PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : عندما كنت صغيرا



ادمنتك
01-02-2016, 04:25 AM
عندما كنت عنصريا
مثال على إمكانية التغير للأفضل
بتحطيم أصنام الأفكار النمطية

في الصغر كانت لي آراء خاصة في الحياة ، لم أكن بسيطا منذ نعومة أظافري، كنت أفكر وأنظر كالكبار تماما.لكن ولسوء الحظ،كانت بعض آرائي عنصرية وبغيضة!*
ولدت في قرية لا سمر فيها. ولا أجانب بعدد يكفي لغرس فكرة التعايش في ذهني. كان هناك القليل من السودانيين الطيبين فقط.وبالطبع كان هذا سببا في خلطي بين السمر السعوديين وبين السودانيين.
وكنت أسمع على الدوام لفظة تطلق على سمر البشرة.لفظة قادمة من عصر بعيد كان للسمر فيه وضعا إجتماعيا مختلفا عن الآن.ذهب الوضع في ستينيات القرن الماضي وبقيت الكلمة البغيضة. كانت تتردد على أذني.
كنت أعتقد أن السمر أقل منا في كل شيء. وعلى الرغم من حداثة سني كنت بشعا في التعامل معهم.كلما مر السوداني الذي يتقاضى قيمة الكهرباء من المولد الكهربائي الخاص بالقرية كان يتلقى الشتائم المتوالية.شتائم لا أعرف معناها حتى في ذلك الوقت وكان يذهب دون أن يلتفت حتى.
في بداية المتوسطة ذهبت لقرية أخرى، تصادف أن بها كثير من السمر .أكثر مما كنت أتوقع . وهنا تداخلت الأشياء. وازدادت حساسيتي تجاههم. لم أصادق أحدا من الطلاب وكرهت المدرسين منهم.
حتى ذلك الوقت كنت أجهل معنى كلمة عنصرية، في حين كنت أطبقها حرفيا.يا إلهي.
كان زميلي الأقرب مثلي تماما.بل أنه تعداني كثيرا في هذا المجال.لقد أقنعني أن رؤية أسود في الصباح يدمر يومنا تماما. لهذا كنا نتحاشى رؤية أحدهم لكننا نفشل دائما .
أما من ناحية الأساتذة فقد كان الأمر مروعا. ففي مرة خضعنا لإختبار مادة التاريخ التي كنت أفضل طالب عند إستاذها. لكن الإستاذ جاء بسؤال لم يحدده فكانت إجابتي عليه كالتالي:
لا أدري ولا أتمنى أن أدري!
تلك الإجابة كلفتني غاليا يومها. ضرب بالخيزرانة على اليدين .
في الثانوية تصادف أن تعرفت بطالب أسمر.كان متدينا جدا ومتفوقا. صادقته فغير كل أفكاري السابقة عن السمر. اكتشفت يومها أن منهم الطيب الذكي وكان الإكتشاف متأخرا جدا. ذلك الصديق ذهب لكلية الطب لاحقا ليصبح طبيبا بينما ذهبت أنا لمطاردة أحلامي في الطريق الخاطىء ولا أزال.
لم تكن صداقتي مع ذلك الطالب السبب الوحيد.كان لقراءة التاريخ دور في ذلك.عندما قرأت عن مارتن لوثر كينغ صعقت وقلت في نفسي ، يالله! هنا يوجد أسود عظيم.قبل أن أعرف مانديلا الأسمر الذي غير قلب جنوب أفريقيا إلى اللون الأبيض.
اليوم تحررت من كل تلك الأفكار الحمقاء .أصبح الناس عندي سواسية.الأبيض والأسود والمسلم وغير المسلم والعربي وغير العربي والملوك والخدم. بل تساوت عندي كل الأرواح. حتى صرت أرى قتل العصفور الصغير جريمة تساوي قتل الإنسان.
السؤال : متى حدث هذا التغير؟
والإجابة : عندما تحررت من أفكاري المسبقة.عندما عرفت أن جميع ما كنت أعتقده صوابا مطلقا قد يكون مجرد حماقات وبلاهة. حماقات تمنعك من رؤية العظمة في روح رجل من ماركة مورغان فريمان مثلا!*
كلنا محتاجون من وقت لآخر لإعادة محاكمة قناعاتنا. لو فعلنا فسندرك أن نصف ما نؤمن به مجرد خرافات. وسنعرف أن الفروقات بين الأسمر والأبيض والشيعي والسني والغني والفقير والسيد والخادم ماهي إلا ضباب يذهب ويختفي بمجرد أن تشرق شمس الحقيقة.شمس السلام والتعايش والحب بين البشر.
على كل، كانت عنصريتي السابقة مجرد مثال.وهناك الكثير من الصفات البشعة قابل للتبدد والتلاشي مفسحا المجال لنور الإنسانية .لنقرأ فقط عمن نتوجس منه، لنتعامل معه، لنصادقة ولنحكم عليه بعد كل ذلك.هنا فقط نكون عادلين.

wall09
01-02-2016, 06:49 AM
الحياه افضل مدرسه
كل يوم يتعلم فيها الانسان شي جديد
وكل تجربه يطلع منها بفايده جديده

~اذا مر على الانسان يوم لم يتعلم منه شيئا
فمن الافضل عدم احتساب ذلك اليوم من عمره

ليل و طرب
02-02-2016, 10:48 PM
شكلك كنت شاطر في مادة التعبير

سعيد الدنيش
04-02-2016, 07:30 AM
جميل ما كتبت أستاذي

آلمني قبل فترة مشاهدتي فيديو
لبنت صغيرة سمراء تبكي على سريرها
و تقول البنات ما يحبوني عشني سمراء
آه و الله بكيت على طفولتها و برائتها إللي بيقتلها
المجتمع ....
ترى باقي التفكير العنصري متفشي بشكل فاحش
مديرة مدرسة خاصة بدل ما تكون قدوة و تربوية
رفضت طالبه سمراء و صرفتها بحجة إنه المدرسة فل
و بس خرجت هي و امها سألوها المدرسات ليه صرفتيها
قالت اخاف الطالبات يستنكرونها و ما ينسجمون !!!!!!

و انا مثلك تماما وصلت لمرحلة
إن كل شيء تساوى عندي و الحمد لله