منذ كنت طفلة .. تنوعت الأصوات المحيطة بي ..ما بين الست و عبد الحليم .. فريد .. وردة .. فائزة أحمد .. محمد عبده ..
وجدت نفسي أتجه بفطرتي .. وطفولتي .. نحو صوته .. ربما نحو عينيه البريئة ..نظراته المشعة طيبة عجيبة أو ابتسامته الساحرة .. أو ضحكته التي تشعرني بالامان ..
لا أذكر كيف .. ومتى .. ولماذا ؟
كل ما أذكره أنه كان عشقا مبكرا نبت داخلي .. ونما وتفرع في أوردتي .. غاصت جذوره في أعماقي ..


منذ أكثر من 40 عاما ..
تنفست صوته .. تشربت عزفه .. ورضعت ألحانه ..
كبرت وكبر معي ذلك الحب .. احتضنته .. سكن أحلامي ..


حتى أختطفه الموت من بين يدي .. في الحادي عشر من اغسطس
إختطف جسده .. وظلت روحه تسكنني .. وأسكنها ..
ظل صوته في كفي أغتسل به كل صباح .. وأتوضأ منه كل مساء .. لا تزال أغانيه هي تراتيلي .. أتعوذ بها حين يمسني الغضب .. أتلو ما تيسر منها حين ينتابني ضيق .. انفث الحانه في روحي فيزول الألم ..
في مثل هذا اليوم رحل ..
في مثل هذا اليوم رسم لي القدر لوحة الفقد ..
في مثل هذا اليوم بكيتك يا طلال ..
ولا زلت ابكيك ..


بعد 14 عاما ..
أعيش بإمداداته التي لم ولن تنضب ..
كلما شعرت بجفاف عاطفتي .. أرتشفت جرعة من إحساسه ..
كلما داهمني جوع مشاعر .. أقضم لقيمات من صوته ..
كلما تصدع قلبي .. تناولت أقراصا من ألحانه ..
كلما رأيت ابتسامته ... أغص بأشواقي .. وحنيني ..


رحمك الله يا طلال
بعدد خلقه .. أطلب لك الرحمة أيها القلب الطاهر ....




قلم : نادية مناخة