مشاهدة النتائج 1 الى 11 من 11

الموضوع: الأمويون إن غنّوا وطربوا . . بقلم الدكتور: محمود الزيباوي

  1. #1
    بارقة أمل
    الحاله : HASAN غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2001
    رقم العضوية: 91
    المكان: beirut
    العمل: معلم
    مشاركات: 25,637

    Thumbs up الأمويون إن غنّوا وطربوا . . بقلم الدكتور: محمود الزيباوي



    كان الخلفاء الأوائل يستمعون في جلساتهم الخاصة إلى قصائد الشعر، وفي عهد الأمويين، حلّ الغناء مكان الشعر، وتبارى المطربون والمطربات في إنشاده وفقا لتقاليد خاصة وصف أهل الأدب والأخبار طرقها ومذاهبها المتعددة. عرف هذا الفن انتشارا واسعا في الحجاز، وكانت له مدارسه في مكة والمدينة ووادي القرى، ومنها دخل الكوفة والشام حيث كثرت دوره ومجالسه ومنتدياته، مما ساهم في تكريس حضوره في حياة أهل الخاصة وأهل العامة على السواء.
    في "العقد الفريد"، نقل ابن عبد ربه الأندلسي روايتين تشهدان لنشأة فن الغناء في مطلع العهد الأموي. تقول الأولى إن معاوية دخل على عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، "فوجده مُفيقاً وعنده جارية في حِجرها عود، فقال: ما هذا يا ابن جعفر؟ فقال: هذه جارية أرويها رقيق الشعر فتزيده حسناً بحسن نغمتها. قال: فلتقل. فحرّكت عودها وغنَّت، وكان معاوية قد خَضب:
    أليس عندك شكر للتي جعلت/ ما ابيضَ من قادمات الريش كالحُمم
    جدَّت منك ما قد كان أخْلَقه/ رَيب الزمان وصرف الدهر والقِدم
    فحرّك معاوية رجله، فقال له ابن جعفر: لِمَ حرّكت رجلك يا أمير المؤمنين؟ قال: كلُّ كريم طَروب".
    تتألف الرواية الثانية من فصلين. في الأول، "نزل معاوية المدينة ومرّ ليلة بدار ابن جعفر، فسمع عنده غناءً على أوتار، فوقف ساعة يستمع، ثم مضى وهو يقول: أستغفر الله، أستغفر الله. فلما انصرف من آخر الليل مرّ بداره أيضاً، فإذا عبد الله قائم يصلّي، فوقف ليستمع قراءته، فقال: الحمد لله، ثم نهض وهو يقول: "خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم"، فلما بلغ ابن جعفر ذلك أعدّ له طعاماً، ودعاه إلى منزله، وأحضر ابن صياد المغنّي، ثم تقدم إليه يقول: إذا رأيت معاوية واضعاً يده في الطعام فحرّك أوتارك وغنّ. فلما وضع معاوية يده في الطعام حرّك ابن صياد أوتاره وغنّى بشعر عدي بن زيد". أعجب معاوية بأداء المغنّي وراح "يضرب برجله الأرض طرباً"، فسأله مضيفه: "يا أمير المؤمنين، إنما هو مختار الشعر يركب عليه مختار الألحان، فهل ترى به بأساً؟"، فأجابه الخليفة: "لا بأس بحكمة الشعر مع حكمة الألحان". في الفصل الثاني من هذه الحكاية، زار ابن جعفر معاوية بالشام، ونزل في دار عياله، وسمعت زوجته فاختة بنت قرظة ذات ليلة غناءً عند الزائر، فغاظها ذلك، وجاءت إلى معاوية، وقالت له: "هلم فاسمع ما في منزل هذا الذي جعلته بين لحمك ودمك، وأنزلته في دار محرمك". توجه الخليفة إلى مسكن مضيفه، "فسمع شيئاً حرّكه وأطربه، وقال: والله إني لأسمع شيئاً تكاد الجبال تخرّ له، وما أظنه إلا من تلقين الجن، ثم انصرف. فما كان من آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد الله وهو قائم يصلّي. فأنبه فاختةً، وقال لها: اسمعي مكان ما أسمعتني، هؤلاء قومي، ملوك بالنهار رهبان بالليل".


    خلفاء وندماء

    كان الخلفاء المسلمون يستمعون في جلساتهم الخاصة الى قراءات قصائد الشعراء، ثم بدأوا بالاستماع إليها غناءً، وكان هذا الغناء يزيدها حسنا كما جاء في رواية "العقد الفريد". شاع الغناء في العصر الأموي، وتعدّدت طبقاته ومدارسه، وانتشرت مجالسه العامة والخاصة في الحجاز والشام والعراق. في "التاج في أخلاق الملوك"، استعاد الجاحظ روايات أهل الأخبار والتاريخ في حوار يدور بينه وبين الراوي اسحق بن إبرهيم. يسأل الكاتب: "هل كانت الخلفاء من بني أمية تظهر للندماء والمغنين؟". ويخبره الراوي أن معاوية ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان وهشام ومروان بن محمد جعلوا بينهم وبين الندماء ستارة، "وكان لا يظهر أحد من الندماء على ما يفعله الخليفة، إذا طرب للمغنّى والتذّه، حتى ينقلب ويمشي ويحرّك كتفيه، ويرقص، ويتجرد حيث لا يراه إلا خواص جواريه. إلا أنه كان، إذا ارتفع من خلف الستارة، صوت أو نعير طرب أو رقص أو حركة بزفيرٍ تجاوز المقدار، قال صاحب الستارة: حسبك يا جارية! كفّي! انتهي! أقصري! فيوهم الندماء أن الفاعل لذلك بعض الجواري. فأما الباقون من خلفاء بني أمية، فلم يكونوا يتحاشون أن يرقصوا أو يتجردوا، ويحضروا عراةً بحضرة الندماء والمغنين. وعلى ذلك، لم يكن أحد منهم في مثل حال يزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد في المجون والرفث بحضرة الندماء، والتجرد، ما يباليان ما صنعا".
    بحسب شهادة الجاحظ، تميّز عمر بن عبد العزيز بابتعاده عن جلسات الغناء "منذ أفضت الخلافة إليه إلى أن فارق الدنيا. فأما قبلها، وهو أمير المدينة، فكان يسمع الغناء، ولا يظهر منه إلا الأمر الجميل. وكان ربما صفّق بيديه، وربما تمرّغ على فراشه، وضرب برجليه وطرب. فأما أن يخرج عن مقدار السرور إلى السخف، فلا". في المقابل، كان يزيد بن عبد الملك أوّل من "سوّى بين الطبقة العليا والسفلى، وأفسد أقسام المراتب"، "وهو أول من شُتم في وجهه من الخلفاء، على جهة الهزل والسخف".


    طبقات المغنين


    في موسوعة "الأغاني"، سجّل أبو الفرج الاصفهاني جلسات الغناء والطرب في البلاط الأموي، واستفاض في نقل أخبار مشاهير أهله. تشهد هذه الروايات لانتشار الغناء وازدهاره في الحجاز، ورواده أربعة: "مكيّان ومدنيان، فالمكيّان: ابن سريج وابن محرز، والمدنيان: معبد ومالك". "كان ابن سريج أول من غنّى الغناء المتقن بالحجاز بعد طويسٍ، وكان مولده في خلافة عمر بن الخطاب، وأدرك يزيد بن عبد الملك وناح عليه، ومات في خلافة هشام". قيل في وصفه: "ما خلق الله تعالى بعد داود النبي عليه الصلاة والسلام أحسن صوتاً من ابن سريج، ولا صاغ الله عزّ وجلّ أحداً أحذق منه بالغناء"، "كأنه خلق من كل قلبٍ، فهو يغنّي لكل إنسانٍ ما يشتهي". عُرف بأسلوبه في النياحة، وقد بعثت إليه سكينة بنت الحسين بشعر يقول:
    "يا أرض ويحك أكرمي أمواتي/ فلقد ظفرت بسادتي وحماتي"، وأمرته بأن يصوغ فيه لحناً يُناح به، ففعل، وأجاد في غنائه، "فقدّمه ذلك عند أهل الحرمين على جميع ناحة مكة والمدينة والطائف". مثل ابن سريج، لمع ابن محرز في الغناء، غير أنه لم يحظ بشهرة كبيرة بسبب انصرافه عن الناس. كان أبوه من سدنة الكعبة، وأصله من الفرس، "شخص إلى فارس فتعلّم ألحان الفرس وأخذ غناءهم، ثم صار إلى الشام فتعلّم ألحان الروم وأخذ غناءهم، فأسقط من ذلك ما لا يستحسن من نغم الفريقين، وأخذ محاسنها فمزج بعضها ببعض وألّف منها الأغاني التي صنعها في أشعار العرب، فأتى بما لم يُسمع مثله، وكان يقال له صناج العرب". ابتدع الإيقاع المسمّى بالرمل، وابتكر الغناء بزوج من الشعر، "واقتدى به المغنّون في ذلك". في المدينة، برز معبد بن وهب، ووُصف بـ"فحل المغنين". والده من الزنوج الموالي. "غنّى في أول دولة بني أمية"، و"مات في أيام الوليد بن يزيد بدمشق وهو عنده. وقد قيل: إنه أصابه الفالج قبل موته وارتعش وبطل صوته". نُقل عنه قوله: "كنت غلاماً مملوكاً لآل قطن مولى بني مخزوم، وكنت أتلقى الغنم بظهر الحرة، وكانوا تجاراً أعالج لهم التجارة في ذلك، فآتي صخرةً بالحرة ملقاةً بالليل فأستند إليها، فأسمع وأنا نائم صوتاً يجري في مسامعي، فأقوم من النوم فأحكيه، فهذا كان مبدأ غنائي". قيل له: "كيف تصنع إذا أردت أن تصوغ الغناء؟"، فأجاب: "أرتحل قعودي وأوقع بالقضيب على رحلي وأترنم عليه بالشعر حتى يستوي لي الصوت". إلى جانب معبد، برز مالك بن أبي السمح، وهو تلميذه. غنّى في حضرة يزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد، وعاش حتى أدرك دولة بني العباس.
    لم يقتصر الغناء على الرجال في الحجاز. ينقل الأصفهاني أخبار الكثير من المغنيات اللواتي ذاع صيتهن في زمن الأمويين، ومنهن جميلة، سلامة القس، وحبابة. "كانت جميلة أعلم خلق الله بالغناء، وكان معبد يقول: أصل الغناء جميلة وفرعه نحن، ولولا جميلة لم نكن نحن مغنين". عرفت شهرة واسعة في المدينة حيث تحول منزلها إلى ناد يقصده كبار المغنين والعازفين والشعراء. تتلمذ على يدها الكثير من المغنين والمغنيات، ومنهن سلامة، وهي "مولدة من مولدات المدينة وبها نشأت". "سمّيت سلامة القس لأن رجلاً يُعرف بعبد الرحمن بن أبي عمار الجشمي من قراء أهل مكة، وكان يلقب بالقس لعبادته، شغف بها وشهر، فغلب عليها لقبه. واشتراها يزيد بن عبد الملك في خلافة سليمان، وعاشت بعده". مثل سلامة، أخذت حبابة الغناء عن جميلة، غير أنها لم تبرع فيه مثلها. نقل المدائني عن جرير: "كانتا حاذقتين ظريفتين ضاربتين وكانت سلامة أحسنهما غناءً، وحبابة أحسنهما وجهاً، وكانت سلامة تقول الشعر، وكانت حبابة تتعاطاه فلا تحسن". ارتبط اسم حبابة باسم يزيد بن عبد الملك الذي هام بها حتى الوله، واستعاد الرواة قصة عشق الخليفة لجاريته حينا بشكل مطوّل، وحيناً بشكل مختصر. في الرواية التي نقلها صاحب "مصارع العشاق"، تبارت سلامة وحبابة في الغناء للخليفة، "فطرب يزيد وشق حلة كانت عليه حتى سقطت في الأرض، ثم قال: أفتأذنان لي في أن أطير؟ قالت له حبابة: على من تدع الأمة؟ قال: عليك". عشق أمير المؤمنين جاريته الحسناء، واختلى بها في يوم من الأيام، ورمى إليها حبة رمان، "وهي تضحك، فوقعت في فيها فشرقت فماتت، فأقامت عنده في البيت حتى جيفت، أو كادت تجيف، ثم خرج فدفنها"، وزار قبرها بعد أيام ووقف عليه ورثاها شعراً، "ثم رجع فما خرج من منزله حتى خرج بنعشه".


    خلوة القصور

    كما في الحجاز، انتشر الغناء في الكوفة حيث افتتحت دور خاصة يقصدها الناس للاستماع إلى المغنين والمغنيات، منها الدار التي افتتحها الحجازي ابن رامين، فكان من يسمع الغناء ويشرب النبيذ يأتونه ويقيمون عنده. فيه قال إسماعيل بن عمار:
    اية حال يا ابن رامين/ حال المحبين المساكين
    تركتهم موتى وما موتوا/ قد جرعوا منك الأمرين
    في الشام، ظهر عدد من مشاهير الغناء، منهم أبو كامل الغزيل: "كان محسنا وطيبا مضحكاً"، غنّى في قصر الوليد بن يزيد وأطربه، فخلع الخليفة عليه قلنسيّته المذهّبة، "فكان أبو كامل يصونها ولا يلبسها إلا من عيد إلى عيد ويمسحها بكمّه ويرفعها ويبكي ويقول: إنما أرفعها لأني أجد منها ريح سيدي". يتردد صدى هذه الجلسات بين أطلال القصور التي شيّدها حكام بني أمية وزيّنوها بالصور والنقوش والتماثيل. في بادية الشام، على بعد ثلاثين كيلومترا غرب تدمر، كشف المنقبون عن بعض الرسوم والنقوش في موقع يُعرف بقصر الحير الغربي، ويُنسب إلى هشام بن عبد الملك. على لوح كبير من هذا القصر، يظهر عازف يلعب على عوده أمام عازف ينفخ في ما يُشبه الناي. تتكرر صور العازفين في القصر الذي يُعرف باسم "قصير عمرة" في بادية الأردن، وهو منتجع ملكي شُيّد في عهد الوليد بن عبد الملك، باني جامع دمشق. تشكل هذه الصور مادة غنية توازي في أهميتها التوثيقية ما نقله أهل الأدب والشعر والتاريخ في وصف مجالس الغناء في زمن قمة ازدهار الدولة الأموية.



    الدكتور: محمود الزيباوي
    استاذ علم التاريخ
    جامعة سوربون الفرنسيه
    الايام ..

    الاحلام ..

  2. #2
    كذا أنا يا دنيا
    الحاله : فتى مكة غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2005
    رقم العضوية: 15528
    المكان: الأرض الطيّبة
    الهواية: القراءة والإنترنت
    مشاركات: 8,869
    لا يليق ببني أمية إلا أن يكونوا ملوكا وساسة وبناة دول في جاهلية أو إسلام ، وكأنّما تنبّأ بذلك الكاهن عندما يقول لهند بنت عتبة وهي حامل في خبر مصنوع على الأرجح " إنهضي غير رسحاء ولا زانية ، وستلدين ملكا يقال له معاوية " ..

    أفضل سياسة لجأ إليها بنو أميّة بعد استتباب الأمر لهم وهزيمة تمرّد أهل المدينة ومحاولتهم الإنفصالية في واقعة الحرّة هي الإغداق على الحجاز بالأموال والعطايا وتشجيع الحركة الفنية والشعرية لإشغال الناس عن السياسة ومداواة جروحها باللهو والطرب والتسلية ومتابعة معارك الشعراء ونقائض جرير والفرزدق والأخطل بدلا من التجنيد في حركات المعارضة أو الخروج المسلّح إما مع الحسين بن علي أو مع زيد بن علي بن الحسين أو يحيى بن زيد أو الخوارج أو عبدالرحمن بن الأشعث وسواهم من الثائرين أو الناقمين أو المغامرين الذين أوردوا نفسهم موارد التهلكة ...

    وليس فقط فن الغناء بل الملاهي والبارات والكباريهات كانت منذ ذلك العهد !

    شكرا للنقل

  3. #3
    مشرف عام المنتديات
    الحاله : major غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2001
    رقم العضوية: 66
    مشاركات: 38,866
    الروايات في الاغاني والعقد الفريد كثير منها غير مثبت

    هي كتب للترفيه والتسلية وليست مراجع
    https://twitter.com/#!/major1010major

  4. #4
    طلالي مميز
    الحاله : عبادي فنان العالم غير متصل
    تاريخ التسجيل: Apr 2009
    رقم العضوية: 191918
    مشاركات: 7,000
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة HASAN مشاهدة المشاركة



    " كان محسنا وطيبا مضحكاً "


    كـ طـلال

  5. #5
    العشق الطلالي
    الحاله : طلالي الامارات غير متصل
    تاريخ التسجيل: Sep 2007
    رقم العضوية: 80378
    المكان: مدينة العين حرسها الله
    الهواية: ليس هناك شي محدد
    مشاركات: 1,851
    اللهم اني اتقرب اليك بحبي لبني أمية رضي الله عنهم وارضاهم
    يوم ودك الليالي جمعتنا

  6. #6
    طلالي مميز
    الحاله : مالك الحزين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2004
    رقم العضوية: 8416
    المكان: حيث أنا
    مشاركات: 5,453
    لا تبالغ يا طلالي الإمارات .
    فحب بني أمية ليس شرطا في الإيمان ، ففيهم الصالحون وفيهم الظالمون والفجار
    نحب الصالحين منهم ونترضى على الصحابة منهم ، ونتبرئ من أفعال الظالمين .


  7. #7
    طلالي مميز
    الحاله : fad غير متصل
    تاريخ التسجيل: Jul 2005
    رقم العضوية: 17743
    المكان: غرب ايبيريا
    مشاركات: 2,823
    على قولت عادل الامام
    ساب الجيوش والحروب وقعد يمضي على اطباق

    فهذا رد على المواضيع الكثية عن بني امية

    اجل بنوا امية الذين فتحوا مشارق الارض ومغاربها تركوا المعارك وقعدوا يسمعون اغاني

    خخخخخخخخخخخخخخخخخخخ
    اخر تعديل كان بواسطة » fad في يوم » 09-01-2014 عند الساعة » 07:37 PM
    لا شيء يهم

  8. #8
    كذا أنا يا دنيا
    الحاله : فتى مكة غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2005
    رقم العضوية: 15528
    المكان: الأرض الطيّبة
    الهواية: القراءة والإنترنت
    مشاركات: 8,869
    طلالي الإمارات على منهج التسنّن الأموي !
    وفي الحقيقة كلا من (التسنن الأموي) و (التشيّع الساساني الصفوي) تطرّف وجنوح وابتعاد عن الإعتدال والتوسط ..

    هل هناك توليفة تجمع بين البراجماتية والبراعة السياسية الأمويّة والروحانية الهاشمية ..

    هل يمكن أن نوفق بين (هاشم) و(أميّة بن عبد شمس ) بعد أن تهدأ العداوات والأحقاد وتحاول العقلانيّة أن تجد لنفسها الطريق بين النقائض وصراع الإخوة الأعداء ؟؟

    إن ميزة الحكم الأمويّ أننا نستطيع أن ننتقده بأريحيّة وبدون خوف أو تحرّج ، ولكن من يجرؤ أن ينتقد بني هاشم أو أهل البيت ..

    بنو أميّة ، رغم كل النقد الذي يمكن أن يوجّه لهم ، هم الجانب المدني (العلماني) في الإسلام في مقابل (الثيوقراطية) ..


    يحضرني أبيات محمود درويش في رثاء جمال عبدالناصر عندما يقول:

    متى يا رفيقي ؟
    متى يا عزيزي ؟
    متى نشتري صيدليّة
    بجرح الحسين ومجد أميّة
    ...........


    ( حقا متى ؟؟ )
    اخر تعديل كان بواسطة » فتى مكة في يوم » 09-01-2014 عند الساعة » 09:13 PM

  9. #9
    طلالي مميز
    الحاله : مالك الحزين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2004
    رقم العضوية: 8416
    المكان: حيث أنا
    مشاركات: 5,453

    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة
    إن ميزة الحكم الأمويّ أننا نستطيع أن ننتقده بأريحيّة وبدون خوف أو تحرّج ،
    ولكن من يجرؤ أن ينتقد بني هاشم أو أهل البيت ..

    حتى بنو هاشم وأهل البيت لم يسلموا من النقد .
    وعليهم بعض المآخذ ، فقد انتقد الصحابة حرق علي رضي الله عنه لبعض الناس
    وأنتقدوا على الحسين خروجه على يزيد . وخطأوه ، وخطأوا النفس الزكية وغيرهم
    وإن كانوا يرون أن قتل الحسين وأهل بيته مفسدة أعظم من مفسدة خروجه .
    وحتى فاطمة رضي الله عنها لم يشفع لها نسبها النبوي عند أبي بكر في أرض فدك .

    واليوم نرى كثيرا ممن ينتسبون إلى أهل البيت أقرب إلى الفسق منهم للإيمان .
    وكذلك المبتدعة من آل البيت ليس لهم كرامة ، بل وجب فضح مذهبهم .

    وللعلم ، لم تكن هناك عداوة بين أمية وهاشم ، وفي أحد برامج الحوارات ذكر المحاور
    السني الكثير من المصاهرات التي تمت بين البيتين الكريمين منها مثلا :
    تزوجت إحدى بنات الإمام علي أحد أبناء مروان بن الحكم .
    وسكينة بنت الحسين تزوجت أحد أحفاد عثمان بن عفان
    وحفيدة الحسن بن علي تزوجها الوليد بن عبد الملك.
    بل إن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية تزوج نفيسة بنت عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب .

    فأين العداوة بينهم !


  10. #10
    كذا أنا يا دنيا
    الحاله : فتى مكة غير متصل
    تاريخ التسجيل: May 2005
    رقم العضوية: 15528
    المكان: الأرض الطيّبة
    الهواية: القراءة والإنترنت
    مشاركات: 8,869
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مالك الحزين مشاهدة المشاركة




    حتى بنو هاشم وأهل البيت لم يسلموا من النقد .
    وعليهم بعض المآخذ ، فقد انتقد الصحابة حرق علي رضي الله عنه لبعض الناس
    وأنتقدوا على الحسين خروجه على يزيد . وخطأوه ، وخطأوا النفس الزكية وغيرهم
    وإن كانوا يرون أن قتل الحسين وأهل بيته مفسدة أعظم من مفسدة خروجه .
    وحتى فاطمة رضي الله عنها لم يشفع لها نسبها النبوي عند أبي بكر في أرض فدك .

    واليوم نرى كثيرا ممن ينتسبون إلى أهل البيت أقرب إلى الفسق منهم للإيمان .
    وكذلك المبتدعة من آل البيت ليس لهم كرامة ، بل وجب فضح مذهبهم .





    صحيح ولكن بني أميّة ليس لهم صفة دينية أو من عائلة النبي المقرّبين أو أبناء بنته أو أي شيء يمكن أن يضفي القداسة والعصمة على تلك الأسرة .. وهذا أوّل شروط الحكم المدني (العلماني) القائم على الإعتماد على مؤهلات الكفاءة الإدارية والسياسية والخبرة الدنيوية وليس على النسب الشريف أو مجرّد التقوى الدينية ..

    وقد فطن عمر بن الخطاب لهذا المعنى وهو يحاور عبدالله بن عباس الذي أشغل نفسه كثيرا بمسألة الوصيّة ورزيّة يوم الخميس ويقول له: " يا بن عباس أبوك عم رسول الله وأنت ابن عمه! فما منع قومكم منكم ؟؟ قلت: لا أدري . قال: لكني أدري. يكرهون ولايتكم لهم, قلت: لم؟ ونحن لهم كالخير!! قال: اللهم غفرا يكرهون أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة فيكون بجحا بجحا, لعلكم تقولون إن أبا بكر فعل ذلك لا والله ولكن أبا بكر أتى أحزم ما حضره ولو جعلها لكم ما نفعكم مع قربكم .. " ( تاريخ الطبري)

    وحتى ابن تيمية يقول كلاما معقولا في كتابه "منهاج السنة النبوية" عن ولاية أبي بكر رضي الله عنه بأنه من الخير للمسلمين أن يكون خليفته ليس من قرابته ويكون من عشيرة بعيدة مثل تيم قوم أبي بكر حتى لاتكون هناك شبهة توريث بمصطلحاتنا المعاصرة .. ولو أراد الله أن يكون الحكم وراثيا في عائلة النبي من بعده لكان الأولى أن يعيش من بعده ولد ذكر يرث مكانه ( حسب كلام الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية الإمام عليّ )

    ومعاوية نفسه لايخفى عليه هذا المعنى عندما يقول في بعض خطبه:" إني لست بخيركم ، وإن فيكم من هو خير مني : ابن عمر ، وعبد الله بن عمرو وغيرهما . ولكني عسيت أن أكون أنكاكم في عدوكم ، وأنعمكم لكم ولاية ، وأحسنكم خلقا " .. وهذا هو معنى "ولاية المفضول" عند اهل الفقه والكلام .. المفضول دينيّا ولكن الأفضل سياسيا أو الذي ليس خيركم ولكنه خيرٌ لكم .. وأيّ سياسي داهية وقدير معاوية ! إننا نستطيع أن ندرس سيرته ونلاحظ أوجه الشبه بين سياسته ومقولات مع ميكافيلي مع تسجيل السبق لمعاوية ، والناس يظنون أن ميكافيلي أمرٌ سيء وهو في الحقيقة رائد الفكر السياسي الحديث القائم على المصلحة والذي يقطع مع المفاهيم السياسية الأخلاقية القديمة ..



    وللعلم ، لم تكن هناك عداوة بين أمية وهاشم ، وفي أحد برامج الحوارات ذكر المحاور
    السني الكثير من المصاهرات التي تمت بين البيتين الكريمين منها مثلا :
    تزوجت إحدى بنات الإمام علي أحد أبناء مروان بن الحكم .
    وسكينة بنت الحسين تزوجت أحد أحفاد عثمان بن عفان
    وحفيدة الحسن بن علي تزوجها الوليد بن عبد الملك.
    بل إن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية تزوج نفيسة بنت عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب .

    فأين العداوة بينهم !

    المصاهرات والعلاقات الإجتماعية لاتنافي التنافس التقليدي والمنافرة بين أبناء العم ( هاشم وعبد شمس) الذي تحول لصراع سياسي في الإسلام سفكت فيه كثيرٌ من الدماء على حد قول الشاعر:

    عبد شمس قد أضرمت لبني هاشم حربا يشيب منها الوليدُ
    فابن حرب للمصطفى، وابن هند لعلي، و للحـسين يزيد

    ولو عدنا للجاهلية سنرى أن اختلاف الطبائع كان أحد أسباب التمايز .. فقد كان لهاشم بن عبدمناف السقاية والرفادة وهي وظائف دينية ، أما بني عبد شمس فهم تجار أو شريحة برجوازية تجارية ، وخلائق البورجوازية هي المنفعة والمصلحة والعقلانية .. فهنا تناقض أو تقابل بين الإريحية الدينية والمنفعة التجارية ( وهذا رأي العقاد في كتاب الحسين أبو الشهداء )

    بل لقد رويت أخبار مصنوعة على الأرجح تضع على ألسن المتنبّئين كلاما يشير إلى إلى هذا الصراع المستقبلي ، فقد زعموا أن هاشما وعبد شمس ولدا توأمين ، فخرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم وقد لصقت إصبع أحدهما بجبهة الآخر ، فلما نُزعت دي المكان فقيل سيكون بينهما أو بين ولديهما دم فكان كذلك ، ويقال إن عبد شمس وهاشما كانا يوم ولدا في بطن واحد كانت جباههما ملصقة بعضها ببعض ،فأُخذ السيف ففرق بين جباههما ، فقال بعض العرب: ألا فرّق ذلك بالدرهم ! فأنه لايزال السيف بينهم وفي أولادهم إلى الأبد ( النزاع والتخاصم بين بني أميّة وبني هاشم للمقريزي )

  11. #11
    طلالي مميز
    الحاله : مالك الحزين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2004
    رقم العضوية: 8416
    المكان: حيث أنا
    مشاركات: 5,453
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة مشاهدة المشاركة
    المصاهرات والعلاقات الإجتماعية لاتنافي التنافس التقليدي والمنافرة بين أبناء العم ( هاشم وعبد شمس) الذي تحول لصراع سياسي في الإسلام سفكت فيه كثيرٌ من الدماء على حد قول الشاعر:

    عبد شمس قد أضرمت لبني هاشم حربا يشيب منها الوليدُ
    فابن حرب للمصطفى، وابن هند لعلي، و للحـسين يزيد


    أخبار العداوات بينهم بعيدة عن التصديق ، وكذلك ما روي عن معاوية وعقيل وأبناءهم وأبناء آل هاشم وآل أمية كلها غير معقولة ، فهذه من قبيل المنافرات المنهي عنها والتي كانت في الجاهلية .
    وابن حرب لم يكن عدوا لآل هاشم في الجاهلية ، بل العداوة بدأت بالبعثة ، ولم يكن ابن حرب فيها أوحدا ، فقد عادى الرسول صلى الله عليه وسلم أغلب قريش ، الوليد وأبو جهل وعتبة وأمية وعقبة ، كلهم عادوه بعد مبعثه ولم تكن ثمة عداوة قبلها كما جاء في كتب السير ، بل إن العداوة أخذت مأخذها من عم المصطفى عليه الصلاة والسلام أبي لهب الذي جاهر بعداوته وآذاه وسبه ووقف في وجه دعوته ، كذلك ابن عمه أبوسفيان بن الحارث بن عبد المطلب وقف في وجه رسول الله وحاربه وهجاه بالشعر ، ومن بني هاشم من حارب مع المشركين ، فهل نقول أن ثمة عداوة بين بني هاشم أنفسهم !

    مثل هذه القصص أقرب للتكذيب منها إلى التصديق ، ومثلها قصة الجنينين الظاهر بطلانها وغرابتها .

    شكرا فتى مكة .


قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •