ربنا لا تواخذنا ان نسينا او اخطنا
حديث البخاري " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون كذا وكذا .. " معلق وليس على شرطه في الصحيح ، وهذا الموضوع سبق الجدل فيه مرارا في أوقات سابقة ..
ولكن الملاحظ هو تناقض الفتاوى والآراء الفقهية وعدم منطقيّتها ، ففي السابق كانوا يحرّمون الأغاني المصحوبة بالمعازف (أي الموسيقى) ويستثنون الدف في الأفراح أو الأناشيد غير المصحوبة بالموسيقى ..
والآن يجيء الشيخ ( المغامسي) ويجيز الموسيقى الصرفة مثل موسيقى نشرات الأخبار أو المارشات العسكرية أو الفواصل .. وقياسا عليها فإن موسيقى (الأندرتيكر) وجون سينا وبقية مصارعي اتحاد "فنز مغمان" جائزة شرعا .. !
فهل المشكلة هي في الموسيقى أم في الأغاني مع الفرقة الموسيقية ؟؟
وإذا كانت المشكلة في الموسيقى ( أو المعازف) فلماذا استثناء "الدف" في الغناء ؟؟ والإيقاع جزء أساسي في الموسيقى ويمكن الاستغناء عن أي آلة موسيقية في الفرقة ماعدا الإيقاع !
ولماذ تحريم الأغاني عند الفقهاء بدون دليل صحيح ؟؟
هل لأن الأغاني "تثير الشهوات والغرائز" كما يقولون ؟؟
وهل هذا مقياس موضوعي ثابت يمكن التعويل عليه في بناء الأحكام ؟؟
وماذا إذا كانت تثير المشاعر والأحاسيس الراقية والنوازع الروحانية ؟؟
وهل التعبير عن العواطف والرغبات وحتى الغرائز عيب ينبغي إخفاؤه والتستر عليه ؟؟
أليس كل الغناء هو غزل ذكر بأنثى أو أنثى بذكر ومطارحة للغرام وبث لواعج العشق والهيام ، وكل ما يرتبط بواشجة لغريزة الحياة والبقاء ؟!
هل يقترح علينا هؤلاء (السادة) أن نلحن ونغني ألفية ابن مالك أو أرجوزة ابن ماجد في علم البحار ؟!
صاحب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).
الحديث صحيح
.
أهلا فتى مكة أنت استاذنا وعرابنا وأديبنا
لكن الفن لم يوجد من أجل الغزل ومطارحة الغرام
الفن بشكل عام رسالة سامية
سمعنا أغاني كثير تحث على حب الوطن
وهذا دليل مادي عليها
وأغاني كثير تحاكي فضيلة الإعتذار
وهذا دليل مادي عليها
واغاني كثير تنتقد العادات الاجتماعية السيئة
كل يوم قاعدين في بيتنا
ويطلعو ويجيبو في سيرتنا كل يوم
طابت أوقاتك
.
الحقيقة لو هي مُرّة
تبقى بعيوني حقيقة
كلام الشيخ (المغامسي) عن الموسيقى سبق إلى مثله الشيخ (عادل الكلباني) في الغناء ..
وكما قلنا هذا موضوع مكرر قد استهلك فيه القول والجدل في المنتدى وغيره من المنابر، ولانريد الولوج فيه مجددا ..
ولكن يجب التنويه بأن هناك بعض التقدّم والوعي والاستنارة في الفقه السائد والمذهب المهيمن وتحريك للمياه الراكدة وفتح لباب الاجتهاد وخروج من قيد التقليد والتعصب وتقديس كلام الفقهاء ، فبدلا من القول بالتحريم المطلق أصبحنا نسمع من يقول بأن المسألة خلافية وأنّ التحريم ليس على إطلاقه بل بشروط معينة ، وأنه ليس هناك دليل صحيح واحد في التحريم ، وأن الذي يطلق القول بالتحريم هو الفقهاء والمقلدين لهم وليست النصوص الصحيحة .. وهذا في حد ذاته تقدم قياسا بالمذهب السائد
الخلاصة: من يقول بالتحريم فهو حرّ وهذا شانه ، ولكن إذا كان يقلّد (الألباني) وسواه من أهل الحديث وتيار "السلفية النصوصية" فلا ينكر على المخالف اتباع أعلام مثل (ابن حزم) و(الغزالي) وأمثالهم من الفقهاء المجتهدين المستنيرين القدماء منهم أو المعاصرين ، الذين لم يركنوا للتقليد والجمود والترديد للنصوص بدون إعمال للعقل في مقاصد الدين وغاياته ..
والحقيقة إن معظم الأحاديث ظنية الثبوت ، وعندما يقال عن حديث إنه "صحيح" فالمقصود إنه "صحيح" حسب السند والشروط الموضوعه لصحة السند وليس أنه صحيح في نفس الأمر ، لأن صحة السند لا تقتضي صحة المتن بالضرورة كما نصّ على ذلك المدوّنين في ما يسمى " مصطلح الحديث" ، فليس لدينا مصدر معتمد وموثوق وملزم للتشريع إلا القران الكريم ولاسواه ، والبخاري لم يسلم من النقد والتفنيد في أحاديثه التي رواها على شرطه فما بالك بعد التعليق والترقيع من هنا هناك ؟ ، والألباني غفر الله له عنده غرائب وتناقضات في التصحيح والتضعيف ..
والغريب أنهم يستشهدون بالألباني رحمه الله في تحريم الأغاني ويجرحونه ويوسعونه نقدا في موضوع "الحجاب وكشف وجه المرأة حتى نعلم من هم أهل الهوى والتقليد !
ياسر عبدالمجيد .. كلام جميل
سبق للشيخ المغامسي أن تحدث في موضوع الغناء والموسيقى كثيراً
وله رأي معتدل وصريح في حجاب المرأة ووجوب تغطية الوجه من عدمه, وذكر انه لا يجب صراحةً ولكن ما تعارف عليه الناس انه الغطاء أفضل.
وهكذا فلا يجوز أن تتهم أحد طرفي الخلاف بأنه مذنب او مرتكب لخطيئة
والمشاهد في الوضع الراهن يرى أن الخطاب الدعوي والفقه الإسلامي يمر بفترات تصحيحية والتي تناسب الوضع المتغير الذي يمر به المسلمين
بعض الأراء الفقهية السابقة ليست بالضرورة ان تصلح لكل زمان ولكل مكان, هناك نصوص صريحة من القران الكريم وما ثبت من الأحاديث النبوية الشريفة وهي ثابتة.
لكن الاراء الفقهية تتغير بحسب التغييرات التي نمر بها
مثلما يحصل في شعائر الحج, والصيام والزكاة وغيرها.
فقد كانت ثابتة قبل قرون, ولكن الأن تغيرت بحسب تغير الظروف الحاصلة وهكذا.
والامر فيه سعة إن شاء الله
يا رفاق . . .
ليس لنا غنى عن الثورة !