تابع الرد
اما مسألة سيد قطب
فلو افترضنا صحة ماقاله فضيلة الشيخ بكر ابو زيد في ان قول قطب بحق القرآن هو زلة لسان ولم يكن يقصد ذلك
فبماذا نفسر ونبرر
تكفيره للمجتمعات وبماذا نفسر شهادة احد منظري الاخوان الدكتور يوسف القرضاوي على قطب بالتكفير
قال سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن (مجلد2/ج7/ص1057) :"البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن فى مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابًا يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد" اهـ بحروفه.
وتجده يقول :
في ( الظّلال ) المجلّد الثاني ص 1057قال : ( لقد استدار الزّمان كهيئته يوم جاء هذا الدّين إلى البشرية ، وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزّل هذا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويوم جاءها الإسلام مبنيا على قاعدته الكبرى : شهادة أن لا إله إلا الله
وقال سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" صفحة (101): "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة، لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين
بالعبودية لله وحده في نظام حياتها..".
وقال سيد قطب: "إنه ليست على وجه الأرض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي"، وذلك في كتابه "في ظلال القرآن"، الجزء الرابع صفحة (2122) طبعة دار الشروق.
وقد شهد عليه بذلك
الدّكتور يوسف القرضاوي في كتابه ( أولويات الحركة الإسلامية ) ص 110
حيث يقول:
( في هذه المرحلة ظهرت كتب الأستاذ سيّد قطب التي تمثّل المرحلة الأخيرة من تفكيره ، والتي تنضح بتكفير المجتمع , وتعجيل الدّعوة إلى النّظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الاجتهاد, وتدعوا إلى العُزلة الشعورية عن المجتمع , وقطع العلاقة مع الآخرين, وإعلان الجهاد الهجوميّ على النّاس كافّة ...)
وبماذا نفسر ونبرر طعن قطب في الصحابة رضي الله عنهم ؟!
حيث قال عن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في كتابه العدالة الاجتماعية طبعة دار الشروق المصرية ص 159 وما بعدها:
1- هذا التصور لحقيقة الحكم قد تغير شيئاً ما دون شك على عهد عثمان .
2- لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ومن ورائه مروان بن الحكم يصرف الأمور بكثير من الانحراف .
3- طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهله .
4- منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم .
5- زيد بن الأرقم خازن مال المسلمين يستشعر روح الإسلام فيقول لعثمان : أظنك يا أمير المؤمنين أخذت من المال عوضاً عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
6- غضب عثمان من زيد بن أرقم الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين.
7- والخليفة ( أي عثمان بن عفان رضي الله عنه ) في كبرته لا يملك أمره من مروان .
8- الثورة ضد عثمان كانت ثورة من روح الإسلام .
9- مروان بن الحكم يلعب بالخليفة ( أي عثمان رضي الله عنه ) فسار سيقة له يسوقه حيث شاء .
10- الخليفة ( عثمان بن عفان رضي الله عنه ) يؤثر أهله ويمنحهم مئات الألوف ويعزل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويولي أعداء رسول الله .
11- عهد عثمان الذي تحكم فيه مروان فجوة بين خلافة الشيخين أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم .
وقال عن معاوية بن ابي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما في كتابه (كتب وشخصيات ) ص / 242 : ( إن معاوية وعمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح وهو ( يعني : علياً ) مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل فلا عجب أن ينجحا ويفشل وانه لفشلٌ أشرف من كل نجاح !! )
وقال عن معاوية بن ابي سفيان وعمرو بن العاص وابوسفيان وهند بنت عتبه رضوان الله عليهم في كتابه العدالة الإجتماعية في الإسلام صفحة 172 ومابعدها
1- فلما جاء معاوية وصَيَّرَ الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية لم يكن ذلك من وحي الإسلام إنما من وحي الجاهلية.ولم يكتف بهذا بل شمل بني أمية جميعاً فقال : فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها وما كان الإسلام لها إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات .
2- ثم يذكر يزيد بن معاوية بأسوأ الذكر ثم يقول : وهذا هو الخليفة الذي يفرضه معاوية على الناس مدفوعا إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام دافع العصبية العائلية القبلية وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه فمعاوية هو بن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية فهو منه ومنهم برئ
3- ولسنا ننكر على معاوية في سياسة الحكم ابتداعه نظام الوراثة وقهر الناس عليها فحسب إنما ننكر عليه أولاً وقبل كل شئ إقصاءه العنصر الأخلاقي في صراعه مع علي وفي سيرته في الحكم بعد ذلك إقصاء كاملاً لأول مرة في تاريخ الإسلام فكانت جريمة معاوية الأولى التي حطمت روح الإسلام في أوائل عهده هي نفي العنصر الأخلاقي من سياسته نفياً باتاً ومما ضاعف الجريمة أن هذه الكارثة باكرت الإسلام ولم تنقض إلا ثلاثون سنة على سننه الرفيعة ولكي ندرك عمق هذه الحقيقة يجب أن نستعرض صورا من سياسة الحكم في العهود المختلفة على أيدي الملوك من أمية ومن بعدهم من بني العباس بعد أن خنقت روح الإسلام خنقا على أيدي معاوية وبني أمية.
4-ومضي علي رضي الله عنه إلى رحمة ربه وجاء معاوية بن هند وابن أبي سفيان
ثم يقول : فلئن كان إيمان عثمان وورعُه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية لقد انهار هذا الحاجز وانساح هذا السد وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام وجاء معاوية تعاونه العصبة التي على شاكلتِه وعلى رأسِها عمرو بن العاص قوم تجمعهم المطامع والمآرب وتدفعهم المطامح والرغائب ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير " .
ثم قال : ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية فنحن لا نؤرخ له هنا وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك لنعلم أي رجل هو ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين
ثم ينقل خطبة يزعم أنها لمعاوية في أهل الصلح يجئ فيها قول معاوية : وكل شرط شرطه فتحت قدمي هاتين ثم يعقب عليه مستدركا ( والله تعالى يقول : وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً ) 34 الإسراء.
والله يقول : وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير ) 72 الانفال
فيؤثر الوفاء بالميثاق للمشركين المعاهدين على نصرة المسلمين لإخوانهم في الدين أما معاوية فيخيس بعهده للمسلمين ويجهر بهذه الكبيرة جهرة المتبجحين إنه من أمية التي أبت نحيزتها أن تدخل في حلف الفضول.
6-ثم يذكر خطبة أخرى لمعاوية في أهل المدينة : أما بعد فإني والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم .
ثم يعلق عليها فيقول : أجل ما وليها بمحبة منهم وإنه ليعلم أن الخلافة بيعة الرضى في دين الإسلام ولكن ما لمعاوية وهذا الإسلام وهو بن هند وابن أبي سفيان ؟
7- وأما معاوية بعد على فقد سار في سياسة المال سيرته التي ينتفي منها العنصر الأخلاقي فجعله للرشى واللهى وشراء الذمم في البيعة ليزيد وما أشبه هذه الأغراض بجانب مطالب الدولة والأجناد والفتوح بطبيعة الحال.
8-ثم قال شاملا بني أمية : هذا هو الإسلام على الرغم مما اعترض خطواته العملية الأولى من غلبة أسرة لم تعمر روح الإسلام نفوسها فآمنت على حرف حين غلب الإسلام وظلت تحلم بالملك الموروث العضوض حتى نالته فسارت بالأمر سيرة لايعرفها الإسلام .
هذا ما جاء في ذكر معاوية وعلى بني أمية وعلى عمرو بن العاص وأما ما جاء عن أبي سفيان بن حرب فانظر ماذا يقول :
9 -أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام فهو إسلام الشفة واللسان لا إيمان القلب والوجدان وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد بينما يتظاهر بالإسلام ولقد ظلت العصبية الجاهلية تسيطر على فؤاده وقد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين ، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها .
10- ولقد كان أبو سفيان يحلم بملك وراثي في بني أمية منذ تولي الخلافة عثمان فهو يقول : يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة فو الذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة وما كان يتصور حكم المسلمين إلا ملكا حتى أيام محمد صلى الله عليه وسلم فقد وقف ينظر إلى جيوش الإسلام يوم فتح مكة ويقول للعباس بن عبد المطلب : والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما فلما قال له العباس : إنها النبوة قال : نعم إذن نعم إذن وإنها لكلمة يسمعها بإذنه فلا يفقهها قلبه فما كان مثل هذا القلب ليفقه معنى الملك والسلطان.
11- ذلك أبو معاوية فأما أمه هند بنت عتبة فهي تلك التي وقفت يوم أحد تلغ في الدم إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة لا يشفع لها في هذه الفعلة الشنيعة حق الثأر على حمزة فقد كان قد مات وهي التي وقفت بعد إسلام زوجها كرها بعد إذ تقررت غلبة الإسلام تصيح : اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه قبح من طليعة قوم هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم ؟ !!
