[img]www.soc-wus.org/images/contemplation.jpg[/img]

يتفق كثير من الباحثين على أهمية الشك المنهجي في الوصول إلى الحقائق أو مقاربتها.. فرجل الدين مثلا يرى أن الشك قد يقود الفرد إلى الدين الحق والنجاة.. ولهذا يدعو بعض رجال الدين جميع المخالفين -عامتهم وخاصتهم- يدعونهم إلى أن يشككوا بمورثاتهم وعقائدهم قبل أن يدعونهم لدياناتهم

واللا ديني والملحد يرى أن الشك المنهجي من سبل الوصول إلى الحقيقة والسعادة الفعلية..

مع ملاحظة أن معظم رجال الدين يحرّمون الشك المنهجي على أتباعهم.. ويحرضون الآخرين عليه حتى يهتدوا بزعمهم.. وهذه مفارقة وتهميش للعقل.. فالمتدين الذي لا يصيب الديانة الصحيحة بالعقل والدليل والمقارنة.. إيمانه تقليدي يشبه إيمان عبدة الأوثان.. أو أي إيمان آخر كسول قائم على التقليد والمتابعة والفخر بلا فهم دليل أو استيعاب حجة..

- لولا الشك والتعويل على العقل لما اتبع بعض البشر الرسل.. فالشكاكون والمرتابون بالموروثات هم من اتبع الرسل.. أما المنغلقين على آراءهم قالوا نتبع ما وجدنا عليه آباءنا..

ولولا الشك لما تطورت الحضارة البشرية هذا التطور.. فالنظريات الخاطئة كانت مسلمات قبل قرون وبعضها صدّقها البشر واعتمدها مئات السنين.. إلى أن جاء من يشكك في بعضها ويصححها.. وكثير من العلوم تم تحريمها دينيا.. وتم الاهتمام بها وتدريسها بعد الشك والنظر في صلاحية بعض آراء الدين أو آراء رجاله..

يقول الإمام أبو حامد الغزالي
" اعلم يا أخي أنك متى كنت ذاهبا إلى تعرف الحق بالرجال من غير أن تتكل على بصيرتك فقد ضل سعيك‏,‏ فإن العالم من الرجال إنما هو كالشمس أو كالسراج يعطي الضوء‏,‏ ثم انظر ببصرك فإن كنت أعمى فما يغني عنك السراج والشمس‏,‏ فمن عول على التقليد هلك "

وقال " جانب الإلتفات إلى المذاهب، واطلب الحق بطريق النظر، لتكون صاحب مذهب، لا تكن في صورة أعمى تقلد قائدا يرشدك إلى طريق، وحولك ألف مثل قائدك ينادون عليك بأن أهلكك وأضلك سواء السبيل "

وقال " من قلد أعمى، لا خير في متابعة العميان "

وختاما نقول فوائد الشك المنهجي كثيرة فهو يرقى بفكر الإنسان الباحث عن الحق.. ويدفعه للتفكير والبحث والمقارنة.. ومن ثم غربلة أفكاره واعتقاداته الخاطئة..
وهو مفيد في تطور الحضارة البشرية وغيرها