الصفحة رقم 3 من 3 البدايةالبداية 123
مشاهدة النتائج 31 الى 34 من 34

الموضوع: صفات خوارج العصر من فتاوى علماء العصر

  1. #31
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    المدارج في كشف شبهات الخوارج:الطعن الثاني :أنهم يحاربون الدعاة ويضيقون عليهم(10)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
    الطعن الثاني
    أنهم يحاربون الدعاة ويضيقون عليهم
    ومعنى هذا الطعن :
    أن الدولة تؤذي كل من يدعو إلى الله ،وتضيق عليه في دعوته للناس .
    وهذا القول باطل مردود من وجوه :
    الوجه الأول : أن الواقع المشاهد الملموس يكذب هذه الفرية المزعومة فالمملكة العربية السعودية تحث على العلم ونشره وتحارب الجهل .
    والوجه الثاني : أن كل مسلم في هذه البلاد يعلم ما تقوم به وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد من إرسال الدعاة في داخل البلاد وإلى خارجها وإقامة الدروس والندوات والكلمات .
    وكما يعلم كل مسلم دور رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد . وهاتان الجهتان على سبيل المثال .
    والوجه الثالث : أن أهل العلم وإلى قولهم يسلم كل عاقل منصف بينوا أن هذه الدولة تحترم العلماء ولا تحاربهم .
    فقد سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - : ما نصيحتكم لمن يقول إن هذه الدولة تحارب الدين وتضيق على الدعاة ؟
    فأجاب - حفظه الله تعالى - : الدولة السعودية منذ نشأت وهي تناصر الدين وأهله وما قامت إلا على هذا الأساس وما تبذله الآن من مناصرة المسلمين في كل مكان بالمساعدات المالية وبناء المراكز الإسلامية والمساجد وإرسال الدعاة وطبع الكتب وعلى رأسها القرآن الكريم وفتح المعاهد العلمية والكليات الشرعية وتحكيمها للشريعة الإسلامية وجعل جهة مستقلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل بلد كل ذلك دليل واضح على مناصرتها للإسلام وأهله وشجى في حلوق أهل النفاق وأهل الشر والشقاق والله ناصر دينه ولو كره المشركون والمغرضون .
    ولا نقول:إن هذه الدولة كاملة من كل وجه وليس لها أخطاء فالأخطاء حاصلة من كل أحد ونسأل الله أن يعينها على إصلاح الأخطاء .
    ولو نظر هذا القائل في نفسه لوجد عنده من الأخطاء ما يقصر لسانه عن الكلام في غيره ويخجله من النظر إلى الناس([1]).
    وقال الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله تعالى - في معرض كلامه عن محاسن الدولة السعودية : من ذلك - أيضاً - تكريمهم للعلماء فقد أوصاهم والدهم عبد العزيز - رحمه الله تعالى - بذلك فهم يجلون العلماء ويقدرونهم غاية التقدير ولكن هناك علماء سوء يتكلمون في الحكومة السعودية وربما يكفرونها .
    فينبغي التمييز بين أهل العلم : من كان على عقيدتهم أي على عقيدة التوحيد فينبغي أن يكرم ، ومن كان على العقائد البدعية أو الحزبية هؤلاء الحزبيون شرٌ ، هم يهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى تمكنوا ؛ فينبغي أن لا يمكنوا من شيء وألا يساعدوا على باطلهم ، اللهم إلا إذا كان من باب التأليف إذا علم أنهم سيرجعون . إنَّ إكرامهم لأهل العلم يعتبر منقبة لهم وإحساناً إلى دولتهم وإلى والدهم تنفيذاً لوصيته - رحمه الله تعالى - فجزاهم الله خيراً - ([2]).
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    ([1]) الأجوبة المفيدة (117) .
