.
.
ربما يكون هذا الموضوع صادم لبعض الاخوة لكنه حقيقي الى درجه ما
على مدى سنين تفوق الاعلام المصري في بداية القرن الماضي في ظل غياب جميع الدول العربية التي كانت ربما في بداية التاسيس او في معمعة الاستعمار والاستقلال
علمنا الاعلام المصري ان مصر هي الافضل في كل شيء
في السينما في المسرح في الثقافة بتفرعاتها في الجيش وفي العلوم
لكننا افقنا على الحقيقة ان مصر ليست الافضل في كل شيء
الان في هذا الوقت الاطباء المصريون على اقل درجة في المعرفة مقارنة بالاطباء العرب التي اتاحت لهم الطفرة المادية التعلم في ارقى الجامعات
ايضا الادباء والشعراء المصريون هم الاقل موهبة في هذا الوقت ويكفي ان تذكر السياب ودرويش ونزار ومحمد شكري وواسيني الاعرج والطاهر بن جلون وحنا مينا وعبدالرحمن منيف لتعرف اسبقيتهم على الادباء المصريين
اما في مجال السينما فالسينما المصرية تبلغ من العمر اكثر من مئة سنة ولكنها في الحقيقة وعند مشاهدتها تظن انك ما زلت في بداية السينما . اخراج متواضع قصة وسيناريو ركيكة نجوم ليست الاجدر بشباك التذاكر والشهرة ويكفي ان تنظر الى المهرجانات لتعرف تقدم سينما المغرب وتونس والجزائر والسينيقال
اما في مجال القدرات العسكرية فحدث ولا حرج فجيش مصر هو الاقل عتادا وامكانات ويكفي ان تقارن عاصفة الحزم بكل امكاناتها وقدراتها التكتيكية واللوجستية والهجومية وتقترنه بالضربة الفاشلة التي قادتها مصر على ليبيا بدون تخطيط او حتى مصداقية
اما في مجال الاعلام فهو مثير للسخرية يكفي ان تذكر عكاشة وعمر اديب ومحمد سعد ومنا الشاذلي لتضحك الجميع
على العموم كل ما اسلفت ليس موضوعنا
الموضوع في الحقيقة ان بقايا عظمة مصر ان كانت بالفعل عظيمة سقطت عند باب القضاء المصري
فلعقود نسمع عن نزاهة القضاء المصري وعدالته وهذا هو اخر مثال للمقارنة مع الاخرين
هل يعقل في الوجود وفي الكون وفي التاريخ وفي الشرائع الوضعية والسماوية ان يحكم على دكتاتور حكم لمدة ثلاثين سنة ان يحكم عليه بالبرائة
وهل يعقل ان يحكم على رئيس انتخب وحكم لمدة سنة بالسجن مدى الحياة
ان اخر شيء كان يعتز به المصري هو قضائه والان لم يبقى له شيء