PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : هكذا علمني ( دايسكي )



ليل و طرب
19-09-2015, 05:26 AM
هكذا علمني ( دايسكي )

صلاح بن هندي


http://www12.0zz0.com/2015/09/19/05/355876186.jpg (http://www.0zz0.com)



منذ أن كنت صغيرا وأنا مغرم بعالم المغامرات والغرائبيات ... كنت طفلا حالما اعشق الجديد والغريب وأكره الروتين .. كنت اتابع الرسوم المتحركة وخاصة مسلسل (مغامرات سندباد) وفي يوم من الايام انتهى مسلسل سندباد وجاء بعده ( مغامرات الفضاء ) تعلقت بهذا المسلسل الكارتوني كثيرا واعجبني شكل (غرندايزر ) وأسلحته الفتاكة .. وبدأت اتابع حلقاته حتى عشقته وصرت أتنافس مع زميلي في المدرسة الابتدائية (بلاط الشهداء) : محمد الحيمود .. على شراء مجلة غرندايزر من مكتبة (القيروان) حتى جمعت اكثر من ستين عدد من المجلة !!

وعشقت شخصية : (دايسكي) أو (دوق فليد) ذلك الأمير الشاب الذي جاء من كوكب (فليد) هاربا ب غرندايزر من جيوش (فيغا) العاتية ... وصرت احب هذه الشخصية لأنها علمتني الكثير .. كان صوت الفنان (جهاد الأطرش) رائعا وهو يتكلم على لسان دايسكي .. تعلمت من دايسكي حب الأرض هذا الكوكب الجميل بأشجاره ووروده وانهاره وجباله وناسه وحيواناته ... كان دايسكي يعشق الارض وسخر غرندايزر للدفاع عنها ... لقد علمتني كلمات اغنية المقدمة (بصوت سامي كلارك) بعض القيم والمبادئ فهي تقول :

عدوك فاحذر .. ناضل في الدفاع .. لأجل سلام فوق الأرض ... في كل الأصقاع !!

كافح شرا أبطل مكرا فالخطر كبير .. هذي الارض ياغرندايزر.. كوكب صغير ...

فيها حياة فيهاعطاء والخير كثير .. الخ !!

علمني دايسكي حب الوطن والتمسك به وحمايته لقد ظل يتوق لكوكب فليد حتى جاءت الفرصة التي عاد فيها اليه .. وعلمني حب الخير والاخيار وكره الشر والاشرار ... احببت القيثار والموسيقى بسبب دايسكي فقد كان يختلي بنفسه مع القمر حين يكون بدرا .. فيعزف أروع الألحان لقد كان رومانسيا حالما ..

وحبب الي ركوب الخيل والدراجة الهوائية ... حببني في مزرعة (البتول البيضاء) علمني أن الدفاع عن الوطن واجب علي وعلمني حب فعل الخير للآخرين ... كان دايسكي ماهرا في كل شئ ومع ذلك كان هادئ الطباع رابط الجأش .. منكرا لذاته ... منذ الحلقة الاولى اتضح حب دايسكي للأرض وكرهه للحروب والدمار ... ففي الحلقة الاولى كان يعزف بقيثاره تحت الشجرة وينظر للقمر وقد صار احمر اللون وهذه علامة لهجوم جيوش فيغا .. وفجأة تسارعت اصابعه بالعزف ثم رمى القيثار وقال وهو يبكي : لاأريد أن أمتطي هذا لاأريد .. كل الأرض لي .. الأخضر الجميل لي .. أرفض أن امتطي هذا ... يقصد ركوب غرندايزر كي لايعرف الضابط (بلاكي) بمكان غرندايزر فيهجم على الارض !!


كان دايسكي شابا قويا وعاطفيا وشهما يحب العمل ولايترك عمل اليوم الى غد ... حتى ملابسه عشقتها بشكلها والوانها الرائعة .. كان يحمل المقشة ويعمل في الحقل ويعتني بالخيول والابقار ويحلب الماعز ويصبر على حماقة (دامبي) وأحلامه الوردية حين يحلم بمصادقة رجال الفضاء !! كان دايسكي بحق معلمي الثاني بعد جدي (علي) رحمه الله . كنت ارى في شخصية دايسكي مثال الشاب المثقف الواعي ... وكم كان رائعا في حبه لإبنة عدوه اللدود فيغا (روبينا) وماأروعه حين بكاها لما ماتت ونثر الورود عليها كذلك حبه ل (ميناوي)

كان يقدس الصداقة ويفدي صديقه بروحه وهذا مافعله مع كوجي مرارا .. ومافعله مع صديقه (مورس)حين كان في كوكب فليد !! كذلك كان رحيما بالحيوان ومحبا لهم والدليل على ذلك حرصه على جلب البنسلين لذلك الحصان المريض وكذلك شفقته على الطائر (زاري زاري) الذي كان يلاعبه حين كان في كوكب فليد .. لكن فيغا حوله الى وحش مخيف ..

