"فاينانشيال تايمز": "داعش" ردّ فعل على إضطهاد السنّة في العراق وسوريا
و تحولت إلى خطر استراتيجي وتتقدم رغم القصف الأمريكي
نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" تقريرًا بعنوان "لا يوجد اقتراح لكيفية التغلب على داعش رغم الهجوم الأمريكي"، قالت فيه، أن "الدولة الإسلامية التي كانت تُعرف سابقًا "بالدولة الإسلامية في العراق والشام" تحولت إلى أكبر خطر إستراتيجي، عندما أعلنت تبني نظام الخلافة، وارتدى مقاتلوها اللون الأسود، رافعين الإعلام السوداء، مستغلين ضعف الروح المعنوية للجيش العراقي، للسيطرة على المزيد من المناطق في العراق وسوريا".
وعن سبل وقف الزحف الداعشي، قالت الصحيفة، أنه "على الرغم من الضربات الجوية الأمريكية التي أخرت تقدم مقاتلي داعش في شمال العراق إلا أنها تتقدم بسرعة في مناطق أخرى"، مضيفة أنه "ليس هناك اتفاق على كيفية مواجهتها ولا القوة المطلوبة لذلك".
وأضافت الصحيفة، أن "داعش أكثر خطرًا وتعقيدًا من تنظيم "القاعدة"، وأن اتباع أسامة بن لادن لا يشكلون نفس الخطر على دول الشرق الأوسط مثل داعش"، مضيفة أنها "تحكم قبضتها على ثلث سوريا، والتي استخدمتها بالفعل كنقطة انطلاق على الحدود العراقية، وها هي الآن تضرب جذورها في ثلث من مساحة العراق، وتقصف الجيش العراقي الذي فر جنوده أمامها".
وأوضحت الصحيفة، أن "داعش تقدم نفسها للسُّنة على أنها الجهة الوحيدة القادرة على كسر شوكة الشيعة، الذي بنتها إيران من عاصمتها طهران، مرورًا بالعاصمة العراقية بغداد، وامتدادًا إلى العاصمة اللبنانية بيروت".
وألقت الصحيفة، بـ"اللوم على الحكومة المركزية العراقية التي رأت أنه لولا تقلص سيطرتها لما أعطت فرصة كبيرة لعناصر داعش بالانتشار في العراق"، مشيرًا إلى أن "تلك المعطيات تعد فرصة ذهبية لداعش، لم تحلم بها القاعدة نفسها، حيث إن داعش تحظى بتمويل جيد من أموال التبرعات من دول الخليج، ومصادر أخرى منها آبار النفط، التي سيطرت عليها في كلتا الدولتين، والتي تصل إلى نحو 5 آبار نفط إستراتيجية، إضافة إلى عمليات الابتزاز التي تقوم بها حيث الخطف والحصول على فدية".
وقالت الصحيفة، أن "داعش استغلت جيدًا الفراغ العسكري في العراق وانقسام المجتمع، حيث سيطرة الشيعة واضطهاد السنة"، موضحًا أن "داعش تعمل على نبرة الاضطهاد والظلم للسنة داخل العراق وسوريا، حيث تشعر الطائفة السنية أنها مهملة من الغرب، نظرًا إلى ما حدث في بداية الثورة السورية، والتي قمع الرئيس السوري بشار الأسد المظاهرات والاحتجاجات السلمية بشكل وحشي، ولاسيما بعد ارتكابه مجازر بشعة للقرى السُّنية بمساعدة إيران".
ومضت الصحيفة، قائلة أن "داعش تقاتل على نغمة اضطهاد الأقلية السنية، وأنها الحامي للسنة من كل الممارسات القمعية، كما أنها بوشك الحصول على منفذ لها على البحر الأبيض المتوسط".
وأرجعت الصحيفة، "سبب تقدم داعش إلى عوامل عدة، منها غياب سلطة الدولة، واندثار روح المواطنة في المنطقة خاصة في سوريا والعراق".
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول، أن "الدولة الإسلامية المسلحة والخطيرة تتمدد في وقت شديد الحساسية بالنسبة للشرق الأوسط، حيث يأتي هذا التمدد بالتزامن مع الانفجارات المتتالية، وهو ما يجعل التخلص منها نهائيًّا احتمالًا ضعيف".