الحنجرة الطلالية والملحنون

[ليل و طرب]

الحنجرة الطلالية والملحنون

أحمد الواصل - الرياض

كنت قبل عقد من السنوات، زمن بدايات الكتابة، رأيت في تجربة طلال مداح أكثر من مرحلة تخللتها تطورات ظهور قالب "الأغنية" إما بالأثر المصري مثل "وردك يا زارع الورد" وإما بالأثر الكويتي مثل "علامه ما ينابيني"، من بعد نهاية عهد الفنون الأدائية الحجازية مع آخر صوت لها محمد علي سندي وبعض التطويرات الجدية التي قدمها كل من عمر كدرس وفوزي محسون، وفي الآخر محمد شفيق.

ولم تكن تلك المقالة التي كتبتها سوى صياغة أولية لقراءة شمولية حول التجربة الطلالية، بينما يهمني الحديث عن تجربة صوت طلال مداح مع الملحنين بما فيهم هو نفسه غير أن دور الملحنين صاغ لحنجرته مسارات عدة في تاريخ الأغنية السعودية.

وقد أعدت صياغة بعض تلك التوصيفات بحسب ما تصححت المعلومات وتوافرت التسجيلات، في دراسة اتخذت فصلاً كاملاً من كتابي "تغني الأرض: أرشيف النهضة وذاكرة الحداثة" "2010" وكانت بعنوان "صوت الأرض إذا غنى: طلال مداح نموذجاً"، وانتهيت إلى ثلاث مراحل هي:

مرحلة الأغنية الجديدة "1958-1969"، مرحلة الأغنية الرومانسية "1970-1985"، مرحلة الأغنية التعبيرية والواقعية "1986-2000".

إن حنجرة طلال مداح بحسب الفنان الكبير سمير الوادي "مطلق الذيابي" تعد منعطفاً في الأصوات الرجالية على مستوى الجزيرة العربية بما توفر لها من مزايا تفرقها عما سواها، حين حكم بالرفض وقتها على صوت فوزي محسون الذي لم يكن بالطبع يمتلك مزايا كما طلال مداح.

وعلى أن هناك أصواتاً سبقته قليلاً، مثل شادي الخليج وغريد الشاطئ إلا أن الأصوات الرجالية ذات المزايا والتعليم والتثقيف ظهرت على التوالي، أواخر الستينيات تحديداً عام 1967، مثل: مصطفى أحمد وحسين جاسم وعبدالكريم عبدالقادر.

فقد اغتنت هذه الحنجرة أي طلال مداح، في حواضن مكة المكرمة والطائف بوفرة تداول الفنون الأدائية الحجازية من المجس والدانات والمجرور والحدري والصهبة إضافة إلى مدينة جدة بوصفها مدينة ساحلية تجمع الفنون الأدائية ذات الطابع الساحلي كالينبعاوي وما تشكل لاحقاً ضمن إطار الغناء الشعبي كما أنها لم تغب عنها الفنون الأدائية التابعة للمدرسة النجدية المتمثلة في فرعيها الكويت والبحرين خصوصاً من فن الصوت والفجري والسامري إضافة إلى طرائق الأداء الصنعاني والحضرمي واللحجي واليافعي المتداولة مع مهاجري اليمن في الحجاز.

وقد تجايلت أصوات عربية بوصفها حناجر عمدت إلى منعطفات في تاريخ الغناء العربي في القرن العشرين مثل مائدة نزهت وناظم الغزالي في العراق وفيروز ونصري شمس الدين في لبنان وعبدالوهاب الدكالي وعبدالهادي بلخياط في المغرب وأحمد قاسم وأبو بكر سالم بالفقيه من اليمنين الشمالي والجنوبي إضافة إلى الأصوات الكبيرة في مصر نجاة الصغيرة ووردة وفايزة أحمد وعبدالحليم حافظ. فقد تمكنت هذه الأصوات من فرض وجودها وأغنيتها التي لا تنتزع من بيئتها ولا تفقد زمن التطورات الأسلوبية والتقنية في الأداء والعرض.

وقد تصلبت حنجرة طلال في أوائل الألحان التي وضعها له عبدالله محمد مثل "سويعات الأصيل" "1962" - نسبت في البداية لطلال مداح باعترافه - مع ألحان لاحقة لطارق عبدالحكيم بوصفه المؤسس التاريخي للأغنية السعودية، وهي من شعر ندى الجزيرة "سلطانة السديري"، وهي تجمع بين شكل الموشح وتلحين الطقطوقة بحسب قوالب الغناء العربي في القرن العشرين:

"كم تذكرت سويعات الأصيل

وصدى الهمسات ما بين النخيل

إنت في حبك وأنا في حبي..

وأرى الذكرى دواء للعليل

فاتق الله في حبي يا حبيب"

على أن جيل طلال مداح من الملحنين الذين جربوا الغناء ولو لفترات لم يدانوا ما وصلت إليه تجربته من أمثال جميل محمود وغازي علي إلا أن الأخير تعاون معه في لحنين رائعين أحدهما لا ينسى "سلام لله يا هاجرنا".

[ثائر بين أضلعي]

طلال صوت الجزيره العربيه الاصيل

اذا ارت صوت عربي اصيل

يذكرك بجبال وتضاريس الجزيره العربيه

فا استمع الى موالات طلال

تجد نفسك وكانك تسمع لفنان عربي اصيل

نابع من قلب الجزيره العربيه .

[ثانوية قريش]

ياناس ياهووه هذا طلال مداح ( اسطورة لاتعوض ) الله يرحمك يا ابوعبدالله