PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : محمد عبدالوهاب : السرقات لا يمكن إثباتها بسهولة .. خاصة أمام القضاء



ليل و طرب
24-01-2018, 02:48 PM
إنقلاب السكرتير على المدير


المصري اليوم






( 1 )


رؤوف ذهنى أتم تعليمه الأساسى بمدرسة المحمدية الابتدائية بحى الحلمية الجديدة فى القاهرة، ثم التحق فى عام 1939 بمدرسة الصناعات الميكانيكية، وأظهر خلال دراسته ميلاً للفن واهتماماً بالموسيقى والغناء، وأحب صوت وألحان عبدالوهاب، وجاءت معرفته بعبدالوهاب عن طريق ابنة عمته السيدة «إقبال نصار» زوجة عبدالوهاب وأم أولاده، وقد أعجب عبدالوهاب برؤوف منذ لقائه الأول به عام 1941، وكان رؤوف قد حصل فى هذا العام على دبلوم اللاسلكى ووظف فى مصلحة الأشغال العسكرية بوزارة الحربية، إلا أنه فضل العمل سكرتيرا خاصا لعبدالوهاب براتب قدره خمسون جنيها فى الشهر، وتحمس عبدالوهاب لمواهب ابن خال زوجته جدا، وبالرغم من أن رؤوف يلثغ فى حرف الراء بشدة، إلا أن عبدالوهاب من فرط حماسه لتلميذه وسكرتيره لحن له أغنيتين هما «لما كنت عارفة الحق عليكى» و«أنا واخد على خاطرى منك» وقد تغنى رؤوف بالأغنيتين من الإذاعة فى شهر أكتوبر عام 1941.

ولم يطل المقام برؤوف ذهنى فى وظيفة السكرتير وموقع المطرب، حتى خرج على الناس بلحنين وضعهما وغناهما المطرب الشهير آنذاك «عبده السروجى»، وقد أذيع اللحنان فى سهرة يوم الإثنين 21 مايو 1945، وهما: «معلهش وماله يا دنيا» و«مين فينا كان الحق عليه». ورغم ذلك لم تطرق الشهرة باب رؤوف ذهنى، ويبدو أن طموح رؤوف قد أثر فى عبدالوهاب، لأنه نشط مرة ثانية وأعاد رؤوف إلى جمهور الغناء فى مطلع الخمسينيات، واهتم عبدالوهاب بجانب تلحينه لرؤوف بالدعاية له كمطرب واعد، وكانت الأغنية الثالثة التى لحنها له «عبدالوهاب» وأذيعت مساء الخميس 28 يونيو 1951 هى طقطوقة كتبها مأمون الشناوى تبدأ بالمذهب التالى: «كل يوم وياك/ وغضبك منى يزيد النار فى فؤادى..النهارده معاك/ ويمكن بكره ما أكونشى معاك فى الدنيا دى». وبعد ستة شهور أتحف عبدالوهاب تلميذه بلحن جديد لقصيدة «النيل» من أشعار «محمود حسن إسماعيل»، وقد غناها رؤوف للمرة الأولى من الإذاعة فى الثامنة والربع من مساء الخميس 1 نوفمبر 1951.

واستمد رؤوف من نجاح الأغنيتين حافزا لمواصلة الغناء، فقدم من الإذاعة خلال عام 1952 مجموعة من الأغنيات، منها «إزيكم» تأليف حسين السيد وألحان رؤوف، والأغنية الشعبية «يا جواهر بالمال»، لكن النجاح الأكبر لرؤوف كمطرب جاء فى إحدى حفلات الإذاعة شهر يوليو 1954، حيث غنى الأغنية الخامسة من تلحين عبدالوهاب وكلمات أحمد رامى وهى: «عينيكى قالت إيه». وكانت هذه الأغنية قد أذيعت للمرة الأولى من الإذاعة فى 17 يناير عام 1953، وفى نفس الحفل غنى رؤوف أغنية «كل يوم وياك»، وهتف له الجمهور كثيرا، لكن يبدو أن هذا النجاح لم يكن كافيا لإشباع طموحه من وجهة نظره، أو أن رغبته فى النجاح كملحن كانت هى الغالبة.. وقد تحقق له ذلك بعد بضعة شهور، ففى السابعة والربع من مساء السبت 3 ديسمبر 1955 انطلق لحن رؤوف لأغنية «سلّم لى عليه» تأليف مأمون الشناوى وغناء «نجاة الصغيرة» وتقول مقدمته: «سلّم لى عليه.. واعرف جرى إيه» وحصد اللحن إعجاب الجمهور والنقاد.






