الرسالة الأصلية كتبت بواسطة فتى مكة
الوليد بن طلال
ومن قبل (طلال بن عبدالعزيز ) و"الأمراء الأحرار" في الستينات
ومن بعد في هذه الأيام(خالد بن فرحان ال سعود) ..
وكل من خرج من معادلة السلطة والمناصب أو جرى تهميشه يتحول إلى "ثائر" وناطق باسم الشعوب ومناد بحقوقها !
اللي يهمنا حقيقة هو اطلاق سراح المتعتقلين
الذين تم اعتقالهم ظلما وعدوانا وبعضهم
محكوم عليه بعشرات السنين وبعضهم
بدون محاكمة..والظلم ظلمات يوم
القيامة..وبشر الظالم بالظلم ولو
بعد حين ..والسبب أننا جعلنا الحياة
تدور حول فرد واحد وهو شخص الخليفة أو الرئيس أو الملك أو حول
حفنة من الرجال هم الوزراء وأبناء الملك وكانت البلاد تعتبر ملكاً شخصياً
لذلك الفرد السعيد والأمة كلها فوجاً من المماليك والعبيد ، ويتحكم في
أموالهم وأملاكهم ونفوسهم وأعراضهم ولم تكن الأمة التي كانت يحكم
عليها إلا ظلاً لشخصه ولم تكن حياتها إلا امتداداً لحياته .لقد كانت الحياة
تدور حول هذا الفرد بتاريخها وعلومها وآدابها وشعرها وانتاجها
كذا تضمحل هذه الأمة في شخص هذا الفرد وتذوب فيه وتصبح أمة
هزيلة لا شخصية لها ولا إرادة ، ولا حرية ]
وكان هذا الفرد هو الذي تدور لاجله عجلة الحياة فلأجله يتعب الفلاح ويشتغل
التاجر ويجتهد الصانع ويؤلف الشاعر ولاجله تلد الامهات وفي سبيله يموت
الرجال وتقاتل الجيوش بل ولاجله تلفظ الارض خزائنها ويقذف البحر نفائسه
وكان هذا الفرد هو الذي تدور لأجله عجلة الحياة ، فلأجله يتعب الفلاح ويشتغل
وكانت الأمة وهي صاحبة الإنتاج وصاحبة الفضل في هذه الرفاهية كلها تعيش
عيش الصعاليك ، أو الأرقاء المماليك ، وقد تسعد بفتات مائدة الملك وبما يفضل
عن حاشيته فتشكر وقد تُحرم ذلك أيضاً فتصبر وقد تموت فيها الإنسانية فلا تنكر
شيئاً بل تتسابق في التزلف وانتهاز الفرص .
إن عهدا كهذا غير قابل للبقاء والاستمرار في أي مكان وفي أي زمان
ولا سبيل إليه إلا إذا كانت الأمة [Bولا سبيل إليه إلا إذا كانت الأمة مغلوبة
على أمرها أم مصابة في عقلها أو فاقد الوعي والشعور أو ميتة النفس والروح .
إن هذا الوضع لا يقره عقل. ومن الذي يسوّغ أن يتخم فرد أو بضعة أفراد
بأنواع الطعام والشراب ويموت آلاف جوعاً ومسبغة ومن الذي يسوغ أن يعبث
ملك أو أبناء ملك بالمال عبث المجانين ، والناس لا يجدون من القوت ما يقيم
صلبهم ومن الكسوة ما يستر جسمهم ، ومن الذي يسوغ أن يكون حظ طبقة
وهي الكثرة الإنتاج وحده والكدح في الحياة والعمل المضني الذي لا نهاية له ،
وحظ طبقة وهي لا تجاوز عدد الأصابع إلا التلهي بثمرات تعب الطبقة الأولى
من غير شكر وتقدير وفي غير عقل ووعي ، ومن الذي يسوغ أن يشقى أهل
الصناعة وأهل الذكاء وأهل الاجتهاد وأهل المواهب وأهل الصلاح وينعم رجال
لا يحسنون غير التبذير ولا يعرفون صناعة غير صناعة الفجور وشرب الخمور ؟!..
إنه وضع شاذ لا ينبغي أن يبقى يوماً فضلاً عن أن يبقى أعواماً .
إنه إن سبق في عهد من عهود التاريخ وبقي مدة طويلة فقد كان ذلك
لى غفلة من الأمة أو على الرغم منها ، وبسبب ضعف الإسلام وقوة
الجاهليه...[Bاولكنه خليق بأن ينهار ويتداعى كلما أشرقت شمس الإسلام
واستيقظ الوعي وهبت الامة تحاسب نفسها وافرادها ][/B] فالذين لا يزالون
يعيشون في عالم (( ألف ليلة وليلة )).. إنما يعيشون في عالم الأحلام ،
إنما يعيشون في بيت أوهن من بيت العنكبوت ، إنما يعيشون في بيت
مهدد بالأخطار لا يدرون متى يكبس ولا يدرون متى تعمل فيه معاول
الهدم ، وإن سلموا من كل هذا فلا يدرون متى يخر عليهم السقف من
فوقهم فإنه بيت قائم على غير أساس متين وعلى غير دعائم قوية .