الملحن محمد سلطان .. يتحدث عن فايزة أحمد
ـ صوتها شجي وشديد الأصالة. وهو أيضاً قوي وواضح النبرات لا تخطئه الأذن. صوت يتمتع بثقافة موسيقية واسعة وخبرة عملية عريضة اكتسبتها منذ أن كانت في الثامنة. كل ذلك جعله صوتاً شديد الخصوصية وغير قابل للتقليد.
حين اقترنت بفايزة كانت مطربة معروفة لها أغنياتها الناجحة وكنت ما زلت في بداية الطريق. منحتني صوتها الذي كان أثبت وجوده بالفعل ليصبح قناتي الشرعية وواجهتي التي أقدم من خلالها نفسي للأذن العربية، وسلاحي الفعال في معركة إثبات ذاتي كفنان.
وعن إضافته لصوتها قال:
ـ بلورتُ ملامح الشخصية الغنائية المتميزة عندها، وحددتُ إلى درجة كبيرة أسلوب أدائها مع إعطائها في ذات الوقت فرصة تقديم كافة أنواع الغناء.
وأخيراً يقول: بغياب فايزة، فقدت "فاترينتي" ذات الموقع الاستراتيجي التي كنت أعرض بضاعتي فيها، ومع احترامي لكل الأسماء الغنائية الحالية فإن أحداً منها لا يطاول قامة فايزة أحمد وقدراتها الصوتية العالية. وعلى الجانب الآخر فإن الجو الغنائي الذي نعيشه اليوم لا يساعد على ظهور أية أعمال كبيرة ولا أقصد الكبيرة من حيث مدتها، بل من حيث تأثيرها في الجمهور.
فجمهور اليوم ليس لديه الوقت كي يتأثر بأية أغنية أو حتى الاستماع إليها، فقد تحول إلى مجموعة من الراقصين تهتز مع إيقاعات الأغنية بدلاً من أن يستمعوا إليها كما في الماضي.
ولم تكن فايزة ضد التطور ولكن بشرط أن يتم بطريقة صحيحة. لقد تعرضنا للهجوم أنا وهي حين قدمنا مجموعة من الأغنيات القصيرة والسريعة مثل: "حبيتك وبداري عليك"، "إنساني" "دنيا جديدة"، و "على وش القمر" واتهمونا بإدخالنا الدرامز والآلات الحديثة، فماذا يقول من هاجمنا أيامها عما يسمعه اليوم؟ أعتقد أنها لو عاشت لقدمت كل ما هو عصري ومتطور في إطار الذوق الشرقي حتى لو استفادت من تكنولوجيا الغرب.
وماذا تبقى من فايزة بعد سنوات على غيابها يقول محمد سلطان :
" كل شيء.. صدقوني، كل شيء...فايزة أحمد فنانة عظيمة لن تموت ".