( 2 )



كان الصحفى «محمد تبارك» قد أوضح فى نهاية مقالته- التى يدّعى فيها الملحن رؤوف ذهنى أنه صاحب 70% من الألحان السينمائية التى نسبها الملحن محمد عبدالوهاب لنفسه!- أن السبب الذى أطلق تلك المفاجأة وبدأ الموقعة هو أغنية «إيه ذنبى إيه»، فقد لحنها «رؤوف» أولاً، وقدمها للإذاعة ليغنيها بنفسه على أنها من ألحان عبدالوهاب! وثار عندما علم أن عبدالحليم سيغنى الأغنية فى فيلم قادم، بالرغم من الموافقة المسبقة للجنة الاستماع بالإذاعة على غناء «رؤوف» لها، فأسرع «رؤوف» إلى مأمون الشناوى، مؤلف أغنية «إيه ذنبى إيه»، كى يكتب له كلمات جديدة للحن الموضوع للأغنية، فأعطاه «مأمون» كلمات أغنية «سلّم لى عليه»، وعندما أُذيعت «سلّم لى عليه» من الإذاعة، فى مساء السبت يوم 3 ديسمبر عام 1955، قبل عرض فيلم «أيام وليالى»، الذى تضمن أغنية «إيه ذنبى إيه» المنسوبة لـ«عبدالوهاب»، أرسل عبدالوهاب إنذارا إلى «رؤوف» على يد المحامى، يخطره فيه بانتهاء عمله سكرتيرا خاصا له، فكان أن ذهب «رؤوف» إلى محمد تبارك ليقص حكايته مع المطرب صاحب الألقاب المتعددة (أمير الطرب والموسيقار الكبير وبتهوفن الشرق ومطرب الملوك والأمراء).



إن مفاجأة كالتى فجرها رؤوف ذهنى فى حديثه هذا تستعصى على الفهم حتى الآن، وتثير فى عقل المتلقى عدة أسئلة، حيث يسائل المرء نفسه أولاً عن السبب أو الأسباب التى تدفع موسيقيا وملحنا موهوبا، بل عبقريا، مثل محمد عبدالوهاب، إلى ارتكاب مثل هذه السقطة الفنية والأخلاقية؟ إن ما أبدعته قريحة عبدالوهاب فى الأغنيات التى لم يتقول عليها رؤوف ذهنى لكفيل بحفر اسم الرجل فى سجل الخالدين من الموسيقيين بأحرف من نور، فهل كانت الألحان التى انتحلها- من وجهة نظر «رؤوف»- ستطاول أو تضيف جديدا إلى ما حققه من أمجاد فى التلحين مثل: «كليوباترا» و«الجندول» وغيرهما؟ وهناك أيضا تساؤلات متعلقة برؤوف ذهنى أشد غرابة! فما الذى يدفع شابا موهوبا استطاع أن يصنع ألحانا بهذا القدر من الجمال والابتكار إلى أن يرضى بنسبتها إلى آخر، حتى لو كان أعظم موسيقيى الأرض؟! وهل كانت الحاجة هى دافع «رؤوف» إلى تصرفه الغريب أم شىء آخر؟ وأين دور النقد الموسيقى فى تلك القضية؟



والأعجب فيما أثارته اتهامات رؤوف ذهنى هو رد عبدالوهاب، الذى جاء فى معرض إجابته عن تساؤلات وجهها إليه «محمد تبارك» ونُشرت تحت عنوان «أسرار عجيبة»، بالعدد الصادر من مجلة «روز اليوسف»، فى 24 ديسمبر 1956، إذ لم يزد رد عبدالوهاب على ما وجهه إليه «محمد تبارك» من أسئلة تتعلق بهذه الاتهامات عن تكرار كلمة (ثخافات) التى تعنى (سخافات) بلسان عبدالوهاب الألثغ! وبالتأكيد على أن رؤوف ذهنى ولد عاق وأنه- أى عبدالوهاب- هو مَن علمه الفن والموسيقى وقدمه للجمهور.


