الصفحة رقم 3 من 5 البدايةالبداية 12345 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 31 الى 45 من 62

الموضوع: الصلاه على الصحابه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان

  1. #31
    طلالي مميز
    الحاله : رأي مستقل غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 242426
    المكان: الأرطاوية
    الهواية: الموسيقى
    مشاركات: 2,893
    لو نتخلص من الامامة وخزعبلاتها عند الشيعة وتقديس الصحابة والتشنج حولها عند السنة كان المسلمين بخير
    ولم أر في عيوب الناس عيبًا ....... كنقص القادرين على التمام

  2. #32
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة مشاهدة المشاركة
    أهلا
    لستُ مؤرخا ولكني قارئ للتاريخ ، وهذا ليس تقليدا للأستاذ محمد حسنين هيكل الذي كان يضع تلك العبارة في مقدمة كل كتاب من كتبه وكأنه تحذير للمختصين من توجيه نقد منهجي له ( على رأي الدكتور عاصم الدسوقي ) رغم أن كتابة التاريخ هي إعادة لقراءته من جديد ..

    على كل حال هو احتياط مني عندما أقول (إعتقاد) أو (ظنون) أو (ترجيح) حتى أتحمّل مسؤولية ما أقول ولا أنسب شيئا من عندي للتاريخ والمؤرخين ، وهو اعتقاد مبني على شواهد تاريخية ..

    وبالنسبة للنقول التي تفضلت بنسخها في الموضوع فهي عن جواز الصلاة على الصحابة خارج التشهد في الصلوات المفروضة ، وجواز الصلاة على أفراد من المؤمنين ، وفضائل الصحابة رضي الله عنهم .. وكل ذلك ليس موضع خلاف كبير ، ولكن السؤال متى تمّ إضافة الصحابة للنبي وآله في الصلوات وفي أي ظرف سياسي ولأي أغراض ؟؟!!

    لو رجعنا لتاريخ الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز سنرى أن الإنقسام لازال مستمرا منذ الفتنة الكبرى ومقتل عثمان والحروب بين علي وطلحة والزبير وعائشة وبين علي ومعاوية وبين علي والخوارج ، وسنرى كيف تعرّض بعض الصحابة للحط من شانه والتجريح والشتم فجاء عمر بن عبدالعزيز وألغى شتم علي من على المنابر وجعل بدلا منه " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر " أو قوله تعالى:" ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " .. ويمكن الرجوع للتوثيق لتاريخ ابن الأثير (الكامل في التاريخ) حوادث سنة 99 للهجرة و(مروج الذهب ) للمسعودي ترجمة عمر بن عبدالعزيز و(تاريخ الخلفاء ) للسيوطي من المتأخرين على سبيل المثال ..

    ولتفادي هذا الإنقسام والتحزب والتباغض اتخذ عمر بن عبدالعزيز هذا القرار بالكف عن الشتم والإكتفاء بالفضائل والإشادة بصدقهم وجهادهم وبلائهم وثناء الله عليهم في كتابه وعدالة جميع الصحابة ، وظهرت أحاديث موضوعة لمسايرة هذا الإتجاه منها :" ألا لعن الله على مبغضي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي" و" من شتم الصدّيق فهو زنديق ، ومن شتم عمر فمأواه سقر ، ومن شتم عثمان فخصمه الرحمن ، ومن شتم عليّا فخصمه النبيّ " ( راجع كتاب تدوين السنة لإبراهيم فوزي) ..
    اهلا
    ماتفضلت به جميل ولكن مااقصده انا هو انك نسبت بإعتقاد منك الصلاة على الصحابة رضي الله عنهم الى قرار سياسي فهل ورد هذا نصا في كتاب معتبر منقح ومن هو ذلك الحاكم وماهي الأسباب ؟؟ فقد اطلعت على كتب التاريخ ولكني لم اجد مايشير الى ذلك لانصا ولاحتى بمفهوم العبارة
    وكماتفضل الأخ مالك الحزين بقوله ( لانه لو كان كذلك لكان الامر السياسي يقضي بالصلاة على آل أمية أو آل العباس ) فكلامه حجة ودليل ساطع في هذا الموضوع .

  3. #33
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الكازمي مشاهدة المشاركة
    الصلاة على الصحابة ( بمفهوم كل من رأي النبي او رآه النبي عليه السلام )
    يدخل معاوية ووالده في الصلاة على النبي بحكم انهم صحابة حسب التعريف السابق

    وهذا يجعلهم ( أي الحكام ) يدخلون مصطلح الصحابة على الصلاة على النبي لإدخال بني امية فيها


    اما بالنسبة للقياس الذي ذكره بعض الاخوة فهو شامل لكل مسلم ولا يقتصر فقط على الصحابة رضي الله عنهم


    لذلك الافضل هو الصلاة على النبي وآله متقيدين بالحديث الصحيح الذي نص على الآل فقط
    كما لا يصح فصل احدا من الآل بالصلاة عليه دون اقترانه مع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم

    والله اعلم
    هذا قدح صريح في معاوية بن ابي سفيان وابوسفيان بن حرب رضي الله عنهما فقد زكاهم الله تعالى في محكم تنزيله ووعدهم بالجنة مع جملة الصحابة فليسوا بحاجة الى اضافة هذه العبارة فليس بعد الجنة شيء وهو وعد الله العالم بماكان ومايكون وماسيكون فهذا مايرد هذه الشبهة التي لااساس لها
    وكماقلت انت بان القياس يشمل كل مسلم فمن باب اولى الصحابة نقلة هذا الدين توقيرا لهم وحفاظا لحقوقهم علينا بعد رسول الله فقد اثنى عليهم الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله
    (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) وزكاهم الله ووعدهم بالجنة فالصلاة عليهم ليست ببدعه كما تفضل الشيخ عبدالرحمن السحيم فلها اصل من كلام وفعل الرسول والصحابة كمافي فعل سيدنا علي بن ابي طالب بقوله لعمر بن الخطاب صلى الله عليك
    وفتواك التي تفضلت بها يردها مانسخته انا من رد الشيخ السحيم .

  4. #34
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة رأي مستقل مشاهدة المشاركة
    لو نتخلص من الامامة وخزعبلاتها عند الشيعة وتقديس الصحابة والتشنج حولها عند السنة كان المسلمين بخير
    تقديس الصحابة وتوقيرهم من الدين فهم حملة هذا الدين وقد اثنى الله عليهم وزكاهم ووعدهم بالجنة في كتابه العزيز قال تعالى ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )
    و قال الرسول عليه الصلاة والسلام مبينا وموضحا قدر وعظمة وفضل الصحابة رضوان الله عليهم بقوله ( لاتسبوا اصحابي فلو أن أحدكم انفق مثل احد ذهبا مابلغ مد احدهم ولانصيفه ) وقال عليه السلام (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )

    فكيف لانقدس ونعظم من زكاه واثنى عليه الله ورسوله عليه الصلاة والسلام
    فالشق الأول من كلامك صحيح لو ان الأمة لم تبتلى بهؤلاء الفساق الذين انقصوا من قدر الصحابة لكان المسلمين بخير فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه عن الروااافض ( ان الفتنة ظهرت في الإسلام من الشيعة فإنهم أساس كل فـتـنة وشـر ) .

