الرسالة الأصلية كتبت بواسطة malh
لازلت أذكر هذه الحادثة تماما .. كنت بعمر عشر سنوات
كنت مع الوالد يرحمه الله في زيارة لأحد أصدقائه الذين أتوا للحج ..
وفجأة .. سيارات الشرطة في كل مكان .. وكل المناطق المحيطة بالمشاعر تم إغلاقها
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة malh
وعلى كل، قتل النفس في سبيل الله ونصرة دينه هذا جهاد
والعمليات الإستشهادية تكون ضد العدو الكافر وليس في بيت الله الحرام أو ضد المسلمين والله المستعان.
هذا الكلام غير صحيح إطلاقا .. وينافي دين الله عز وجل وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
وقد أوردتُ حديث الرجل الذي قتل نفسه وهو يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنه الذي لا ينطق عن الهوى أنه في النار
ولم يوجد عبر التاريخ الإسلامي من قال أن من يقتل نفسه يدخل الجنة سوى ما ظهر حديثا من بعض المتشددين الجَهلَة الذين لا يفقهون دين الله عز وجل
وحتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أفتى بأن هذا الشيء لا يجوز شرعا وليس من الإسلام في شيء ولا فائدة له للإسلام .. ولا للمسلمين .. بل إن ضرره أكثر من نفسه .. على الإنسان كفرد .. وعلى المجتمع ككل
الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو؛ قاتل لنفسه، وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم، خالدًا فيها مخلدًا، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قتل نفسه في شيء يعذب به في نار جهنم. وعجبًا من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات، وهم يقرؤون قول الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا
وكذلك الشيخ الألباني رحمه الله ..
الآن نأتي إلى العمليات الانتحارية هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلا بطائرته فينفجر مع طائرته ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية تماما ، نحن نقول : العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة وكلها محرمة ، وقد تكون من النوع الذي يخلد صاحبه في النار ، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار كما شرحت آنفا .
أما أن يكون عملية الانتحار قربة يتقرب بها إلى الله ، اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه في سبيل وطنه ، هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقا ، بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية ، وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسمين المتحمسين ، أقول : اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا ، هناك قتال ، هناك قتال في كثير من البلاد ، أما جهاد يقوم تحت راية إسلامية ويقوم على أساس أحكام إسلامية، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه ، لا يتصرف باجتهاد من عنده وإنما هو يأتمر بأمر قائده ، وهذا القائد ليس هو الذي نصب نفسه قائدا، وإنما الذي نصبه خليفة المسلمين ، أنا أعني انتحارا قد كان معروفا من قبل في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام ، نوع من هذا القتال كاد يشبه الانتحار مثلا حينما يهجم فرد من الكفار المشركين فيعمل بينهم ضربا يمينا ويسارا ، هذا في النادر قلما يسلم ، هل يجوز له أن يفعل ذلك ، نقول يجوز ولا يجوز ، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول عليه السلام ، إذا أذن له جاز له ذلك ، أما أن يتصرف بنفسه فلا يجوز لأنها مخاطرة ومغامرة إن لم نقل مغامرة تكون النتيجة خاسرة ، لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم أو الخليفة المسلم لما ، لأن المفروض في هذا الخليفة السلم أنه يقدر الأمور حق قدرها ، فهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثل مائة من المسلمين على ألف أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم وهو يعلم أنه قد يقتل منهم عشرات ، لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين ، فإذا قائد الجيش المسلم المولى لهذه القيادة من الخليفة المسلم ، أمر جنديا بطريقة من طرق الانتحار العصرية ، يكون هذا نوعا من الجهاد في سبيل الله عز وجل ، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس ،كما نسمع اليوم مثلا أفراد يتسلقون الجبال ويذهبون إلى جيش من اليهود ويقتلون منهم عددا ثم يقتلون ، ما الفائدة من هذه الأمور ؟!!!
هذه تصرفات شخصية ، لا عاقبة لها لصالح الدعوة الإسلامية إطلاقا .
لذلك نحن نقول للشباب المسلم حافظوا على حياتكم ، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم ، وأن تتعرفوا عليه تعرفا صحيحا ، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم ، هذا العمل ولو كان بطيئا ولو كان وئيدا ، فهو الذي يثمر الثمرة المرجوة ، التي يطمع فيها كل مسلم اليوم مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم ،كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكما ، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولا