إقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة
ومن المؤسف أن أفكارك لم تتطور منذ كتابة موضوعك القديم وحتى الآن ، وقائمة على قراءة أحادية وتقييم للطرف الآخر من خلال كتب الخصوم ، وياليت أنك تطلع على كتب المعتزلة أنفسهم وتتدبر في مقولاتهم كما جاءت في مراجعهم بدون تحريف أو تشويه أو إلزامات أو في كتابات المتعاطفين معهم ، فإن لم تغيّر من تفكيرك فإنها حتما سوف توسع من دائرة الرؤية والنظر لديك وتجعل نظرتك للمذاهب والأفكار نظرة فيلسوف وليست نظرة فقيه او محدث محدد بزاوية واحدة ..
أهلا بك .
حتى أنا أستطيع القول بأنه من المؤسف أن أفكارك أنت أيضا لم تتطور ، وما زلت تتبنى آراء التغريبيين ومن يسمون أنفسهم قرآنيين مثل إهاب عبده والبنا وأحمد منصور ، ولم تقرأ لخصومهم إلا من خلال كتبهم ، وإن قرأت لهم فأنت تقرأ وعقلك مملوء بكتابات السابق ذكرهم .
ومن المؤسف أنك تصف الأفكار والأشخاص بمسمياتهم الحقيقية قفتقول هذا من أهل السنة وهذا قرآني وهذا معتزلي ، ومع ذلك فأنت لا تعادي من بين هؤلاء إلا السني الذي وكما يظهر من كتاباتك وقناعاتك هو متبع للسنة فقط ، قال الله وقال الرسول ، وتقر بأن الآخرين جاءوا بجديد ومع ذلك تترفق بهم وتقسوا على أهل السنة .
ثم أين هي كتب المعتزلة ؟
لم يبق من كتبهم الشيء الكثير ، كلها بادت كما بادوا أصحابها ولم يبق من أفكارهم إلا مسمياتها ، ولم ينقل لنا أفكارهم بدقة كبيرة وبذكر أستدلالتهم وحججهم إلا أهل السنة وعلماؤها ، وكذلك الأشاعرة الذي لم يظهر مذهبهم إلا للرد على المعتزلة ، فكيف تريدني أن أتصفح كتبهم ، ومع ذلك فحسبك من شر سماعه ، إلا يكفيني اطلاعا على أفكارهم معرفة أنهم ينفون الصفات ويؤولون الأسماء وبأنهم جاؤوا بعفائد جديدة كعقيدة خلق العباد لأفعالهم أو ما يعرف عندهم بالعدل ، وعقيدة المنزلة بين المنزلتين ، كلها عقائد إذا ما عرضناها على الكتاب والسنة سقطت .
أنا من يرجو منك أن تطالع كتب أهل السنة ، وأنت المحب للقراءة ، اقرأ كتب ابن تيمية ولا تقرأ عنه من كتب الخصوم ، ابحث كيف رد على المخالفين بعدل وإنصاف لدرجة أنه مدح المعتزلة والأشاعرة كثيرا في ردهم على الفلاسفة والدهريين ولم يهضمهم حقهم ، طالع رسالته العرشية وهو يتحدث عن العرش هل هو كوكب أم لا .
وللعلم ، لقد كانت نشأتي في موضوع الصفات والأسماء هي ما عليه الكثير من العوام وهو التأويل وربما التعطيل ، ونشأتُ على أن الله في كل مكان كعقيدة الصوفية ، ومع قراءتي في الفرق وحججهم وجدتُ أن أدلة أهل السنة هي الأكثر إقناعا وأقربهم لكتاب الله ، فغير صحيح أنني أحادي القراءة !
منذ يومين وأنا أتابع الشيخ محمد هداية وهو إن أحسنا الظن به فهو يمشي على طريق الاعتزال ، فهو يكاد يقول أن القرآن كله مجاز ، فيأتي بتفاسير لم يسبقها له أحد ، وكذلك تابعت عدنان الرفاعي وهو قرآني صرف يرد الأحاديث كلها ، والمعتزلة خير منه فهم لم يردوا أي حديث ، وقرأت رسالة عذاب القبر التي تكلمتَ عنها قديما جدا ، وقرأت كثيرا من كتابات الغزالي المعاصر ولم اقتنع بها ، ناهيك عن متابعتي الكبيرة كانت لقنوات الــرافـــــضـة .
على العموم الله يهدينا لما فيه الخير قل آمين .
شكرا لك .