    قال الحارثي معلقاً على كلام الشيخ الفوزان السابق كما في حاشيته على الأجوبة المفيدة (117) :ومن نعم الله علينا: أنه لا يوجد ضريح يعبد ولا يقصد من دون الله كما هو الحال في غير هذه البلاد السعودية. كما أن هذه الدولة قامت بفتح مراكز للدعوة والإرشاد على طول البلاد وعرضها وفتح حلقات لتحفيظ القرآن الكريم في بيوت الله فلا ينبغي أن تغمر هذه الجهود ونلتمس العثرات .
    وأما وصف هذه الدولة بأنها تضيق على الدعاة ؛ فنعم : هي تضيق على دعاة الضلالة والمخالفين لمنهج السلف الصالح فجزاها الله عنا وعن الإسلام كل خير . وإنه من واجب السلطان : أن لا يسمح لكل أحد أن "يهرف بما لا يعرف" وإلا لفسدت العقائد باختلاف المناهج والمشارب.فهؤلاء دعاة الصوفية وهؤلاء دعاة ال***** وهؤلاء دعاة التبليغ وهؤلاء دعاة الإخوان المسلمون وهؤلاء دعاة السياسة وهؤلاء دعاة التكفير وغيرهم وغيرهم.فلو سمح لهؤلاء وهؤلاء فماذا عسى أن تكون البلاد ؟ نسأل الله السلامة والعافية .
    ([2]) (براءة الذمة) كلمة كانت يوم الخميس 15/1/1422هـ . وهي مشاهداته في السعودية .

  2. #32
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    المدارج في كشف شبهات الخوارج:المقصد الثاني :أن ولاة الأمر لا يحكمون بشرع الله في حكمهم (9)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
    المقصد الثاني :
    شبهات الطعانين على الأمراء وتفنيدها
    الطعن الأول
    أن ولاة الأمر لا يحكمون بشرع الله في حكمهم
    ومعنى هذا الطعن :
    أن الدولة السعودية لا تحكم بالكتاب والسنة ، وإنما تحكم بالقوانين الوضعية!؟
    وهذا الطعن باطل من وجوه :
    الوجه الأول : أن ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية يصرحون ويعلنون في كل مناسبة أنهم يحكمون بشرع الله ، بالكتاب والسنة ولا يرضون بغيرهما بديلاً مهما كان الأمر .
    والوجه الثاني : أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال ؛ فالواقع الملموس المشاهد يدل دلالة صريحة أن المملكة تحكم بشرع الله في كل مرافق الحياة .
    ومجلس هيئة كبار العلماء قرر بالإجماع أن المملكة العربية السعودية – بحمد الله – تحكم شرع الله والمحاكم الشرعية منتشرة في جميع أرجائها ،ولا يمنع أحد من رفع ظلامته إلى الجهات المختصة في المحاكم أو ديوان المظالم .
    والوجه الثالث : أن العلماء أثنوا على هذه الدولة المباركة([1]) ، وبينوا فضلها ومكانتها وخدمتها للإسلام والمسلمين وإقامتها للتوحيد والسنة ومحاربتها للشرك والبدع - جزاها الله عن الإسلام والمسلمين كل خير - .
    قال الشيخ عبد العزيز ابن باز - رحمه الله تعالى - : العداء لهذه الدولة عداء للحق ، عداء للتوحيد ، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا : مصر ، الشام ، العراق ، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ ؟ أين هم ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة ؟ غير هذه الدولة([2]) اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها ؛ لإزالة كل شر وكل نقص ، علينا أن ندعو الله لها بالتوحيد والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال([3]) .
    وقال أيضاً - رحمه الله تعالى - :
    هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة لا بنشر الشر والكذب ولا بنقل ما يقال من الباطل بل يجب على من أراد الحق أن يبين الحق ويدعو إليه وأن يسعى إلى إزالة النقص بالطرق السليمة وبالطرق الطيبة وبالتناصح والتواصي بالحق هكذا كان طريق المؤمنين وهكذا حكم الإسلام وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الأمة .
    أما ما يقوم به - الآن - محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم وهم دعاة شر عظيم وفساد كبير والواجب الحذر من نشراتهم والقضاء عليها وإتلافها وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن .
    هذه النشرات التي تصدر من الفقيه أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق وتحذيرهم من هذا الباطل ويتركوه ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدعوا هذا الطريق الوخيم وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه وأن يعودوا إلى رشدهم وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم([4]).
    وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
    أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن - أعني : المملكة العربية السعودية - .
    وهذا بلا شك من نعمة الله علينا فلنكن محافظين على ما نحن عليه اليوم بل ولنكن مستزيدين من شريعة الله عز وجل أكثر مما نحن عليه اليوم ؛ لأنني لا أدعي الكمال وأننا في القمة بالنسبة لتطبيق شريعة الله لا شك أَننا نخل بكثير منها ولكننا خير - والحمد لله - من ما نعلمه من البلاد الأخرى .
    إننا في هذه البلاد نعيش نعمة بعد فقر وأَمناً بعد خوف وعلماً بعد جهل وعزاً بعد ذل بفضل التمسك بهذا الدين مما أوغر صدور الحاقدين وأقلق مضاجعهم يتمنون زوال ما نحن فيه ويجدون من بيننا وللأسف من يستعملونه لهدم الكيان الشامخ بنشر أباطيلهم وتحسين شرهم للناس] يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ[([5]).
    ولقد عجبت لما ذُكر من أن أحد الجهلة هداه الله ورده إلى صوابه يصور النشرات التي ترد من خارج البلاد التي لا تخلو من الكيد والكذب ويطلب توزيعها من بعض الشباب ويشحذ هممهم بأن يحتسبوا الأجر على الله .
    سبحان الله هل انقلبت المفاهيم ؟
    هل يطلب رضى الله في معصيته ؟
    هل التقرب إلى الله يحصل بنشر الفتن وزرع الفرقة بين المسلمين وولاة أمورهم ؟
    معاذ الله أَن يكون كذلك([6]).
    وقال الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله تعالى - :
    المملكة العربية السعودية ، مملكة إسلامية - ولله الحمد – وبحق يحكمها نظام الإسلام ، وتحكم شريعة الإسلام ، وأصول عملها وأنظمتها مقيدة بأن لا تخالف الإسلام([7]) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــ
    ([1]) وقد وفقني الله - عز وجل – لجمع كلمات للعلماء في الثناء على هذه الدولة السنية في رسالة بعنوان "الدرر السنية في ثناء العلماء على المملكة العربية السعودية" .
    ([2]) تأمل هذا القول جيداً ،وقارنه بمن يزعم -كذباً وزوراً- : أن المملكة العربية السعودية لا تحكم بشرع الله .
    ([3]) (فتاوى علماء الحرمين في الجماعات) .
    ([4]) مجموع الفتاوى والمقالات (9/97-100) .
    ([5]) (الحشر:2) .
    ([6]) وجوب طاعة السلطان للعريني (49) .
    ([7]) فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة (35) .

  3. #33
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    المدارج في كشف شبهات الخوارج:أن لعلماء عملاء للدولة وأنهم مباحث(6)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
    الطعن الخامس
    أن العلماء عملاء للدولة وأنهم مباحث
    ومعنى هذا الطعن :
    أن العلماء يعملون لصالح الدولة ،وأنهم ينقلون الأخبار لولاة الأمر .
    وهذا الطعن باطل من وجوه :
    الوجه الأول : إن كان المراد بأنهم يعملون للدولة أي أنهم يفتونهم بغير الحق مداهنة أو مضغوطاً عليهم ؛فعلماؤنا - بحمد الله - أهل دين وورع وتقوى ,وقد مرَّ الجواب على هذه الشبه الباطلة في الجواب عن الطعن الأول والثاني .
    وإن كان المراد بأنهم يعملون في هذه الدولة فهل هذه الدولة كافرة !! ؟؟
    ثم ما الفرق بينهم وبين كل من يعمل في هذه الدولة ، وهذه مغالطة تدل على خبث الطوية وسوء النية .نسأل الله العافية من الهوى والضلال .
