بالنسبة لخطاب, فهو أفضى إلى ما قدم, وإن كانت قضيته عادلة سينصفه التاريخ..
الذي أعرفه أن خطاب اتصل ببعض الشخصيات الدينية المعتدلة, كمحمد المسعري
وهذا الأخير مؤيد لمعظم لفصائل الجهادية, ما عدى التي تقاتل المسلمين من
الشيعة والصوفية, وتقاتل عامة غير المسلمين, مثل جماعة الزرقاوي والبغدادي
من خوارج الدهر.. فهو كما أظن معتدل فكريا, ومن الإجحاف اتهامه بالداعشية..
الحقيقة بعض مشائخ الفتنة الجبناء أولى بهذه التهمة, فهم لا يخرجون لمواطن القتال
ويخضعون للحكومات ويطبلون لها, ومع هذا فهم "فكريا" أكثر تشددا من خطاب بمراحل
يكفرون المذاهب الإسلامية علنا, أو يتهمونها بالشرك, وهذه التهم هي رأس الدعشنة
أحد هؤلاء الكهنة يتقاضى شهريا ما يقارب النصف مليون, ثم لا يحمد الله على النعمة
بل يغرد ليل نهار فتنة وتكفيرا, ليغرر بالمساكين حتى يسلكوا مسالك الخوارج..
وبعضهم زاهد في المال والحياة, ولكن ليس زاهدا بالتكفير والسعي الدؤوب للفتنة..
استمعت لأحدهم وهو يصر على أن العلوية مرتدين لا كفار, وهو يتهمهم بالردة حتى
يبرر قتل عامتهم, بينما لو قال أنهم كفار لصار حكمهم في الشرع أقل حدة..
وكيف يصيرون مرتدين وهم مؤمنون بما هم عليه من قرون؟ فهم إما كفارا أو مسلمين
أما اتهامهم بالردة فلا مبرر له إلا الفكر المتوحش, الذي يسعى للدم وللقتل والذبح..
الجندي الداعشي ليس إلا فردا بسيطا مغررا به, بينما "المنظرون" لفكر داعش هم الأساس
وإن كانوا يتلونون ويزعمون أنهم لا يدعون لقتل الآخر, لكن مقتضى كلامهم أن اقتلوا الآخر
"إن كنتم تؤمنون بمذهب من يؤيد قتال المشركين والكفار وإن كانوا غير حربيين"
أو أكرهوهم على الأقل, واعتبروهم كفارا, وكلا الطريقان يؤديان للمسلك الداعشي المجرم..
وبعضهم يعلنها صراحة بلا خجل, ويقول الشيعة كفار ويجوز قتلهم..
فكل هذا يجعلني أرفض اتهام خطاب بالداعشية, فما دام الرجل لم يقاتل إلا الكفار الحربيين
ولم تصدر منه آراءا متشددة في حق الطوائف الإسلامية..
فهو إما مجتهد مصيب, أو مجتهد مخطئ, لكن حاشى لله أن أقارنه بالدواعش
وبغلاة الوهـابية أو غلاة الإمامية ممن طمس الله عقولهم ورضوا أن يكونوا ورقة لعب
في المشروع الصهيوأمريكي لتدمير بلدان العرب وتقسيمها لدويلات طائفية عاجزة أكثر
من عجز الدول الحالية, وتتماهى مع وجود إسرائيل وتتبنى فكرا إسلاميا لم نعرفه إلا في
العصور المنحطة.. سواء علم هؤلاء المشايخ أم لم يعلموا, فهم وقود المشاريع الخبيثة
التي تدار من قبل الصهاينة وحلفائهم ممن لا يريدون الخير للمسلمين..