إن عدم الثبات على حالة مزاجية دائمة أو مستقرة نسبياً يجعل الحياة أكثر تعقيداً وصعوبة ويبلور التقلبات المزاجية إلى حالة مرضية. يقول الطبيعيون "كلنا كذلك"، يختصرون ألمك وعجزك وذهولك من تحولات عالمك الداخلي المضطرب بهذه الجملة المتوارثة، كما هي، دون سبرها. تبقى في عزلتك وتتكيف مع نقائضك تكون سيد المعطيات كلها، أكثر سلاماً من الانشطار بين عالمك الداخلي المتصارع وبين العالم الخارجي الغير صحي، في أفضل وصف له. ربما تعتاد هذه المرحلة المؤقتة، وتنساها وأنت في أقطابها، فتتصرف بقية حياتك على أنك لم تكن غير هذه الأنا! سيعتقد الجُل أنك قد أُصبت بالزهايمر، ولا أحد سيدرك أنك تحوّلت بفعل الاضطراب، سوى ذاتك الـ تصارع دهاليز الروح المعتمة، كي تعود مجدداً صاحبة الأنا العظمى في ذروة تواضعها.