    قال الشيخ محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - : محاولة التلبيس على الشباب ليعلنوا لهم أنهم هم العلماء وهم الدعاة وأن غيرهم مع السلطة .
    افرض أننا ـ جميعاً ـ مع السلطة ، هل السلطة كافرة ؟
    نحن مع السلطة والسلطة معنا . أنتم مع السلطة ، والسلطة معكم .
    أين تعيشون أنتم ألستم تعيشون تحت هذه السلطة ،موظفون في هذه السلطة .
    لماذا هذا الكذب ، من منكم بعيد عن السلطة ، تتعاملون معهم .
    يا سبحان الله هل هي سلطة كافرة .
    أما تحمد الله أنك تعيش تحت سلطة إسلامية يرجع حكامها وقضاتها عند إصدار الحكم إلى قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    لا يجوز هذا التلبيس ! راقبوا الله ربَّ العالمين ماهذا ([1]) ؟ اهـ
    وقال الشيخ أيضاً ـ رحمه الله تعالى ـ :ما يقوله بعض السفهاء في بعض طلاب العلم أن كل من يذكر الحكام بخير أو يدعو لهم أو يقول : إنها دولة إسلامية ؛ أنه من العملاء ومن كذا وكذا !
    هذا كلام لا ينبغي أن يلتفت إليه . كلام ساقط لا يقوله إلا الساقطون .
    نحن لا نخفي الولاء ، نعلن بالولاء ، فيجب أن نعلن ـ نحمد الله ـ أن كنا في ولاء حكام مسلمين لا نبالي من هذه الأقوال الرخيصة ولا نلتفت إليها وهكذا يجب على طلاب العلم وأهل الفضل أن لا يلتفتوا إلى مثل هذه الكلمات الساقطة وأن يكونوا صرحاء في الدعوة للحكام ومحاولة التقريب بين الراعي والرعية ليتحاببوا ويتعاونوا هذا الذي ندين الله به([2]) ا هـ .
    والوجه الثاني : أن قولهم فلان مباحث ؛ هذا يدل على أن عندهم أمراً لا يريدون أن يطلع عليه أحد ،وإلا فالحق واضح ، والشرع والحكم بما أنزل الله قائم - بحمد الله تعالى - ، ومن عنده أمر مريب خاف من كل قريب .
    والوجه الثالث : هل جهة المباحث جهة سيئة !!؟؟ هذه مغالطة ، فرجال هذه الجهة يراقبون الأوضاع الداخلية ، ويأخذون بيد كل مفسد يريد أن ينشر الفساد في الأرض ،كل من تسول له نفسه قتل الأبرياء أوالاعتداء على الضعفاء ، أما من كان بعيداً عن الفساد في الأرض فرجال هذه الجهة لا علاقة لهم به ،فمن ديدنه دائماً فلان مباحث ،هذا رجل عنده أمر سيئ ؛ فساد وريبة يخاف أن يطلع عليه أحد .
    والوجه الرابع : أن الواجب على كل مسلم مستطيع ، اطلع على من تسول له نفسه الفساد في الأرض أن يبلغ ولاة الأمر ليكفوا شره ،ويأخذوا بيده ،وينتشر الأمن ويعم الأمان . ومن كتم وسكت عن أمثال هؤلاء أهل الفساد والشر فقد خان الأمانة ، ولم ينصح لولي الأمر .
    قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى – معلقاً على قول عوف بن مالك - راداً على من قال : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء - : كذبت ، ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه"- : هذا من إنكار المنكر ، ومن النصيحة لولاة الأمور ، فالمسلم يبلغهم مقالات المفسدين والمنافقين من أجل أن يأخذوا على أيدي هؤلاء ؛ لئلا يخلوا بالأمن ويفرقوا الكلمة ، فتبليغ ولاة أمور المسلمين كلمات المنافقين ودعاة السوء ، الذين يريدون تفريق الكلمة ، والتحريش بين المسلمين ؛ هو من الإصلاح ومن النصيحة لا من النميمة([3]) ؛ [لأن عوف بن مالك رضى الله عنه فعل ذلك ولم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فدل على أن هذا من النصيحة وليس من النميمة المذمومة] ([4]) ، [فلا يجوز التستر على من يبيت شراً للمسلمين ، بل يجب على من علم بحاله أن يخبر عنه ، حتى يسلم المسلمون من شره ، فإذا كان هناك خلية فيها خطر على المسلمين ، وفيها شر على المسلمين فيجب إبلاغ ولاة الأمور عنهم ليأخذوا على أيديهم ويكفو شرهم عن المسلمين] ([5]).
    وسئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى – عن فتوى تقول بجواز قتل رجال المباحث ؛ لأنهم مرتدون ؟
    فأجاب - حفظه الله تعالى - : هذا مذهب الخوارج ، فالخوارج قتلوا علي بن أبي طالب رضى الله عنه ألا يقتل رجال الأمن ؟؟ هذا هو مذهب الخوارج ، والذي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم نسأل الله العافية([6]) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــ
    ([1]) النصيحة .

    ([2]) (حقوق الإنسان 1/ب) .

    ([3]) إعانة المستفيد (2/189) .

    ([4]) إعانة المستفيد (2/191) .

    ([5]) (فتاوى العلماء في الأحداث الراهنة/تفجيرات الرياض) والفتاوى الشرعية للحصين (96-97) .

    ([6]) (فتاوى العلماء في الأحداث الراهنة/تفجيرات الرياض) والفتاوى الشرعية للحصين (97) .

  4. #34
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    المدارج في كشف شبهات الخوارج: أن العلماء لا ينكرون على الحكام علانية ولا يناصحونهم(5)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الشيخ أحمد بازمول حفظه الله تعالى فى رسالته المدارج في كشف شبهات الخوارج:
    الطعن الرابع
    أن العلماء لا ينكرون على الحكام علانية ولا يناصحونهم
    ومعنى هذا الطعن :
    أن العلماء لا يبينون الأحكام لولاة الأمر ولا ينكرون عليهم علانية أمام الناس ، فهم مقصرون في ذلك ، وكاتمون للعلم خوفاً على مناصبهم ووظائفهم .
    وهذا الطعن باطل من وجوه :
    الوجه الأول : أن النصيحة لولي الأمر من أهم أمور الدين فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" ([1]).
    قال أبونعيم الأصبهاني :" من نصح الولاة والأمراء اهتدى ومن غشهم غوى واعتدى " ([2]) . فكيف يقصر العلماء في النصيحة ولا يؤدونها على وجهها ؟!!
    والوجه الثاني : أنَّ النصيحة لولي الأمر سراً أصل من أصول المنهج السلفي الذي خالفه أهل الأهواء والبدع كالخوارج : إذ الأصل في النصح لولي الأمر الإسرار بالنصيحة وعدم العلن بها ويدل عليه ما رواه عِيَاض قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ فَيَخْلُوَ بِهِ فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ " ([3]).
    وروى شَقِيق عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ :قِيلَ لَهُ أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فَقَالَ أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ " ([4]).
    قال الشيخ ابن باز –رحمه الله تعالى - معلقاً على أثر أسامة رضى الله عنه : لما فتحوا الشر في زمن عثمان رضى الله عنه وأنكروا على عثمان رضى الله عنه جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً حتى أبغض الناس ولي أمرهم وحتى قتلوه . نسأل الله العافية ([5]).
    وعن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ أنه قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى فقُلْتُ له : إِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ وَيَفْعَلُ بِهِمْ قَالَ فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فَإِنْ قَبِلَ مِنْـكَ وَإِلَّا فَدَعْـهُ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ " ([6]).
    فتأملوا كيف أن الصحابي الجليل ابن أبي أوفى رضى الله عنه منعه من الكلام في السلطان وأمره بنصيحته سراً دون العلانية .
    وقال سعيد بن جبير : قلت لابن عباس : آمر السلطان بالمعروف ، وأنهاه عن المنكر ؟
    فقال ابن عباس : إن خفت أن يقتلك فلا .
    قال سعيد : ثم عدت فقال لي مثل ذلك . ثم عدت فقال لي مثل ذلك .
    وقال ابن عباس : إن كنتَ لا بُدَّ فاعلاً ففيما بينك وبينه " ([7]).
    فتدبروا موقف هذا الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المسألة العظيمة حيث أمره بالسرية في النصح .
    وقيل لمالك بن أنس : إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون ؟
    فقال : يرحمك الله فأين التكلم بالحق([8]) .
    وقال الشوكاني :" ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد بل كما ورد في الحديث أنه يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله " ([9]).
    وقال أئمة الدعوة :ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس([10]).
    وسئل الشيخ صالح الفوزان : ما هو المنهج الصحيح في المناصحة وخاصة مناصحة الحكام أهو بالتشهير على المنابر بأفعالهم المنكرة ؟ أم مناصحتهم في السر ؟ أرجو توضيح المنهج الصحيح في هذه المسألة ؟
    فأجاب حفظه الله :
    العصمة ليست لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالحكام بشر يخطئون ولا شك أن عندهم أخطاء وليسوا معصومين ولكن لا نتخذ من أخطائهم مجالاً للتشهير بهم ونزع اليد من طاعتهم حتى وإن جاروا وإن ظلموا حتى وإن عصوا ما لم يرتكبوا كفراً بواحاً كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ([11])،وإن كان عندهم معاص وعندهم جور وظلم فإن الصبر على طاعتهم جمع للكلمة ووحدة للمسلمين وحماية لبلاد المسلمين وفي مخالفتهم ومنابذتهم مفاسد عظيمة أعظم من المنكر الذي هم عليه يحصل ما هو أشد من المنكر الذي يصدر منهم ما دام هذا المنكر دون الكفر ودون الشرك .
    ولا نقول : إنه يسكت على ما يصدر من الحكام من أخطاء ، لا ، بل نعالج ولكن تعالج بالطريقة السليمة بالمناصحة لهم سراً والكتابة لهم سراً . وليست بالكتابة التي تكتب ويوقع عليها جمع كثير وتوزع على الناس هذا لا يجوز بل تكتب كتابة سرية فيها نصيحة ، تسلم لولي الأمر أو يكلم شفوياً أما الكتابة التي تكتب وتصور وتوزع على الناس فهذا عمل لا يجوز؛ لأنه تشهير وهو مثل الكلام على المنابر بل هو أشد بل الكلام يمكن أن ينسى ولكن الكتابة تبقى وتتداولها الأيدي فليس هذا من الحق .
    وأولى من يقوم بالنصيحة لولاة الأمور هم العلماء وأصحاب الرأي والمشورة وأهل الحل والعقد قال تعالى ]وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ[([12]) فليس كل أحد من الناس يصلح لهذا الأمر وليس الترويج للأخطاء والتشهير بها من النصيحة في شيء بل هو من إشاعة المنكر والفاحشة في الذين آمنوا ولا هو من منهج السلف الصالح وإن كان قصد صاحبها حسناً طيباً وهو إنكار المنكر بزعمه لكن ما فعله أشد منكراً مما أنكره وقد يكون إنكار المنكر منكراً إذا كان على غير الطريقة التي شرعها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لم يتبع طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم الشرعية التي رسمها حيث قال صلى الله عليه وسلم :"من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" ([13]).
    فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الناس ثلاثة أقسام :
    منهم : من يستطيع أن يزيل المنكر بيده وهو صاحب السلطة أي ولي الأمر أو من وكل إليه الأمر من الهيئات والأمراء والقادة .
    والقسم الثاني : العالم الذي لا سلطة له فينكر بالبيان والنصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة وإبلاغ ذوي السلطة بالطريقة الحكيمة .
    والقسم الثالث : من لا علم عنده ولا سلطة فإنه ينكر بقلبه فيبغضه ويبغض أهله ويعتزلهم([14]) اهـ
    والوجه الثالث : أن النصيحة السلطان أمام الناس علانية بحضرته مع إمكان نصحه سراً : فضيحة وليست بنصيحة وهي محرمة لا تجوز للأمور التالية :
    1- مخالفتها لحديث عياض بن غَنْم رضى الله عنه الذي فيه الأمر بالإسرار .
    2- مخالفتها لآثار السلف كأسامة بن زيد وعبدالله بن أبي أوفى وغيرهما.
    3- لقوله صلى الله عليه وسلم : " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " ([15]).
    قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى - :" إذا كان الكلام في الملك بغيبة أو نصحه جهراً والتشهير به من إهانته التي توعد الله فاعلها بإهانته ، فلا شك أنه يجب مراعاة ما ذكرناه ـ يريد الإسرار بالنصيحة ـ لمن استطاع نصيحتهم من العلماء الذين يَغْشَوْنَهم " ([16]).
    وقال الشيخ أحمد النجمي : الإنكار العلني على الولاة أمر محدث ولم يكن من أصول السنة فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله ، فليكره ما يأتي ولا ينزعن يداً من طاعة " ([17]). هكذا يقول نبي الله صلى الله عليه وسلم إذاً فلا يجوز الإنكار العلني على المنابر ؛ لأن الأضرار التي تترتب عليه أكثر من فائدته([18]) اهـ .
    والوجه الرابع : أن العلماء لا يذكرون ما يفعلونه مع الولاة للناس خوفاً من المفسدة قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - : بيان ما نفعله مع الولاة فيه مفسدتان :
    المفسدة الأولى : أن الإنسان يخشى على نفسه من الرياء فيبطل عمله .
    المفسدة الثانية : أن الولاة لو لم يطيعوا صار حجة على الولاة عند العامة فثاروا وحصل مفسدة أكبر([19]) اهـ
    والوجه الخامس : أنَّ ذكر أخطاء الولاة في المجالس والمواعظ والخطب محرم لا يجوز لما يلي :
    (1) لأنها من باب إشاعة الفاحشة والله عز وجل يقول :]إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[([20]) .
    (2)ولأنها غيبة وبهتان على ولي الأمر قال تعالى ]وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا[([21]) . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ؟ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ" ([22]) . فنهى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة ولا شك أن الكلام في ولي الأمر من الغيبة في غيبته إن كان حقاً فإن كان كذباً فهو من البهتان .
    (3)ولأن هذه الصورة تدخل في القالة بين الناس مما يترتب عليها من الفتنة والبلبلة فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَالَ :" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ : الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ " ([23]) .
    (4)ولأنها تؤدي إلى سفك الدماء وإلى القتل .قال عبدا لله بن عكيم الجهني : لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان !!
    فقيل له : يا أًبا معبدٍ أًوَ أًعنت على دمِهِ ؟
    فيقول : إِني أُعِدُّ ذِكْرَ مساويه عوناً على دمِهِ ! " ([24]).
    والوجه السادس : أن نشر هذه الأمور لا ريب أنه مما يسبب الفتنة قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء ، وهذا شأن الفتن ، كما قال تعالى ]وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً[([25]) وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله([26]) اهـ
    وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى - : توزيع الأشرطة الخبيثة التي تدعو إلى الفرقة والاختلاف وسب ولاة الأمور والعلماء لا شك أنها من أعظم المنكرات.
    والواجب الحذر منها سواء كانت جاءت من لندن من الحاقدين والجاهلين الذين باعوا دينهم وباعوا أمانتهم على الشيطان من جنس محمد المسعري ومن معه الذين أرسلوا الكثير من الأوراق الضارة المضلة والمفرقة للجماعة يجب الحذر منهم ويجب إتلاف ما يأتي من هذه الأوراق لأنها شر وتدعو إلى الشر وما هكذا النصيحة .
    فالنصيحة تكون بالثناء على ما فعل من الخير والحث على إصلاح الأوضاع والتحذير مما وقع من الشر هذه طريقة أهل الخير الناصحين لله ولعباده([27]) اهـ .
    وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى - : " بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضاً بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب ،ولا ريب أن سلوك هذا الطريق والوقوع في أعراض الولاة لا يزيد في الأمر إلا شدة فإنه لا يحل مشكلاً ولا يرفع مظلمة إنما يزيد البلاء بلاءاً ويوجب بغض الولاة وكراهيتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم فيها " ([28]).
    والوجه السابع : أن إشاعة هذه الأمور هو من باب الخروج على ولي الأمر.
    قال الشيخ أحمد النجمي : اعلم أن الخروج ينقسم إلى قسمين :
    خروج بالقول وهو ذكر المثالب علناً في المجامع وعلى رؤوس المنابر ؛ لأن ذلك يعد عصياناً لهم وتمرداً عليهم وإغراءاً بالخروج عليهم وزرعاً لعدم الثقة فيهم وتهييجاً للناس عليهم وهو أساس للخروج الفعلي وسبب له ([29]) اهـ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
    ([1]) أخرجه مسلم في الصحيح (2/48رقم55ـ نووي) .
    ([2]) فضيلة العادلين (140) .
    ([3]) صحيح :أخرجه أحمد في المسند (3/403) وابن أبي عاصم في السنة (507رقم1096) .
    والحديث صححه الألباني في ظلال الجنة (507) .
    ([4]) أخرجه البخاري في الصحيح (6/331رقم3267ـ فتح) ومسلم في الصحيح(18/159رقم2989ـ نووي).
    ([5]) المعلوم23 والمعاملة 44 .
    ([6]) حسن :أخرجه أحمد في المسند (4/382) وابن أبي عاصم في السنة (424رقم2905) .
    وحسنه الألباني في ظلال الجنة (424) .
    ([7]) صحيح :أخرجه ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعـروف (113رقم76) والبيهقي في الشعب (13/273رقم7185،7186) .
    ([8]) أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح (1/30) .
    ([9]) السيل (4/556) .
    ([10]) نصيحة مهمة 30 .
    ([11]) أخرجه البخاري في الصحيح (13/5رقم7055ـ فتح) ومسلم في الصحيح (12/316رقم1709ـ نووي) من حديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه .
    ([12]) (النساء : 83) .
    ([13]) أخرجه مسلم في الصحيح (2/27رقم49ـ نووي) من حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه .
    ([14]) كتاب الأجوبة المفيدة (24) .
    ([15]) حسن :أخرجه أحمد في المسند (5/42) والترمذي في السنن (4/435رقم2224) من حديث أبي بكرة رضى الله عنه .
    والحديث صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/485رقم2224) .
    ([16]) مقاصد الإسلام ص393 .
    ([17]) أخرجه مسلم في الصحيح (12/340رقم1855ـ نووي) .
    ([18]) الفتاوى الجلية (10) .
    ([19]) أسئلة حول لجنة الحقوق الشرعية ، ومدارك النظر (211).
    ([20]) (النور:19) .
    ([21]) (الحجرات : 12)
    ([22]) أخرجه مسلم في الصحيح (16/214رقم2589ـ نووي) .
    ([23]) أخرجه مسلم في الصحيح (16/240رقم2606ـ نووي) .
    ([24]) صحيح :أخرجه ابن سعد في الطبقات (6/115) .
    ([25]) (الأنفال : 25) .
    ([26]) منهاج السنة النبوية (4/343) .
    ([27]) مجموع الفتاوى والمقالات (8/410-411) .
    ([28]) وجوب طاعة السلطان للعريني ص23-24 .
    ([29]) المورد العذب الزلال (20) .

قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •