دفعت ملايين الدولارات للفوز بمشاريع واستغلّت مستشارين لتسهيل العمليات

" العدل الأمريكية ": " ألستوم " الفرنسية قدّمت رشاوى لمسؤولين سعوديين كبار





تصاعدت فضيحة شركة "ألستوم" الفرنسية للصناعات الهندسية، بعدما أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن فرض غرامة على الشركة بلغت 772 مليون دولار؛ لتسوية اتهامات من جانب الوزارة تزعم أن الشركة قدّمت رشاوى لمسؤولين محليين للفوز بعقود مشروعات في عدة دول منها السعودية وإندونيسيا ومصر.

ووُجّهت للشركة وعدد من موظفيها التنفيذيين وآخرين، وفقاً لوسائل إعلام مختلفة، تهم تقديم ملايين الدولارات لمسؤولين أجانب مقابل مساعدة هؤلاء المسؤولين في ضمان حصول الشركة على مشروعات واستخدام مستشارين لتسهيل عمليات الرشوة، وسجّلت تلك المبالغ على أنها عمولات أو رسوم استشارات.

ومن الاتهامات المتداولة أنه في عام 1998 رغبت الشركة في التقدم لمناقصات مشروعات محطات الطاقة في السعودية، مع الشركة السعودية للكهرباء، وحصلت بالفعل على عقد واحد، وتقدّمت بعد ذلك لمشاريع أخرى في عام 2000.

وتضمّنت مشروعات الشركة في السعودية مشروعات الطاقة في منطقة "الشعيبة"، وهي عدة مشروعات لإنشاء 14 وحدة توليد طاقة بخارية لشركة الكهرباء، وشملت المرحلتان الأوليان لمشروعات الشعيبة إنشاء محطة طاقة تعمل بالنفط، و11 وحدة توليد طاقة منفصلة بقيمة 3 مليارات دولار تقريباً.

وتضمّنت ادعاءات السلطات الأمريكية، بحسب تقرير نقله موقع "أخبار 24"، أنه خلال مشروعات "ألستوم" في السعودية، زوّرت "ألستوم" في سجلاتها الغرض من صرف عشرات الملايين من الدولارات بعد دفعها لمسؤولين محليين للحصول على المشاريع والاستمرار فيها، ولم تستطع الشركة تقديم ما يثبت نفي هذه الادعاءات.

ووُجّهت اتهامات أخرى للشركة باستغلال 6 مستشارين لها، ليس لتقديم مشورة للشركة، بل لتقديم منافع للمسؤولين المحليين ذوي القدرة على التأثير على منح المشاريع للشركة، وأن هؤلاء المستشارين حصلوا على مبالغ كبيرة من "ألستوم" تراوحت من 4 : 30 مليون دولار، وأن اثنين منهم كانا من أقارب مسؤول كبير في الشركة السعودية للكهرباء.

واستخدمت "ألستوم" في السعودية، مستشارين في نفس المشروع، ويقدمان نفس الخدمات، والتي ذكر في العقود أنها "ترتيب الاتصال" و"تنظيم المواعيد وزيارات العملاء" و"تنظيم الاتصالات على أعلى المستويات"، ودفعت لأحدهما 30 مليون دولار وللآخر 10 ملايين دولار، دون وجود أي وثائق رسمية تثبت تقديم أي خدمات قانونية مقابل ما حصلوا عليه من أموال، مما يوجد شبهة قوية.
وتضمّنت الاتهامات الأمريكية أن "ألستوم" دفعت 2.2 مليون دولار لمؤسسة إسلامية مقرها أمريكا، وعلى علاقة بأحد مستشاري الشركة، وتم السداد على ثلاثة أقساط. وتم تدوينها على أساس أنها "نفقات لمحطة الشعيبة"، إضافة إلى التلاعب في نسب السعودة التي تنص عليها الأنظمة الحكومية في العقود الأجنبية وذلك بتعيين أقارب المسؤولين.





أقرّت أمام القضاء بانتهاكها قوانين الممارسات الأجنبية الفاسدة

تغريم شركة فرنسية بعد تورطها في قضايا "فساد ورشوة" بالسعودية‬


كشفت فضيحة الرشاوى التي أظهرتها تحقيقات القضاء الأمريكي مع شركة ألستوم الفرنسية، تورطها في قضايا فساد بالمملكة، من ضمنها تعيين اثنين من أقارب بعض المسؤولين الحكوميين بالشركة السعودية للكهرباء كمستشارين لديها، كما أنها قامت بدفع 2,2 مليون دولار لإحدى المؤسسات الخيرية ذات الصلة بأحد كبار المسؤولين الحكوميين.

واعترفت شركة "ألستوم" الفرنسية -المتخصصة في إنجاز المشاريع الكبرى في قطاعي النقل والكهرباء- بارتكابها مخالفة "انتهاك قوانين الممارسات الأجنبية الفاسدة"، التي وجهتها لها إحدى المحاكم بولاية كونكتيكت الأمريكية، ما دعا القاضي -المسؤول عن القضية- إلى تغريم الشركة 772,2 مليون دولار عقوبة لها على تلك الانتهاكات.

واتُّهم فرع الشركة الفرنسية في ولاية -كونكتيكت- بالاشتراك في مخطط لرشوة المسؤولين الحكوميين في دول أجنبية عدة، منها على سبيل المثال "السعودية وإندونيسيا ومصر وجزر البهاما"، للحصول على مشاريع ضخمة في هذه الدول، وفقًا لما ذكرته صحيفة "ماك كلاتشي دي سي" الأمريكية.

وأكد المدعي العام أن حجم الرشوة التي تقدمت بها الشركة للمسؤولين الحكوميين بتلك البلاد بلغ 4 بلايين دولار، وقد مكن هذا المبلغ الضخم الشركة من الحصول على مشاريع عدة.

وقال المدعي العام: "شركة (ألستوم) دأبت -منذ عقد مضى- على انتهاج سياسة تقديم الرشاوى للمسؤولين الحكوميين، في البلاد التي تريد أن تقيم فيها مشاريع تتعلق بقطاعي النقل والكهرباء، ما أسهم في نمو الشركة بشكل سريع يدعو للريبة، كما أنها لجأت إلى التلاعب في سجلاتها الحسابية، من أجل إخفاء الرشاوى التي تقوم بدفعها، من أجل الحصول على مشاريع ضخمة ستدر عليها الملايين من الدولارات".

واتخذ من إندونيسيا والسعودية مثالًا لتوضيح أنواع الرشاوى المختلفة، التي دفعتها الشركة الفرنسية، ففي إندونيسيا قامت الشركة بدفع مبالغ ضخمة لأحد الأعضاء البرلمانيين البارزين، وكذا لشركة الكهرباء الوطنية الإندونيسية، من أجل تسهيل حصولها على عدد من المشاريع هناك.

وعقب هذه الفضيحة، أعلنت الشركة -من خلال موقعها- عن التزامها التامّ بالمبادئ الأساسية للنزاهة والشفافية، وامتناعها عن استخدام سياسة الرشاوى في صفقاتها التي تأمل أن تعقدها في المستقبل.