.



فهل لغريبٍ طوحتهُ يدُ النَّوى ** رجوعٌ ؟ وهل للحائماتِ ورودُ ؟
وهل زمنٌ ولَّى ، وعيشٌ تقيضَت ** غَضَارَتُهُ بَعْدَ الذَّهَابِ يَعُودُ؟
أُعَلِّلُ نَفْسِي بالْقَدِيمِ، وَإِنَّمَا ** يَلَذُّ اقْتِبالُ الشَّيءِ وَهْوَ جَدِيدُ

ألا أيُّها اليومُ الَّذى لم أكنْ لهُ ** ذكوراً ، سِوى أَن قيلَ لى هوَ عيدُ
أَتَسْأَلُنَا لُبْسَ الْجَدِيدِ سَفَاهَة ً ** وأثوابنا ما قَدْ علِمْتَ حديدُ ؟
فَحَظُّ أُناسٍ مِنْهُ كَأْسٌ وقَيْنَة ٌ ** وحظُّ رجالٍ ذُكرَة ٌ ونشيدُ
ترى أَهلَهُ مستَبشرينَ بِقربِهِ ** فَهُمْ حَوْلَهُ لا يَبْرَحُونَ شُهُودُ
إذا سارَ عنهُمْ سارَ وهو مكرَّمٌ ** وإن عادَ فيهِمْ عادَ وهوَ سعيدُ
يُخَاطِبُ كُلاًّ بِالَّذِي هُوَ أَهْلُهُ ** فمُبدئُ شُكرٍ تارة ً ومعيدُ



( البارودي وقد جاءه العيد وهو في الحرب )