  5. #35
    كذا أنا يا دنيا
    الحاله : فتى مكة غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2005
    رقم العضوية: 15528
    المكان: الأرض الطيّبة
    الهواية: القراءة والإنترنت
    مشاركات: 8,869
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عامر العمر مشاهدة المشاركة
    اهلا
    ماتفضلت به جميل ولكن مااقصده انا هو انك نسبت بإعتقاد منك الصلاة على الصحابة رضي الله عنهم الى قرار سياسي فهل ورد هذا نصا في كتاب معتبر منقح ومن هو ذلك الحاكم وماهي الأسباب ؟؟ فقد اطلعت على كتب التاريخ ولكني لم اجد مايشير الى ذلك لانصا ولاحتى بمفهوم العبارة
    وكماتفضل الأخ مالك الحزين بقوله ( لانه لو كان كذلك لكان الامر السياسي يقضي بالصلاة على آل أمية أو آل العباس ) فكلامه حجة ودليل ساطع في هذا الموضوع .

    لم يرد هذا نصا في كتاب ولكن حسب الشواهد التي أسلفنا ربما يعود ذلك لعصر الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز والذي مدحه كثيّر عزة قائلا:

    وليتَ فلم تشتم عليّا ولم تُخِف ... بريّا ولم تتبع مقالة مجرم
    تكلّمتَ بالحق المبين وإنما ... تبيَّنُ آياتُ الهدى بالتكلّم
    وصدّقتَ معروف الذي قلتَ بالذي ... فعلتَ فأضحى راضيا كل مسلم
    ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه ... من الأوَد البادي ثقافُ المقوّم

    فقال عمر بن عبدالعزيز حين أنشده هذا الشعر: أفلحنا إذن

    وفي عصر متأخر أنشد الشريف الرّضي نقيب الأشراف في بغداد في زمانه:

    ياابن عبدالعزيز لو بكتِ العينُ فتى من أميّةٍ لبكيتُك
    غير أني أقول أنك قد طبت و إن لم يطب و لم يزكُ بيتُك
    أنت نزهتنا عن السب و القذف فلو أمكن الجزاء جزيتك
    و لو أني رأيت قبرك لاستحييت من أن أُرَى و ما حييتك
    ديرَ سمعان لا أغبّكَ غيثٌ ... خير ميت من آل مروان ميتك
    أنت بالذكر بين عيني و قلبي .. إن تدانيتُ منك أو إن نأيتك
    و إذا حرك الحشا خاطر منك ... توهمت أنني قد رأيتك
    و عجيب أني قليت بني مروان طرا و أنني ما قليتك
    قرب العدل منك لما نأى الجور بهم فاجتويتهم و اجتبيتك
    فلو أني ملكت دفعا لما نابك ... من طارق الردى لفديتك

    أما الصلاة على بني أميّة وبني العباس فالخلاف في الأصل يرتبط بعلي ومعاوية وعائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم ، وحول هذا الصراع السياسي الدائر على السلطة أو الإمامة بتعبير القدماء تكوّنت الفرق الكبرى ( السنة والشيعة والخوارج) .. وعندما نترضى عن جميع الصحابة ونصلي عليهم يتوقف هذا الصدع والإنقسام والشحناء في المجتمع .. فليست المشكلة إذن في بني أميّة أو بني العباس
    اخر تعديل كان بواسطة » فتى مكة في يوم » 23-12-2013 عند الساعة » 11:08 PM

  6. #36
    طلالي مميز
    الحاله : رأي مستقل غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2010
    رقم العضوية: 242426
    المكان: الأرطاوية
    الهواية: الموسيقى
    مشاركات: 2,893
    طاقات ذهنية وجسدية تستهلك وتذهب سدى في محاولة إستعادة الماضي بكل مصائبه ومحاولة إحياء الجوانب المظلمة منه لنعيشها واقعا نهدم به مستقبلنا.

    لن نتقدم ونصبح في مقدمة الأمم إلا إذا نفضنا خصام الماضي ومآسيه واتجهنا للبناء بعيد عن الأيديولوجيا الباعثة على نبذ الآخر ومحاولة تحطيمه.
    ولم أر في عيوب الناس عيبًا ....... كنقص القادرين على التمام

  7. #37
    العشق الطلالي
    الحاله : طلالي الامارات غير متصل
    تاريخ التسجيل: Sep 2007
    رقم العضوية: 80378
    المكان: مدينة العين حرسها الله
    الهواية: ليس هناك شي محدد
    مشاركات: 1,851
    والله انت المبتدع والجهل المركب بذاته


    (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم) التوبة 103
    قوله تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة ) البقرة 156-157، فإنها تدل على أن صلوات الله على من يقول هذا بعد المصيبة



    ‏عن ‏ ‏عمرو بن مرة ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏عبد الله بن أبي أوفى ‏ ‏يقول ‏
    ‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أتاه الرجل ‏ ‏بصدقة ‏ ‏ماله صلى عليه فأتيته ‏ ‏بصدقة ‏ ‏مالي فقال ‏ ‏اللهم صل على آل ‏ ‏أبي أوفى
    ابن ماجة الزكاة

    ==

    روي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه لما غسل عمر وكفن وحمل على سريره وقف عليه فقال : صلى الله عليك رواه ابن سعد في طبقاته
    يوم ودك الليالي جمعتنا

  8. #38
    العشق الطلالي
    الحاله : طلالي الامارات غير متصل
    تاريخ التسجيل: Sep 2007
    رقم العضوية: 80378
    المكان: مدينة العين حرسها الله
    الهواية: ليس هناك شي محدد
    مشاركات: 1,851
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فـلاش مشاهدة المشاركة

    أنا لا أتعبد إلى الله بالصلاة على الصحابة..
    أصلي على كبار الصحابة من باب الحب والتقدير..

    أما يجيني طليق حارب الرسول ٢١ سنة وأسلم بالفتح رغبة ورهبة.. هذا على أي أساس أصلي وأسلم عليه؟

    اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد


    قال إسحاق بن ابراهيم سمعت أبا عبدالله (أحمد بن حنبل) يُسألُ عن الذي يشتم معاوية رضي الله عنه نصلي خلفه قال: لا ولا كرامة .

    طبقات الحنابلة ص 285
    يوم ودك الليالي جمعتنا

  9. #39
    طلالي فعال
    الحاله : panther غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2006
    رقم العضوية: 41800
    مشاركات: 439
    طيب مافي مشكلة قول (رضي الله عنهم)

    ليش محبكها

  10. #40
    طلالي
    الحاله : (sultan) غير متصل
    تاريخ التسجيل: Dec 2009
    رقم العضوية: 232340
    مشاركات: 97
    كل من يقدح او يستنقص من صحابة رسول الله لديه ثأئر قديم !!

