الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبدالله
أستاذنا أحمد,, مشاركة من يملك فكرك بالتأكيد مكسب لأي موضوع, و أتمنى ألا تبخل علينا بمشاركاتك (كما تفعل مؤخرا),,,
الدكتور عدنان ابراهيم (رغم اختلافي معه في بعض المسائل) إلا أن له رسائل أسمى من جميع من تكلم باسم الدين في وقتنا الحالي و خصوصا من اتخذ الدين مطية لتحقيق أهداف شخصية.
عدنان بالتأكيد انسان يخطئ و يصيب, و من منا ليس منزه عن الخطأ.
ما يفرق عدنان عن غيره أنه يبين حجته بعيدا عن تكفير من يخالفه الرأي, كما أنه يناقش أي موضوع يطرحه من زوايا مختلفة و يحفظ للجميع الحق بالاختلاف معه.
للأسف في وقتنا الحالي اعتدنا أن نرمي من يخالف مذهبنا و أفكارنا المستقاة من اجتهادات علماء سبقونا بالرفض و التشيع كأن هذا الدين ليس فيه مجال للاجتهاد إلا لمن سبقنا!! الدين أوسع و أرحم من دائرتهم الضيقة جداً.
(للأسف القذف بالتشيع و الرفض رائج هذه الأيام لدى القطيع)
أولا أعتذر عن تأخري في الرد وذلك لأشغال العيد .. فكل عام والجميع بخير ..
ثانيا .. أشكر لك مجاملتك الرقيقة ..
ثالثا .. الدكتور عدنان له بعض الآراء والأفكار الجميلة وهذا شيء لا يُنكره مُنصف .. ولكنه للأسف الشديد كما ظهر في العديد من مقاطعه التي تبث أنه يغالي في محاولة إقناع الآخرين بفكرته بمحاولة تشويه سُمعة من يخالفون توجهاته .. وهذا للأسف الشديد يناقض كل ما يدّعيه من أنه متفتح الذهن ومتقبّل للأفكار التي يطرحها الآخرين حتى وإن بدت غير صحيح بالنسبة له ..
قد يظهر للبعض أن الدكتور عدنان إبراهيم قويّ الحُجّة .. صحيح الأدلّة .. ولكن حتى إن كان ذلك صحيحا في بعض الحالات (وليس جميعها) فهذا لا يُبرر له أبدا الانتقاص من الآخرين والتقليل منهم فقط لأنهم خالفوه الرأي فهو دائما ما يستخدم عبارات "هَبَل" و"ترّهات" و"سخافات" وغيرها من عبارات الانتقاص التي لا تليق بمن يريد أن يقنع الناس بقوة حُجّته .. وصِحّة أدلّته ..
صحيح أن الكثيرين رموا الدكتور عدنان بالتشيع والرافـضية .. وبعضهم اتهمه بالزندقة والبعض أخرجه من الملة وهذا شأن كل من يأتي بأفكار تخالف السائد بين الناس عبر التاريخ وفي جميع الديانات وليس الإسلام فقط .. ومن رأيي أنه لا يجوز الحكم على خروج شخص من الملة من الأفراد ولا أرى داعيا لنشر هذه الأقوال بين العوام لأنها تجعلهم يسيرون خلف أصحاب الآراء حتى وإن كانوا مخطئين وإن من أعظم الذنوب تكفير المسلم
ولكن هذا كله لا يبرر لا لعدنان إبراهيم ولا لغيره أن يفجروا في الخصومة ويذهبوا إلى النقيض وإلى أقصى الطرف الآخر .. فالواجب على المسلم أن يكون أمينا في طرحه .. واضحا في أفكاره وتوجهاته .. وفوق هذا كله أن يكون مؤدبا في نقاشه فلا يرمي الناس بألفاظ لا تليق برجل مسلم .. ولا برجل متعلم يحمل شهادة الدكتوراه .. فماذا ترك للرعاع إذا سلك هذا المسلك؟
أخيرا .. أنا مثلك أرى أن باب الاجتهاد مفتوح للمسلمين إلى يوم الدين ولا يمنعنا من التفكر والتدبر في دلائل من سبقونا ومحاولة معرفة ما إذا أصابوا أم أخطأوا .. وإذا أدركنا أنهم أخطأوا فهذا لا يعني أن نسبهم أو نشتمهم أو نقول أنهم كانوا غير أمينين على الأمة .. ولكن نقول اجتهدوا فأخطأوا ..
أما السرائر فاتركوها لله عز وجل ..