اليوم جمع معارضو مرسي والاخوان وتيار الاسلام السياسي حشدا بكافة ما يستطيعون لاسقاط حكم الرئيس محمد مرسي.
ويتشكل الحشد بشكل رئيسي من بقايا نظام حسني مبارك ومؤيدوه ومعهم الكنيسة المصرية ثم القوى الأقل قدرة في الحشد والأعلى صوتا في الاعلام والكارهين لتيار الاسلام السياسي مثل اليساريين و "الليبراليين" وبعض الثوار ممن لم يرض عن الاداء الرئاسي خلال عام.
ولهؤلاء دعم مالي ضخم من دول إقليمية مثل بعض دول الخليج وإيران وقوى عالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة.

القوة الضاربة للحشد تتمثل في مجموعات كبيرة من البلطجية المؤجرة والتي إرتبطت بقوة بأمن نظام مبارك والقادرين على ممارسة أعمال عنف تهدد الاستقرار ويأملون أن تشكل ضغط على الرئيس للتنحي الطوعي أو إحداث فوضى تستدعي الجيش لانقلاب عسكري كامل.

لا يتمتع الرئيس بدعم وزارة الداخلية وهذه مشكلة كبيرة ولا الاعلام -حتى الحكومي منه- وهذه مشكلة أخرى. والجيش في المنتصف لم يحسم أمره ولكنه بالتأكيد ليس له تأييد أو ولاء للرئيس.

لو وضعنا هذه العوامل مجتمعة لقلنا بأنه آخر يوم في حكم مرسي! لكن

لكن هناك عاملا رئيسيان سيجعلان من الصعوبة إسقاطه:
الأول أنه رئيس منتخب إنتخابا شرعيا ديمقراطيا لا يختلف عليه المؤيد أو المعارض
الثاني هو مدي التأييد الشعبي له سواءا لشخصه أو تأييدا للتجربة الديمقراطية الوليدة. ولذلك لن يتمكن الحشد المقابل من إظهار الحالة الحالية كثورة شعبية عارمة لأن قطاعات واسعة من الشعب المصري ترفض إسقاطة بحركة الشارع وربما العنف.

أتوقع أن تفشل الحركة الحالية في إسقاط الرئيس مرسي وهذا سيتبعة حركة تطهير واسعة لمؤسسات الدولة تؤدي إلى إستقرار بعد أشهر.

كلمة أخيرة في ضوء المشهد المصري عن النخب "الليبرالية" في مصر والسعودية والعالم العربي عموما.
بصراحة مواقف مخزية من الاقصاء والكذب وانعدام الأخلاق يؤكد عدم وجود الليبرالية الصحيحة في العالم العربي بل طفيليين وطفيليات على موائد أصحاب النفوذ وانفصال تام عن الهوية والمحيط.