  11. #41
    طلالي مميز
    الحاله : أبيات الغرام غير متصل
    تاريخ التسجيل: Oct 2010
    رقم العضوية: 244644
    المكان: البحرين
    الهواية: القراءة، الموسيقى، السباحة، الرماية، و ركوب الخيل!
    السيرة الذاتيه: و من يعرف السيرة ؟
    مشاركات: 7,877
    النبي كان يصلي على نفسه و آل بيته .. هل كان يصلي على الصحابة ؟

    أنتم تتبعون من بالضبط؟

  12. #42
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة مشاهدة المشاركة
    لم يرد هذا نصا في كتاب ولكن حسب الشواهد التي أسلفنا ربما يعود ذلك لعصر الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز والذي مدحه كثيّر عزة قائلا:

    وليتَ فلم تشتم عليّا ولم تُخِف ... بريّا ولم تتبع مقالة مجرم
    تكلّمتَ بالحق المبين وإنما ... تبيَّنُ آياتُ الهدى بالتكلّم
    وصدّقتَ معروف الذي قلتَ بالذي ... فعلتَ فأضحى راضيا كل مسلم
    ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه ... من الأوَد البادي ثقافُ المقوّم

    فقال عمر بن عبدالعزيز حين أنشده هذا الشعر: أفلحنا إذن

    وفي عصر متأخر أنشد الشريف الرّضي نقيب الأشراف في بغداد في زمانه:

    ياابن عبدالعزيز لو بكتِ العينُ فتى من أميّةٍ لبكيتُك
    غير أني أقول أنك قد طبت و إن لم يطب و لم يزكُ بيتُك
    أنت نزهتنا عن السب و القذف فلو أمكن الجزاء جزيتك
    و لو أني رأيت قبرك لاستحييت من أن أُرَى و ما حييتك
    ديرَ سمعان لا أغبّكَ غيثٌ ... خير ميت من آل مروان ميتك
    أنت بالذكر بين عيني و قلبي .. إن تدانيتُ منك أو إن نأيتك
    و إذا حرك الحشا خاطر منك ... توهمت أنني قد رأيتك
    و عجيب أني قليت بني مروان طرا و أنني ما قليتك
    قرب العدل منك لما نأى الجور بهم فاجتويتهم و اجتبيتك
    فلو أني ملكت دفعا لما نابك ... من طارق الردى لفديتك

    أما الصلاة على بني أميّة وبني العباس فالخلاف في الأصل يرتبط بعلي ومعاوية وعائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم ، وحول هذا الصراع السياسي الدائر على السلطة أو الإمامة بتعبير القدماء تكوّنت الفرق الكبرى ( السنة والشيعة والخوارج) .. وعندما نترضى عن جميع الصحابة ونصلي عليهم يتوقف هذا الصدع والإنقسام والشحناء في المجتمع .. فليست المشكلة إذن في بني أميّة أو بني العباس
    استنادك على الشواهد الشعرية لايوجد به دليل واضح وصريح وصحيح على مازعمته وادعيته ،
    وارى انه لمن القبح وسوء الأدب والجرأة الغير مبررة ان تقول في حق ام المؤمنين رضي الله عنها زوجة سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم بأنها كانت في صراع من اجل السلطة والسياسة فضلاً عن اتهمامك بنفس التهمة لباقي الصحابة الذين ذكرتهم وكل هذا استناداً لفهمك السقيم ومحاولة منك في تحريف التاريخ والقاء الشبهات هنا وهناك من غير خوف من الله او حياء من الناس ،
    بقي هنا امر وجب التنبيه عليه وهو مسألة سب الامام علي رضي الله عنه على المنابر فأحببت ان انقل بحثاً للاستاذ سليمان بن صالح الخراشي
    يفند هذه الفرية التي يروج لها الـرواافض ليكون مرجعاً لمن يطلب الحقيقة
    اخر تعديل كان بواسطة » عامر العمر في يوم » 09-06-2014 عند الساعة » 05:49 PM

  13. #43
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    كذبتان سياسيتان على معاوية - رضي الله عنه - ( مع تفنيدهما )





    سليمان بن صالح الخراشي



    متابعة مني لما ابتدأه أخي الشيخ عبدالله زقيل - وفقه الله - ( على هذا الرابط ) من تفنيد الشبهات التي يذكرها أهل الأهواء تجاه معاوية - رضي الله عنه - ؛ أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحد من ائتمنهم على كتابة الوحي ؛ أحببتُ أن أفنّد هنا شبهتين باطلتين طالما تكررتا في كتابات أولئك ؛ مع التنبه إلى أن الدفاع عن معاوية - رضي الله عنهم - فضلا عن كونه عقيدة يدين الله بها كل مسلم لم يفسد قلبه بمرض الغل والحقد على خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم - فإنه مهمٌ جدًا ؛ بسبب أن معاوية - كما قال العلماء - " ستر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه " ؛ كما شاهدنا هذا واقعًا من بعض أهل الأهواء ؛ حيث انتقلوا من الطعن فيه إلى الطعن في غيره من كبار الصحابة ؛ كعثمان وطلحة والزبير وغيرهم . فالدفاع عنه هو خط الدفاع الأول عن الصحابة - رضي الله عنهم - .

    المسألة الأولى: اتهام معاوية – رضي الله عنه – والدوله الأموية بنشر "الجبرية" !

    يردد المغرضون اتهامًا عجيبًا وقديمًا للدولة الأموية ؛ وعلى رأسها معاوية – رضي الله عنه - أنها كانت تروج للفكر الجبري وتنشره بين الناس ؛ لتباعد بينهم وبين الخروج عليها ، أو محاولة تغييرها . فيكون الرضا بتسلط هذه الدولة على المسلمين عقيدة راسخة يدينون الله بها ؛ وهذا ما يبتغيه بنو أمية ؛ وعلى رأسهم الصحابي الجليل : معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - !

    وقد صدق الشيخ محمود شاكر - المؤرخ المعاصر - عندما قال : "إن تاريخ بني أمية قد أصابه الكثير من التشويه" . [2] حيث تعرضت هذه الدولة المسلمة التي لم يأت مَنْ بعدها بعُشر فضائلها لحملة واسعة من التشويه المتعمد من قبل أعداء كثيرين ؛ في مقدمتهم مؤرخو الشيعة الذين اختلقوا الأكاذيب والمفتريات عليها ، وقلبوا محاسنها مساؤي .
    وقد أحسن الدكتور حمدي شاهين في كتابه الجديد " الدولة الأموية المفترى عليها - دراسة الشبهات ورد المفتريات "[3] ؛ عندما أنصف هذه الدولة في كتابه هذا الذي أتمنى أن يعود إليه الأستاذ الشنقيطي - وكذا غيره من المهتمين - ليتبين لهم مقدار التجني والتحامل الذي تعرضت له تلك الدولة العظيمة.

    يقول الدكتور حمدي : “ ظفر معاوية بن أبي سفيان بحظ وافر من فيض المطاعن والاتهامات ، وكانت مواجهته علي بن أبي طالب - بمكانته السامية عند المسلمين - سببًا في ذيوع هذه الاتهامات وترسخها ؛ فوصفوا سياسته بالميكافيلية وإرهاب الخصوم ، وإحياء النزعة القبلية ، وتخذيل المعارضة بشل الروح الثورية ، وبث روح الجبر والإرجاء .. “ [4] .

    وفي ظني أن أول من أشاع هذه الفرية على معاوية - رضي الله عنه - : المعتزلة الأوائل الذين أبغضوا الأمويين لأسباب عديدة ؛ من أهمها : أن عقيدتها في القضاء والقدر سنية ، بخلاف عقيدة المعتزلة القدرية[6] ، ولهذا أطلقوا على كل من خالف عقيدتهم البدعية بأنه " جبري " ! ، ومنها : أن عقيدتهم في تسويغ الخروج على حكام المسلمين تخالف عقيدة أهل السنة التي تأمر بعدم الخروج على الحاكم المسلم الجائر ، وتُلزم المسلمين بطاعته في غير معصية الله ؛ حفظًا لوحدتهم ودمائهم ، وهي عقيدة مرجعها أقواله صلى الله عليه وسلم الآمرة بذلك ، فليست من اختراع معاوية أو غيره من أهل السنة ؛ كما يتوهم الثوريون أتباع المعتزلة .

    ولهذا فقد شن رجال المعتزلة حملتهم على دولة بني أمية السنية ، متوافقين في ذلك مع الروااافض.

    يقول الجاحظ في إحدى رسائله : “ عندها استوى معاوية على الملك ، واستبد على بقية الشورى ، وعلى جماعة المسلمين ؛ من الأنصار والمهاجرين في العام الذي سموه عام الجماعة ، وما كان عام جماعة ، بل كان عام فرقة وقهر وجبرية وغلبة ، والعام الذي تحولت فيه الإمامة مُلكًا كسرويًا ، والخلافة غصبًا قيصريًا .. “ الخ هرائه[7] .

    فتأمل منازعة هذا المعتزلي المتهتك[8] لجماعة المسلمين الذين فرحوا بالصلح بين معاوية والحسن – رضي الله عنهما - ، الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله عن الحسن – رضي الله عنه - : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . أخرجه البخاري .، وسمّوا العام الذي حدث فيه عام الجماعة .

    ثم تأمل كذبه وتناقضه عندما أوهم أنه مع الخلافة الراشدة ويدعو لها ؛ وهو كإخوانه أهل الاعتزال في تفسيق الخليفة الراشد عثمان – رضي الله عنه - !! وبعضهم يُصرح بأنه لايقبل شهادة الخليفة الراشد علي – رضي الله عنه - ! [9]

    ثم جاء بعده المعتزلي الآخر القاضي عبدالجبار ، فردد هذه التهمة في كتابه " طبقات المعتزلة "[10]

    وفي عصرنا الحاضر تتابع – للأسف - بعض المؤلفين المتحاملين على الدولة الأموية ؛ على ترديد هذه التهمة الغريبة دون دليل معتمد . وإليك أمثلة لهم :
    قال أحمد أمين في كتابه " ضحى الإسلام"[11] ": وبنو أمية كما يظهر كانوا يكرهون القول بحرية الإرادة لا دينياً فقط ولكن سياسياً كذلك ؛ لأن الجبر يخدم سياستهم. فالنتيجة للجبر أن الله الذي يسير الأمور قد فرض على الناس بني أمية كما فرض كل شيء ، ودولتهم بقضاء الله وقدره فيجب الخضوع للقضاء والقدر" .

    وقال النشار في كتابه " نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام "[12] : " كان معاوية يُعلن الجبر بالشام " .
    وقال شاكر مصطفى في كتابه " دولة بني العباس "[13] : " إن خلافة بني أمية تقوم على مبدأين... المبدأ الثاني : أن ما يتم على الأرض فإنما هو بإرادة الله ؛ لأن الإنسان مسير لا مخير ، وفلسفة الجبرية كانت تقوم في أساس الفكر الأموي، ولو أراد الله غير ما هو كائن لفعل " .
    وقال الدكتور عفت الشرقاوي في كتابه " أدب التاريخ عند العرب "[14] : " وكان عَوَانة يهتم بالصراع السياسي والحربي بين الإمام علي وخصومه ، مع ميل إلى تأكيد فكرة الجبر في تفسير حوادث التاريخ ؛ وهي الفكرة التي كان يشجع على بثها بين علماء المسلمين خلفاء بني أمية تأكيداً لسلطانهم السياسي" .

    وقد رد الدكتور محمد بن صامل السلمي في كتابه " منهج كتابة التاريخ الإسلامي"[15] هذه التهمة الشنيعة بقوله :
    " بسبب الانحراف في مفهوم القضاء والقدر وقع جملة من الكتاب المعاصرين في أخطاء شنيعة في تقديرهم للدولة الأموية والحكم عليها ؛ حيث قالوا إن الدولة الأموية شجعت الاتجاه نحو الجبر والإرجاء ، وقالت إن أعمالها لا تجوز معارضتها ؛ لأن من يعارضها يعتبر منكرًا للقدر ، إذ لو أراد الله غير ذلك لكان. وقد أطلق هؤلاء الكتاب هذا القول دون أن يوردوا عليه دليلاً، وهذا يرينا مدى التشويه الذي يلحق تفسير حوادث التاريخ الإسلامي عندما توضع في منظور غير إسلامي وعندما تنحرف المفاهيم والتصورات، وهذا الفهم الذي ذهبوا إليه والحكم الذي حكموا به مبني على الجهل بمفهوم القضاء والقدر وتوهم أن بينه وبين التكاليف الشرعية من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله معارضة، وليس الأمر كذلك كما أوضحناه.
    كما أن الوقائع التاريخية الثابتة تكذب هذا الادعاء ؛ فقد قُُتل كلٌ من غيلان الدمشقي ومعبد الجهني اللذين أنكرا القدر في ظل الدولة الأموية كما قُتل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان إماما الجبرية بأمر من الخلفاء الأمويين " .

    قلتُ : ومما يزيد هذه التهمة بطلانًا : أن معاوية – رضي الله عنه – عندما تصالح مع الحسن – رضي الله عنه – كان الاتفاق بينهما أن يتولى الحسن الخلافة بعده ؛ "وأعطاه معاوية عهدًا إن حدث به حدَث والحسن حي ليسمّينه وليجعلنّ هذا الأمر إليه".[16] فكيف يُتهم رضي الله عنه بنشر فكر الجبر ثم يعهد بالخلافة للحسن ؟!

    المسألة الثانية : اتهام معاوية بسن لعن علي – رضي الله عنهما – على المنابر !!

    وهي أكذوبة شيعية سرت بين بعض المؤرخين - دون إسناد - تزعم أن معاوية - رضي الله عنه - أمر بسب علي - رضي الله عنه - على المنابر طوال عهده! ثم توارث ذلك بنو أمية إلى عهد عمر بن عبدالعزيز الذي أوقف هذا السب.

    ثم سرت إلى بعض من يروي الغث والسمين، فصدقها من قال اللهم عنهم ):وفيكم سماعون لهم(. ومن هؤلاء : الدكتور الشنقيطي صاحب كتاب " الخلافات السياسية بين الصحابة " ، وصاحبه الذي نقل عنه؛ عبدالمعطي قلعجي محقق كتاب "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير؛ الذي استجاز لنفسه أن يلعن معاوية - رضي الله عنه - متكئاً على هذه الأكذوبة الراااافضية التي ألصقت –ظُلماً وزوراً- بمعاوية[17].

    والغريب أن قلعجيًا هذا قال في مقدمته لكتاب "جامع المسانيد والسنن"[18] معلقاً على موقف ابن كثير –رحمه الله- من الحرب بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - بعد إيراد حديث: "تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فيقتلها أولى الطائفتين بالحق": "فهذا الحديث من دلائل النبوة؛ إذ وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام، وفيه الحكم بإسلام الطائفتين: أهل الشام وأهل العراق، لا كما يزعمه فرقة الرااافضة والجهلة الطغام؛ من تكفيرهم أهل الشام، وفيه أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة أن علياً هو المصيب، وإن كان معاوية مجتهداً، وهو مأجور إن شاء الله، ولكن علياً هو الإمام؛ فله أجران..." ! فتأمل تناقض هذا الكلام الطيب مع لعنه السابق !

    وأيضاً: فقد علق قلعجي على "فتاوى ابن الصلاح"[19] عند مسألة سب يزيد بن معاوية ولعنه قائلاً: "وإني أميل إلى أن يُلعن من تتوفر فيهم الصفات الملعونة جملة وبطريقة جامعة: مثلاً : لعنة الله على الظالمين، أما لعنة شخص بعينه على وجه التحديد فهذا أمر غير لا ئق" !

    قلتُ : فما بال قلعجي وقع هنا في الأمر غير اللائق؟! لأن لعنته لمعاوية - رضي الله عنه - وخلفاء بني أمية لعنة محددة.

    أعود إلى الأكذوبة والتهمة الرااااافضية لمعاوية : فقد رجعتُ إلى أدلة الشيعة على هذه القضية فوجدتها تنقسم قسمين:

    1- أحاديث صحيحة لا تدل على كذبتهم .
    2- روايات تاريخية تحوي هذه الكذبة، لكن دون إسناد!

    فأما القسم الأول ؛ وهو ماأورده الأستاذ الشنقيطي نقلا عن القلعجي – مستدلا به على لعن معاوية لعلي – رضي الله عنهما - ، أو أمره بذلك ؛ فهو ثلاثة أدلة :

    الأول - ما أخرجه مسلم في صحيحه " باب فضائل علي " عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : " أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسُبّهُ ، لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له و خلّفه في مغازيه فقال له عليّ: يا رسول الله، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضىأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: { قل تعالوْا ندعُ أبْناءنا وأبْناءَكم ...}، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: اللهم، هؤلاء أهلي "[20].

    وجوابه أن يُقال :هذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسبِّ عليّ، ولكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب عليّ، فأجابه سعد عن السبب ، ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب عليّ كما يدّعي الشيعة ومن تابعهم ، لما سكت على سعد ولأجبره على سبّه، ولكن لم يحدث من ذلك شيءٌ ، فعُلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك .

    قال النووي شارحًا هذا الحديث : " قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتُظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ "[21].

    وقال القرطبي معلقاً على وصف ضرار الصُّدَائي لعلي رضي الله عنه وثنائه عليه بحضور معاوية، وبكاء معاوية من ذلك، وتصديقه لضرار فيما قال: "وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي رضي الله عنه ومنـزلته، وعظيم حقه، ومكانته، وعند ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبّه، لما كان معاوية موصوفاً به من العقل والدين، والحلم وكرم الأخلاق ، وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج من عنده من ذلك، أو من نقيضه، كما قد ظهر من جوابه، ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن، وعرف الحق لمستحقه"[22] .

    الثاني : حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال : استُعمل على المدينة رجلٌ من آل مروان ، قال : فدعا سهلَ بن سعد فأمره أن يشتم عليًّا ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب ، فقال سهل : ماكان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب ، وإن كان ليفرح إذا دعي بها "[23] .

    فيقال عنه : ُيطالب الشنقيطي بإثبات أن الرجل الذي دعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً هو معاوية! ولفظ الأثر: "رجل من آل مروان"، وليس فيه ذكرٌ لمعاوية ؛ فلا يليق بمسلم أن يلومه بجريرة غيره ؛ كما قيل :

    غيري جنى وأنا المعذب فيكــمُ *** فــكأنـني سبابــة المتـندم !

    الثالث : أثر عبدالرحمن بن الأخنس أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من علي ، فقام سعيد بن زيد فقال : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وأبوبكر في الجنة ، وعمر في الجنة ... الحديث"[24]

    ولا أدري ما علاقة هذا بمعاوية – رضي الله عنه - ؟!

    وكما قلتُ في الأثر السابق : لاينبغي لمسلم أن يؤاخذه بصنيع غيره ، وإلا كان من الظالمين . وقد عُلم – أيضًا– أن السب واللعن ليس بأعظم من القتال الذي جرى ، وقد وقع من الطرفين – رضي الله عن الجميع - ، فمثل هذا يطوى ولا يروى ، أو يُتخذ دينًا أو شماعة للطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع الإقرار بأنهم بشر ليسوا بمعصومين ، يعتريهم ما يعتري البشر .

    وأما القسم الثاني: فحكايات وأخبار يتناقلها المؤرخون وأهل الأدب دون خطام ولا زمام. ومعلوم أن هؤلاء "حطبة ليل" كما بين العلماء، فكم في كتبهم ومصنفاتهم من أباطيل ومفتريات لا تقوم على ساق عند النقد العلمي. يقول الشيخ محمود الألوسي –رحمه الله-: " إن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع "[25] .

    فممن نقلوا هذه الأكذوبة الشيعية في مصنفاتهم :

    -الطبري في تاريخه[26] من طريق أبي مخنف "الشيعي الساقط" عند ذكر قصة التحكيم المكذوبة: قال ".. وكان –أي علياً- إذا صلى الغداة يقنت فيقول: اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور السلمي وحبيباً وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد. فبلغ ذلك معاوية، فكان إذا قنت لعن علياً وابن عباس والأشتر وحسناً وحسيناً" ! وهذه الراوية باطلة؛ لأنها من رواية الشيعي المحترق أبي مخنف لوط بن يحيى[27] ولذا قال ابن كثير بعد ذكرها في "البداية والنهاية"[28] : "ولا يصح هذا".

    ومعلومٌ قول الطبري في مقدمة تاريخه : " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ، أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة ، ولامعنى في الحقيقة ، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قِبلنا ، وإنما أتي من قِبل بعض ناقليه إلينا ، وأنّا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا " .

    وأيضًا : يلزم من يحتج بهذه الحكاية الباطلة على ذم معاوية - رضي الله عنه - أن يقول مثل ذلك في علي - رضي الله عنه - لأنه هو البادئ باللعن والسب! والله يقول )ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل(، فإن اعتذر لعلي فليعتذر لمعاوية.

    وأما أهل السنة –ولله الحمد- فيشهدون ببطلان هذه القصة، ويترضون عن الجميع .

    وعن الطبري تداول هذه الحكاية بعض المؤرخين الذين صرحوا في مقدمات كتبهم اعتمادهم عليه؛ كالمسعودي[29]، وابن الأثير[30].

    ثم تفنن من بعدهم من مؤرخي الشيعة وغيرهم من الفرق الضالة أعداء الصحابة؛ كالمعتزلة والخوارج في حبك هذه الأكذوبة والزيادة عليها، وأنها استمرت يُعمل بها عشرات السنين على منابر المسلمين!! دون أن ينكرها أحد ! إلى أن جاء عمر بن عبدالعزيز فأبطلها.

    انظر على سبيل المثال: "مروج الذهب" للمسعودي (3/41-42)، و"شرح نهج البلاغة" للشيعي المعتزلي ابن أبي الحديد (1/778-790)، (5/752، 754، 759). و"الكامل" للمبرد (نقلاً عن شرح نهج البلاغة 1/778، ولم أجده في المطبوع من الكامل)، و"الرد على الإمامية" للجاحظ (نقلاً عن شرح نهج البلاغة 1/778 وما بعدها) و"الأحداث" للمدائني، و"العقد الفريد" لابن عبد ربه (انظر النصائح الكافية لابن عقيل، ص 96-98) ، وغيرهم .

    ثم تلقفها من هؤلاء: بعض المؤرخين والكتاب المعاصرين ممن لا يفرق بين الغث والسمين ، أو كان ذا نوايا سيئة ؛ كالدكتور حسن إبراهيم حسن في تاريخه (1/323) ، والعقاد في كتابه عن معاوية (ص14) ،والمودودي في " الخلافة والملك " ( ص 112-113) ، والتليدي في "فضائل الصحابة"! (ص159-160)، والحجوي في " الفكر السامي " ( ص 54 ) ، وعبدالله النفيسي ! في كتابه " عندما يحكم الإسلام " ( ص 111 ) ، وحسن المالكي في كتابه "نحو إنقاذ! التاريخ الإسلامي" (ص20 وما بعدها) وحسن السقاف في تعليقه على "دفع شبه التشبيه"؛ لابن الجوزي (ص 236) والتيجاني في كتاب "ثم اهتديت !، (ص 106-107، 121، 169).

    علماء وكتّاب ردوا هذه الفرية :

    - قال الشيخ الألوسي – رحمه الله – في كتابه " صب العذاب على من سب الأصحاب "[31] : " وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه ، ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه ؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع، فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر والمَهمَه الذي تضل فيه القطا ويقصر دونه الخطا ، مما لا يليق بشأن عاقل ، فضلا عن فاضل " .

    - وقال الشيخ محمد العربي التباني في "تحذير العبقري من محاضرات الخضري"[32] راداً هذه التهمة: "أقول: لم يثبت عن معاوية رضي الله عنه أنه سب علياً أو لعنه مرة واحدة فضلاً عن الاهتمام به والتشهير به على المنابر، وقد تقدم ثناؤه وترحمه عليه في أثر ضمرة بن حمزة الكناني وغيره، فكلامه – أي الخضري - هذا باطل لا أصل له عنه رضي الله عنه ".

    وقال : "إن الصحابة بشر يصدر منهم في حالة الغضب في حق بعضهم بعضاً ما يصدر من غيرهم"[33] .

    - الدكتور عبدالعزيز محمد نور ولي في رسالته "أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري"[34] .

    - الشيخ محمود الزعبي في "البينات في الرد على أباطيل المراجعات"[35]، قائلاً: "أما قول الرااافضي بأن معاوية رضي الله عنه لعن علياً على منابر المسلمين؛ فهو محض كذب وبهتان؛ بل هو معارض بما ثبت عن معاوية أنه بكى علياً يوم قتله، وأنه كان يترحم عليه، ويعترف بأفضليته عليه".

    - الشيخ صالح بن سعد اللحيدان في كتابه "نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات"[36] قائلاً: "لم يثبت بنص صحيح أبداً، ولم يصل إلينا نص سالم من المعارض؛ إنما فهم المؤلف هذا وأقره ونقله من خلال مجرد نقل سار عليه من كتب مذهبية إخبارية تاريخية وشعوبية، وحديثية لم يصح سندها، وهذه المقولة لاكها نقلة كثيرون في هذا بسبب تعصب أو جهل بمقتضيات حقيقة السند والمتن".

    - الشيخ عبدالعزيز بن حامد في رسالته "الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية"[37] .

    - الشيخ سليمان العلوان في رده على السقاف "إتحاف أهل الفضل والإنصاف"[38]

    - الشيخ خالد العسقلاني في رده على التيجاني "بل ضللت"[39]

    - الدكتور إبراهيم شعوط في كتابه "أباطيل يجب أن تُمحى من التاريخ"[40].

    ومما يزيد هذه الفرية وهنً[41] :

    1- أن معاوية- رضي الله عنه - منـزه عن مثل هذه التهم، بما ثبت من فضله في الدين، فقد كان كاتب الوحي لرسول الله r، وثبت في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عبدالرحمن بن عميره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: "اللهم اجعله هادياً مهدياً وأهد به"[42].

    وكان محمود السيرة في الأمة، أثنى عليه بعض الصحابة وامتدحه خيار التابعين، وشهدوا له بالدين والعلم، والعدل والحلم، وسائر خصال الخير.

    فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لما ولاّه الشام: "لا تذكروا معاوية إلا بخير"[43].

    وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال بعد رجوعه من صفين: " أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل "[44].

    وعن ابن عمر أنه قال: " ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية. فقيل : ولا أبوك؟ قال: أبي عمر –رحمه الله- خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه"[45].

    وعن ابن عباس قال: " ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية"[46] .

    وفي صحيح البخاري أنه قيل لابن عباس: " هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال: إنه فقيه "[47].

    وعن عبدالله بن الزبير أنه قال: " لله در ابن هند –يعني معاوية- إنا كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه، فيتفارق لنا، وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا، والله لوددت أنا مُتّعنا به ما دام في هذا الجبل حجر وأشار إلى أبي قبيس "[48] .

    وعن قتادة قال: " لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي"[49].

    وعن مجاهد أنه قال: "لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي"[50].

    وعن الزهري قال: "عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً"[51].

    وعن الأعمش أنه ذكر عنده عمر بن عبدالعزيز وعدله فقال: "فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: يا أبا محمد يعني في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله"[52].

    وسئل المعافى : معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: "كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز"[53].

    والآثار عن السلف في ذلك كثيرة، وإنما سقت هنا بعضها.

    كما أثنى على معاوية - رضي الله عنه - العلماء المحققون في السير والتاريخ، ونقاد الرجال.

    يقول ابن قدامة المقدسي: "ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين –رضي الله تعالى عنهم-"[54].

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة"[55].

    وقال: "فلم يكن من ملوك المسلمين خير من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمان معاوية"[56].

    وقال ابن كثير في ترجمة معاوية : "وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين... فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو"[57].

    وقال ابن أبي العز الحنفي: "وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك
    المسلمين"[58].
    وقال الذهبي في ترجمته: "أمير المؤمنين ملك الإسلام"[59].