هكذا وجدت عند دايسكي تكاملا في شخصيته وصفاته ... وحين يتحول الى دوق فليد و يمتطي غرندايزر يشعرني بالقوة والعزم والصبر والانتشاء بالنصر . ولقد بكيت حينما رأيته في الحلقة الأخيرة يغادر الارض هو واخته الرائعة (ماريا) وكم كان (كوجي) رائعا حين فضل أن يودع دايسكي في الفضاء وهو يلوح ب (السبيزر) : عربته التي كثيرا مالتحمت بغرندايزر وحققت الانتصارات معه !!

سيبقى دايسكي في ذهني وأذهان كل أبناء جيلي مثالا للشاب الحالم الرائع المثقف لأنه بحق علمنا الكثير ... شكرا للاستاذ (جهاد الاطرش) هذا الصوت الرائع الذي اعطى لشخصية دايسكي روعة وفخامة .. فصوته له صدى رائع في النفس يحمل الفتى على الشهامة والحماس ... ورحم الله تلك الأيام !!



.

.

أمير النجوم .. دوق فليد


https://www.youtube.com/watch?v=x9KNAYmEpCg

ليل و طرب
19-09-2015, 07:03 AM
دايسكي دوق فليد



البطل دايسكي، الاسم الأرضي لدوق فليد، فيمثّل تحيّة فريدة للإنسان، فهو يدافع عن كوكب الأرض ليس من باب الثأر وحده بعد أن قتل جيش فيغا والديه ودمر كوكبه فليد، بل إن الدافع الأساس لمحاربة فيغا تمثل في الدفاع عن أهل الأرض “الطيبين” ومنهم ومن آواه وعالجه وآزره بعد أن صار طريداً ومشرداً.

وفي مناطق أخرى يقول دوق فليد معززا قيمة المحافظة على البيئة “أحب هذه الأرض، لأنها خضراء”، ومع أنه بطل الدفاع عن الأرض، يصر دوق فليد على العمل في المزرعة بكل جد وبشكل اعتيادي عاكساً قيمتين أصيلتين: قيمة العمل وقيمة التواضع. ماذا عن تحفظه أحياناً وانطوائيته في أحيان أخرى؟ لقد بدا ذلك لأنه غريب ومنفي، إنه يشتاق إلى كوكبه الوطن، ويحب وطنه الكوكب.

دوق فليد ليس خالياً من المشاعر، وإعراضه عن هيكارو كان مبرراً حين نعرف في نهاية الحلقات أن حبه الأثير والوحيد كان، ولا يزال، لروبينا، ابنة فيغا التي كان سيتزوجها في السابق، كما أن الدوق أحب في إحدى الحلقات ماينا وهي من مواطنات فليد التي جنّدها فيغا لاغتياله، ويستطيع المشاهد أن يتلمس أن عاطفة الدوق تجاه ماينا كانت بالدرجة الأولى حنينا لفليد الكوكب وذكرياته فيه لا أكثر ولا أقل!

لقد تألم دوق فليد كثيراً، تألم لأن كوجي لم يفهمه في البداية، كان يريد إبعاده عن الخطر كخط دفاع ثان عن الأرض، وتألم أكثر على الأرض نفسها التي عاث جنود فيغا فيها قتلًا وتدميراً، كما تألم لوفاة ماينا ومن قبلها الأميرة ميناو ثم مقتل حبيبته روبينا ابنة فيغا، الحدث المحرض لذرف الدموع تضامنا وتعاطفا مع دايسكي، هذا دون إغفال ألمه الأساس، ألم النفي والاحتلال واغتيال الوطن والغدر بالأب والأم.

لم يمثل دايسكي احتقاراً للإنسان، لأنه كان إنساناً، ولكنه، فقط، لم يكن أرضياً، وخصائصه الخارقة اكتسبها بحكم طبيعة الكوكب الذي جاء منه أو بفضل تطور العلم في ذلك الكوكب، وربما جاء يوم يصل فيه إنسان الأرض إلى خصائص دايسكي وقدراته.وحتى تلك الخصائص والقدرات ما كان لها أن تكون ذات جدوى، لولا أهل الأرض الذين احتضنوه وعالجوا نقاط ضعف آلته بابتكار آلات أخرى إن استغنى عنها غرندايزر فإن مصيره الهلاك، وهنا نلتفت إلى قيمة المساواة في فريق غرندايزر القتالي، فنصفه من الرجال، ونصفه الآخر من النساء، ثم نأتي إلى تقدير أكبر للإنسان، فكل الفريق من البشر، وإن كان نصفهم أرضيا، ونصفهم الآخر من فليد، وكل هذه الآلات لم تكن محور البطولة، بل كان الإنسان نفسه.





https://www.youtube.com/watch?v=f2ypjFB5CJ0