هذا ماقاله في صحابة رسول الله رضوان الله عليهم وكما هو معلوم
بأن التشكيك أوالطعن في أحد من الصحابة سيجر إلى ماهو أسوأ حتى نصل إلى التشكيك في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وفى كتاب الله حيث إن الطعن فى الناقل طعن في المنقول فالصحابة نقلوا إلينا القرآن والطعن فيهم إنما طعن فيما نقلوه إلينا ألا وهو القرآن وكذلك السنة النبوية
وكذلك بماذا نفسر طعنه وتهكمه بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام
قال في ذمه لموسى عليه السلام : ( لنأخذ موسى ,إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج [[التصوير الفني للقرآن ص200 -
وقال : (وهنا يبدوا التعصب القومي كما يبدوا الانفعال العصبي )معلقاً على قوله: ( فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) – المصدر السابق ص200 –
وقال أيضاً : ( وتلك سمة العصبيين ) معلقاً على قوله تعالى : ( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ) – المصدر السابق ص201 – – وقال : (تقابل شخصية موسى شخصية إبراهيم ,إنه نموذج الهدوء والتسامح والحكمة) معلقاً على قوله تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ) – المصدر السابق ص 203 –
والسؤال الآن : هل يتكلم سيد قطب عن موسى النبي الرسول الذي قال الله عنه في القرآن: ﴿وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهًا (69) ﴾ (سورة الأحزاب) وموسى عليه السلام مدحه الله في ﴿وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)﴾ (سورة مريم)، وقال له: ﴿إِنَّكَ مِنَ الآَمِنِينَ (31) ﴾ (سورة القصص) وقال:﴿ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ( 164) ﴾ (سورة النساء)،
إن كان يتكلم عنه فمن يذب عن عرض موسى الوجيه الرسول النبي المخلص الكليم الأمين ؟؟؟؟
ولا أملك إلا أن اقول لكل من اتبع سيد فى كلامه على سيدنا موسى
قال الله تعالى : “ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ” سورة الصف
سيد قطب وكلامه فى نبي الله سليمان !!
وأما ذمه وقدحه لأنبياء الله سليمان وداود , فقال فيهم- ( .. إنها قصة سليمان مع بلقيس , وكلاهما شخصية واضحة : شخصية ( الرجل ) !وشخصية : ( المرأة ) !ثم شخصية (الملك النبي ) وشخصية ( الملكة ) … إن سليمان النبي لملك وإنه أيضاً ( لرجل ) ! … وهنا يستيقظ ( الرجل ) الذي يبهر ( المرأة ) بقوته وسلطانه !! ثم وضع بين قوسين : (وسليمان هو ابن داود !صاحب التسع والتسعين نعجة الذي فتن في نعجة واحدة )!!! فهاهو ذا يريد أن يأتي بعرش الملكة قبل أن تجيء وأن يمهد لها الصرح من قوارير !!).ويعلق في الهامش (ص213):عند قوله:(وسليمان هو ابن داود) قائلاً : (في قصة داود في القرآن إشارة إلى فتنته بامرأة مع كثرة نسائه…!) . يشير إلى الاسرائليات المكذوبة في هذا الأمر) ثم ها هو ذا ( الرجل ) يستيقظ في سليمان مرة أخرى !!! (قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ) وهنا يتهيأ (المسرح) لاستقبال الملكة , ونمسك نحن أنفسنا في ارتقاب مقدمها . فإذا بهرتنا المفاجأة الثانية,وأحست( بغريزتها )أن إعداد المفاجأة لها دليل على عناية(الرجل)! ألقت السلاح وألقت بنفسها إلى الرجل الذي بهرها وأبدى اهتمامه بها , بعد الحذر الأصيل في طبيعة المرأة , والتردد الخالد في نفس حواء ! وهنا يسدل الستار … ) انتهى – التصوير الفني في القرآن ط دار الشروق ص 210 وما بعدها
هذا على سبيل الذكر لاالحصر والا فطوام قطب كثيرة في معظم كتبه
فالمنطق السليم يقول ان من يتجرأ على الأنبياء عليهم السلام وعلى الصحابة رضي الله عنهم فلايستبعد عنه تجرأه على نشر الفتن بين المسلمين والتلبيس عليهم لأنه بطبيعة الحال قد كسر حاجز المعصية والمعصية تجر اختها ومن يتساهل في ذلك قد يتساهل فيماهو اعظم من ذلك فلايستبعد دخولهم او استدراجهم في منظمات او اغرائهم من قبل منظمات من حيث يعلمون اولايعلمون !!
فكيف يوثق بمثل هؤلاء ويؤخذ عنهم مفاهيم او تعاليم دينيه او غير ذلك لاسيما واذا امعنا النظر في مسيرة قطب نجد انه اديب اكثر من ان يكون عالم دين اومفكر اسلامي لأنه في تناوله لأمور الدين والتفسير بعيد كل البعد عن طريقة السلف الصالح وابتدع له طريقة عجيبه فيها من التمويه والإسقاطات التي تجعل المرء في دوامة لامفر منها وتفتح له وساوس الشيطان
لاسيما وانه اذا رجعنا الى نشأة قطب نجد انه قد عاش فترات من الضياع الفكري والأدبي والتي كادت ان تلقي به في الإلحاد وعاش صراع نفسي عبر عنه بقوله
اعيش بلاماضي كأني نبتة على السطح تطفو في مهب الأعاصر
انقب عن ماضي ّ بين سرائري فألمحه كالوهم وطيف عابر
انقب عن نفسي التي فقدتها بنفسي التي اعيا بها غير شاعر
ياترى بماذا نفسر زيارة قطب لنواب صفوي وطباعة صورته على الطابع البريدي الإيراني
http://www.youtube.com/watch?v=JYMSMxCiIRk
علماً بأن عليه شبهات ومنها وماورد في مقابلة للقيادي في جماعة الاخوان ثروت الخرباوي
بأنه مخترق من قبل الماسونيه
http://www.youtube.com/watch?v=X40TYX-m0Uw
حتى وان قلنا بأن ماورد في هذه المقابلة كذب وتلفيق لكن الذي يبعث في انفسنا الحيرة
هو التخبط في معظم مؤلفاته وفي مواضيع شتى كما ذكرنا انفاً الا يعاضد ذلك ماورد في المقابلة ولو بشيء نسبي !!!؟
ومايجعلنا في حيرة اشد تصريح سيد قطب في خاتمة كتابه التصوير الفني للقرآن الكريم صفحة 255 هذا مانصه ( وأنا اجهر بهذه
الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم اخضع في هذا لعقيدة
دينية تغل فكري عن الفهم )
فهذا دليل على ان منهجية قطب هو التأليف بهذه الطريقة المعوجه وهو ترك العقيدة الدينية جانباً والتأليف استنادا على الفكر فقط من غير ضوابط شرعية !!
والسؤال هل العقيدة الإسلامية تغل العقل والفكر والفهم ؟؟
اما انها تنير العقل وتوجهه خير وجهة إلى احترام
الحق وتحري الحقائق والبحث عنها بتثبت وأناة وأدب
وتجعل حدود للعقل كي لايتعداها وتفك اسره من الخرافات والتقاليد والعقائد الفاسدة
فالعقل والفكر مالم يضبط بضوابط الاسلام يؤدي بصاحبه الى الإلحاد والكفر والعياذ بالله
وتصريح فضيلة الشيخ بكر ابو زيد في نهاية الرسالة بقوله ( وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس )
فيه دليل على ان دفاعه عن قطب هو بسبب السائد عنه والطابع العام المأخوذ على كتبه بأنه مناصر للإسلام وقضاياه ومجاهد في سبيل ذلك
ومن الملاحظ على نبرة الشيخ بكرابوزيد في رسالته بأنه يعلوها شيء من التعاطف مع قطب
وهذا بالفعل ماعمد إليه قطب حيث البس مؤلفاته اللباس الإسلامي والدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين فكثير من الناس اغتر بكثرة الخير الموجود فيها والغفلة وعدم الانتباه لمابين السطور والتبرير لأخطائه فالهالة العاطفية التي وضعت على قطب كانت من الأسباب الرئيسية في ترويج فكره وإعتناق الكثير من الدعاة لأفكاره فالبحث في الأفكار والمناهج للقبول او الرد ( يجب ان تنحى فيه العواطف جانباً فالعواطف ليست من الأدلة الشرعية أو العقلية )
فقطب لم يبرر ولم يشرح سبب كلامه عن القرآن او عن الصحابة اوالأنبياء ولم يعتذر عن ذلك !!!؟ ولو قيل في قطب ماقاله قطب في الأنبياء والصحابة لمارضي محبي وجمهور قطب بذلك ولوجهوا سهامهم نحو المتكلم يالهذه المفارقات العجيبه الهذا الحد نرضى على الأنبياء والصحابة مالانرضاه على قطب بل مايبعث على الحيرة هو لو أن الإساءات للأنبياء والصحابة قد صدرت من كاتب او اديب غير قطب لقام محبي قطب بالدفاع والرد على هذه الإساءات ولكن عندما صدرت هذه الاساءات من قطب جاءت التبريرات من كل حدب وصوب !!!!!!!!؟؟؟؟
فكما هو معلوم بأن تأليف الكتاب يمر بعدة مراحل قبل نشره فكيف كانت تلك الزلات الشنيعة لاسيما وانها في مجموعة من الكتب وليست في كتاب واحد ؟! وهل من المعقول أن يكتب كتاباً ويتلوه بآخر من غير أن يتنبه لمافي الكتاب السابق من أخطاء حتى لايتم الوقوع في مثلها في الكتاب التالي ؟؟!!!
