معركة الموصل على وشك الانتهاء ، وعندها سيكون من الصعوبة عمليا الحديث عن تقسيم بعد أن خسر التنظيم الموصل ومحافظة نينوى ، ومن قبل تكريت ومحافظات الأنبار وصلاح الدين ..
وإذا كان هناك بعض تجانس في التكوين الطائفي في محافظات الوسط والجنوب يصلح أن يكون مقوما للتقسيم والفدرلة فهناك كثير من المناطق والمدن مختلطة وتتجاور فيها الأحياء السنية والشيعية ، علاوة على روابط المصاهرة والعائلات المختلطة المتعددة الانتماء المذهبي بين الأب والأم والأقارب ، فمدينة بغداد مثلا هل تكون من نصيب السنة أو الشيعة ؟؟ أم نوزع أحياء الكرخ والرصافة والأعظمية وسواها بين مختلف الأطراف ؟؟ وما مصير المكونات الأقل حجما مثل المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين ونصيبهم من هذه القسمة أو بالأصح التمزيق للنسيج الواحد ؟؟
موضوع العراق معقد وصعب وامتلأ بالأحقاد والدماء والمداخلات الخارحية وصراع القوى والمصالح والمحاور ، ولكن عندي ثقة ومراهنة على العراق بكل مكوناته حتى يتجاوز أوضاعه الحالية ولايكون داعش هو ممثل أهل السنة في هذا البلد العريق حضاريا ، مثلما أن البعض يشفق من هزيمة داعش وطي صفحة ارهابها الدامي أو يقول بينه وبين نفسه: مادام "السنة" خرجوا من الحكم والسلطة بعد الغزو الأمريكي فليتقسم البلد إذن ويخرب وينهد المعبد فوق رأس الجميع ولا يهنأ "الشيعة" بالسلطة الي نالوها ، ولو كان الثمن مئات التفجيرات والأعمال الانتحارية التي حصدت أرواح ألوف الأبرياء في المساجد والجوامع والأسواق والطرقات وخلفت الدموع والجراح ولما تندمل وتشفى النفوس !