مرثية الدغلوب .. لـ الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن

--------------------------------------------------------------------------------------


أولا .. الدغلوب هو كائن حي صغير يظهر في الغدير الراكد بعد سقوط الأمطار .. لا يعيش طويلا .. عمره من عمر هذا الغدير .. عندما يجف تجد هذا الكائن العجيب ينحسر على الماء ويرحل

وقد وصف الشاعر بدر بن عبدالمحسن حزنه من حزن هذا الدغلوب على الماء وشح الدمعة ..!





ذكرتك .. كانت ضلوعي خشب أثل وحشاي دروب
وقلبي غرفةٍ من طين .. تهاوى سقفها الدافـي

ومن شح الدمع .. غنيت لك مرثية الدغلوب
وطفلٍ للمطر يجري .. على الصخر الخشن حافي

نخياي أخلفت وعد الصرام .. وظلها المسكوب
على كبدي طويته يا الهجير الظالم الجافي

وأنا لو مات غرسي منظما .. مالي عن المكتوب
عذابي اني سقيته وارتوى من قلبي الصافي

وإلى خان الشجر والطين .. لا تشره على المحبوب
زرعت ولا جنيت .. بها الزمن .. لي صاحب وافي

ندهني للرحيل .. من الشعيب المسني .. المذروب
إلى مني رقيته بان لي سهبان .. وشعافي

وذكرتك .. ما بقالي في السما لو لحظتين غروب
ولا لي في الثرى كود الذي برميه أنا خلافي

بعض طيني .. شهاب اثلي .. ودلوٍ يابسٍ مثقوب
يخر الرمل في جوف القليب .. ويظهر السافي

جريد اللي ذبل .. وإلا هوى .. أو هو موات قلوب
نويت أشد من دار العطش .. واعيش فـ اطرافي