طلال مداح سجل القرآن كاملا في رمضانه الأخير
بعد مرور 13 عاماً على ذكرى رحيل المطرب السعودي طلال مداح، يسترجع ابنه ذكرياته مع والده في آخر رمضان شهده مع الراحل، كاشفاً عن تسجيل صوت الأرض القرآن الكريم في منزله كاملاً خلال شهر رمضان الأخير من حياة طلال، بمسجل «كاسيت» تقليدي.
ففي اليوم التاسع من كانون الأول (ديسمبر) 1999، صام الراحل طلال مداح آخر رمضان يشهده في حياته، بيد أن المفارقة تكمن في حرصه على تسجيل قراءته للقرآن بمسجله الخاص في منزله، وكأنه يقرأ ما تخبئ له الثمانية أشهر القادمة التي سيتوفى بعد مرورها وتحديداً في الثاني من آب (أغسطس) 2000، إذ يوضح ابنه عبدالله أن والده كان حريصاً على قراءة القرآن كاملاً في كل رمضان.
وبين أن آخر رمضان شهده والده، عمد على تسجيل صوته وهو يقرأ القرآن بأشرطة «كاسيت»، وأن ذلك تم في مجلسه بعفوية تامة، وجهاز تسجيل خاص في غرفة طلال الخاصة في منزله، رافضاً فكرة نشرها رغم أن كثيراً من شركات التوزيع عرضت عليه الإنتاج، بحجة أن والده كان يقرأ القرآن في رمضان دون مراعاة القواعد التجويدية «قراءة حدرية»، لذا فأبناؤه يخشون على حفظ الجماهير للقرآن بشكل غير دقيق من قراءة طلال غير المجودة.
وأضاف «رافض الفكرة بتاتاً لأنه غير موجودة والخوف أن تحفظ من قراءة الوالد بطريقة غير دقيقة في التجويد، واخترنا أن نسرب مقاطع صغيرة عبر الإنترنت وهي المقاطع الأقل أخطاء، وتوجد أخطاء في التجويد لأن قراءة رمضان عادة تكون قراءة سريعة و«حدرية» فمع سرعة القراءة قد تتجاوز قواعد تجويدية، وأنا قد استشرت مشائخ متخصصين في القراءات، فبعد سماع المقاطع سجلوا ملاحظات تجويدية فامتنعت من النشر لذلك الأمر، عاش طلال مداح رمضانه الأخير بتصالح مستمر مع ذاته، فالرجل لا يتوانى أن يذهب إلى مكة المكرمة (تبعد70 كيلو متراً عن جدة) ليشتري بعض أصناف مائدة الإفطار، إذ كان الراحل دقيقاً في اختيار مائدته، بحسب شهادة ابنه الأكبر عبدالله.
يؤكد عبدالله أن شهر رمضان لا يمثل لوالده تغيراً روحياً ملاحظاً بل تغيراً طفيفاً، مشيراً إلى أن الجانب الروحاني لا يتضاعف عند طلال مداح، ولا تحدث زيادة، بل تتغير أسماء المهام الروحانية كصلاة التراويح تحل بدل قيام الليل. وباتت زيارة الحرمين الشريفين لطلال مداح كما يصفها ابنه عبدالله، فرضاً أصيلاً في شهر رمضان، رغم أن صوت الأرض يتجنب صلاة التراويح في المسجد القريب من منزله لصعوبة تحركاته وسط كثير من محبيه، ويكتفي بالصلاة في منزله.
وعن الزيارات الرمضانية التي كانت تمطر على الراحل، أكد ابنه عبدالله أن أصدقاءه كثر، بيد أن الفنان عبادي الجوهر وخالد المنذر هما أكثر ملازمة للراحل، كما حرصت أسماء كثيرة على زيارته في رمضانه الأخير كعلي عبدالكريم وعبدالمجيد عبدالله، وبعد رمضان الأخير الذي شهده طلال مداح في عام 1420 هجرية، المليء بالحياة والزيارات والعبادات رحل طلال بعدها بثمانية أشهر، وترك من خلفه محبين كثراً وأسرة دافئة، ودع عبدالله، رأفت، رجاء، أحمد، إخلاص، رشا، سارة، نورة، دينا، خالد، وأخيراً نغم أصغر أولاده.
ولم تستوعب الأسرة الكبيرة لطلال موته، إذ يوضح ابنه الأكبر عبدالله « الفقد استمر معنا لفترة طويلة، وما زالت ذكراه تسكن كل مكان في البيت، فهو أب لنا وللجمهور، وأعتقد أنه في الفترة الأولى لم نستطع أن نتأقلم على غــيابه، فمــــررنا بأيام الذهول لأكثـــر من شهر، ونشتاق إلى طلال في كل لحظة وحين، ويسترجع جمهور طلال ذكراه حين يكثرون بالأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعية».
كتبه عبدالرحمن باوزير - نقلا عن الحياة