    وقال: "ومعاوية من خيار الملوك، الذين غلب عدلهم على ظلمهم"[60].

    وإذا ثبت هذا في حق معاوية ؛ فإنه من أبعد المحال على من كانت هذه سيرته، أن يحمل الناس على لعن علي t على المنابر وهو من هو في الفضل. وهذا يعني أن أولئك السلف وأهل العلم من بعدهم الذين أثنوا عليه ذلك الثناء البالغ، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال وهذا مما نزهت الأمة عنه بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة"[61].

    2- من علم سيرة معاوية في الملك، وما اشتهر به من الحلم والصفح، وحسن السياسة للرعية، ظهر له أن ذلك من أكبر الكذب عليه.

    فقد بلغ معاوية في الحلم مضرب الأمثال، وقدوة الأجيال ؛ قال عبدالملك بن مروان وقد ذُكر عنده معاوية: "ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه"[62].

    وقال قبيصة بن جابر: "ما رأيت أحداً أعظم حلماً، ولا أكثر سؤدداً، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية"[63].

    ونقل ابن كثير: "أن رجلاً أسمع معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له : لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي"[64].

    وقال رجل لمعاوية: "ما رأيت أنذل منك، فقال معاوية: بلى من واجه الرجال بمثل هذا"[65].

    فهل يُعقل بعد هذا أن يسع حلم معاوية سفهاء الناس وعامتهم المجاهرين له بالسب والشتائم، وهو أمير المؤمنين، ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب على المنابر، ويأمر ولاته بذلك في سائر الأمصار والبلدان ؟! الحكم في هذا لكل صاحب عقل وفهم .

    3- قال ابن كثير: "وقد ورد من غير وجه: أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: هل تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني..." الخبر[66].

    ونقل ابن كثير أيضاً عن جرير بن عبدالحميد عن مغيرة قال: " لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم"[67].

    فهل يسوغ في عقل ودين أن يسب معاوية علياً بل ويحمل الناس على سبه وهو يعتقد فيه هذا ؟!

    4- أنه لا يعرف بنقل صحيح أن معاوية تعرض لعلي بسب أو شتم أثناء حربه له في حياته، فهل من المعقول أن يسبه بعد انتهاء حربه معه ووفاته؟! فهذا من أبعد ما يكون عند أهل العقول، وأبعد منه أن يحمل الناس على سبه وشتمه.

    5- أن معاوية كان رجلاً ذكياً، مشهوراً بالعقل والدهاء، فلو أراد حمل الناس على سب علي–حاشاه ذلك- أفكان يطلب ذلك من مثل سعد بن أبي وقاص، وهو من هو في الفضل والورع، مع عدم دخوله في الفتنة أصلاً!! فهذا لا يفعله أقل الناس عقلاً وتدبيراً، فكيف بمعاوية.

    6- أن معاوية انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما له واجتمعت عليه الكلمة والقلوب ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟ بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئة النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.

    7- أنه كان بين معاوية بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي من الأُلفة والتقارب، ما هو مشهور في كتب السير والتاريخ. ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف. وقال لهما: "ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحد أفضل منا"[68].

    ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: "مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر له بثلائمائة ألف "[69].

    وهذا مما يقطع بكذب ما ادعي في حق معاوية، من حمله الناس على سب علي، إذ كيف يحصل هذا ؟ مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة، والاحتفاء والتكريم . وبهذا يظهر الحق في هذه المسألة، وتتجلى الحقيقة.

    بقي أن يقال :

    - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " منهاج السنة "[70] : "وأما ما ذكره – أي الرااااافضي - من لعن علي؛ فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة، وكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وقيل: إن كل طائفة كانت تقنت على الأخرى، والقتال باليد أعظم من التلاعن باللسان، وهذا كله؛ سواء كان ذنباً أو اجتهاداً، مخطئاً أو مصيباً؛ فإن مغفرة الله ورحمته تتناول ذلك؛ بالتوبة، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك..." . وما أجمل أن يقال هنا ما قاله الأعمش – رحمه الله - : " حدثناهم بغضب أصحاب محمد الله صلى عليه وسلم فاتخذوه دينًا " [71].

    والعجب من الرااافضة وأشباههم عندما تراهم يتمدحون بأن عليًا – رضي الله عنه – ومن معه كانوا يسبون أو يدعون على معاوية – رضي الله عنه – ومن معه ، ويرون ذلك منقبة لهم ! في مقابل التشنيع على غيرهم بالحكايات الباطلة والموضوعة .

    قال يحيى بن حمزة الإمام الزيدي في رسالته "الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين"[72] : "وانظر في معاملته –أي علياً رضي الله عنه لمعاوية وعمرو بن العاص وأبي الأعور وأبي موسى الأشعري؛ فإنه كان يعامل هؤلاء باللعن والتبري منهم" ! فهو يفتخر بأن علياً كان يلعن معاوية - رضي الله عنهما - !!

    .
    [/B][/COLOR]
    اخر تعديل كان بواسطة » عامر العمر في يوم » 09-06-2014 عند الساعة » 06:00 PM

  14. #44
    طلالي فعال
    الحاله : عامر العمر غير متصل
    تاريخ التسجيل: Aug 2012
    رقم العضوية: 252452
    المكان: في زحمة الناس
    الهواية: الموسيقى العربيه الأصيله
    السيرة الذاتيه: انسان عادي
    العمل: معلم
    مشاركات: 463
    قال الشيخ مقبل الوادعي –رحمه الله- في الهامش –متعقباً-: "أما اللعن فلم نجده في شيء من كتب السنة المعتمدة بعد البحث الطويل، وأما الدعاء عليهم فقد صح عنه رضي الله عنه: قال ابن أبي شيبه (2/137): حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين، قال: حدثنا عبدالرحمن بن معقل: قال: صليت مع علي صلاة الغداة؛ فقنت، فقال في قنوته: اللهم عليك بمعاوية وأشياعه، وعمرو بن العاص وأشياعه، وأبا الأعور السلمي وأشياعه، وعبدالله بن قيس وأشياعه، قال البيهقي (2/204) وقد أخرج بعضه: صحيح مشهور، وهو كما قال من حيث الصحة؛ فهو على شرط الشيخين" اهـ كلام الشيخ مقبل.

    ومن المناسب أن أختم بما أخرجه عبدالرزاق في" مصنفه " عن عروة : أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية ، فقضى حاجته ، ثم خلا به فقال : يا مسور ! ما فعل طعنك على الأئمة ؟ قال : دعنا من هذا وأحسن . قال : لا والله ، لتكلمنّي بذات نفسك بالذي تعيب عليّ . قال مسور : فلم أترك شيئًا أعيبه عليه إلا بينت له . فقال : لا أبرأ من الذنب ، فهل تعد لنا يا مسور مانلي من الإصلاح في أمر العامة ؟ فإن الحسنة بعشر أمثالها ، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان ؟ قال : ما نذكر إلا الذنوب . فقال : فإنّا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه . فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تُهلكك إن لم تُغفر ؟ قال : نعم . قال : فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني ؟ فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ، ولكن والله لاأخيّر بين أمرين : بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على ما سواه ، وإني لعلى دين يُقبل فيه العمل ويُجزى فيه بالحسنات ، ويُجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها . قال : فخصمني . قال عروة : فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه " [73].

