الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة
أهلا malh
العامل الطائفي وارد في الصراع ، وكل طرف يستعمل ويوظف جميع الوسائل والأسلحة والإمكانات ، وفي الحرب والحب كل شيء مباح حسب المقولة المشهورة ، ولكنه ليس العامل الحاسم ولا الدافع الحقيقي للصراع ..
بالعودة لويكيبيديا عن سكان سوريا وحسب إحصاء 1985م يتكون الشعب السوري (( 76.1% مسلمون سنة، و 11.5% علويون، و 3% دروز، و 1% إسماعيليون، و 4.5% مسيحيون، و 0.4% شيعة اثني عشرية .. ))
وحسب التقديرات الأميركية (( 77 % من السكان مسلمون سنة، و 10 % علويون ومرشدون، 3% دروز وإسماعيليون وشيعة اثني عشرية، و 8% من السكان مسيحيون من طوائف مختلفة، وتوجد أيضا أقلية يزيدية في منطقة جبل سنجار على الحدود مع العراق .. ))
المدلول الأوّلي لتلك الأرقام أن النظام لو كان يعتمد على العامل الطائفي وحده لما كان بمقدوره البقاء ، ولولا أن شعبية كبيرة وحاضنة وطنية عابرة لحدود الطوائف لما صمد واستمر يقاتل في حرب كونية شرسة إعلاميا وعسكريا وسياسيا وتقف خلفها عشرات الدول ومسلحين أجانب مرتزقة من حوالي ثمانين دولة اختلفت تقديرات أعدادهم ، وربما بلغوا حوالي 40000 مقاتل أجنبي حسب تصريح مشهور للأخضر الإبراهيمي في الأمم المتحدة
وربما كان التجانس الطائفي والمذهبي يفسر هدوء الساحل الشرقي ، وهزيمة المسلحين بعد محاولاتهم التسلل والدرس القاسي الذي لقنه لهم الجيش العربي السوري في ريف اللاذقية ، ولكن هل يمكن أن يستمر النظام يوما واحدا لو قرر "أهل السنة" ومن منطلق طائفي إسقاط النظام ؟؟ هل يبقى في دمشق وحلب وحمص وحماة ؟؟ بل هل يبقى الجيش السوري ذاته الذي تصل نسبة "السنة" فيه إلى حوالي 80% ؟؟
الإنسان السوري المتحضر والعريق في التراث الديني والفكري لا يفكر عادة بصورة طائفية ولا يمارس الطائفية في حياته قبل وفود جراثيم الفكر التكفيري الذي وجد له حاضنة في بعض البيئات الريفية الفقيرة (درعا وحمص.. ) واحتضنته قوى إقليمية ودولية لغاية صهيونية واستعمارية معروفة وهي هدم الدولة الوطنية السورية والقضاء على الجيش السوري ، لاسيما وإخوانهم في مصر يقومون بنفس المحاولة مع الجيش المصري ولنفس الأهداف .. تدمير أقوى ثلاثة جيوش عربية العراق وسوريا ومصر .. فهل تتمكن الضباع الدموية من تدمير سوريا أم ينجز الجيش السوري ماعجزت عنه قوى العالم بهزيمة الإرهاب وسحقه إلى الأبد لتعود الشام بلد الياسمين ؟؟؟