مشاهدة النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: صوت الارض في ذكراه الرابعة عشره 0

  1. #1
    طلالي
    الحاله : حسين علي حسين غير متصل
    تاريخ التسجيل: Nov 2009
    رقم العضوية: 230863
    المكان: المنطقه الشرقيه - الجبيل الصناعيه
    الهواية: القراءه والنت - الشعر -كل ما قدم صوت الارض
    السيرة الذاتيه: طلالي للنهايه ومن عشاق العميد مثل صوت الارض
    العمل: أعمال حره والحمد لله
    مشاركات: 7

    صوت الارض في ذكراه الرابعة عشره 0

    طلال مداح.. «صوت الأرض» الذي زرع الورد في ذاكرة الوطن

    تركي التركي من الرياض

    صادف أمس الأول الذكرى الرابعة عشرة لوفاة الفنان الراحل طلال مداح، التي كانت مناسبة لمحبيه وعشاق فنه وموروثه الموسيقي لتبادل أهم وأجمل ما أنتجه في مسيرته الفنية. حيث الالتزام في الفن لا يعني الإمعان فقط في قضايا سياسية بحتة، وهذا ما أدركه كثير من الفنانين والشعراء بعد عقود من النضال والمقاومة التقليديين. فالحياة بحد ذاتها مقاومة. والمقاومة ليست فقط بالسلاح، أو التضحية بمعناها الجسدي المعروف، ولكنها ممكنة أيضا بالشعر والرمز، بالغناء والجمال.
    طلال مداح أو «صوت الأرض». هذا اللقب الأحب له ولمتابعيه، لم يتأتَّ من فراغ، فصوت طلال وألحانه تُشعرك بهذه الحميمية وبهذا الارتباط بينه وبين إنسان هذه الأرض، وهنا نعني الإنسان البسيط تماما، بل والمهمّش في أحيان كثيرة. وكأن طفولة طلال، الصعبة معيشيا، والممتلئة فنيا، ارتسمت في صوته لتعبّر عن هذه الأرض التي لا تعطيكَ إلا إذا أعطيتها، في إطار صفقة كونية، تُسمى الحياة.
    ولد الفنان طلال مداح، بحسب ما يذكره "منتدى طلال مداح" الإلكتروني، في مكة الخامس من آب (أغسطس) 1940، حيث تولى تربيته منذ ولادته زوج خالته علي مداح. وكان طلال تلميذاً في إحدى مدارس مدينة الطائف في السعودية وكانت هذه المدرسة تقيم عدة حفلات في مناسبات عدة وكان معروفا عن طلال حلاوة الصوت ونقاوته، الأمر الذي شجع المدرسة على أن تسند إليه القيام بدور مقرئ الحفل في كل حفلات المدرسة.
    طلال بطلته اللطيفة وبنظارته السميكة، بابتسامته الخجول، وبغترته البيضاء البسيطة، التي لا يتكلّف أبدا في كيّها أو ترتيبها، حتى بعد عقود من الشهرة، يأسر الكثيرين ويشعرهم بقربه وتواضعه. ولا يخفي طلال من خلال لقاءاته سرّ الحزن الكامن في صوته، أنه قد يكون نتيجة طبيعية لفقده حنان الأم التي توفيت بعد ولادته مباشرة. كما يذكر بشيء من الفخر أسرته الفنية الصغيرة، المتمثلة في خاله وخالته اللذين تعهداه بالتربية بعد وفاة والدته، ولم يقفا حجر عثرة في طريق موهبته. كما لا ينسى احتواءه موهبة صديقه الذي عانى الأمرين من أسرته التي رفضت تعلمه العود، فكان أن أخفى العود في بيت طلال، وبات يزوره من وقت إلى آخر حتى يتمرنا على العود سويا.
    فبحسب ما يرويه طلال حول طفولته وبدايات تعلمه العزف على العود فقد كان من بين تلاميذ المدرسة وزملائه المقربين تلميذ اسمه عبدالرحمن خوندنه، وكان هذا التلميذ من هواة الموسيقى ويمتلك عودا يعزف عليه، فاتفقا على أحياء ليالي سمر تضم الأصدقاء وأن يقوم طلال مداح بالغناء فيما يقوم عبدالرحمن بالعزف على آلة العود، وهكذا بدأت أولى خطوات طلال مداح الفنية. ولما كان الطرب أمرا مستهجنا بالنسبة لوالد خوندنه. فقد فضل أن يبقى العود دائما في منزل طلال لأنه أكثر الأماكن أماناً. وعليه فقد كان كثير التردد على منزل طلال ليشبع هوايته في العزف. ومن هنا بدأ طلال يداعب أوتار هذا العود الموجود باستمرار في بيته، حيث أمضى وقتا طويلا، من الخطأ والصواب من الإجادة والنشاز، إلى أن بدأ طلال في إجادة العزف وإطراب المستمعين.
    وفي حواراته، لم يكن طلال ــ على عكس الكثيرين ــ ذلك الذي يعنيه أن يوحي لأحد بثقافة رنّانة متعالية، بقدر ما كان هادئا رزينا، يحمل الكثير من التجارب والحدس تجاه أمور ومواقف كثيرة. فمن حديثه يبدو لك أنه يصدق عليه القول «فنان بالفطرة» إذ لا يتكلّف الكثير من المعارف، الثقافية أو الموسيقية، وفي الوقت ذاته يملك قدرة سردية متمكنة وظريفة.
    طلال وبرغم كل محاولات الصحافة الفنية إقحامه في كثير من المقارنات والمواجهات، إلا أنه كان ذكيا وخبيرا بما فيه الكفاية ليتخلص من عبء العداوات المفترَضة، التي كان من الممكن أن تُحمّله إياها هذه الصحافة التي تعلم أن اسم طلال استثمار جيد ومهم، لا يتقادم مع الزمن، إنما يتجدد عمقا وأصالة. كما أن محبيه ومن تعاملوا معه بشكل مباشر يكفونه الكثير حين لا يفوتون أي فرصة، بكثير من الحب والصدق، لذكر محاسن أبو عبدالله والإطراء على شخصه وعلى طبيعة التعاون معه.
    الأمير الشاعر محمد العبد الله الفيصل يقول عنه: "طلال مداح تاريخ.. وتاريخ الأغنية السعودية كانت بداياته الفعلية على يد طلال مداح واشتهرت بفضله رغم محاولات من سبقوه". كما يثني الأمير بدر بن عبدالمحسن على شخصيته وفلسفته الخاصة تجاه الأشياء من حوله فيقول "أصبح اسم طلال مداح في كل قلب وعلى كل شفاه.. وتجاوز الفن الغنائي السعودي بفضل صوته حدود الوطن ليصل للعالم العربي كله.. طلال مداح فنان متميّز.. ومدرسة مختلفة عما سبقتها.. وقد مر ذلك الفنان بمراحل عدة ارتفع فيها رصيد نجاحه وتناقص.. ولكن تميزه وتفرّده ليس فقط في صوته اللين الدافئ القوي.. إنما في شخصيته البسيطة الطيبة.. وأفكاره وفلسفته الخاصة للأشياء وعنها". أما الفنان محمد عبده الذي لم تتوقف الكثير من الأقلام والأخبار في أن تدق بينه وبين طلال إسفين الإشاعات والأولويات، فقد قال بكل وضوح: "طلال هو رجل الأغنية السعودية الأول وهو الأصل ونحن نتفرع منه".
    وعن مشوار طلال الإبداعي وإنجازاته يقول الملحن سامي إحسان: "حمل على كاهله هاجس الأغنية السعودية.. وتطويرها.. رافضا أي مساس بها، إنه إنسان من عهد الطرب الأصيل الذي يلتزم بالإنسان ويحكي سيرته.. يكتب الجملة الموسيقية بكل مشاعره.. يسبح في الفن الشرقي.. لكنه لا يرفض الفن الحديث والمعاصر.. ويسعى دائما للتجديد.. ويعتقد أن الكلمة الشاعرية المتدفقة من أعماق القلب.. هي التي تحرك ملَكة الإبداع".
    في سنواته الأخيرة عانى طلال مداح مشكلات في القلب وانسداد في صمامات القلب، وأجرى عملية قسطرة للقلب ونصحه الأطباء بالراحة المطلقة والابتعاد التام عن التدخين، ولكنه استمر في أداء الحفلات والغناء حتى توفي يوم الجمعة الموافق 11 آب (أغسطس) 2000، إثر تعرضه لأزمة قلبية وهو على مسرح المفتاحة، ونقل جثمانه للصلاة عليه في المسجد الحرام في مكة المكرمة ودفن في مقابر المعلاة في مكة المكرمة، وقد شيّعه أكثر من 100 ألف من محبيه ومعجبيه، كما حضر مراسم العزاء عدد كبير من رجال الدولة والفنانين والصحافيين.
    محبو طلال ليسوا فئة عمرية واحدة كما أنهم ليسوا شريحة ثقافية واحدة أيضا، إذا تجد فيهم البسطاء تماما والمثقفين جدا، المتعلمين وغير المتعلمين. والمتابع لمحبيّ طلال يلاحظ المحبة العارمة والإخلاص العالي في الذود عن طلال وعن أعماله وتاريخه، وكأنك أمام أناس يرتبطون بهذا الشخص بعلاقة شخصية أكثر منها علاقة فنية جماهيرية. وفي الوقت ذاته لا يمكن القول إنك أمام جمهور متعصب فقط لمجرد التعصب، فالوفاء هنا موثّق بالمعرفة والإخلاص في المتابعة والحب. كانت هذه وقفة محبة فقط، أما سيرة طلال وتعاطيه مع القريب والبعيد، مع الجديد والقديم، فتستحق الكثير لأنه بالفعل «مدرسة»، ليس فقط بالمعنى الأكاديمي أو الفني، ولكن بالمعنى الإنساني والإعلامي أيضا. عزة نفسه وطيبتها التي لم يختلف حولها اثنان. طلال رمز وطني حين يقول "لا وطن للفن"، وفنان حين يحمل على كاهله هاجس الأغنية السعودية، بكل تقاسيمها، الفولكلورية والوطنية. طلال زرع الورد في ذاكرتنا وحقّ له اليوم أن نتعهد هذا الورد بماء القلوب.
    --------------
    رحمك
    الله يا طلال يا صوت الارض فكم أسعدتنا وملأت حياتي بالحب والسعاده ففي ذكراك الرابعه عشره أدعو لك بالرحمه والمغفره فقد كنت طيب القلب محبا للناس ومسعدا لهم 0

  2. #2
    طلالي
    الحاله : إحساس مرهف غير متصل
    تاريخ التسجيل: Apr 2009
    رقم العضوية: 191274
    مشاركات: 32
    شكرا لك عزيزي
    رحم الله البلبل الصداح طلال مداح

قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •