الرسالة الأصلية كتبت بواسطة saken
ماهو مهم اللي تشوفه صح سويه واحنا تحت امرك لانريد ان نزايد على احد ولا نريد ان نسفه أحدا
ولكننا أردنا أن نستفيد من بعضنا البعض ونفهم افكار بعض...وعلى العموم الجروح عميقة فاالأمّــة
المسلمة بين المطرقة و السندان : "بعض الأسباب و شيء من الحلول".حسب مااعتقده والله اعلم
إنّ القوم درسونا و فهمونا، و تيقنوا أننا لن نضيع و لن نفنى ما دمنا متمسّكين بالعُرى القوية من الإسلام
و العربية و الشرق، فرمونا بالوهن في مقوماتنا حتى تضعضعت.
و هل تتساءلون الآن عن المخطط الذي اتبعوه في سبيل تحقيق ما يبتغون؟ لقد كان تدرّجهم ذكياًّ جدا
و مدروسا، فبدَأوا بالدين و أزالوا هيبة علمائه من نفوس المسلمين. ثم سرت سمومهم إلى كبار الأمة
و عظمائها و أغووهم بالجاه و المناصب، مستغلين جشعهم و تلبيتهم لجوع أنفسهم.. ثم عمدوا إلى الفئة الأهم..
الشباب مع الأسف.. فقد لوثوا عقولهم و غزوهم فكريا، و بثوا سموم "الحضارة و الحرية" في أدمغتهم، فكانوا
يذهبون إلى تلك الدول الغربية و لا يعودون منها إلا بأفكار تنافي فكرهم، و لا تسلم إلا أسماؤهم بعض الأحيان..
و لمّا علموا ما للمرأة من دور في بناء هذه الأمة، هاجموها بسيل من المسلسلات التي تحمل الفِكر الغريب،
و المناداة بحرية المرأة و مساواتها مع الرجل، و عمدوا إلى إخراجها من بيتها بكل وسيلة، و هذا ما رحّبت
به النساء و بعض الرجال تحت مسمى "الحضارة"، و قد نسي هؤلاء جميعا الحكمة القائلة :
"هذّبوا رجالكم قبل أن تهذّبوا نساءكم، فإن عجزتم عن الرجال فأنتم عن النساء أعجز."
و هكذا غيّروا مبادئنا و أساليبنا و جذورنا و فروعنا، و استطاعوا الانسلال بسحرهم العجيب إلى أخيلتنا
فبعثوا فيها سيلا من الأفكار لا قدرة لنا على التخلص منه ما لم نرجع إلى ديننا.. فأغووهم بالأموال و الألقاب
و الرُّتب، و أغروا بينهم العداوة و البغضاء، و شغلوهم بالتوافه عن العظائم ، و بِبَعضهم عن الأجنبي ،
و بأنفسهم عن الشعوب فما استفاقوا و ما استفقنا إلا و أوطاننا مقسّمة ، و قِسمتنا هي القليلة ، و ممالكنا كثيرة
و لكن معانيها للأجنبي، و ألفاظها لنا.. يقول مصطفى لطفي المنفلوطي في كتابه العَبَرات في قصة الحجاب :
رأيتم العلماء في أوروبا يشتغلون بكماليات العلوم بين أمم قد فرغت من ضرورياتها ، فاشتغلتم بها مثلهم في
أمة لا يزال سوادها الأعظم في حاجة إلى معرفة حروف الهجاء. و من هذا الحديث، يتضح لنا أن الحل ما هو
إلا أن نبدأ رويدا رويدا في نشرِ الفكر الصحيح ، و ألا نبدأ بعظيم الأمور قبل صغيرها ، فنرتقي درجة درجةً
في سُلّم العلم و التطور.. و لنتذكر حديث النبي عليه أفضل الصلاة و التسليم : إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب
البقر، و رضيتم بالزرع ، و تركتم الجهاد ، سلّط الله عليكم ذلاَّ، لا ينزِعه حتى ترجعوا إلى دينكم رواه أحمد
و أبو داود و صححه الألباني. فإن أردنا المجد لنا و لأمتنا، فما علينا إلا أن نستمسك بالعروة الوثقى التي لا ضلال
بعدها ، ألا و هي كلمة التوحيد. إن أخوف ما يخاف على أمة ويعرضها لكل خطر ويجعلها فريسة للمنافقين
ولعبة للعابثين هو فقدان الوعي في هذه الأمة ، وافتتانها بكل دعوة واندفاعها إلى كل موجة وخضوعها لكل
متسلط وسكونها على كل فظيعة وتحملها لكل ضيم وأن لا تعقل الأمور ولا تضعها في مواضعها ولا تميز
بين الصديق والعدو وبين الناصح والغاش وأن تلدغ من جحر مرة بعد مرة ولا تنصحها الحوادث ، ولا تروعها
التجارب ولا تنتفع بالكوارث ، ولا تزال تولي قيادها من جربت عليه الغش والخديعة والخيانة والأثرة والأنانية ،
ولا تزال تضع ثقتها فيه وتمكنه من نفسها وأموالها وأعراضها ومفاتيح ملكها وتنسى سريعاً ما لاقت على يده الخسائر والنكبات فيجترئ بذلك السياسيون المحترفون والقادة الخائنون ويأمنون سخط الأمة ومحاسبتها ويتمادون في غيهم ويسترسلون في خياناتهم وعبثهم ثقة ببلاهة الأمة وسذاجة الشعب وفقدان الوعي . ((والسيسي مثال حي مباشر)) وفيس عليه باقي البلاد العربية إن الشعوب العربية مع الأسف
ضعيفة الوعي إذا تحرجنا أن نقول : فاقدة الوعي فهي لا تعرف صديقها من عدوها ولا تزال تعاملها معاملة سواء أو تعامل العدو أحسن مما تعامل الصديق الناصح وقد يكون الصديق في تعب وجهاد معها طول حياته بخلاف العدو ، ولا تزال تلدغ من جحر واحد ألف مرة ولا تعتبر بالحوادث والتجارب ،
وهي ضعيفة الذاكرة سريعة النسيان تنسى ماضي الزعماء والقادة ، وتنسى الحوادث القريبة والبعيدة ، وهي ضعيفة في الوعي الاجتماعي وأضعف في الوعي السياسي وذلك ما جر عليها وبلاً عظيماً وشقاء كبيراً وسلط عليها القيادة الزائفة وفضحها في كل معركة . إن الأمم الأوربية برغم إفلاسها في الروح والأخلاق وبرغم عيوبها الكثيرة قوية الوعي المدني والسياسي قد بلغ سن الرشد في السياسة وأصبحت تعرف نفعها من ضررها وتميز بين الناصح والخادع ، وبين المخلص والمنافق ، وبين الكفؤ والعاجز فلا تولي قيادها إلا الأكفاء الأقوياء الأمناء ثم لا توليهم أمورهم إلا على حذر ، فإذا رأت منهم عجزاً أو خيانة أو رأت أنهم مثلوا دورهم وانتهوا من أمرهم استغنت عنهم وأبدلت بهم رجالاً أقوى
منهم وأعظم كفاءة وأجدر بالموقف ، ولم يمنعها من إقالتهم أو إقصائهم من الحكم ماضيهم الرائع وأعمالهم الجليلة وانتصارهم في حرب أو نجاحهم في قضية وبذلك أمنت السياسيين المحترفين والقيادة الضعيفة أو الخائنة وخوف ذلك الزعماء ورجال الحكم وكانوا حذرين ساهرين يخافون رقابة الأمة وعقابها وبطش الرأي العام ...وتحياتي لك والسلام
منذ 200 عام .. تزيد قليلا أو تنقص قليلا .. بدأت عصور الانحطاط الإسلامي
فلا العلم الشرعي في التفسير والحديث والفقه أخرج العلماء إلا القلة القليلة
ولا في الأدب واللغة العربية خرج لنا شعراء وأدباء يُشار لهم بالبنان إلا من يُعدّون على الأصابع
ولا في العلوم الحديثة من خرج لنا ليساهم في تطوير الإنسان .. وتطوير الدنيا .. إلا القلة القليلة الذين لا يكادون يشكلون نسبة مهمة بالمقارنة مع دول العالم المتقدم
ومع هذا ..
فنجد المسلمين قد استمرأوا الذل .. وفوق هذا فإنهم يرمون بالتهمة على المصائب على غيرهم ..
وكل العالم يحارب المسلمين .. والمسلمون مساكين يواجهون العالم كله المتآمر ضدهم !!
يا عزيزي .. أنت وغيرك ممن يرمي بالتهمة على غير المسلمين بأسباب ضعف وذل المسلمين يجب أن تعيَ وتعلم يقينا أن سبب ذل المسلمين وضعفهم هو المسلمون أنفسهم
وأن سبب تسلط الأمم علينا هو ضعفنا وابتعادنا عن الحق منذ عقود طويلة .. فسلّط الله علينا
وأحد أهم أسباب ذل المسلمين وضعفهم حقيقة هو أنهم فعلوا ما نهاهم الله عنه ونهاهم رسوله عنه ونهاهم صحابته عنه
فظهرت فئة من الناس اعتقدوا أنهم هم فقط من هم على الحق .. وأنهم وحدهم من يحق لهم أن يقولوا آراءهم .. وأنهم وحدهم من يفقهون الدين .. وأن كل من سواهم إما ضالٌّ مضلٌّ وإما تابع أعمى
واتّبعهم الكثير عميانيا فانطبق عليهم قول الله عز وجل في النصارى: ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله))
وكثير من العلماء لدينا هم سبب نفور الناس حديثا منهم ..
فالناس أصبحت أكثر وعيا وأكثر إدراكا وأكثر اطلاعا
فبينما كان كثير من الناس لا يعرفون القراءة فيما سبق ولا يخطر ببالهم أن شيخا قد يكذب عليهم ليمرر آراءه الشخصية ويدّعي أنها حُكم الله عز وجل وأن كل ما عدا ذلك هو الضلال المبين
فظهر لنا جيل يصف المرأة التي تكشف وجهها بالعاهرة ..
ويصف الرجل الذي تكشف زوجته أو ابنته أو أخته وجهها بالديوث !!
وأنا لا أريد أن أجعل الرد عن هذه القضية فقط .. بل هنالك العديد من القضايا في الفقه دلّس فيها كثير من العلماء على المسلمين فادّعوا كذبا وجورا بأنهم على الحق وأن غيرهم على الضلال
كحُكم صلاة الجماعة في المسجد وزندقة أو تكفير من لا يصلي في المسجد !
وإيجاب إعفاء اللحية على الرجال حتى أن النظرة إلى غير الملتحي عند البعض تعادل في الاحتقار من تراه يشرب الخمر !!
ومثل الوضوء من ملامسة النساء وتقبيلهن ومسائل خلافية أخرى كثيرة
أصبح من يخالفك أقرب للكفر منه للإسلام
مع أن الصحيح أننا جميعا مسلمون .. نوحّد الله عز وجل بالربوبية والألوهية ..
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله .. أدّى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده
أما بالنسبة للجهاد فلا أحد يُنكر أنه واجب على المسلم ..
ولكن .. تعريف الجهاد يختلف من شخص لآخر ..
ولكن الصحيح .. هو أن لا يقتل المسلم غير المحاربين والذميين
وإنما القتال للمعتدين ومن يبدأ القتال .. لا من ألقى إلينا السلَم !
ولنا في أكبر دولة في العالم فيها مسلمون (إندونيسيا) خير مثال على أن القدوة الحسنة هي أفضل من جهاد السيف !
أكثر من 240 مليون مسلم اليوم .. وأجدادهم منذ ما يزيد عن 750 سنة دخلوا الإسلام دون حرب أو جهاد
وإنما بحُسن المعاملة من "تُجار" رسموا الصورة الصحيحة للإسلام فأجبروا أهل البلاد بأخلاقهم ودينهم أن يدخلوا هذا الدين العجيب الذي لمسوا منه الأمانة والشجاعة والكرم وكل الخصال الحسنة التي أوصى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم
وحتى فيما يدّعي البعض أنه إشارة إلى الجهاد في القرآن الكريم فدائما ما يقتطعون الآيات من سياقها ليوهموا الناس بأن الإسلام دين قتال !!
يقول الله عز وجل في سورة البقرة:
((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا))
ويقول سبحانه وتعالى في سورة الممتحنة:
((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرُّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولَّوهم ومن يتولَّهم فأولئك هم الظالمون))
وجُلّ غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كانت ردّا لاعتداء أو تصحيحا لوضع أثر على المسلما أصلا
فلم يعتدِ الرسول صلى الله عليه قوم قط مجبرا إياهم على الإسلام بل العكس ..
جاء التوجيه الإلهي عكس ذلك تماما:
(( شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين))
((ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء))
وعندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُرسل عمّاله إلى الأمصار كان يأمرهم أولا بالدعوة إلى دين الله سلما دون أي طلبات ممن يدعونهم
فإن أبوا فيطلب منهم الجزية نظير حمايتهم ..
فإن أبوا وحاربوا فهنا تقوم الحرب
وقد يعتقد البعض أن الجزية يأخذها المسلم من الكافر لأنه مسلم ولأن ذلك كافر .. فقط !
ولكن ليس هذا هو السبب الحقيقي
بل إن الجزية كانت للحماية .. لأنهم أصبحوا في حكم الدولة الإسلامية ولا يريدون أن يأتمرون بأمرها فيدفعون الجزية أجر حمايتهم
والدليل أن جيوش المسلمين ردت على أهل حمص ما دفعوا من جزية لأنهم شُغلوا بحرب الروم عن حمايتهم
هكذا كان فهم المسلمين الأوائل لدين الله عز وجل ولحدود دين الله عز وجل
فلم يقتلوا الأبرياء والذميين ولم يفجّروا النساء والوِلدان والشيوخ
ولم يكونوا إلا صورة حسنة لما أمرهم الله عز وجل
ولذلك فتح الله عليهم
لأن من يخلص النية لله عز وجل فإن الله عز وجل يغمره بكرمه ويؤتيه رزقا من حيث لا يحتسب !!
وأما من يجعل دينه كلاما يلقيه على الناس .. ويدلّس على الحق لكي يأتمر الناس بأمره ويسيروا على هواه فإن الله عز وجل يذله ويكسر شكوته ويسلط عليه الآخرين !