( خاصة وأنه مفكر اسلامي وقبل كل شيء هو مسلم ) ؟؟!!
فانتشار وشهرة سيرة وكتب سيد قطب لاتعطيه الحق ولاتشرع له في الإساءة للأنبياء عليهم السلام
والصحابة رضي الله عنهم وشهرته ليست بدليل على عصمته من الخطأ
ودفاع قطب عن الدين الإسلامي وطرحه وتقريره لكثير من قضايا الإسلام
لايعطيه المبرر للإساءة ولايجيز له ذلك
ولايعطينا نحن الحق بأن نبرر له اخطاءه الشنيعة
فكل يؤخذ من قوله ويرد
فلايوجد احد من الناس من هو فوق مرتبة النقد الا الأنبياء والصحابة والا لفسد الدين
فقد يأتينا مسلم مدفوع ومغرر به أو مستشرق مندس ويدرس علوم الدين الاسلامي والشريعة ويصير عالماً ويكتب عن الدين وقاضاياه حتى يثق الناس به وبعلمه ويكون له منزلة في نفوس المسلمين
ومن ثم يمرر بعض افكاره التي يريد من خلالها برمجة المسلمين لأجندة من دفعوه
وبالتالي
يبرر له خطأه ويقدس وينزه بحكم انه ملتزم اوشيخ اوعالم معروف وقد تحترم تمريراته من قبل عوام المسلمين وكل هذا يكون في اطار الإسلام وإحسان الظن !!
فالذي ينبغي ان يعلم بأنه اذا كثرت الأغلاط التي تمس اساس وقواعد الدين حتى وان كانت من عالم او شيخ
يجب ان تفضح ويتكلم فيها على الملاء حتى لايغتر احد ن المسلمين بها وحتى يرجع من اغتر بها عن خطأه فكيف نوفق بين ماقاله الشيخ بكر ابوزيد وبين ماقاله علماء السلف الصالح
قال الامام أبو زرعه شيخ البخاري رحمهما الله:
( إذا رأيت الرجل ينتقص امرءاً من الصحابة فاعلم أنه زنديق وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق ) وهذا فيمن تكلم عن الصحابة رضي الله عنهم فكيف بمن تكلم عن الأنبياء عليهم السلام ؟
وقال الامام احمد بن حنبل رحمه الله ( من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين )
وقال سفيان بن عيينه رحمه الله :
( لا يغلَّ قلب أحد على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان قلبه على المسلمين أغل (
وقال الإمام مالك رحمه الله عن هؤلاء الذين يسبون الصحابة ( إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحون )
وقال الإمام ابن تيميه رحمه الله ( ومن طعن في خلافة احمد من هؤلاء الأربعة ابوبكر وعمر وعثمان وعلي فهو اضل من حمار اهله )
وكون سيد قطب يتناول القرآن بطريقة ادبية فالأديب لايجوز له مالايجوز لغيره من التخبط في الدين والقرآن والطعن في الأنبياء والصحابة ولايوجد نص من كتاب او سنة يجيز للأديب ذلك
بل من الواجب على الأديب ان يتجنب الخوض في مسائل الدين لأنها ليست من اختصاصه فكل صاحب اختصاص له مكانه فلو اتينا بالنجار وطلبنا منه ان يصلح الإنارة لأتى بالعجائب لذلك قال الامام ابن حجر رحمه الله في فتح الباري من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب )
فالحق لايقاس بالرجال وانما الرجال يقاسون بالحق فإن وافق الحق مايقولون اخذ بقولهم واعتبر وان لم يوافق مايقولون ترك قولهم .