ترتيبك للكلام مرّا بِشع *_^
سأحاول أن اشير إلى النقاط المهمة.. و أهمها لدي التجني على المسار الفلسفي المعتمد على العقل البشري والصاق انتاجه بالمثاليين المعتمدين على الغيبيات و الأمور الوهمية التي لا يمكن اثباتها أو دراستها .. المسار الفلسفي و المسار الديني خطان متوازيان لن يلتقيا بل هما متحاربان في أكثر مراحل التاريخ.. حتى فلاسفة الحقبة الاسلامية ينسبون للإسلام ولم يكونوا مؤمنين بالدين أو ببعض تفاصيله، ابتداءً بالفارابي مروراً بابن سينا و الرازي وو ... انتهاءً بابن رشد .. فمنهم من أنكر الإله الديني ومنهم من أنكر النبوة ومنهم من يؤمن بقدم العالم و أزليته .. تأثير الدين في ثقافة المجتمعات لا ينكره أحد ولكن ليس هناك أي ميزة هنا فلو غيرنا الثقافة بثقافة لن نخسر فالمسألة ليس لها علاقة بالحق و الباطل أو بالصحة و الخطأ كما هو الأمر بالنسبة للعلم .. وعندما أذكر مفردة العلم فأنا أعني العلم الطبيعي التجريبي ..
أما المسار الديني (الإبراهيمي) فأنتج ما نراه في أرض العراق والشام و فلسطين .. حتى القيمة الأخلاقية أصبح فاقداً لها عملياً .. بينما نرى أمم كاملة ليس لديهم أديان ولم يبعث فيهم أنبياء و نراهم أرقى الأمم و أكثرهم أخلاقاً و تقدماً مثل الصين و اليابان ..
وبالنسبة لطريقة الإله في تعليم الانسان والتي شبهتها بطريقة معلم المدرسة و الطالب، فأنا أربأ بالإله عن هذه الطريقة وهذا التشبيه، أولاً الإله مطلق القدرة إذا أراد (الإرادة تقتضي الاصرار والعزيمة) أن يعلّم مخلوقاته فلن يستدعي ذلك استخدام وسيط خاصةً عندما يكون هذا الوسيط واحد مثل بقية البشر لم يختص بعقل سوبر .. إنّ المعلم عندما يشرح للطالب معلومة فإنه يتمنى أن الطالب يستوعب بشكل واضح مايريده منه ولكن قدرة المعلم محدودة وليست مطلقة كقدرة الإله.. ثم إن الإله هو مصمم العقل وباستطاعته أن يجعله قادر على فعل كلما يريد لو كان فعلاً يريد منه شيء كما هو معروف في تراث الأديان ..
إن الأديان تدعي أنها أتت لتفسر للإنسان و تخبره بما عجز عنه و تجيب على أسئلة لم يكن ليعلم اجابتها و لكنها في الحقيقة فشلت حتى في تقدير اجابات مقنعة لأهم تلك الأسئلة .. كأن تقول أن الغاية من الخلق هي العبادة!!
ثم إني أريد أن اوصل لك رسالة حول كلمة "بالنسبة إليّ"، لو كان كل شيء على امزجتنا لما توصلنا لحقيقة، فهناك حقائق منطقية ليست نسبية لا لي ولا لك .. و قوانين المنطق لا تخضع للأمزجة ، لا استبعد أن تكتب في الرد القادم ( 1+1 = 3 بالنسبة لي ) !!
تشكر (وردة) ..