إن كان الحديث عن الإسلام بمقصود الدين الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الدين الخاتم الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين وخير البرية فالإجابة هي قطعا لا
فهذا يعني أن كل من قبل الإسلام كانت أخلاقهم سيئة .. وكل غير المسلمين بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم أخلاقهم سيئة
ولكن الواقع يقول غير هذا
فالرسول صلى الله عليه وسلم امتدح زوج ابنته أبا العاص ابن الربيع قبل إسلامه فقال: ((حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي))
وامتدح حلف الفضول وصاحبه وكان هذا قبل الإسلام فقال: ((لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم .. ولو أدعى به في الإسلام لأجبت))
والحكمة موجودة في الشعر العربي وأشهر حكمائها زهير بن أبي سُلمى وطرفة بن العبد ولبيد بن ربيعة وغيرهم
وكان الشعراء يفاخرون بالأخلاق الحسنة في الجاهلية وقبل الإسلام وكانت العرب تمدح أصحاب الأخلاق الحسنة وتقول فيهم الأشعار فتخلدهم للتاريخ
فمن منا لا يعرف حاتم الطائي رمز الكرم الأشهر في التاريخ العربي
ومن منا لا يعرف عمرو بن معد يكرب أفرس العرب وأشجعها في الجاهلية
ومن منا لا يعرف السموأل رمز الوفاء بالعهد والذي ضحّى بابنه لكي لا ينقض عهدا قطعه على نفسه !!
وأما إن كان المقصود بالإسلام "فطرة" الله عز وجل للإنسان فهنا نقول نعم فالأخلاق من الفطرة التي فطر الله عز وجل الإنسان عليها
وإن اعتبرنا أن الإسلام هو أساس الفطرة فهنا نقول أنه بالفعل إن الإنسان بحاجة إلى الإسلام ليكون حسن الأخلاق لأنه يحتاج إلى الفطرة السليمة ليكون حسن الأخلاق
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق))
فالأخلاق موجودة منذ فطر الله عز وجل الإنسان