وجوب طاعة الأئمة:
عن أبي الصباح قال: أشهد أني سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:"أشهد أنَّ علياً إمام فرض الله طاعته وأنَّ الحسن إمام فرض الله طاعته، وأنَّ الحسين إمام فرض الله طاعته، وأنَّ علي بن الحسين إمام فرض الله طاعته، وأنَّ محمد بن علي إمام فرض الله طاعته".(أصول الكافي كتاب الحجة ص109).
ونقل الكليني أيضا:قال الإمام محمد الباقر:"إنَّما يأتي بالأمر من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبي وإلى الأوصياء:افعل كذا وكذا الأمر قد كانوا علموه أمره كيف يعملون فيه".(أصول الكافي كتاب الحجة ص 154).
عصمة الأئمة:
تبدو فكرة العصمة عند الشيعة ردة فعل تجاه مخالفيهم في قضية إمامة علي وبقية الأئمة، فقد ظهرت هذه الفكرة كصفة ملازمة للإمام، ترد له اعتباره وتسمو به عن بقية الناس.(انظر نظرية الإمامة:د.أحمد صبحي ص 140).
وقد ذهب الشيعة إلى القول بعصمة الأئمة وبالغوا في ذلك، فهم:لا يخطئون عمداً ولا سهواً ولا نسياناً طول حياتهم، ولا فرق في ذلك بين سن الطفولة وسن النضج العقلي، ولا يختص هذا بمرحلة الإمامة.
وزعموا:أنّ الله سبحانه وتعالى عصم اثنين فلم يسجدا لصنم قط، وهما:محمد بن عبد الله، وعلي بن أبي طالب، فلأحدهما كانت الرسالة، وللآخر كانت الإمامة، أمّا الخلفاء الثلاثة فلم يعصموا، لأنهم ظالمين وليسوا أهلا للإمامة.
وعلماء الشيعة قد أثبتوا وجوب عصمة الأئمة قبل الكلام عن عصمة الأنبياء، فعقيدتهم في عصمة الأنبياء واجبة لأنَّ ما يلزم للإمام يلزم للنبي من باب أولى.(انظر نظرية الإمامة:د.أحمد صبحي ص 116 ،135)
فالنبوة لطف خاص، والإمامة لطف عام، وليست عصمة الإمام بأقل أولوية من عصمة الرسول، لأن انتفاء العام أكثر شراً من انتفاء الخاص، إذ ضرر انتفاء العام لطوله ودوام زمنه أشد من ضرر انتفاء الخاص.(الألفين:الحلّي ص 84)
يضاف إلى ذلك أنَّ عصمة الإمام كانت مبرراً للتدليل على أحقية علي وأفضليته للإمامة من الصحابة الذين بايعهم المسلمون للخلافة، ولذلك اتجهوا إلى الدفاع عن عصمة الرسل بصفتهم أئمة كما جاء في وقوله تعالى:(إني جاعلك للناس إماما) سورة البقرة:124.
ويعتبر الكليني من أوائل كتاب الشيعة الذي أسهبوا في بحث موضوع عصمة الأئمة وأسبغوا عليهم صفات لم يصلها إلا الأنبياء، فالإمامة في نظره أجل قدراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وامنع جانباً وابعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، لذا فقد خصّ الله عزّ وجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة، فهي مثل منزلة الأنبياء، ومن أجل هذا فالإمام مطهّر من الذنوب، مبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم، وموسوم بالحلم، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل ولا له نظير.(الكليني:الكافي1/119-201).
روى الكليني فـي (أصول الكافـي):"قال الإمام جعفر الصادق: نحن خُزًّان علم الله، نحن تراجمة أمر الله، نحن قوم معصومون أمر بطاعتنا ونُهي عن معصيتنا، نحن حجة الله البالغة على من دون السماء، وفوق الأرض". وزعم المجلسي إجماع الشيعة ال***** على هذه الضلالة، فقال:"اعلم أنّ الإمامية اتّفقوا على عصمة الأئمّة عليهم السّلام من الذّنوب– صغيرها وكبيرها–فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا ولا نسيانًا ولا الخطأ في التّأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه".(بحار الأنوار25/211، وانظر:مرآة العقول 4/352(." وقال أيضاً المجلسي:"إنّ أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأئمّة صلوات الله عليهم من الذّنوب الصّغيرة والكبيرة عمدًا وخطأ ونسيانًا من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله عزّ وجلّ".(بحار الأنوار 25/ 350-351).
وفي بيان عصمة الأئمة يقول محمد رضا المظفر:"ونعتقد أنّ الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمداً وسهواً، كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان،لأنَّ الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي، والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة، بلا فرق".(عقائد الإمامية: محمد المظفر، دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الرابعة 1403هـ-1980م، ص 104).
