*هل ينكر على السافرة ؟
قال شيخ الاسلام ابن تيميّة- رحمه الله - : وكشف النِّساء وجوههنَّ بحيث يراهنَّ الأجانب غير جائز، وعلى ولي الأمرِ الأمرُ بالمعروف والنهي عن هذا المنكر وغيره، ومن لم يرتدع فإنَّه يعاقب على ذلك بما يزجره. ( الفتاوي )
قال عمر السنامي الحنفي : الحرة تمنع من كشف الوجه والكف والقدم فيما يقع عليه نظر الأجنبي لأنها لا تأمن عن شهوة بعض الناظرين إليها.( نصاب الاحتساب )
* تفنيد شبهات المخالفين :
تتراوح ادلة المخالفين ما بين ادلة ضعيفة وظنية الدلالة ، سأقوم أشهرها وتفنيدها :
1- (ضعيف جدًا ) أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: (( يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض .....)).
هذا حديث ضعيف جدًا؛ وذلك لأمور:
أولها: ما أشار إليه أبو داود وجمع من أهل العلم وهو أن خالد بن دريك لم يدرك عائشة فالسند منقطع
ثانيا: سعيد بن بشير ضعيف وخاصة في قتادة.
.ثالثها: قتادة مدلس وقد عنعن.
رابعها: الوليد - وهو ابن مسلم- وهو مدلس وقد عنعن.
2- ( ضعيف ) : عن أسماء بنت عميس أنها قالت: دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على عائشة بنت أبي بكر وعندها أختها أسماء بنت أبي بكر وعليها ثياب دامية واسعة الأكمام،....... .
والخبر ضعيف لضعف ابن لهيعة.
3- ( ضعيف ) كانت امرأة تصلي خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه .... فأنزل اللّه تعالى: (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين)
وهذ الخبر منكر سنداً ومتناً أما في السند فلأن عمرو بن مالك النكري له مناكير عن أبي الجوزاء قال ابن عدي في الكامل (1/402) في أبي الجوزاء:"حدَّث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة"
قلت والرواية المذكورة من من رواية عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس فقد تكون من تلك المناكيروأما النكارة في المتن فوجهها أن الآية المذكورة من سورة الحجر وهي سورةٌ مكية ولم يكن للمسلمين مسجدٌ يصلي فيه الرجال والنساء إلا في المدينة وفي السورة من الآيات ما يدل على أنها نزلت قبل الهجرة من آيات إهلاك الأمم السابقة والأمثال ضربها المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم
4- ( ضعيف ) عمران بن حصين ، قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا ، إذ أقبلت فاطمة رحمها الله ..... .
في هذا السند غرابة فليس من عادة عكرمة أن يروي عن عمران بن حصين حتى أن المزي لميذكر عمران في شيوخ عكرمة في تهذيب الكمال والذي يظهر أن السند منقطع فقد طعن أبو حاتم في سماع عكرمة من سعد بن أبي وقاص ( انظر ترجمة عكرمة فيتهذيب التهذيب)وقد ذكروا أن سعد توفي سنة 55 وقيل 54 وقيل 51 وهناك أقوالأخرى قريبة من هذه ( انظر ترجمته في تهذيب التهذيب)
وأما عمران بن حصين فقدذكروا أنه توفي سنة 53فيكون عمران أقدم وفاةً من سعد على أكثر الأقوال أوتوفي بعده بقليل وعلى هذا يكون الطعن في سماع عكرمة من سعد طعناً في سماعه من عمران أيضاً والله أعلم
5- ( ظني ) عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أردف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته, وكان الفضل رجلاً وضيئًا فوقف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للناس يفتيهم, .... .
وجواب ذلك هو: أن الأعرابي عرض ابنته على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أجل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
( صحيح ) عن الفضل بن عباس قال : (كنت ردف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأعرابي معه بنت له حسناء فجعل الأعرابي يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ رجاء أن يتزوجها, وجعلت ألتفت إليها ويأخذ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم برأسي فيلويه فكان يلبي حتى رمى جمرة العقبة).
6- (ظني ) من حديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- (أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت يا رسول الله ..... .
وجواب ذلك أن مجيئها على هذا الحال كان لإرادة التزويج من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ومن ثم فلها حينئذٍ أن تكشف وجهها ليراها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي جاءت لتهب نفسها له, وقد قال الحافظ ابن حجر (فتح 9/210): وفيه (أي في الحديث) جواز تأمل محاسن المرأة لإرادة تزويجها وإن لم تتقدم الرغبة في تزويجها ولا وقعت خطبتها.