وعندما بحث «محمد تبارك» عن حكايات جديدة تتعلق بالقضية المثارة بين الأستاذ والسكرتير، أمده «رؤوف» بحكاية أخرى مفادها أن عبدالوهاب أرغمه فى بداية عمله معه- عندما أشاع «رؤوف» حكاية وضعه ألحان بعض أغنيات عبدالوهاب- على كتابة إقرار بسرقة مبلغ مائة جنيه من مكتبه! وقد كتب «رؤوف»- وللعجب- هذا الإقرار الذى احتفظ به عبدالوهاب، وفى إحدى ثورات رؤوف على عبدالوهاب، والتى هدد فيها بإفشاء سر ما بينهما، قام عبدالوهاب بتمزيق ذلك الإقرار!



مضت أحداث الموقعة الأولى فى التصاعد بتوالى صدور أعداد «روز اليوسف»، حتى إنها اجتذبت إليها أطرافا أخرى اكتوى بعضها بمثل رؤوف من عبدالوهاب، وتدخل البعض من هذه الأطراف فى الموقعة من باب إيفاء الشهادة وإحقاق الحق! ومنهم الموسيقار والملحن «حسين جنيد»، الذى كان قد سجل مقطوعة له باسم «عرايس الربيع» فى استوديو الإذاعة فى الإسكندرية، ثم فوجئ أنها تُعزف من الإذاعة المصرية، منسوبة لعبدالوهاب، وباسم «أنا وحبيبى»، وعندما واجه «حسين جنيد» عبدالوهاب بالنوتتين الموسيقيتين اللتين تؤكدان التشابه، ابتسم عبدالوهاب وقال: «إن السرقات لا يمكن إثباتها بسهولة، خاصة أمام القضاء»، وعرض عبدالوهاب حلاً للمشكلة عقداً لأربع أسطوانات باسم «جنيد» مع شركة عبدالوهاب وبمقابل 300 جنيه.






( 3 )




بعد أقل من ستة شهور أتبع رؤوف ذهنى لحنه الجماهيرى الأول لنجاة الصغيرة بأربعة ألحان جديدة، هى بتوالى تقديمها من الإذاعة كما يلى: «سنتين وأنا احايل فيك» التى تغنت بها ليلى مراد من كلمات مأمون الشناوى، ثم «عيد الكرامة» التى كتبها أيضا مأمون الشناوى وغنتها ليلى مراد يوم 19 يونيو عام 1956 فى احتفال الإذاعة بعيد الجلاء، يليهما أغنية «معايا وموش ويايا» لمحمد قنديل التى غناها فى 23 يونيو 1956، ومعها فى نفس الليلة أغنية «دموع الفجر» التى شدت بها فايزة أحمد من كلمات «على مهدى».. وأثبتت هذه الألحان أن ملحنا موهوبا قد انضم إلى الكتيبة الرائعة من الملحنين الجدد الذين سيقودون ثورة الغناء المصرى فى النصف الثانى من القرن العشرين.