    تنبيه مهم : وجدتُ تشابهًا كبيرًا بين كتاب الأستاذ الشنقيطي " الخلافات السياسية .. " وكتاب المودودي " الخلافة والملك " في قضايا أساسية كبيرة ؛ كالنظرة إلى عدالة الصحابة، أو التحامل على معاوية – رضي الله عنه – وبني أمية ، وتصديق مايتناقله رواة الشيعة عنهم من أكاذيب ، أو التبجح بعد الاعتماد على كتاب " منهاج السنة " لشيخ الإسلام ، وكتاب " العواصم " لابن العربي ، وادعاء الاعتماد على المصادر الموثوقة ! – هي عنده : تاريخ الطبري وكتاب الإمامة المكذوب على ابن قتيبة !! - وأشياء أخرى ( انظر : ص 66، 78 ، 84 ، 113 ، 205، 219 ، 233 من كتاب المودودي ) . فالنَفَس هو النَفَس . وقد زاد كتاب المودودي بما هو أسوأ عندما لمز عثمان – رضي الله عنه - ! ( انظر : ص 64،70،71) . ومن خلال اطلاعي على كتاب المودودي أرى انه يحتاج إلى نقض وتفنيد ما جاء فيه من آراء أصبحت دستورًا لمن بعده من أصحاب الروح الثورية – هداهم الله - . وقد ذُكر في خاتمته أن بعض علماء الهند رد عليه ، فليت طالب علم من تلك البلاد يقوم بترجمة ردود العلماء وطباعتها .

    رضى الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و غفر الله لنا و لهم ، و لجميع من أحبهم ، وجمعنا بهم في دار كرامته . والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


    ------------------------
    الهوامش :
    [2] التاريخ الإسلامي (4/5).
    [3] ط: دار القاهرة للكتاب ، 2001م.
    [4] ص 12 .
    [5] ص 28.
    [6] ينظر رسالة "المعتزلة وأصولهم الخمسة"؛ للدكتور عواد المعتق.
    [7] رسالة في النابتة، مطبوعة ضمن "رسائل الجاحظ" (1/10-12)، تحقيق الأستاذ عبدالسلام هارون –رحمه الله-.
    [8] قال ابن حزم عنه: "كان أحد الـمُجّان، ومن غلب عليه الهزل، وأحد الضُلاّل المضلين". (الفِصَل..، 5/39). وقال الإمام ابن قتيبة في كتابه "مختلف الحديث، ص 59-60": "تجده يقصد في كتبه للمضاحيك والعبث، يريد بذلك استمالة الأحداث وشُراب النبيذ.. وهو مع هذا من أكذب الأمة، وأوضعهم لحديث، وأنصرهم لباطل"
    [9] ينظر في هذا: رسالة "تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة" للدكتورة عفاف مختار (1/459-460).
    [10] (3/14).
    [11] (3/81).
    [12] (1/231-232).
    [13] (1/28) .
    [14] ص 257
    [15] ص 202 - 203
    [16] طبقات ابن سعد (1/330-331)، تحقيق الدكتور محمد السلمي، وقال عن الخبر: إسناده صحيح.
    [17] انظر تعليقه على مسند معاوية رضي الله عنه (11/566)، وقد نقله الدكتور في كتابه (ص 101).
    [18] (ص 177).
    [19] ( ص ) .
    [20] صحيح مسلم، (4/1871).
    [21] شرح صحيح مسلم (15/175).
    [22] المفهم (6/278).
    [23] أخرجه مسلم (2409).
    [24] ينظر : السنة لابن أبي عاصم، تحقيق الدكتور باسم الجوابرة (2/949 وما
    بعدها). [25] صب العذاب على من سب الأصحاب، ص 421.
    [26] (5/113).
    [27] ينظر: رسالة "مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري" للدكتور يحيى اليحيى.
    [28] (7/295).
    [29] ينظر مقدمة تاريخه (1/15).
    [30] ينظر مقدمة تاريخه (1/3).
    [31] ص 421
    [32] (2/198).
    [33] (2/299-300).
    [34] ص 370
    [35] ص 35
    [36] ص 194
    [37] ص 72
    [38] ص (243 – 245).
    [39] ص 47، 61
    [40] ص 394 - 396
    [41] ينظر كتاب "الانتصار للصحب والآل" للدكتور إبراهيم الرحيلي –حفظه الله- (362-377)، وعنه أنقل بتصرف.
    [42] السلسلة الصحيحة للألباني ، (4/615).
    [43] البداية والنهاية (8/125).
    [44] المرجع السابق (8/134).
    [45] المرجع السابق (8/137).
    [46] المرجع السابق .
    [47] فتح الباري (7/103).
    [48] البداية والنهاية (8/138).
    [49] السنة؛ للخلال (1/438).
    [50] المرجع السابق.
    [51] المرجع السابق (1/444) .
    [52] المرجع السابق (1/437).
    [53] المرجع السابق (1/435).
    [54] لمعة الاعتقاد، ص 33
    [55] مجموع الفتاوى (4/478).
    [56] منهاج السنة (6/232).
    [57] البداية والنهاية (8/122)
    [58] شرح العقيدة الطجاوية، ص 722
    [59] سير أعلام النبلاء (3/120).
    [60] المرجع السابق (3/159).
    [61] السلسلة الصحيحة؛ للألباني (رقم 1331).
    [62] البداية والنهاية (8/138).
    [63] المرجع السابق.
    [64] المرجع السابق.
    [65] المرجع السابق.
    [66] المرجع السابق (8/132).
    [67] المرجع السابق (8/133).
    [68] المرجع السابق (8/139).
    [69] المرجع السابق (8/140).
    [70] (4/468) وانظر: "إتحاف أهل الفضل والإنصاف" للشيخ سليمان العلوان، ص 61-62.
    [71] سير أعلام النبلاء ، ( 2/394) .
    [72] ص 112 - 121
    [73] سير أعلام النبلاء ، وقال المحقق : رجاله ثقات ، وهو في المصنّف ( 20717)

    للاستزادة على هذا الرابط
    http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/79.htm



  15. #45
    طلالي مميز
    الحاله : الكازمي غير متصل
    تاريخ التسجيل: Feb 2005
    رقم العضوية: 11485
    مشاركات: 2,516
    يعني معاوية كان يستفسر فقط من سعد ابن ابي وقاص !!!!!

    يعني ماكان يسبه فقط كان يستفسر

    سعد رضي الله عنه كان واقف على الحياد

    فهل من المنطق ان يأتي اليه معاوية ليسأله لماذا لاتسب علي !!!!

    بل هذا دليل واضح ان السب كان منتشر بشكل كبير من معاويه وانصاره


    مسألة الجبرية

    لم اقرأ اي رد منطقي على هذه التهمة
    ذا بدر نور مكاني
    واعطاني في الحب سره
    وانا لسره امين :004:

قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •