التمرات مع والدك حتى تظهر للناس بالشكل اللائق، تجدها في انتظارك، أنت فرحتها وعيدها الذي لا يحدده يوم ولا ساعة. تجدها في انتظار هذه الجلسة الجميلة وقد أعدت طعام الإفطار التقليدي البسيط. بعد تناول الافطار تذهب مع والدك وبقية إخوتك تدور على بيوت الجيران والأقارب وتجد الترحيب والحفاوة والحب و المشاعر المتبادلة والأحاديث البسيطة التي لا تتعدى حدود أخبار المزارع و الأغنام وما شابه. ثم تعود بعد الظهر للقيام ببعض الأعمال التي أوكلت إليك في أيامك العادية فتمارسها كأي يوم آخر. وتعود بعد المغرب لتجد بعض الأقارب قد أتى للمعايدة و تناول طعام العشاء والسهر الذي لايتجاوز صلاة العشاء في العادة! لا تكاد تنتهي من صلاة العشاء إلا وكل مافيك يبحث عن فراشك.

الآن وبعد ما يقرب من العشرين عاماً من هذا الروتين البسيط الجميل وبالتحديد في السنوات الآخيرة لم أعد أشعر بتلك الأجواء. تلك الروح لم تعد تجدها؛ تلك المشاعر لم تعد تلمسها؛ قد تكون الممارسات في شكلها لم تتغير كثيراً رغم تغير الأشخاص ولكنك فقدت شيئًا من روح العيد.

تلك القبلة المليئة بالحب والولاء لم تعد تطبعها بذات الحب والولاء. لم تعد تهديها بتلك المشاعر؛ أصبحت تشك في مشاعرك! تلك الجلسة البسيطة المليئة بالمشاعر الفياضة المتبادلة أصبحت فقيرة من كل ذلك. أصبحت تقوم بهذه الأدوار تأديةً للواجب ولتحقيق الغرض الرسمي دون أي شيءٍ آخر. فضلاً عن بقية الممارسات تجاه بقية الناس.

في هذا العام الجميل المليء بالفأل الحسن في مسيرة حياتي قررت أن أكسر الروتين وأتوجه لإحدى المدن العربية القريبة جداً من مدينتي لقضاء إجازة العيد التي وبحكم ارتباطي بعملي لا تتجاوز بضعة أيام؛ وجدت السعادة والبساطة التي لم أعد أجدها في تلك القرية الصغيرة. فعند خروجي من الشركة ليلة العيد توجهت إلى البيت لأصطحب زوجتي العزيزة ونغادر إلى المطار. ونحن في المطار ذكرتني بعد أن كدت أن أنسى بـ "زكاة الفطر" التي كنا نقضي ماتبقى من ليالي رمضان في مناقشات ومناورات عن كيفية إخراجها وتوقيتها! أخرجت جوالي وفي ظرف خمس دقائق أديت هذا الواجب عن طريق البنك وانتهى الموضوع! وبعد وصولنا لمقر الإقامة أتانا تأكيد نهاية رمضان وبداية العيد، رغم أن تلك المدينة قد قامت بجميع التجهيزات اللازمة للعيد بعد أن استخدمت الأجهزة الفلكية الحديثة لتحديد الموعد من الليلة السابقة! هذه المدينة التي قامت من خمولها الرمضاني كالرجل الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه لتتجدد فيها الحياة وتصبح مدينة أخرى. تبادلنا رسائل التهنئة مع الجميع تلك الليلة وعشنا في برامج التواصل الإجتماعي جوًا لم نستطع أن نعيشه في السنوات الآخيرة في قريتي البسيطة. استيقضنا صباح العيد وقمت بإجراء المكالمات اللازمة لمعايدة الوالدين وبعض الإخوة والأقارب و الأرحام. ثم توجهنا لممارسة الفرحة بجميع أشكالها وألوانها، هذه الفرحة تراها في أعين الآباء والصغار والأزواج و الأحباب بعيداً عن التكلف والرسمية. الإحتفالات العامة في كل مكان، في الأسواق، الفنادق، مدن الألعاب، والمطاعم وغيرها.
وهذه الفرحة لا تنتهي بانتهاء اليوم الأول، فالاحتفالات مستمرة وغداً سيقيم فنان العرب محمد عبده حفلاً جميلاً بهذه المناسبة سيكون لنا نصيب الحضور له بإذن الله.

كل عام وأنتم بخير
17 يوليو 2015

major
17-07-2015, 09:46 PM
كتابة جميلة جداً

شدتني رغم اختلافي معها فالعيد في القرى من اجمل الاعياد وينسحب ذلك على الاحياء الشعبية

العيد في المدن هو الجاف لانه حتى جيرانك لاتعايدهم ويذهب الجميع لبيت العائلة فقط ويتعايد فيه ابناء وبنات الرجل الواحد وابناءهم فقط

رغم كل هذا لم اشعر في يوم من الايام ان عندي القدرة على قضاء العيد خارج المملكة لانك ستفقد فرحة اجتماع الاهل وفرحة عطاء الاطفال العيديات ومشاهدة ردة فعلهم بعد استلام العيدية لحظات بسيطة لاتتجاوز صبيحة العيد لكن التضحية بها صعبة .

سارة000
17-07-2015, 11:40 PM
تصدق ردود افعال اخوانا العرب احسن من ردود افعالنا المتوجسة بالخيفة...وكانك قاتل لهم قتيل او متهمهم بشىء

والاحسن ردود افعال غير العرب تلقائيتهم وبساطتهم

بس انا ماعجبنى انك اختزلت الفرحة بالعيد مع اهلك بالاجهزة..ولاحتى اخراج زكاة الفطر بالجوال بس ماتنلام هذا انت ابيات الغرام ...اهم شىء انك اعترفت فيها اساسا .....شدنى فى الموضوع زوجتك اللى مطاوعتك ..ترى نادرا ماتلقى مجنونة مثلك .. بس سبحان الله وافق شن طبقة

تصدق من اعلن فلاش زواجك فى موضوعه السابق وانا ودى اتعرف على هالطبقة

على فكرة موضوعك ثورة على التقاليد....

كل عام وانت بخير....رغم ان الجملة تقليدية بحتة