حلب تُباد...!
| مشعل الفراج الظفيري |
يُقتل العرب، فتتداعى الجامعة العربية لاجتماع طارئ والنتيجة لا شيء. يُقتل المسلمون بالآلاف في مدينة حلب والأمم المتحدة ما زالت تلعب دور المتفرج! ما سبق ليس غريباً بل صار عرفاً في الحالة السياسية الدولية، لكن الغريب أن تنظيم «داعش» غائب عن المشهد منذ زمن، فهل هذا يعني أن دوره، انتهى؟
أصبح الدم المسلم، أرخص من برميل النفط، وصارت حرمة المرأة المسلمة، لا تساوي حفنة تراب، وهذا أيضاً ليس مستغرباً في ظل التيه الإسلامي الذي نعيشه لأننا ابتعدنا عن شرع الله ولم نعد نعمل بأحكامه وقواعده... كم مجزرة مرت على الأمة الإسلامية في السنوات الأخيرة، وماذا كانت ردة الفعل من الدول الإسلامية؟ كل ما في الأمر باختصار شديد، بيان استنكار دولي وشعبي يعقبه جمع تبرعات لإغاثة المنكوبين والمصابين، وكأن الأمر يتعلق بزلزال أو فيضان لأن فاعله مجهول الهوية! نريد أن نوصل رسالة إنسانية لدول العالم وشعوبها حتى يتحركوا دفاعاً عن النفس البشرية التي تُقتل من غير وجه حق، نريدهم أن يتحركوا من أجل الأطفال الأبرياء والنساء، إذا كانوا بالفعل يرفعون شعارات العدالة الإنسانية والسلام... ونحن لنا الله الذي لا نركع ولا نسجد لمن سواه، هو ملهمنا وهو حافظنا حتى وإن دفع البعض ثمن هذا الظلم، فإن الحق سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل، وحتماً ستأتي الساعة التي تنتصر فيها كلمة الحق على الباطل.
لم يتطور الغرب بسبب نصرانيته ولا بسبب فصله الدين عن السياسة، لكنه تطور بعد أن تسلم زمام الأمور أناس يحكمون بالعدل حتى وإن كانت دساتيرهم وضعية. يحسبون للشعب ألف حساب، ولديهم قناعة تامة بأن هذا الكرسي هو تكليف وليس تشريفا. تطور الغرب لأن لديه مؤسسات مدنية تطبق القانون على الكبير والصغير من دون تمايز، وهذا هو جوهر الإسلام وديدنه، فعندما جاء رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم بمعجزة القرآن، كانت رسالته عادلة بامتياز ومتممة لمكارم الأخلاق، وأنه لا فرق بين الكبير والصغير ولا الغني ولا الفقير الإ بالتقوى... ومع الأسف لم نعمل بهذا الرسالة المحمدية المستمدة ضوابطها من القرآن الكريم...
لن ينصلح حالنا نحن المسلمين في ظل وجود هذا الظلم الذي يصاحبه النفاق والتدليس، ولا أخفيكم أن أوروبا عانت ما نعانيه اليوم أضعافا مضاعفة، لكن شعوبها انتفضت لكراماتها وحرياتها وحقوقها وعندما حصلت على ما تريد قامت بواجباتها على أكمل وجه، أما نحن في الدول الإسلامية، عندما انتفض البعض لحقوقه وكرامته وحصل على ما يريد كانت الصدمة أنهم تفرقوا لجماعات وأحزاب وصاروا يتقاتلون في ما بينهم لإيصال ظالم جديد. يعني، كل ما نحن فيه اليوم من مآس لا تتحمله الأنظمة الحاكمة وحدها لكننا شركاء معها في هذا الظلم والقتل والتشريد الذي نتعرض له نحن المسلمون والعرب، وهذه حقيقة مُرة يجب أن يعرفها الجميع... عندما يأتي حكام يُطلبون لمناصبهم ولا يطلبونها، وعندما تكون هناك شعوب تقوم بواجباتها على أكمل وجه قبل أن تطالب بحقوقها، عندها ترجع هيبة الإسلام وترتفع راياته... والله المستعان.
إضاءة
في إسرائيل يُسجن رئيس أركان الجيش لأنه باع أسهمه قبل قصف الجنوب اللبناني. في هولندا يذهب رئيس الوزراء بدراجته الهوائية إلى مقر عمله. في لاتفيا يقدم رئيس الوزراء استقالته بسبب انهيار سقف أحد المحلات التجارية... أما في دولنا الإسلامية يقتل الحاكم شعبه حتى يبقى في منصبه!