ضمن الخراج المعلوماتي لتقرير "الدليل الأوروبي السنوي لمراقبة قائمة أكثر الدول تصفحا للمواقع الإباحية" تبرز الفضيحة الرقمية التالية: عشر دول إسلامية خالصة تتصدر في ثنايا الترتيب من بين 15 دولة على وجه الأرض، ولمن يريد أن يطمئن، تتصدر الولايات المتحدة الأميركية قائمة الترتيب ولكن لسببين: لأن المواطن الأميركي يستأثر، ولوحده، بخمس المحتوى العالمي للدخول على "الإنترنت"، وثانيا، لأن أميركا ثالث دولة في العالم في رفض الرقابة والمنع على المحتوى الإلكتروني بعد السويد والدنمارك، نحن اليوم لا نريد سوى مناقشة السؤال الأخلاقي الذي يتفرع إلى شقين: في الشق الأول من السؤال: لماذا احتل المجتمع السعودي مرتبته الحادية عشرة في تصفح المواقع الإباحية رغم أننا، وبحسب ذات التقرير، نتصدر كل دول العالم في حجب المواقع الإباحية، ولدينا جيش مكتمل من الإلكترونيين الشرفاء الذين يعملون على مدار الساعة، وبحسب التقرير فإنهم يحجبون رابطا إباحيا كل ثلاث دقائق ونصف الدقيقة. تكملة هذا السؤال: ماذا سيحدث وفي أي ترتيب سنكون في تصفح المواقع الإباحية لو لم نكن رأس دول الكون في حجب هذه المواقع والروابط الخليعة.
في الشق الثاني من السؤال: لماذا احتلت عشر دول إسلامية خالصة قائمة الفضيحة وهي على التوالي، وبحسب الترتيب: إيران، الإمارات، مصر، البحرين، الكويت، قطر، السعودية، السودان، فلسطين، إندونيسيا؟ أين يكمن الخلل الأخلاقي في التربية وفي التعليم وفي البرامج الذي أدخل عشر دول مسلمة إلى صدارة ترتيب الفضيحة في تصفح المواقع الإباحية رغم أننا أتباع ديانة أخلاقية جاءت لتكمل مكارم الأخلاق وتعزز القيم الإنسانية وترتقي بالإنسان لتفصله عن غرائزه البهائمية؟ السؤال الأخطر، وهنا لا يهمني ترتيب إندونيسيا ولا إيران: ماذا سيكون ترتيب مجتمعنا السعودي المسلم الخالص في سلَّم هذه الفضيحة الأخلاقية لو لم نكن الدولة الأولى على مستوى الكون في حجب ومنع هذه المواقع والروابط الإباحية؟ ما هي التربية التي نشأنا عليها حتى نحتل هذا الترتيب رغم كل المعطيات والظروف التي كانت تشي تماما بالعكس. خذ في المعلومة الأخيرة التي تركتها للصدمة في آخر المثال: السعودي يضغط في العام الواحد على ما يقرب من المليون رابط إباحي لكنه يفاجأ بالجملة الشهيرة "الموقع محجوب" ولولا هذا الجيش الأخلاقي لكنا في صدارة الترتيب. انتهت المساحة.