مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
نظم الشاعر أبو اسحاق الغزي بيتاً من الشعر جاء شكل سؤال :
مالي أرى الشمع يبكي في مواقده
من حرقة النار أم من فرقة العسلِ
ولم يستطع أحدٌ الإجابة .. فأعلنت إحدى الصحف عن جائزة لمن يجيب على السؤال .!
أجاب بعض الشعراء بأن السبب هو حرقة النار وأجاب الآخرون بأن السبب هو فرقة العسل ..
ولكن أحداً لم يحصل على الجائزة.
بلغ هذا الخبر الشاعر صالح طه فقال على الفور:
من لم تجانسْه فاحذر تجالسَه
ماضر بالشمع إلا صُحبة الفتلِ
فأستحق شاعرنا الجائزة .
شرح هذه الأبيات ...
ما لي أرى الشمع يبكي في مواقده من حرقة النار أم من فرقة العسل
هنا يتحدث الشاعر عندما رأى الشمعة تشتعل وأخذ الشمع يذوب ويتساقط حتى تخيل
أن هذه القطع التي تذوب وتتساقط دموعا لهذه الشمعة المشتعلة .! وهنا يتسائل ما هو
سبب هذه الدموع المتساقطة هل لشدة النار المحرقة .. فيكون السبب لألم حسي فهي
تعاني من شدة ما تقاسيه من العذاب .!
أم أن السبب وجداني لأجل مفارقة الأوطان والأحباب لأن هذا الشمع يؤخذ من موطنه
الأصلي من خلية النحل حيث يكون بيتا للعسل .
فالبكاء هنا إما نفرة من العذاب
أو شوقا إلى الأحباب .!
ثم جاء الجواب من الشاعر الآخر قائلا
من لم تجانسه فاحذر تجالسه
ماضر بالشمع إلا صحبة الفتل
أي أن سبب بكاء الشمع كما تدعي ليس بسبب حرقة النار وإن كانت نتيجة حتمية وليس
مفارقة الموطن الأصلي.. وإنما لوجود شيء في الشمع ليس من جنسها ألا وهو الفتيلة
التي ستحترق وتحرقها.!
..
يجب انتقاء ما يناسبنا من البشر حتى لا نحترق بسببهم ونبكي .!
[IMG]
[/IMG]