https://soundcloud.com/nah-1-1/b2znvsosulj3
في كل إختبار من الإختبارات الشخصية التي أجريتها أجد شخصيتي تعيش في المستقبل و تعمل له دون اكتراثٍ لحاضرها، و هذا فيه شيء من عدم التعقل، فإذا ظللت تعيش للمستقبل فلن تعيش الحاضر، كلما حل الغد فإن مستقبلك يصبح حاضراً. و للأمانة أنا أشعر بالراحة في حاضري و بالنجاح و ربما كان لنقطة عيش المستقبل الأثر الكبير في ذلك الا أني افتقر لمعايشة الحاضر بشكل كامل. في هذه السنة قررت التغيير ومحاولة عيش لحظاتي اليومية و نجحت نسبياً. الاستمتاع باللحظة لا يمكن أن يؤثر على اهتمام الانسان بغده و تخطيطه له.
وصلت بعد جهدٍ جهيد للاقتناع بتلك الجملة التي قالتها لي الإعلامية القديرة الأستاذة خلود الفهد في أحد لقاءاتنا، قالت لي: لا تخسر وقتك فإن "الحياة هي اللحظة". وهذا كلامٌ جميل لا يصل إليه الا إنسان خبر الحياة و اكتوى بآلآم الماضي و أضنته أهداف المستقبل. العقل والمنطق يتفقان على أن تكريس جل اهتمامك و تفكيرك و تخطيطك للمستقبل ضرب من ضروب الجنون و ربما الغباء! قد تخسر سنينًا من عمرك وأنت تخطط للحظات لن تأتي يحرمك منها الموت.
الجانب الآخر والجزء الذي لا يتجزأ من شخصية كل انسان هو "الماضي". ذكريات الأيام، كل ما حصل للإنسان منحوت داخل ذاكرته لا ينساه. و بالطبع لا يتذكره كله في لحظةٍ واحدة. ولكنه في كل لحظة يتذكر موقفاً ما، قد يراه في حاضره مرةً أخرى بيد غيره. أو قد يسمع قصةً تذكره بذلك الموقف، أو بيت شعر، أو حتى شبه طفل، نظرة امرأة، أو صوت فنان! الماضي دائمًا جميل، دائمًا يسعدني، دائمًا ينتابني الفخر عندما أفكر فيه.
ومن تعاسة حاضري الذي سيصبح ماضٍ غدًا أني أعمل فيما أعمله حتى أتذكر غداً لحظاته الجميلة لتُرسم الفرحة الممزوجة بشيءٍ من الحنين و ذلك الإحساس الغريب الذي لايوصف.
في هذا الموضوع ستكون هذه الصفحات مفتوحة لذاكرتكم حتى تكتبوا و أكتب المواقف الطريفة أو المحرجة و كذلك السعيدة و الحزينة التي مرت في الماضي. وليس بالضروري أن تكتب تاريخك بل يُفضل أن تكون الردود على شكل تغريدات أي قصيرة جداً تحكي موقف معين حصل. و كل موقف يُكتب في رد مستقل.
عيشوا اللحظة. (وردة)