بعد أن اعتبر تأييد بشار الأسد عاراً : رحل " الشريف " نور الشريف
كتب محمـــد منصـــور
رحل نور الشريف في وسط مليء بالسفلة والانتهازيين وممالئي الاستبداد وداعمي قتلة شعوبهم !
رحل الرجل الذي وقف أمام الكاميرات ليقول يوماً: إن اتهامه بتأييد بشار الأسد إساءة له.
فقد رأى نور الشريف، بنور بصيرته الإنسانية الصافية، أن مناصرة ديكتاتور مجرم هي سبة وعار..
-1-
الفنان الذي جسّد شخصية رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير (ناجي العلي) في الفيلم الذي أخرجه عاطف الطيب في لبنان في التسعينيات، رأى أن من يعتدي على صديقه رسام الكاريكاتير السوري (علي فرزات) الذي وصفه بـ "صديق عمري" لمجرد أنه يعبر عن رأيه بالخطوط والأشكال، - وكان حينها صديقه علي فرزات يرقد في المشفى بعد تكسير أصابعه – لا يشرفه أن يؤيده أو يرفع صورته!
قال نور الشريف بالفم الملآن ردا على سؤال "هل تعتبر أن رفع صورة بشار الأسد تسيء لك": "آه طبعاً مؤكد. رفع صورة بشار الأسد تسيء لي؛ لأن في كثير من الجماهير العربية... مع الحركة الثورية للسوريين. على سبيل المثال هكرر: ليه بشار الأسد ما حاربش اسرائيل..."
-2-
رحل (سواق الأتوبيس) الذي تفجر غضبه في نهاية الفيلم على اللصوص والأنذال والفاسدين في (أتوبيس مصر) المزدحم... فنزل لينهال بالضرب على أحد نماذج هؤلاء وهو يصرخ بحرقة (ياولاد الكلب)!
رحل (آخر الرجال المحترمين) الأستاذ الذي تفجر خوفه على الطفلة التي خطفت في رحلة مدرسية... معبراً عن إحساسه العميق بالمسؤولية الشخصية وقلقه الأبوي، وبحثه علن القيم في وسط كان ينهار فيه كل شيء!
رحل نجم المسلسلات التاريخية الرصين: صاحب أدوار: (عمر بن عبد العزيز) و(هارون الرشيد) تلفزيونياً، و(الظاهر بيبرس) و(ابن رشد) الذي أحرقت كتبه سينمائياً، والذي أداه برؤية يوسف شاهين المضطربة له في في فيلم (المصير)!
رحل نجم المسلسلات الاجتماعية الجماهيرية (عائلة الحاج المتولي) و(لن أعيش في جلباب أبي) و(العطار والسبع بنات) و(حضرة أبي المتهم) و(الرحايا)
-3-
رحل نور الشريف نقياً، من تهمة مناصرة الاستبداد... فلم يسفه ثورة 25 يناير دفاعاً عن حسني مبارك كما فعل الكثير من زملائه حينها، ولم يهتف للسيسي ، الذي يودع عهداً باللعنات ويستقبل آخر بالمدائح والابتهالات... ولم يدفعه انتماؤه الناصري للدفاع عن "سورية الأسد" باعتبارها "قلب العروبة النابض" كما يحب المزاودون تلقيبها... وقد غدت بفضل جرائم الوريث جرح العروبة النازف!
-4-
نور الشريف: سيرة حياتية بدأت في حي السيدة زينب الشعبي بالقاهرة، الذي شهد ميلاده في (28/4/1946) وسيرة فنية انطلقت بتخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة بتفدير امتياز عام (1967)
(170) عملاً خلال (45) عاماً من العمل الفني المتواصل، نال عليها (50) جائزة فنية، كانت كفيلة بأن تكرسه حاملا للقب (صائد الجوائز) وكانت اتساع تجربته الفنية يشي بأنه (صائد المخرجين) كذلك... فقد عمل مع أهم مخرجي السينما المصرية في كل الأجيال من صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وعلي بدرخان إلى عاطف الطيب وسمير سيف وشريف عرفة وخالد يوسف ورامي إمام وسواهم!
-5-
رحل نور الشريف عن عمر يناهز الـ69عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. وبعد أن "تعب من الشائعات التي تلاحقه " كما قال في إحدى حواراته الأخيرة؟
رحل الشريف... نور الشريف: آخر الرجال المحترمين !