ويقول الخميني:"إنّ الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو والغفلة، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة المسلمين"(الحكومة الإسلامية، طبعة دار الطليعة، بيروت، الطبعة الثانية 1979م، ص 52).
ويقال هنا:إنّ العصمة من الخطأ كبيره وصغيره، عمداً وسهواً، ونسياناً من المولد إلى الممات أمر يتنافى مع الطبيعة البشرية، وهذا ممّا لا يقبله العقل إلا بدليل قطعي من الشرع، والقرآن لا يثبت للأئمة عموما فضلاً عن أئمة الجعفرية على وجه الخصوص، على أنّ دلالة القرآن الكريم تتنافى مع مثل هذه العصمة حتى بالنسبة للأنبياء، وهم خير البشر جميعا الذين اصطفاهم الله تعالى للنبوة والرسالة.
وإنّ النّفي المطلق للسّهو والنّسيان عن الأئمّة تشبيه لهم بمن لا تأخذه سنة ولا نوم، ولهذا قيل للرّضا–وهو الإمام الثّامن الذي تدعي الشيعة عصمته-:"إنّ في الكوفة قومًا يزعمون أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لم يقع عليه السّهو في صلاته، فقال: كذبوا–لعنهم الله- إنّ الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو".(بحار الأنوار25/350، وانظر:ابن بابويه:عيون أخبار الرّضا ص326(.
علوم الأئـمـة الاثنى عشر:
1- معرفتهم عـلم الغيب:
يروي ثقتهم الكليني فـي(أصول الكافـي، باب أنّ الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا) عن جعفر أنّه قال:"إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم، وأنّ الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنّهم لا يموتون إلا باختيار منهم". والكليني يروي فـي الكافـي عدة روايات تحت باب"الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علِموا، وباب"إنّ الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم" ويروون كذباً على علي رضي الله عنه:"أنا قسيم الجنة والنار، ولقد أقرت لي جميع الملائكة، والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد صلى الله عليه وآله..ولقد أُعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي، عُلّمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عني ما غاب عني".(أصول الكافـي1/196). وأيضاً عن جعفر الصادق:"إنّي لأعلم ما فـي في السّماوات وما في الأرض، واعلم ما في الجنة والنار، وأعلم ما كان وما يكون".(أصول الكافـي1/261).وفـي رواية:"إنّ الدنيا بيد الأمام يضعها حيث يشاء ويدفعها لمن يشاء".(أصول الكافـي1/409).وفـي رواية مكذوبة على علي رضي الله عنه أنه كان يقول:"أنا الأول والأخر والظاهر والباطن".(الطوسي:الاحتجاج على أهل اللجاج).
2-جميع الكتب السماوية عند الأئـمـة:
تدعي الشيعة بأن عند الأئمة الإثنى عشر كل كتاب نزل من السماء، وأنّهم يقرؤونها على اختلاف لغاتها، ووضع الكليني في الكافي بابًا لهذا الموضوع بعنوان:"باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها".(أصول الكافي1/227). وأيضاً صاحب بحار الأنوار ذكر بابًا بعنوان:"باب في أنّ عندهم صلوات الله عليهم كتب الأنبياء عليهم السّلام يقرؤونها على اختلاف لغاتها".(بحار الأنوار26/180).وذكر في هذا الباب (27) حديثًا من أحاديثهم.
- "كل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم".(أصول الكافي مع شرح جامع للمازندراني5/355).
- "إنّ عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى".(أصول الكافي مع شرح جامع للمازندراني 5/354).
- "إن عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور وبيان ما في الألواح" (أصول الكافي مع شرح جامع للمازندراني5/354).
- أن أبا عبد الله قال:"إنّ عندي الجفر الأبيض..فيه:زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف إبراهيم، والحلال والحرام، ومصحف فاطمة. ما أزعم أنّ فيه قرآنًا وفيه ما يحتاج النّاس إلينا ولا نحتاج إلى أحد، حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش").أصول الكافي1/340(.
- أبو الحسن يقرأ الإنجيل أمام نصراني يقال له بريه فيقول هذا النصراني بعد سماعه لقراءة إنجيله عن الإمام:إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة، ثم إن النصراني–كما تقول الرواية– آمن وحسن إسلامه. وقال للإمام:"أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ فقال:هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها، ونقولها كما قالوا: إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري".(أصول الكافي مع شرح جامع5/359، بحار الأنوار26/181، 182، التوحيد:الصدوق ص286-288(.
ويا ليت شعري هل تخرج الشيعة لنا هذه الكتب حتى نجادل نحن وهم بها اليهود والنصارى ونثبت كذبهم وتزويرهم وتحريفهم للتوراة والإنجيل، ولعلهم يكونون ممن آمن وحسن إسلامه؟