كم حياة ستعيش ؟.*
سؤال يحمل من البراءة قدر مايحمل من الخبث !*
فلو كان لأبليس ان يغوي أبناء آدم بعبارة واحدة لكانت هذة العبارة ، فيفتح لهم بها بوابة الشهوة ، ويلقي في قلوبهم بذرة الطمع والأثرة وحب النفس ولِما لا ؟؟ وهو يؤكد ان حياة واحدة ستعيشها يجب الا تذهب هباء ، وعليك ان تنال فيها من اللذه ماقُدر لك أن تنال ، والا فستنتهي القصة وانت ، بطلها تعاني من الحرمان*
...
وهو نفسه السؤال الذي سيعيدك إلى التفكير في حياتك كلها ، تلك الحياة التي لا تمثل سوى الجزء الأول من القصة وليست القصة كلها ، حياتك التي ستعيشها لتغرس فيها ما ستحصده يوم أن ينفخ في الصور ونُصبح جميعاً بين يدي من لا يظلم مثقال ذرة .

مهما حاولنا ان نتخفى وسط زحام الحياة إلا أن الحقيقة أننا سنأتيه - سبحانه - يوم ..*

صدقني انا مثلك تماماً ، تأخذني الحياة بحلو بريقها فأنسى ، اسافر معها إلى ماشاء لها ان تأخذني ، وأعود - كالعاده -
وانا اكثر يقيناً بأنها لا تساوي جناح بعوضة ..
إننا بشر ياصاحبي ، والأخطاء شئنا أو أبينا حاضرة وبقوة في حياتنا ، والعثرات الكثيرة ليست هي النهاية ، طالما لم تستطع أن تجعلنا ثابتين في مكاننا ، إنها بحسن تصرفنا معها - جزء من الخبرات التي تعطينا إياها الحياة ..
لا انكر ان الصعوبات قد تربك اذهاننا بعض الوقت وأن من يضع يدة في الماء ليس كمن يضع يده في النار ، لكن ما أثق فيه أننا جميعاً يوماً ما كانت أيدينا في النار !*
وقفنا نعاني ، ونتألم ، ونقاسي من صعوبة العيش ، وقسوة الأيام ،*
أنا .... وأنت .... وهو .... وهي .. تلقينا ضربة او اكثر صنعت جرحاً في نفوسنا لكنني لا زلت أؤكد انها من تعاليم الأيام .. إنها الخبرة التي ستجعلنا أكثر هدوءً في المرحلة القادمه ..
حياة واحدة ... تجربة واحدة ... قصة واحدة ... هذه هي حياتك ..*
فأصنع فيها ومنها مايجعلك ... إنساناً عظيماً ..*
^
من اروع ما قرأت - للكاتب كريم الشاذلي*