لكن رؤوف ذهنى فى نهايات عام 1956 فجر مفاجأة مثيرة أربكت عموم الناس والوسط الفنى بالتحديد، عندما أدلى بحديث للصحفى المعروف «محمد تبارك» نُشر فى العدد (1488) من مجلة روز اليوسف بعنوان ساخن بالنص التالى: «رؤوف ذهنى يصرخ: سرقنى عبدالوهاب- ويقول إنه صاحب ألحان (بنت البلد) و(إيه ذنبى إيه)، عبدالوهاب ورؤوف ذهنى فى قسم الأزبكية!!». وقال محمد تبارك فى بداية المقال الذى تضمن حديث رؤوف ذهنى ما يلى: «إن رؤوف ذهنى يتحدى عبدالوهاب أن ينكر أن 70% من الألحان التى وضعها للأفلام ابتداء من فيلم (لست ملاكا)، هى فى الحقيقة من تأليف رؤوف ذهنى سكرتيره الفنى». وأتبع تبارك ذلك التصريح ببيان ما قال رؤوف إنه لحنه من أغنيات مع ذكر ما تلقاه مقابل ذلك من عبدالوهاب، ففى فيلم «عنبر» الذى لعبت بطولته «ليلى مراد» وعرض فى أول نوفمبر عام 1948، كانت أغنيات: «سألت على» – «اللى يقدر على قلبى» ما عدا المقطع الأخير منها، و«دوس ع الدنيا» من تلحين رؤوف وليس عبدالوهاب، وأنه تقاضى مبلغ 150 جنيها مقابل انتفاع عبدالوهاب بألحانه لأغنيات «ليلى مراد» المذكورة.

وتكرر الأمر فى فيلم «غزل البنات» الذى بدأ عرضه فى 22 سبتمبر 1949، حيث تسلم رؤوف سيارة فورد موديل 1949 مقابل تلحين رؤوف لأغنيات: «أبجد هوز» و«عاشق الروح» والنصف الأول من أغنية «الحب جميل» التى تغنت «ليلى مراد» بها فى الفيلم، وأضاف رؤوف بعض أغنيات فيلم «لست ملاكا» ومجموعة من أغنيات عبدالوهاب الإذاعية وعددا من المقطوعات الموسيقية!. وقال رؤوف لمحمد تبارك إنه لما شعر بالغبن الذى لحق به عندما شاهد ما يجنيه عبدالوهاب من استغلال ألحانه فى الأفلام السينمائية، فإنه طالب عبدالوهاب- فى عام 1953- بمبلغ خمسة آلاف جنيه تعويضا عن العائد الهزيل الذى جناه فى مقابل ألحانه التى ذاعت وكمقابل عادل لألحانه التى لم يستغلها عبدالوهاب بعد، ولما امتنع عبدالوهاب عن دفع الثمن .. قرر رؤوف استرداد الألحان التى لم يستغلها عبدالوهاب بعد، واستولى عليها فعلا من درج مكتب عبدالوهاب، وفقد عبدالوهاب أعصابه وأبلغ قسم شرطة الأزبكية، الذى قام بتفتيش منزل رؤوف فلم يعثر على شىء.

ويسرد «محمد تبارك» ما حدث بعد ذلك، ففى حضور مأمور قسم الأزبكية، القائمقام حسن كامل، طلب عبدالوهاب أن ينفرد برؤوف فى محاولة لحل المشكلة قبل الإحالة إلى النيابة، وقدم له أكثر من عرض فى مقابل استعادة «النوت» الموسيقية، وكان آخر العروض- الذى حاز قبول رؤوف- يتمثل فى الحصول على ستمائة جنيه نقداً وفى الحال، بالإضافة إلى عقد شهرى لمدة عشر سنوات بمرتب شهرى قدره خمسة وخمسون جنيهاً، وألحق عبدالوهاب عرضه هذا وعداً بشراء سيارة جديدة لرؤوف !.

الكوبـرا
25-01-2018, 10:44 AM
اللحين سؤال على الطاير
عبادي يقول أن عبدالوهاب طلبه عشان يتقابلوا و قال أنه كان يريد يقعد معه مده طويله و لكن اللي يظهر لي أن عبادي لم
يستجب لطلب عبدالوهاب .. و هذا في آخر حياة عبدالوهاب وهو منتهي موسيقياً و حتى الإقتباسات يأس منها .. أحد
يتوقع أن عبدالوهاب كان يريد يخلي عبادي رؤوف ذهني رقم 2 عنده ؟ خاصه أن عبدالوهاب وصل لمرحلة من الفقر
التلحيني لدرجة أنه سمح لبليغ يلحن "لولا الملامه" عنه و طبعاً هو لا يلام لأنه عمر طويلاً و طبيعي يخلص قازه بالتلحين